يتميز النشاط الاقتصادي للمؤسسة بحركية دائمة تديرها الاستثمارات المختلفة، وباعتبار هذه الأخيرة العامل الأساسي الذي يسمح للمؤسسة بالبقاء والتطور، فإن المؤسسة الناجعة هي التي تحافظ على قدرتها الإنتاجية عن طريق تجديد استثماراتها، هذا ما يتطلب منها البحث عن مصادر تمويل احتياجاتها التي تسمح لها بمواجهة نشاطاتها وتجنب المؤسسة الوقوع في الأزمات المالية مثل العجز المالي. فالتمويل من المستلزمات الضرورية للتغلب على التحديات المتزايدة التي تواجه المؤسسة كحدة المنافسة والرغبة في التوسع لمواجهة الظروف الطارئة، لذلك فهو يعد عنصر أساسي الاستمرار المؤسسة في نظامها ونموها وبالتالي لا يمكن لأي مؤسسة أن تحقق أهدافها أو تطبق استراتجيتها دون هذا العنصر الحيوي. لذا تعد مسألة التمويل من بين أعقد المشكلات الاستراتيجية التي تواجه تنمية وتطوير المؤسسة الاقتصادية، فالكيفيات أو الطرق المختلفة التي يحصل بها المستثمرون أو المؤسسات على ما يحتاجون إليه من أموال هي أول ما يفكر فيه كل مستثمر أو مؤسسة.. من هذا المنطلق سنقوم بتخصيص هذه المقياسلتناول مختلف العناصر المرتبطة بموضوع تمويل المؤسسة وذلك من خلال خمس محاور أساسية، إذ سنتطرق في المحور الأول أهم الأساسيات المرتبطة بموضوع التمويل والسياسة التمويلية، ثم ننتقل في المحور الثاني التطرق لمختلف مصادر التمويل الأساسية للمؤسسة، وفي المحور الثالث لكيفية تقدير تكلفة التمويل لمختلف المصادر التي تم التطرق إليها في المحور الثاني، لتناول في المحور الرابع  لأهم محددات الهيكل المالي الأمثل وعلاقته بالرفع والمخاطرة، وفي المحور الخامس  لأهم النظريات التي عالجت مسألة  وجود أمثلية الهيكل المالي من عدمها