ملخص المقياس وأهدافه:

مدخل عام:

    يمثل الاتصال العمومي مفهوم أساسي في الفكر الاجتماعي وفي حياتنا المعاصرة، فهو بمثابة الميكانيزم الذي يسمح باستمرار الحياة والعلاقات الاجتماعية وفق معايير معينة لما يتميز به من مقدرة تعبيرية على نقل وتوصيل الأفكار للآخرين واستمرارية التأثير وتجاوز عنصر الزمن وعامل المكان والسرعة والقدرة على الانتشار والوصول إلى أفراد المجتمع كافة، أي أنه يعطي المجتمع القدرة على الانتظام وفق قيم معينة. لذلك تحاول البحوث المعاصرة تأكيد مشروعية هذا العلم لما يتضمنه من أهداف نبيلة غايتها المصلحة العامة مع مراعاة بعض الجوانب والاعتبارات المستمدة من علم الاجتماع، الاقتصاد، التربية والسياسة، نظرا لشساعة مجال هذا النوع من الاتصال الذي يمس كافة حياة الانسان، فالحياة الاجتماعية كلها مجال للاتصال العمومي حيث المشاكل والآفات ذات الأبعاد المختلفة اجتماعية كانت أو صحية أو اقتصادية أو سياسية، فكلها تمثل أبعادا مختلفة ومتنوعة للاتصال العمومي.

   لذا يمكن اعتبار الاتصال العمومي أحد الأشكال الهامة في العمليات الاتصالية المختلفة، حيث لايزال هذا المفهوم يرتبط بالدولة ومؤسساﺗﻬا العمومية، أو بالأحرى تلك الوسائل الإعلامية العمومية كالصحف والإذاعة والتلفزيون التي يسمَيها البعض بالتقليدية مقارنة بالإعلام الجديد الذي يرتبط أساسا بظهور الأنترنت وما أنتجته من وسائط متعددة، وهذا ما يظهر في العالم العربي بشكل كبير، باعتبار أن هناك بعض النظريات الإعلامية والسياسية التقليدية التي لا تزال قائمة بذاﺗﻬا تسيّر العملية الاتصالية وتتحكم في الفضاء الاعلامي، وذلك بمنطق الخدمة العمومية وتأطير المصلحة العامة.

 

أهداف المقياس:

  يدخل هذا المقياس ضمن سلسلة البرامج الموجهة لطلبة السنة الثالثة ليسانس تخصص "الاتصال" يهدف إلى إعطاء معلومات نظرية وتطبيقية  للطالب حول الاتصال العمومي الذي يسعى إلى تحقيق المصلحة العامة، من خلال التعرف على أحد الفروع التطبيقية لعلم الاتصال، يسمح للطالب بالولوج إلى ميدان الدراسة وتطبيق كل التقنيات المنهجية المدروسة لاستخلاص النتائج المتوقعة، خاصة وأن الاتصال العمومي يرتبط بشكل كبير بقضايا المجتمع من آفات وأمراض ومشاكل اجتماعية وبيئية وغيرها من القضايا التي تخدم الصالح العام. إضافة إلى تمكين الطالب مع معرفة مراحل تصميم الحملات الإعلامية بمختلف أشكالها مع مراعاة أهم خطواتها وشروط نجاحها  والعوامل المؤثرة فيها وهو ما يؤهله للتخصص في هذا المجال  ما بعد الدراسة.