وزارة الـتعـلـيـم الـعـــــالي والـبـحـــــث الـعـلــــــمـي
جامـعــــــة حـسـيـــبة بن بــــوعــلي بالشــــــلف
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
قسم العلوم الاجتماعية
شعبة الفلسفة
الإجابة النموذجية لإمتحان السداسي الأول في مقياس الفكر الشرقي القديم
تخصص: فلسفة ........... المستوى: السنة الثانية ليسانس.
نص السؤال:
"في قلب الفكر المصري القديم تكمن علاقة مقدسة بين الإنسان والطبيعة. يظهر هذا الفكر من خلال النصوص الدينية والأساطير التي تعبر عن الاعتقاد بأن الكون عبارة عن نظام متكامل، حيث لكل عنصر مكانة ودور محدد. الإلهة كانوا يُعبَدون ليس فقط لأنهم حكام الكون، بل أيضًا لأنهم رموز للطبيعة، مما يعكس التوجه البيئي والروحاني للمصريين القدماء".
موجبات الإجابة:
بناءً على مضمون النص، يمكن استخلاص الخصائص المميزة للفكر المصري القديم:
1ـ وحدة الكون وتكامل النظام الكوني : اعتقد المصريون القدماء بأن الكون نظام متكامل ومترابط، حيث كل عنصر فيه له وظيفته ودوره المحدد. هذه النظرة الشمولية للكون دفعت إلى احترام كل مكون من مكونات الطبيعة. الإنسان جزء من الكون: لم ينظر المصريون إلى الإنسان ككائن منفصل عن الطبيعة، بل كجزء لا يتجزأ منها. هذا الاعتقاد خلق شعوراً بالانتماء والمسؤولية تجاه البيئة.
ومن الأمثلة التاريخية الدالة على ذلك:
عين حورس: كانت تعتبر رمزًا للشفاء والحماية، وتمثل وحدة الكون وتوازنه. كل جزء من العين يمثل جزءًا من الجسم، مما يعكس الاعتقاد بأن كل شيء متصل ومترابط.
كتاب الموتى: يحتوي على تعاويذ وأدعية تساعد المتوفى على عبور العالم الآخر، مما يعكس الاعتقاد بوجود نظام كوني متكامل بعد الموت. => (4 نقاط)
. 2تقديس الطبيعة ورمزيتها: الإلهة كرموز للطبيعة: لم يكن الإله في الحضارة المصرية مجرد قوة عليا، بل كان تجسيدًا للقوى الطبيعية. فمثلاً، كان إله الشمس رع يمثل مصدر الحياة والدفء، وإله النيل حابي يمثل الحياة والخصوبة. عبادة العناصر الطبيعية: لم يقتصر تقديس المصريين على الآلهة فقط، بل امتد إلى العناصر الطبيعية نفسها مثل النيل، والأرض، والشمس، والقمر، والنجوم، والأشجار، والحيوانات.
ومن الأمثلة التاريخية الدالة على ذلك:
نهر النيل: كان يُعتبر شريان الحياة في مصر، وكان مرتبطًا بإله النيل حابي. كانت الفيضانات السنوية للنيل موقعة للاحتفال والتقديس.
حيوانات: كانت الحيوانات تُقدس لأنها كانت مرتبطة بآلهة معينة أو بخصائص طبيعية معينة. على سبيل المثال، كان القط مرتبطًا بإلهة القمر باست، وكانت العقرب مرتبطة بالشفاء. => (4 نقاط)
. 3التوجه البيئي والروحاني : الحفاظ على التوازن البيئي : كان للمصريين القدماء وعي عميق بأهمية الحفاظ على التوازن البيئي. ففيضان النيل مثلاً كان حدثًا مقدسًا مرتبطًا بخصوبة الأرض، وكانوا يقدسون هذا الحدث ويقيمون له احتفالات. الروحانية في كل شيء: لم تكن العلاقة بين الإنسان والطبيعة علاقة مادية فقط، بل كانت علاقة روحانية عميقة. فالمصريون كانوا يرون في الطبيعة تجليًا للقوى الإلهية، وكانوا يسعون إلى التواصل مع هذه القوى من خلال الطقوس الدينية.
ومن الشواهد التاريخية الدالة على ذلك:
الأهرامات: بُنيت الأهرامات بدقة شديدة لتتوافق مع حركة النجوم والكواكب، مما يعكس فهمًا عميقًا لعلاقة الإنسان بالكون.
* تحنيط المومياوات: كانت عملية التحنيط معقدة للغاية، وكانت تهدف إلى الحفاظ على الجسد استعدادًا للحياة الآخرة، مما يعكس الاعتقاد في الحياة بعد الموت ووحدة الروح والجسد. => (4 نقاط)
4 ـ الأخلاق البيئية : المسؤولية تجاه البيئة : انعكس التقديس العميق للطبيعة في سلوك المصريين تجاه البيئة. فكانوا حريصين على عدم إلحاق الضرر بالطبيعة، وكانوا يعتقدون أن أي إساءة للبيئة ستؤدي إلى عواقب وخيمة.
ومن الشواهد التاريخية على ذلك:
الزراعة: طور المصريون القدماء نظامًا زراعيًا متقدمًا حافظوا من خلاله على خصوبة الأرض.
قوانين حماية الحيوانات: وجدت بعض القوانين المصرية القديمة التي تحمي الحيوانات، مما يدل على وجود وعي بيئي مبكر. => (4 نقاط)
5 ـ تأثير على الفن والمعمار : الطبيعة في الفن : تجلت العلاقة بين الإنسان والطبيعة في الفن المصري القديم من خلال تصوير المناظر الطبيعية والحيوانات والنباتات. المعابد والأهرامات: تم تصميم المعابد والأهرامات بحيث تتناسب مع الطبيعة المحيطة بها، وتعكس التوجه الديني للمصريين القدماء
ومن الشهواهد التاريخية الدالة على ذلك:
المعابد: كانت المعابد المصرية تزين بالهيروغليفية التي تصور مشاهد من الحياة اليومية والأساطير، مما يعكس الترابط بين الدين والفن.
لوحات المقابر: تُظهر لوحات المقابر مشاهد من الحياة اليومية، وتُعتبر سجلًا بصريًا للحياة المصرية القديمة. => (4 نقاط)
. وكخلاصة، يمكن القول أن الفكر المصري القديم كان فكرًا متكاملاً يربط بين الإنسان والكون، حيث الطبيعة هي محور هذا الترابط. وقد ترك هذا الفكر إرثًا حضارياً غنياً، لا يزال يلهمنا حتى يومنا هذا.
- معلم: BELALEM Abdelkader