يرجع قيام النشاط التسويقي إلى ما يعرف بالمبادلة التي تقوم هي الأخرى على ما يعرف بمفهوم القيمة، فلا يمكن تخيل قيام مبادلة إن لم ير طرفاها قيمة فيما يمتلكه كل طرف، و لقد أثبتت هذه القاعدة عبر العصور. و عليه يمكن تعريف النشاط التسويقي على أنه عملية مبادلة القيمة التي تتم بغرض إشباع حاجات أطراف المبادلة، سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو حتى دول.

و نظراً لما شهده عالم الأعمال مؤخراً من تغيرات سياسية و اجتماعية و ثقافية انعكست على الجانب الاقتصادي بشكل كبير، بظهور التكتلات الاقتصادية على غرار المجموعة الاقتصادية الأوربية وغيرها من التكتلات، بدأ تكريس مبدأ انفتاح الأسواق على بعضها البعض لتصبح سوقاً واحداً و هو ما أدى إلى اشتداد المنافسة في ما يعرف بالأسواق العالمية. و بالتالي أصبح من الضروري اللجوء إلى التسويق من أجل ضمان فعالية أداء المنظمات داخل و خارج وطنها، لأن المعيار الذي بات مستخدماً للحكم على مستوى جودة أداء هذه الأخيرة هو مدى قدرتها على التماشي مع متطلبات الأسواق الدولية التي تختلف فيما بينها، و هو ما عزز دور التسويق و التسويق الدولي في دعم أنشطة المنظمات.

على ضوء ما سبق يمكن القول بأن مقياسنا الحالي سيتناول جملة من المحاور المتعلقة بالتسويق على وجه العموم و التسويق الدولي على وجه الخصوص، حتى نتمكن من إبراز أهم المعالم التي من شأنها أن تساعد المنظمات على النشاط و النجاح في بيئة الأعمال الدولية، ويشتمل برنامجه على المحاور الأساسية التالية:

 المحور الأول: مدخل للتسويق الدولي؛

المحور الثاني: أهمية و أهداف التسويق الدولي؛

المحور الثالث: بيئة التسويق الدولي؛

المحور الرابع: استراتيجيات دخول الأسواق الدولية؛

المحور الخامس: سياسات المزيج التسويقي الدولي.

ملاحظة: الملفات المرفقة مشفرة من أجل الحصول على كلمة المرور يرجى الاتصال بالاستاذ عبر الإيميل:
f.medjahdi@univ-chlef.dz