تتضمن المحاضرة على محورين وهما يتضمنان بدورهما عدة عناوين جزئية تستجيب للطبيعة الموضوع والمحاضرة بحيث يكون سهلا وسلسا للاستقبال وللفهم من قبل الطلبة ، فكان المحور الأول شاملا لماهية الحداثة بمختلف التجليات ، فكان تعريفها من حيث اللغة والاصطلاح ، ثم دوران هذه التعريفات على ألسنة العلماء وحتى الشعراء مثل أدونيس ، مما يقرب وجهات النظر المختلفة في طرح الموضوع وذلك للوصول بالطرح إلى مرتبة الشمول والكلية ، ثم تتدرج المحاضرة في سياق تعريفي عام ممنهج إلى النشأة وذلك بالبحث في الجذور التأصيلية للحداثة بظهورها باعتبارها مذهبا غريبا مع رصد تداعيات هذا الظهور في الساحة الغربية نفسها ، والعربية أيضا سواء من حيث تأثير الظهور الغربي ، أو من خلال الربط والتجليات الحاصلة في التراث العربي القديم من خلال تقديم التصورات والرؤى الموافقة والمخالفة ، ثم يكون بعد ذلك الوقوف بالمحاضرة إلى الأنواع من خلال التطرق إلى الحداثة العلمية كأول ظهور لها وذلك من خلال الخضوع لمقتضيات العصر ، ثم حداثة التغيرات الفكرية والسياسية المستجيبة للحداثة في أصل فكرتها وبالشكل العام الخاضع للتطور والمواكبة ، ومن ثمة الحداثة الفنية أو الشعرية ، وهو مدار البحث  الأصلي لموضوع الحداثة في الأدب ، وبالتطرق للشعر أكثر لأنه المسرح الذي جرت به التحديات التجريبية في محاولة مواكبة التطور والحداثة في الأصول الفنية للشعر والتي بدونها أصلا لا يكون الشعر شعرا ، ومنها التحرر من الوزن والقافية وغيرها من التحديتات التي كان من نتائجها الانقسام الفكري بين مناصرة القديم ومناصرة الحديث من حيث كونه مناهضا لذلك القديم.وذلك كله في ضوء خطة للمحارة تسير وفق منهج منظم في الطرح.