لاشك أن نظریة الأدب المقارن نظریة حدیثة من حیث انها لون من البحث الأدبی یعنی بالعلاقات الأدبیة الدولیة، وهجرة الأفکار والأذواق، والمبادلات المختلفة بین الأدب والفنون الجمیلة والعلوم الإنسانیة.
وقد دخل الأدب المقارن إلی الجامعات العربية منذ وقت مبکّر علی ید جملة من الباحثين(-عبد الوهاب عزام-خليل هنداوي-فخري أبو السعود-الأديب قسطاكي الحمصي الحلبي) ؛ ولو أن نشأة الأدب المقارن فی البلاد العربية لم يکن نتیجة لحرکة فکریة، وتخطیط علمی، أو استجابة لحاجة شدیدة داخل اللغة القومیة- کما کان شأنه فی جامعات فرنسا وبعض الأقطار الغربیة - بل کان الأمر علی عکس ذلك؛ فقد دخل  منقولا من الجامعات الأوربیة؛ وذلك علی ید أستاذة ، رکزوا في الأغلب الأعم علی دراسة مواطن الشبه أو الخلاف بین الآداب الغربیة وتلك العربية، ولم تعط مثل هذه العنایة لدراسة تأثیر الأدب العربي فی سائر الآداب أو تأثره بها. وفی هذا المقياس حدیث عن نشأة الأدب المقارن فی اوربا  والعالم العربي وعن رواده الأوائل، کما فیه حدیث عن أهم التحدیات التی ظلت وماتزال تعرقل مسیرة الأدب المقارن فی العالم