التخصص : سنة أولى علوم اجتماعية

مقياس :مدارس و مناهج المجموعة الأولى

الأستاذة : جلال فاطمة زهرة

الحصة الثانية : تابع للمحاضرة السابقة

 

الإجراءات المنهجية للمدرسة الوضعية

لقد ذكر كونت أربعة إجراءات هي :

الملاحظة و التجربة و المقارنة و المنهج التاريخي و قد أكدَّ على أنَّ:

1- الملاحظة : أو استخدام الحواس الفيزيائية يمكن تنفيذها بنجاح إذا وجهت عن طريق نظرية [1] و ذلك عند دراسة الظواهر الاجتماعية بحيث يمكن للباحث أن يستعين بها في جمع المعلومات الأولية عن الظاهرة خاصة في مرحلة الدراسة الاستطلاعية .

2- التجربة : يعتقد كونت أن التجربة " فعلياً وواقعياً تكاد تكون مستحيلة في دراسة المجتمع ... كما أكّد إمكانية عقد المقارنات [2]

3- المقارنة : يمكن استخدام المقارنة كطريقة للمقارنة "بين مجتمعات مختلفة أو جماعات داخل المجتمع الواحد أو نظم اجتماعية للكشف عن أوجه التشابه و الاختلاف بين الظواهر الاجتماعية و إبراز أسبابها وفقاً لبعض المحكات التي تجعل هذه الظواهر قابلة للمقارنة كالنواحي التاريخية و الاثنوغرافية و الإحصائية و يمكن الوصول عن طريق هذه الدراسة إلى صياغة النظريات الاجتماعية "[3]

 

 

4- المنهج التاريخي :يعتبر في نظر كونت " البحث عن القوانين العامة للتغيّر المستمر في الفكر الإنساني و هي نظرة تعكس الدور المهيمن للأفكار ، كما يظهر في قوانين المراحل الثلاث"[4] التي تحدث عنها كونت عندما أشار إلى تطور الفكر الإنساني و هي اللاهوتية و الميتافيزيقية و المرحلة الوضعية أو العلمية.

و تجدر الإشارة إلى أنَّ منهج كونت التاريخي لا يشترك " إلاَّ في القليل من نواحيه مع المناهج التي يستخدمها المؤرخون الذين يؤكدون العلاقات السببية بين الوقائع الملموسة ، و يقيِّمون قوانين عامة كيفما اتفق" [5]  خاصة و أنَّ هذا المنهج يستخدم للحصول على أنواع مختلفة من البيانات و المعلومات ذات الطابع المعرفي و ذلك لتحديد تأثير الأحداث الماضية على المشكلات التي يعاني منها أفراد المجتمعات في الأوقات الحالية [6]

و عليه يمكن القول أنَّ كونت يعتبر" من روَّاد الوضعية الذين أسَّسُوا علم الاجتماع على أسس علمية تجريبية ، اعتماداً على الملاحظة و التجربة و المقارنة و التاريخ [7]

و خلاصة القول : لقد اهتمت الوضعية عند أوجست كونت بدراسة الظواهر النسبية غير المطلقة بالتوقف عند العلاقات الثابتة بين الوقائع و الظواهر ، في إطار ترابطها النسبي بغية استخلاص قوانينها و قواعدها .



-جميل حمداوي ، أسس علم الاجتماع. شبكة الألوكة ، 2015 ، ص 74.[1]

- نفس المرجع ، ص 74[2]

- جمال معتوق ، منهجية العلوم الاجتماعية و البحث الاجتماعي . الجزائر ، بن مرابط ، ط 1 ، 2009، ص 156.[3]

- جميل حمداوي ، المرجع السابق ، ص 74.[4]

- نفس المرجع ، ص 74.[5]

- محمد عبيدات و آخرون ، منهجية البحث العلمي القواعد و المراحل و التطبيقات . عمان ، دار وائل للنشر ، د ط ، 1999 ، ص 36.[6]

- جميل حمداوي ، المرجع السابق ، ص 75.[7]