من خطاب الأمير عبد الكريم الخطابي غداة تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي

أبناء شعب إفريقيا الشمالية الكريم:

  يسرني أن أوجه إليكم أول خطاب وانأ أتمتع بالحرية الكاملة في ارض الكنانة بعد طول فراق ونحمد الله على هذه السنة الجليلة التي أتاحت لنا الفرصة لاستئناف الكفاح في سبيل حريتنا واستقلالنا .

   إخوتي الأعزاء :

لا يخفى أننا أسسنا لجنة مهمتها تحرير المغرب العربي المسلم من ربقة  الذل والاستعباد ومن نيرا لاستعمار البغيض ، وان الظروف الحاضرة والواجب الوطني هو الذي دفعني إلى تولي رياسة هذه اللجنة وإلا فما كان لي ارب في هذه الرياسة لعظم مسؤوليتها وخشية الضعف عن القيام بهذا الواجب العظيم ، لان الإنسان لا يقدم على أمر حتى يفكر في عواقبه وملابساته ومقدماته ونتائجه وهل في استطاعته أن يقوم بواجبه كما ينبغي . وعلى أية حال فقد وقع ما وقع وانتهى تأليف اللجنة على أساس قوله عليه الصلاة والسلام : (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).

 لذا فإنني أرى من واجبي اليوم بعد تقديم تحياتي للجميع أن أعلمكم وأنبهكم إلى أن الواجب الديني والواجب الوطني يقتضيان على كل أفراد شعوب المغرب العربي ان يتحدوا اتحادا لا تشوبه شائبة ، وينبذوا نهائيا كل ما من شانه ان يؤدي إلى الخلاف او النزاع وان يوحدوا جهودهم المادية والأدبية حتى نستطيع ان نقوم بواجب تحرير شعبنا ووطننا وإنقاذهما من وطأة الاحتلال بالقضاء على الدخيل .

هذا ما ارجوه منكم وتسمعونه مني دائما إلى ان نصل إلى شاطئ السلامة بتحقيق الكرامة ، واني لا أحيد قيد أنملة عن أسماعكم هذه الأسس المتينة التي نريد ان نبني عليها أعمالنا في المستقبل ، وان كل من سيسعى في خلاف بينكم أو إحداث شقاق في صفوفكم اعتبره خائنا وجانيا على الوطن ، لان الذي سيستغل هذا الخلاف لحسابه ويستفيد منه هو العدو المستعمر لبلادنا ، فلا يجوز ان يقبل منه اي عذر من الأعذار .

   إخوتي :

على الأحزاب  ترك النعرات الحزبية وان لا يجعلوها وسيلة للتفرقة والنزاع مما لا يعود على وطننا إلا بزيادة الوطأة الاستعمارية وتمكين الدخيل من رقابنا ، واعلموا ان اقوي سلاح نقدمه للدفاع عن وطننا هو سلاح الاتحاد بين الزعماء وعامة الشعب ن إذ ليس لنا سبيل للخلاص ولا الخروج من هذه الأزمة الخانقة إلا إذا تكاتفنا وتعاونا واتخذنا الوحدة شعارا مقدسا لا تشوبه أغراض ولا أعراض .

 ان يوم الخلاص قريب ، قريب إذا وفيتم بهذا الشرط والتزمتم العمل به  والدعوة إليه كل بمفرده ، ويكفينا دليلا على صحة هذا قوله تعالى بما فيه مصلحة المؤمنين الذين سماهم إخوة :(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .

  السؤال : 

   حلل النص تحليلا تاريخيا مراعيا منهجية تحليل الوثائق التاريخية.