المحاضرة بعنوان  التدريب على تقنيات بناء الادوات البحثية

تعتبر عملية جمع البيانات خطوة مهمة في اجراء واتمام البحوث ،ولكي يجمع الباحث البيانات المتعلقة بموضوعه على نحو علمي منظم فانه يدقق في اختيار أدوات بحثية أو يعدها بنفسة لتناسب مشكلة بحثه وهدفه والطريقة البحثية التي يختارها لتنفيذ وذلك من أجل تمكنه من اثبات فروضه ومن ثم تفسير نتائجه

والبحث يبدأ غالبا بالمشكلة حيث بعد تحديدها بدقة يقرر الباحث المدخل الذي يؤدي الى الشكل البيانات ونوعها والتي تلزمه لاختيار صدق الفرضيات ،فيفحص ما تيسر له من أدوات ويختار أكثرها ملاءمة لتحقيق هدفه ، لعل اختير الوسيلة المناسبة للحصول على البيانات أمر يحتاج ال اتقان فيستخدم الباحث الاداة المناسبة لبحثه ،وفي الكثير من الاحيان يحتج الى اعداد ادواته بنفسه بعد الاطلاع على على الدراسات السابقة المشابه لبحثة أو لبعض جوانبه وبعد التحديد الدقيق لمشكلة بحثه

ففي تعريفنا للأدوات البحثية هي وسائل مساعدة للحصول على البيانات للازمة لموضوع البحث كما تساعد على تحديد ما الدى الباحث من قدرات واستعدادات  وطرق التفكير

ولذلك لابد أ، يكون لدى الباحث المام واف بمجموعة واسعة من الادوات والوسائل أ، يكون على ألفة بطبيعة البيانات التي تؤدي اليها وكذلك لابد ان يكون لديه مهارة في استخدام هذه الادوات واعدادها

ومن الادوات التي يستخدمها الباحث للحصول على البيانات اللازمة الملاحظة ،الاستبيان  والمقابلة اضافة الى الاختبارات والمقاييس ،ولكل بحث ادواته الخاصة به قد تختلف من بحث الى بحث أخر وباختلاف طبيعة الموضوع أهدافه ،ومن هذه المعطيات يتوجب على الطالب الباحث معرفة مراحل تكوين الاداة البحثية ليستطيع التمكن من بناء أدوات بحثية ذات قيمة علمية منهجية ملائمة لتحقيق بحثه وعليه نخطو خطوة  معرفة المعايير المنهجية التي يجب مراعاتها في تكوين وبنا ء اداة بحثية

تكوين اداة البحث

رغم ان ادوات البحث متنوعة الا انها جميعا تتفق في عيين تسلسل الخطوات الواجب اتباعها واتخاذها وتتضمن هذه الخطوات المراحل التالية

Ø    الصورة الشكلية للاداة ومضمونها

Ø    انشاء الاداة البحث

Ø    ظبط الاداة البحث

تحليل وشرح هذه المراحل

المرحلة الاولى : الصورة الشكلية للأداة ومضمونها

تتمن هذه المرحلة ثلاثة عمليات اساسية

·       أ _تحديد الغرض من تكوين اداة البحث

هو الاجابة عن السؤال  الذي مفاده لماذا نصمم هذه الاداة؟ ولمن تصمم؟

وتتضمن الاجابة موضوع البحث أو الظاهرة التي نريد وصفها وقياسها وخصائصها الافراد الذين سوف تطبق عليهم الاداة وفائدة اجراء واستخدام الاداة فقد تستخدم لغرض واحد او اكثر

·       ب _ترجمة الغرض الى صيغ اجرائية عملية

وفي هذه الخطوة نتعرف الى قابلية تنفيذ الغرض من الاداة عمليا حيث يتم تعريف المفاهيم والمصطلحات اجرائيا من قبل الباحث ثم يحدد أبعاد الاداة بحسب الموضوع والغرض المطلوب

·       ج _تعيين مضمون الاداة وشكلها

وفي هذه الخطوة يحدد الاطار العام للأداة الذي تقدم البنود من خلاله كما يحدد انواع السلوك الذي تستوضحه الاداة عند استخدامها وهنا لابد من مراعاة شمولية المضمون ومناسبه وتكامله وانتمائه للهدف

المرحلة الثانية : انشاء أداة البحث

تتمن هذه المرحلة كذلك ثلاثة عمليات اساسية

·       أ_كتابة البنود أو الفقرات

وفيها يصوغ الباحث أو معد الاداة البنود (الاسئلة) بصيغة مناسبة ثم يجربها بشكل مبدئي ويراجعها ويعدل الاداة في ضوء ذلك بحيث تصبح مطابقة للمظاهر السلوكية المطلوب تحديدها وقياسها

·       ب_ التجريب والتحليل المبدئي للبنود (الاسئلة)

حيث هنا في هذه العملية يقوم الباحث بتطبيق الصورة الاولية على عينة استطلاعية غير عينة البحث وتكون مماثلة لها بغرض استضاح استجابات وردود افعال هذه العينة الاستطلاعية للاسئلة تصنف وفق مستويين المستوى الكمي من حيث تقدير مستوى الصعوبة وقوة التمييز والمستوى الكيفى من حيث وضوح او غموض الاسئلة

·       ج_ صياغة الاداة في شكلها الشبه النهائي

حيث يقوم الباحث بتعديل اسئلة الاداة في ضوء التجريب المبدئي ومن ثم يتم اعداد صورة شبه نهائية للأداة تمهيدا لتجربتها من أجل محاكمة صدقها ثباتها

ويتم وضع التعليمات اللازمة لطريقة التدوين المطلوبة وطريقة حساب استجابات الفراد

المرحلة الثالثة : ضبط الاداة البحث

وتكون الاداة مضبوطة وصالحة للاستخدام بعد تحليلها تقنيا ويتضمن ذلك التأكيد من صدق الاداة وثباتها وموضعيتها وملاءمتها للغرض الذي من اجله صممت ومن الضوابط التي تقلل من تأثير العوامل التي تدخل في عملية القياس هي على النحو التالي

·       تقديم الاسئلة نفسها او ما يكافئها تماما لكل من يجيب أو يتعرض للقياس

·       توحيد قواعد الاجراء على جميع من يتعرضون للأداة

·       توحيد معايير التصحيح والاتفاق على معايير موضوعية محددة يلتزم بها جميع المعالجين لمعطيات الاداة من تفريغ وتبويب البييانات