مقياس : جغرافيا بشرية                    

                                            النمو السكا نى

المستوى : الثاني

الشعبة :  تاريخ عا م

         

         1-  مفهوم النموالسكانى : كاهو التغير الذي يحدث في عدد السكا ن نتيجة الزيادة الطبيعية والهجرة .

فيكون إذا التغير السكا نى بفعل ثلاث عناصر وهى المواليد – الوفيات – الهجرة . فحالا الولادة التي تتم كل يوم تزيد من عد د السكان و حالات الوفاة التي تحدث كل يوم تنقص عدد السكا ن و المهاجرون من دولة إلى أخرى ينقصون عدد السكان في الأولى ويزيدون في العدد الثانية . ويمكن إن تضع عنا صر النمو السكا نى الثلاث على شكل المعادلة التالية  .        

النمو السكا نى   : (عدد المواليد – عدد الوفيات )    (عدد المهاجرين الوافدين – عدد المهاجرين المغادرين ) و نسمى الفرق بين عددي المواليد والوفيات ( بالزيادة الطبيعية ) كما نسمى الفرق بين عدد المغادرين وعدد ألوا فدين ( بصافى الهجرة ) ونستطيع تحويل تلك الأعداد في المعادلة السابقة إلى معدلات  فالمعدل النمو السكاني = معدل الزيادة الطبيعية    معدل صافى الهجرة .

       2-  مكونات النمو السكا نى الطبيعي :  لما كان النمو السكا نى الطبيعي يتركز على محورين هما المواليد والوفيات فان ذالك يؤدى إلى تزايد سكا ن العالم – والواقع أن هناك عوامل متشابكة و معقدة اقتصاديا و دنيا و سياسيا تتفاعل في النهاية لتحديد مستوى المواليد و الوفيات في المجتمع 

              ا- معدل المواليد :  وهو عبارة عن النسبة بين عدد المواليد في سنة معينة واجمالى السكان في ذات السنة منسوبة إلى الألف و يبدو  هذا المعدل منخفضا بصفة عامة في الدو ل المتقدمة حيث يقل عن 20 \ بينما يبدو مرتفعا في الدول النامية حيث يصل إلى 40 \  وبصفة عامة يمكن إيجاز العوامل الرئيسة المؤثر في معدلات المواليد على النحو التالي :

          1- التركيب الديمغرافى :  التركيب النوعي للسكان ذات تأثير جوهري في الخصوبة  فالمناطق التي تزيد فيها نسبة البالغين اوما يعرف بمتوسطي السن تميل إلى أن تكون ذات خصوبة عالية .

         2- التعليم : هناك ارتباط عكسي بين مستويات التعليم و معدلات المواليد فكلما ارتفع مستوى التعليم كلما قلت معدلات المواليد وصغر حجم الأسرة .

         3- الدين : تشجع كثير من الأديان كالإسلام والمسيحية وخاصة الكاثوليكية على تزايد عدد السكان ومعارضة وسائل الحمل .

        4- العادات والتقاليد الاجتماعية : تلعب دورا هاما في خصوبة السكان ومعدل المواليد السائدة وخاصة فيما يرتبط منها بالزواج و أنواعه و تباينه وفق المجتمعات البشرية فى الشرق والغرب .

                   5- مستوى التغذية والصحة :  يلاحظ أن هناك ارتباط بين مستوى التغذية والصحة من ناحية و الخصوبة من ناحية أخرى فأكثر الجماعات البشرية فقرا في العالم هي أعلاها في معدل الوفيات .

                    6- العوامل السياسية : تعد الحروب في مقدمة العوامل السياسية التي تؤثر في حجم السكان في المجتمع وتقلل من معدلات النمو السكا نى ثم ما يلبث المجتمع من تعويض النقص العددي بعد ذلك عن طريق زيادة معدل المواليد وفيما يعرف بطفرة المواليد baby boom والتي تعقب الحروب الكبرى باستمرار . وكذا السياسة التي تتبناها الدولة والتي تشجع على تزايد الإنجاب بتقديم مساعدات كبيرة بل م منح وأوسمة للأمهات .

ب- معدل الوفيات    :  هو عبارة عن النسبة بين عدد الوفيات في سنة معينة إلى جملة عدد السكا ن في ذا ت السنة معبرا عنها بنسبة في الألف . ويلا حظ أن اقل معدلات الوفيات (حولي 6 \ ) ترتبط بالدول المتقدمة ذات مستوى المعيشة المرتفع بينما يسود المعدلات العالية (30 \ ) في الأقطار النامية – ومن الخطأ تعميم هذا الاستنتاج حيث تقل معدلات الوفيات بشكل مذهل في عدد كبير من الأقطار الصغيرة في العالم والتي تدخل في عدد الدول النامية .  متأثرة  بمعدلات الوفيات بمجموعة متشابكة من العوامل منها التركيب العمري والمستوى الصحي السائد والتركيب الاجتماعي والمهني .

        3-  مراحل النموالسكا نى :  أدت دراسة النمو السكا نى إلى محاولة تقسيمه إلى مراحل رئسيه أو دورات ديمغرافية تتميز كل منها بسمات خاصة معتمدة على تطور المواليد والوفيات وتعرف هذه النظرية بنظرية النمو الطبيعي للسكان أو النظرية الدمغرافية الانتقالية  demographic  trancitional  theory  . وقد أقيمت على تجارب بيولوجية معملية قام بها (ريدموند بيرل) وقد استنتج إن النموالطبيعى يحدث في دورا ت مميزة حيث يبدأ النمو بطيئا ثم يتزايد في التدرج وبنسبة ثابتة حتى يصل لمنتصف الدورة – ورأى (جيني ) الايطالي أن دورة النمو السكا نى تشبه دورة حياة الفرد وهى تتميز بمرحلة نمو سريع مبكر ثم مرحلة نضج وثبات وبعد ذلك مرحلة الشيخوخة –ويرى الباحثان (بيرل وجيني) إن دورة النمو السكاني تتأثر تأثرا كبيرا بعامل المواليد وهبوطه وينتج عن هذه الدورات في النهاية شكل حرف (s ) المائل . وتعد نظرية الانتقال الدمغرافى من ابرز المظاهر المرتبطة بدراسة السكان ن وهى تمثل العلاقة بين معدل المواليد ومعدل الوفيات وتعتمد على عنصر الزمن لتحديد تطور منحنى النمو وتقسيمه إلى مراحل لكل منها سماتها الخاصة

               ا- المرحلة الأولى (المرحلة الابتدائية ) : تتميز بالارتفاع معدل المواليد والوفيات وبتعرض السكان إلى ا لأوبئة ومجاعات ت ترفع معدل الوفيات إلى أرقام كبيرة وكطلك ترفع فيها معدلات وفيات الأطفال الرضع ارتفاعا كبيرا قد تصل إلى ا كثر من250 \ وأكثر من نصف الأطفال يموتون قبل السن 15 .ولقد مرت كل شعوب العالم بهذه المرحلة التي سادت العالم في كل أجزائه تقريبا حتى القرن 17م . ولكن المجتمعات التي تتمثل فيها المرحلة في العصر الحديث قلة واضحة وأصبحت مقصورة على بعض أجزاء وسط إفريقيا وبعض جزر جنوب شرق أسيا وبعض مناطق دول أمريكا اللاتينية حيث يتعدى معدل المواليد والوفيات 30 \ وبالتالي لا يزيد معدل النمو السكا نى زيادة كبيرة ويظل مرتبطا بظروف ف التخلف الصحي والاجتماعي السائد .

  ب- المرحلة الثانية ( مرحلة التزايد السكا نى المبكر أو المرحلة الديمغرافية الشابة) :   تتميز بالنمو المتزايد والسريع للسكان الناتج عن انخفاض معدل الوفيات مع استمرار معدل المواليد مرتفعا ومن ثم ارتفاع الزيادة الطبيعية . وتعيش معظم الدول النامية هذه المرحلة في أسيا و إفريقيا وأمريكا الاتنيية المدرية  وهذه الدول هي التي تحظى بأعلى معدلات النموالسكا نى في العالم وبمعنى أخر فان هذه الدول تعيش الآن مرحلة الانفجار السكا نى والذي يعد ابرز مشكلاتها المعاصرة ويعد التطور التكنولوجي الكبير من أهم العوامل التي مكنت الدول من الدخول في المرحلة الثانية حيث استطعت بواسطتها أن تسيطر على الأمراض البيئية وان تخفض من معدل الوفيات بها في فترة قصيرة.

 ج- المرحلة الثالثة ( مرحلة التزايد السكا نى المتأخر) : تعيشها الدول ذات الخصوبة المتوسطة - معدل المواليد أكثر قليلا من 20 \ - ووفيات منخفضة –معدل الوفيات حوالي 10 \ - ويتميز النمو السكانى بأنه اقل من مستواه في المرحلة السابقة وتتراوح الزيادة الطبيعية فيها ما بين 1 \ غالى 2 \ سنويا  مثل كوريا الجنوبية – تايوان – الصين- الأرجنتين – ففي  هذه الدول يلعب تنظيم الأسرى دورا هاما في خفض مستوىات الخصوبة .

 د-  المرحلة الرابعة (مرحلة الاستقرار) : وتشمل الدول التي وصلت إلى مرحلة الثا بت والاستقرار الدمغرافيين حيث انخفض فيها معدل المواليد ومعدل الوفيات انخفاضا ملحوظا وبالتالي هبوط النمو السكا نى إلى ادني مستوياته في العالم حيث يتراوح بين 0.5 \ و 1 \ سنويا كما هو الحا ل في معظم دول شمال وغرب أوروبا . وهناك دول وصل معدل النمو فيها صفر كالنمسا – لكسمبورغ-السويد  - وبعض الدول تعرضت لنقص طبيعي في معدل النمو المجر – ألمانيا .

مقياس : جغرا فيا بشرية                                                        

                                                                                                               الهجرة

المستوى :  الثاني

الشعبة :  تاريخ عا م

 

     1- ا-   تعريف الهجر:  هي انتقال الأفراد أو الجماعات البشرية من موطنهم الاصلى بصفة دائمة الو مؤقتة إلى مناطق أخرى

وهى عموما ظاهرة قديمة قدم الزمن عرفها الإنسان في عصور ما قبل التاريخ وقد لازمته وتطورت معه خلال فترات التاريخ المختلفة إلى أن برزت بصورة واضحة ومنتظمة في القرن 19 وهذا بالرغم من خفة حدتها في وقتنا الحالي نتيجة للرقابة المشددة والمفروضة من بعض الدول المهاجر إليها – وتعد الهجرة من الناحية الديمغرافية إحدى العوامل الهامة في تعديل النمو السكاني اى بزيادة سكان مناطق على حساب مناطق أخرى وهذا ما يعبر عنه بالزيادة غير الطبيعية التي تختلف عن الزيادة الطبيعية .........ب :.أهميتها : 1- توفر عامل الأمن لكل المهاجرين من ظلما ت الحروب بكافة أنواعها  على الرغم من أن الهجرة تجعل الإنسان في ضنك خاصة في البدايات وذلك لمواجهة مجتمعات جديدة لم يعتد عليها من قبل أو على الأقل لم يتهيأ نفسيا لها ..........   2- تساعد على تحسين الأوضاع الاقتصادية للفرد ولعائلته خاصة إذا كانت الهجرة بدافع الهروب من الأوضاع الاقتصادية المتردية في الموطن الاصلى . كما تعمل أيضا على رفع الاقتصاد في البلد الاصلى بالموارد المالية خاصة إذا كان عدد المهاجرين ممن يعملون في الخارج كبيرا. 3- تزيد الهجرة الاختلاط بين الأعراق والشعوب وإتباع الديانات كما أنها تساعد على تحسين الأخر المخالف في نظر الإنسان المهاجر الذي لم يعرف في حياته سوى شعبه فقط وأيضا على زيادة التبادل الثقافي بين الأمم مما يؤدى إلى نشوء أجيال جديدة مختلطة قادرة على التكيف في عدد من البيئات أكثر من أسلافها .4- تساعد الهجرة على زيادة تعرف الإنسان على نفسه وعلى قدرته ومواهبه الكامنة من خلال دمجه في بيئة غريبة عنه مما يساعده على تقوية ثقته بنفسه وزيادة اعتماده عليها وهذا سر نجاح العديد من المهاجرين الذين تركوا أوطانهم لأسباب عديدة. ففي هذا السياق فان الهجرة تزيد من خيرات الفرد ومن حصيلته العلمية والثقافية فيكون اقدر على جلب التجارب الناجحة في شتى الميادين ومحاولة تكيفها مع وطنه الاصلى مما يساهم في خدمة شعبه ووطنه .

     2- أشكالها وأنماطها :  فبغض النظر عن كون الهجرة دائمة أو مؤقتة فضلا عن كونها اختيارية أو إجبارية فانه يمكننا تصنيفها إلى قسمين أساسين هما :الهجرة الداخلية – والهجرة الخارجية .                                                                                                                                                                                                 

                 ا- الهجرة الداخلية :   هي التي تتم داخل حدود الدولة بصرف النظر عن المسافة التي يقطعها المهاجرون فقد تكون انتقالا من مسكن إلى أخر داخل ألحى الواحد أو المدينة أو من مدينة إلى أخرى أو من الريف إلى الحضر أو المناطق المأهولة إلى أخرى غير مأهولة لتعميرها وهى بهذا كونها لا تتخطى الحدود السياسية للدولة وتكون قد تخلصت من المشاكل التي تحدثها الهجرات الدولية بسبب الإجراءات التي  يتعرض لها المهاجر أثناء الدخول والخروج من والى ارض الهجرة هذا فضلا عن اللغة والجو الجديد الذي يستدعى التكيف معه وما يميز هذه الهجرة أيضا زاهدة التكاليف وقصر المسافة التي تقطع . كل هذه الخصائص تبين لنا مدى تضخم الهجرات الداخلية عن الدولية ولعل ما ذلك الإحصائيات التي أجريت في الثلاثينات من القرن العشرين والتي برهنت على أن عدد المهاجرين بأوروبا داخل أوطانهم باستثناء الاتحاد السوفياتى (سابقا) قد بلغ 75 مليون شخص في حين لم يتجاوز المهاجرون مليون شخص خارج الوطن وداخل النطاق الاوروبى 16 مليون شخص .

وبالرغم من وجود تبادل بين مناطق الطرد والجذب فان ابرز  تيارات الهجرات الداخلية :- حركة الهجرة من الريف إلى الحضر ومن الناطق الفقيرة إلى المناطق الغنية وتبدو هذه الظاهرة واضحة في الدول المتقدمة والنامية  سواء بسواء – الهجرات الفصلية الدورية وهى عبارة عن انتقال الحيوانات والرعاة والزراع إلى المراعى الجبلية العالية في فصل الصيف تاركين قيعان الوديان لزراعتها بالحبوب والأعلاف ثم ما يلبثون أن يعودوا إلى قراهم في تلك الأودية في فصل الشتاء ويسود هذا النمط في مرتفعات الهيملايا وفى جبال الألب وكهجرة الرحل عندنا في الجزائر الذين يتجهون نحو الهضاب العليا في بداية فصل الصيف ثم يعودون إلى الصحراء في أواخر فصل الخريف – الهجرة اليومية وهى تتمثل في تحرك الأفراد لفترات زمنية محددة للغاية قد تكون عدة ساعات مثلا وترتبط برحلات الشراء أو العمل اليومي أو الترفيه وتمثل الرحلة اليومية للعمل اكثرانوع الانتقال اليومي من حيث حجم السكان القائمين بها ويحدث هذا النوع مرتين كل يوم ذهابا وإيابا بين مكان السكن ومكان العمل  . ويعد حي الأعمال المركزي داخل المدن مركز الجذب للعمال الذين يتردون عليه يوميا فهو يمثل قوة جد ذب في الصباح ثم ما يلب ثان يكون قوة طرد في المساء . .وللهجرة الداخلية عوامل تتحكم فيها من أهما : ا- العامل الطبيعي :يتجلى  في اتساع الدولة وتعدد اقالمها المتباينة مما يفتح المجال للهجرات الداخلية أن تنمو وتزداد كاتجاه المعمرين نحو غرب البلاد بأمريكا الشمالية  وتوغل زراع البن داخل أراضى البرازيل .ثم المسافة وان كانت أهميتها قد قلت بسبب تقدم الموصلات ولاسيما إذا كانت تكاليفها تتماشى ومستوى ظروف المعيشة في البلاد . أما المناخ قد يكون له دخل كبير في جلب السكان ولعل ابرز مثل على ذلك كاليفورنيا بالولايات المتحدة ............................... .ب-العامل الاقتصادي : أهم عامل يتحكم في الهجرات الداخلية و الخارجية على السواء ويبدو ذلك واضحا في هجرة السكان الريف إلى المدينة وغالبا ما يصحب التحول في البيئة تحول في الحرفة اى الانتقال من الزراعة إلى الصناعة أو التجارة................... ج- العامل الديمغرافى : الزيادة الطبيعية التي تعتبر كفائض سكاني احتفظت به الأرياف لكي تمد به المدن وقت الحاجة يضاف إلى ذلك بعض العادات المتعلقة بالزواج في بعض الجهات بالا يتم الزواج إلا من قرية أخرى ............................................ كما أن هنا ك عامل أخر لا يقل أهمية وهو السياسة التي تتبناها بعض الحكومات من حيث تشجيع الهجرة إلى المناطق النائية والخالية من السكان من اجل استغلالها وتعميرها .                      

ب- الهجرة الخارجية : وهى التي تتجاوز الأوطان والحدود السياسية لا في اتجاه دو ل مجاورة لهل فحسب بل تتعداها أيضا إلى القارات الأخرى وخاصة بعد التقدم السريع اللذين عرفتهما الموصلات . وتتميز الهجرة الخارجية حسب القوانين المتفق عليها دوليا تسجيل المهاجرين القادمين إلى دولة ما أو الخارجين منها ويترتب على هذا الانتقال مشكلات عديدة للمهاجر فهو ياتى إلى وطن غير وطنه ومختلف في ظروفه الطبيعية والاجتماعية في مناخه وثقافته و مؤسساته ونظمه السياسية وربما لغته وعقائده ويصبح التأقلم في هذا المهجر أمرا صعبا في المراحل الأولى للهجرة .ولعل أهم هذه التحركات البشرية والتي قد تكون دائمة أو مؤقتة :- الهجرات الإجبارية والتي ارتبطت تاريخيا بظروف العنف والحروب والصعوبة الدائمة في بعض مناطق العالم – الهجرة الموسمية وتتمثل في الانتقال الجغرافي من مكان إلى أخر لفترة ما محدودة ما يلبث المهاجرون بعدها أن يعودوا إلى مواطنهم الأصلية  وتتباين الفترة الزمنية التي يقضها المهاجرون بين عدة أيام إلى عدة أشهر بل أحيانا ما تصل مدة الهجرة إلى بعض السنوات قبل العودة إلى الموطن الاصلى – الهجرة غير الشرعية  وهى من اخطر أنماط الهجرة الخارجية إذ تعتمد على الهروب السري من دولة إلى دولة أخرى دون استخدام وثائق ثبوتية أو أوراق رسمية وغالبا ما ينتج عنها العديد من النتاج السلبية المهاجرين مثل القبض عليهم أو تعرض حياتهم للخطر والذي قد يؤدى في النهاية إلى الموت . .........................................................  .وللهجرة الخارجية كما للهجرة الداخلية أسباب متعددة من أهمها : ا- الأزمات السياسية و الدينية التي تؤدى إلى مغادرة أو طرد أفراد أو جماعات كاضطهاد البلوريتان بانجلترا والهوج نوت بفرنسا  ك – ب- استعمال العنف المتمثلة في التهجير أعداد ضخمة من السكان من أوطانهم الأصلية إلى أما كن أخرى كتجارة الرقيق حيث انتزع عدد كبير من الأفارقة من أوطنهم الأصلية للعمل في مزارع البيض في العالم الجديد (10ملايين ومن يرفع هذا الرقم إلى 20 بين القرن15 حتى بداية القرن19 )أو عقب الحروب التي شاهدتها بعض الأقاليم في العالم (6 ملايين في الحرب العالمية الأولى و60 مليون في الحرب العالمية الثانية)والشعب الفاسطينى الذي اجبره اليهود إلى مغادرة وطنه تمهيدا لانشا دولة اسرا ئيل .  – ج- حب المغامرة إلى أوطان بعيدة ولإغراض مختلفة مثل مغامرة المهاجرين إلى العالم الجديد – د- تنظيم الهجرة الرسمية وتشجيعها من قبل حكومات البلدان النازح منها والوافد إليها – ه- التضخم السكاني والفقر وتدنى مستوى الحياة وتعرف كلها بعوامل الطرد ويقابلها عوامل جذب في مناطق المهاجرين ومنها ارتفاع مستوى العيش وفرص العمل بأجور اكبر وتوفر الخدمات الاجتماعية والصحية وخاصة إذا كانت ارض المهجر قريبة – و- تقدم الموصلات وتنوعها كان له اثر حاسم في تسهيل الهجرات إلى مختلف الأقطار و القارات .

3      - النتاج : لاشك أن للهجرة كيفما كان نوعها نتائج مختلفة تعود أثارها على البلاد الموفد منها واليها ومن أهمها :

1- تغير حجم السكان في اتجاهين عكسيين يتمثل اخدما في زيادة سكان المناطق المستقبلة اى الهجرة الوافدة ويتمثل الاخر فى تناقص عدد السكان في مناطق الهجرة المغادرة وخاصة سكان الريف .

2- ارتفاع نسبة الذكور الذين هم اشد رغبة في الهجرة من الاينا ث ويحدث العكس في المناطق الموفد إليها .

3- اختلاط السكان في المهجر وظهور مشكلا ت التباين العرقي بين بعض الجماعات كما هو الحال في الولايات المتحدة وجنوب فرنسا (العنصرية)

4- ظاهرة استنزاف الأدمغة التي تحظى بها مناطق الوصول التي تجذبها من مواطنها الأصلية وغالبا ما تكون هذه العناصر أكثر فئات السكان حركة وتدريبا وتعليما .

5- تزا يد عدد سكان مناطق الاستقبال من جهة  وتخفيف الضغط على الدول المكتظة بالسكان .من جهة أخرى .

6- انتقال رؤوس الأموال والثقافة والتقنية ونمط الحياة بين مناطق الطرد والجذب على المستوى العالمي والمحلى ..

مقياس جغرافيا بشرية

                                               العوا مل المؤثرة في التوزيع السكانى            

 

 

المستوى  الثاني

الشعبة   تاريخ عام

إن الاختلاف في توزيع السكان على وجه الأرض يعود إلى هذه العوامل التي يمكن حصرها في قسمين أساسين

1- العوامل الطبيعية  

ا- المناخ   يعد تأثير المناخ في توزيع السكان ذات أهمية بالغة ليست فقط من خلال التأثر المباشر على الوظائف العضوية للإنسان بل بطريقة غير مباشرة على التربة والحياة النباتية و الزراعية وقد رأى (Huntington) أن المناخ هو المبتدع الرئسى للحضارة وموجة الهجرات البشرية ومجدد لطاقات الشعوب وشخصيتها – ومن هنا تصبح الحرارة الشديدة أو البرد الشديد كلاهما عائق كبير لاستيطان الإنسان كماأن شدة الحرارة والرطوبة وما ينتج عنهما من كثافة نباتية فضلا عن رداءة التربة وانتشار الأمراض كلها تعتبر عوامل طرد للإنسان وليست عوامل جذب  - والغم من قساوة المناخ الذي لا يستطيع التلائم معه سوى بعض الجماعات ت كالاسكيمو في المناطق الجليدية والرحل في المناطق الحا رة والزنوج الأقزام في الأقاليم الاستوائية فان نجد الوسائل التقنية الحديثة سواء كانت لإغراض اقتصادية كالتعدين أو علمية كإقامة محطات للأرصاد الجوية أو إستراتيجية كتأسيس القواعد الجوية تلك كلها عوامل ساعدت على جذب عدد من السكان الأمر الذي أدى إلى ولادة مدن حديثة مثل راديوم بور بكندا .

         ب-  المياه   كانت المسطحات المائية عموما عامل جذب للسكان منذ القديم ولا سيماإذا كان الظهير القاري عامل طرد تحول دون الاستقرار وما اتجاه النرويجيين و الكويتيين قبل اكتشاف البترول نحو البحار إلاان ابرز مثل على هذه الظاهرة والبحار زيادة من كونها مورد رزق هام فهي أيضا وسيلة وهمزة وصل بين الشعوب وبواسطتها تبادلت الحضارات منذ القديم  أما الأنهار كانت ومازلت عامل تقل الإنسان إلى كونها مصدرا أساسيا لحياته والنباتات والحيوانات وجد الموارد المائية وسهول الاتصال وغير ذلك من المزايا تجعل هذه الأخيرة جالبة للسكان كما هو الحال في نهر الغانج والمسيسيبى والنيل وهونغ هو...

        ج- التضاريس  لقد أظهرت الدراسات أن هناك أكثر  من 86 \ من سكان العالم يعيشون في السهول والهضاب ب التي لا تتجاوز 450 متر ويتمثل ذلك في الدلتا ت و السهول الفيضية في الشرق الأقصى وكذلك دلتا النيل وبلاد الرافدين وسهول وهضاب أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وق ساعد هذا التمركز السكاني خصوبة التربة وملا ئمتها للإنتاج الزراعي فضلا عن سهولة المواصلات وعلى عكس من السهول فان الجبال تعتبر طاردة للسكان إذا كانت وعرة وفقيرة وخالية من الوديان و الأحواض و يشير(ستازمسكى) من خلال دراسته للعلاقة بين توزيع السكان ومظاهر السطح أ ن عدد السكان وكثافتهم تتناقص بالارتفاع وذلك للصعوبات الناتجة عن استغلا ل البيئات الجغرافية المرتفعة و التكيف معا  وأظهرت هذه الدراسات من إن أكثر من نصف سكان العالم (56 \ ) يعيشون بين البحر و 200متر وتبلغ كثافة السكان عند هذا المستوى المنخفض ضعف متوسط الكثافة العالمية .

        د- الموارد الطبيعية  كانت الثروات الطبيعية على اختلاف أنواعها اثر مباشر في توزيع الجغرافي للسكان وخاصة إذا ما كانت هذه الثروة لها قيمة اقتصادية كبيرة كالذهب والبتول والماس وموجودة في مناطق غير مأهولة بالسكان حيث تجذب هذه الثروة السكان للتركز في مناطق تواجدها بشكل بؤر استيطانية تمارس حرفة التعدين ثم تتطور هذه البؤر إلى مدن بسرعة  ولكن هذه المدن سرعان ما تتلاشى ويهجرها السكان وتصبح مدن أشباح عند نفاذ المعادن كما حصل في مدينة (با كيت) في استراليا عندما نفذ الذهب من مناجمها .

2- العوامل البشرية والاقتصادية 

       ا-  الظروف التاريخية والسياسية  لا تخلو العوامل التاريخية والسياسية من تفسير لظاهرة التوزيع السكاني في العالم فالسكان الجبال الكريات باووربا تعود إلى عهود تاريخية قديمة فقد اتخذها أصحابها كمركز للدفاع والمقاومة ضد العناصر الغازية المحيطة بهم – كما بيع الرقيق الأسود وإبادة الأفارقة من قبل الاوروبين البيض قد ساعد على انخفاض سكان القارة الإفريقية الأمر الذي كان له اثر كبير على توزيع السكان –وقد أدى اضطهاد الحروب الدينية بأوروبا إلى هجرة أعداد ضخمة من القارة وهذا عكس ما يتميز به شرق الولايات المتحدة الأمريكية من كثافة مرتفعة بسبب الهجرات الأوروبية إلى هذا النطاق كما أحدثت[i] النزاعات السياسية في بعض الأحيان تأثير كبير على توزيع السكان فالتقسيم شبه القارة الهندية في عام 1947 أدى إلى تحركات السكان كالمسلمين إلى كل من باكستان و بنغلاديش وبالتالي تغيرات في توزيع السكان في شبه القارة الهندية كما إن تغير الحدود في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية احدث تحركات سكانية كبيرة وأخيرا أدى تفكك الاتحاد السوفياتى في السابق وما أعقبه من حروب البوسنة والهرسك وكوسوفو تهجير اجبارى وتحركات سكانية كبيرة أسهمت في تغير الخريطة السكانية لتلك المناطق .

     ب- النشاط الاقتصادي  تتحكم الحرفة بشكل واضح في توزيع السكان حيث نلاحظ اختلافا في اكتظاظ السكاني حسب حرفتهم  .فالزراعة التي تتطلب الاستقرار فهي تتفاوت في كثافتها وذلك حسب نوعيتها والأساليب التي تتبعها ففي حين تتراوح كثافة السكان في الزراعة البدائية ما بين 5 و 10 أشخاص في المناطق الاستوائية نجدها ترتفع في غرب إفريقيا حيث يوجد الزراع المهرة الذين ادخلوا بعض الأساليب الحديثة عليها إلى 100 أو أكثر في الكيلومتر المربع وف إقليم الأرز الرئيسية بجنوب شرق أسيا حيث توجد الزراعة الكثيفة فهي تتراوح ما بين 300 و 1000 شخص في الكيلومتر المربع  .أما لصناعة تساهم في وجود كثافة سكانية مرتفعة مقارنة بالأنشطة الزراعية بشكل عام و يبدو انتشار الصناعة واضحا في نطاق كثير من المجتمعات السكانية الكبرى في العالم و المعروفة بالإقليم الصناعية الرئيسية فكل من شمال غرب أوروبا ووسط وشرق أمريكا الشمالية وشرق أسيا حيث تقارب أو ترتفع فيها الكثافة السكانية عن 1000 شخص في الكيلومتر المربع .

    ج- التقدم  يعتبر هذا العامل من أهم العوامل التي تدفع الناس إلى الهجرة من مواطنهم الأصلية إلى المواطن التي ينتشر فيها التقدم و التطور و الرخاء كما يفضل اليوم سكان العالم الهجرة إلى المناطق الغربية وتحديدا إلى الدول الغربية و الولايات المتحدة الأمريكية

 



[i]