عنوان البحث: تاخر اللغة عند الطفل.

 

مفهوم اللغة 

تعد اللغة الوسيلة الاساسية للتواصل، والتعبيرعن الذات، فهي مصدر أساسي لثقافة الامة على اعتبار أن اللغة هي نظام من الرموز متفق عليه في ثقافة معينة أي في المجتمع الواحد.

واللغة من الموضوعات المهمة والأساسية في حياة الأمم والشعوب وسمة حضارية أصيلة مالزمة في تفاعالتها النفسية والاجتماعية والثقافية والأدبية والسياسية والتاريخية ورابطة قوية في تماسك الشعوب.

 تعد اللغة من أهم المكونات الأساسية للروابط الاجتماعية فمن خلالها يتم تبادل الآراء والمعارف و العواطف.

فالإنسان كائن اجتماعي، والتواصل اللغوي هو دليل وجوده، ولا يمكن العيش بدونه فهناك علاقة وثيقة جدا بين اللغة والتفكير حيث تعتبران وجهان لعملة واحدة لذلك هناك من يرى أن التفكير هو لغة صامتة تجسد وجودية الإنسان. كما يرى "فيكوفسكي": أن اللغة والتفكير ينبعان من جذرين مختلفين لكنهما يتوحدان لدى نمو الطفل، ويمكن القول أن العلاقة بينهما عضوية دينامكية لا يمكن الفصل بينهما فلا يكون هناك تفكير بلا لغة ال لغة بالا تفكير،فالتفكير هو حديث لغوي .باطني، واللغة هي تفكيركلامي ظاهري

وبالرغم من أن اللغة الصوتية هي الوسيلة الأولى الشائعة بين بني البشر إلا أن 

هناك وسائل غير لفظية بعضها يصاحب الكلام وبعضها الاخر مستقل عنها فاللغة 

كلمة فضفاضة واسعة ينضوي تحت إطارها: اللغة المنطوقة والمكتوبة ولغة 

الإشارة، لغة البرايل، لغة أبجدية الأصابع، لغة العيون والإشارات والتلميحات .والايماءات، وكل المسميات التي نراها بمثابة لغة .

مفهوم تأخر اللغة

تأخر اللغة مصطلح يدل على ظهور متأخر للغة أكثر مما يدل على لغة مضطربة، فهوتأخرعلى مستوى إرسال الأصوات أوالكلمات المعزولة فقط، ولكن 

يؤثر على بنية اللغة في شكلها التركيبي المعقد أي أن الوظيفة اللسانية في شكلها 

المتعلق بتحقيق الفعل اللغوي تكون مصابة وأحيانا يمكن أن نجد إصابة جانب الفهم، وبالتالي بهذا الشكل يِؤثرتأخراللغة على قدرات التفكير لدى الطفل. على خالف تأخر الكلام فإن تأخر اللغة يتميز بأنه إصابة تخص الوظيفة اللسانية في حد ذاتها بحيث نجد تأخرا في اكتسابها واضطرابا في تنظيمها.

فالأطفال يكتسبون اللغة في مراحل عمرية مختلفة، حيث أن الطفل العادي تنمو 

لديه اللغة تقريبا في نفس السلسة النمائية خلال 18 شهرا الأولى من الحياة، كما 

يكتسب المهارات بشكل طبيعي موازي بعد عمر 40شهر  (3سنوات ونصف)

محققا بذلك متطلبات اللغة الطبيعية، أما الطفل المتأخر لغويا فإنه يكتسب نفس

التسلسل مثل أقرانه ولكن بشكل بطئ، والعديد من هؤالء الأطفال لا توجد لديهم 

اعاقات ويحققون ما حققه أقرانهم في اكتساب اللغة، كما أن بعض الأطفال 

يكتسبون اللغة في التسلسل الصحيح ولكن ببطء، ويكون عليهم صعبا انهاء 

إكتساب تراكيب اللغة المعقدة، فعلى سبيل المثال العديد من الأطفال المتخلفين 

عقليا لديهم تأخرلغوي إلا أن نموهم اللغوي سيبقى تحت مستوى إنجازأقرانهم 

.العاديين أوذوي الذكاء الطبيعي والذين يتطورون ضمن المعدلات المتوقعة

تأخر اللغة يتضمن كل من : تأخر اللغة البسيط وتأخر النمو اللغوي

1)_تعريف تأخر اللغة البسيط 

 هو تأخر في المستوى الزمني الكتساب اللغة وتطورها "نموها"،حيث لا 

يتمكن الطفل من الإنتاج اللغوي والتكلم بين السنة الثانية والثالثة، فلا يستطيع 

الوصول إلى الحد الأدنى من النضج اللغوي وحتى الاكتسابات اللغوية البسيطة 

إن وجدت فهي بطيئة وضعيفة، فلا تصاحب هذه الاضطرابات إعاقات حسية 

ولاحركية والطفل يكون سليما من الناحية الفيزيولوجية والعضوية 

 ."الحواس،الأعضاء"ويمتلك قدرات عقلية عادية

 أعراضه(مظاهره): تتميز لغة الطفل المتأخربمايلي 

.يتميز الفهم بكونه عادي أو شبه عادي -

يجد الطفل صعوبة في استعمال الأفعال والضمائر كما يغيب عن كلامه -

.استعمال أدوات الربط وأدوات الإشارة

.نلمس صعوبات يجدها الطفل في القيام ببعض التنظيمات الدقيقة للحركات -

يرفق هذا الاضطراب عادة بتأخر في ظهور بعض المكتسبات النفسية الحركية -

.مثل المشي

.نلاحظ عند الطفل ظهورمشاكل نفسية عاطفية -

يؤثرتأخراللغة البسيط عند الطفل على تمدرسه بحيث يمكن أن تؤدي بالطفل -

إلى ظهورمشاكل أخرى مرتبطة بالمحيط المدرسي مثل: عسرالقراءة،أوالكتابة أو 

.صعوبات تلقي المفاهيم ومشاكل التحصيل الدراسي بصفة عامة

2 )_تأخر النمو اللغوي 

يعرفه "أجورياقيرا"على أنه خلل في اللغة الشفهية تظهرخاصة في السنة 6 على 

شكل صعوبات واضحة في تنظيم النمو اللغوي، يمكن أن تؤثرعلى اللغة المكتوبة 

وتظهر في شكل عسرالقراءة والكتابة، وهذاعند أطفال يمتازون بنموحسي حركي 

 ."عادي"طبيعي

أعراض (مظاهره):

  

.اضطرابات حركية تخص الجهاز الفموي والصوتي- 

.صعوبات متعلقة بإدراك الأصوات بالرغم من سلامة الجهاز السمعي -

. اضطرابات الفهم اللغوي -

بالنسبة للفهم نجد أن الطفل يجد صعوبة في إدراك المفاهيم المجردة المتعلقة -

بالزمان والمكان كما يتعذرعليه إعادة تلخيص قصة، ويصعب عليه التحكم في التسلسل المنطقي للأحداث

نلاحظ كذلك كلام مختصرا جدا وأخطاء تركيبية واضحة تؤثرعلى مفاهيم الزمان والمكان

 ."العجزأوالنقص في البرمجة الفونولوجية " مستويات اللغة والنظام الصوتي -

العجز أو النقص الفونولوجي ــ التركيبي ، الذي يمثل الشكل الأكثر تداوال لدى -

هؤلاء الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب، بحيث نجد أن الفهم يكون 

أحسن من التعبير لتتجسد الصعوبة في النطق، كما نلاحظ غياب وظيفة أو وظائف 

 الكلمات مع عدم تنظيم التتابع الزمني للكلمة

ولكن يجب الإشارة إلى أن تأخرالنمواللغوي أوالديسفازيا لا تعطينا مجموعة 

متجانسة لان الأطفال المصابين بهذا الاضطراب تختلف درجة إصابتهم كما 

.يختلف و يتغير نوع أعراضهم

أسباب التأخر اللغوي 

هناك عوامل ومتغيرات عديدة للتأخر اللغوي منها ما يكون مادي (ذاتي) ومنها ما يكون لأسباب بيئية متعددة

العوامل المادية

1)_الإعاقة العقلية: 

إن القصورالعقلي يؤثربشكل سلبي في كيفية التعامل مع ما هو مستقبل من قبل الآخرين (المرسلين) وبعبارة أخرى أن الطفل المعاق عقليا لا يعالج اللغة في ذهنه كما هو الحال بالنسبة للطفل العادي، الأمر الذي يؤدي إلى تأخراللغة عنده.

2)_السمع غيرالطبيعي (ضعف السمع)، حيث يؤثر فقدان السمع بشكل كبير جدا 

في تطور اللغة وقد تختلف درجة التأثر تبعا لدرجة ضعف السمع، فلا يمكن بشكل عام أن يطور الطفل لغته ولديه مشاكل في السمع كما هوالحال بالنسبة للاخرالسامع سمعا جيدا.

3)_الشلل الدماغي: وهومن الأسباب الرئيسية التي تؤثر في تطوراللغة عند الأطفال إذ لا يساعد القصورالحركي على استخدام اللغة بشكل سليم وخصوصا اللغة المحكية.

4)_صعوبات التعلم: إن القصور في العمليات النفسية كالتذكر واالنتباه والإدراك 

التي تكون في الغالب نتيجة لخلل أو إصابة الدماغ تؤثر بشكل سلبي في التطور 

اللغوي للطفل، وبالرغم من ان هؤلاء الأطفال لديهم نسبة ذكاء عادية الا انهم قد يتأخرون عن أقرانهم في نمو اللغة.

العوامل البيئية 

1)_الحالة الثقافية للوالدين: حيث تكون البيئة التي يعيش فيها الطفل غيرمحفزة 

لاستنهاض الكوامن الذاتية لها.

2)_تعلم لغتين في آن واحد قد يؤدي إلى أن الطفل يتأخرفي كلتا اللغتين .

وخصوصا عندما يتزوج الأب بامرأة أجنبية لا تعرف العربية، فهو يتكلم بالعربية مع طفله والتي تعد هي اللغة الأم(الطبيعية)، بينما تكلمه الأم باللغة الأجنبية والتي تعد بالنسبة لها لغة طبيعية وبالتالي قد تؤدي هذه الحالة إلى تأخر الطفل لغويا في كلتا اللغتين.

3)_الأمراض التي تصيب الوالدين وخصوصا الام، الأمراض التي يتعرض  لها الطفل قد تحد من درجة التطوراللغوي.

 

4)_التركيز على مواطن القصور الأخرى غير اللغة فعلى سبيل المثال لنفرض أن الطفل لديه قصورحركي، فيركز الوالدان بشكل أساسي على هذا القصور دون إعطاء أهمية للتطور اللغوي، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر اللغة لدى هذا الطفل.

5)_عوامل الفراق والطلاق والخصام تؤثر سلبا في التطور اللغوي لان الطفل يحتاج إلى العيش في بيئة صحية بعيدة عن الخصومات والخلافات، ولكي يكون الوالدين مهيأين بشكل كامل للتربية ولتلبية حاجات الطفل الجسمية والعقلية والاجتماعية وكذا الانفعالية.

كيفية عالج التأخر اللغوي عند الطفل

يكون ذلك من خلال رسم برنامج علاجي للطفل حيث ان لكل احتياجاته الفردية 

لهذا علينا ان أخذ الاعتبار ان كل طفل مختلف عن اخرحتى وان كان سبب وعامل التأخراللغوي متشابها.

1)_استخدام جميع حواس الطفل(الاعتماد على كل الحواس بدلا من الحرص على 

حاسة).

 2)_عدم معاقبة الطفل اذا أخطا في النطق .

3)_تشجيع الطفل بشكل دائم ليكسب طاقة وحماس أكثر.

4)_مساعدة الطفل على ربط الأصوات التي يسمعها أي ربط الأصوات بمسمياتها الحقيقية دائما كأن تقول له صوت الهاتف.. صوت العصفور...

5)_استخدام جمل واضحة بسيطة لتسهل عليه عملية النطق.

6)_منح طفلك الوقت الكافي لاستجابة التحلي بالصبر لان دماغ الطفل يقوم بتخزين الكلمات ليقوم بلفظها فيما بعد

7)_استشارة طبيب مختص( اذ لم يكن هناك أي استجابة مع األمور التي سبق ذكرها).