نضع بين أيدي طلبتنا الأعزاء مجموعة من المحاضرات في مقياس "علم المصطلح"، الموجّهة لأفواج السنة الثانية الماستر، تخصص: لسانيات عربية، ومن جملة الأسباب الموضوعية والمنهجية التي دفعتني إلى لمّ شتات هذه المحاضرات المتناثرة في مطبوع بيداغوجي واحد أذكر:

تزويد الطلبة بسلسلة محاضرات تثري رصيدهم المعرفي في هذا المقياس، وتكون لهم عونا لهم على التعمق في قضايا في علم المصطلح، النظرية منها والتطبيقية.

المكانة المركزية للمصطلح العلمي في اكتساب المعارف، وتلقي الفنون؛ فالمصطلحات مفاتيح العلوم وأدواتها، ولا يمكن تحصيل أية معرفة دونما فقه لمصطلحاتها.

حداثة علم المصطلح نسبيا مقارنة بغيره من العلوم اللسانية التطبيقية، وأهميته البالغة في هيكلة المعرفة عموما؛ فإذا كانت الفلسفة "أم العلوم"، فإنّ علم المصطلح هو "علم العلوم"؛ وذلك وارتباطه الوثيق بجملة من التخصصات اللغوية، وغير اللغوية، كصناعة المعاجم، والسيميائيات، والترجمة، والمنطق، والأنطولوجيا، والتوثيق، والمعلوميات، وحاجة كل العلوم والآداب والفنون إلى استثمار نظرياته وأسسه  في كوين لغة متخصصة تخضع لمعايير التقييس والتوحيد.

ومن بين الأهداف التي يسعى هذا المؤلَّف إلى تحقيقها:

التعريف بالمدارس المصطلحية الحديثة، واتجاهاتها المتباينة، وبيان جهود روادها، وأهم إسهاماتهم في ترقية البحث المصطلحي في العصر الحديث.

رصد أشكال طواعية اللغة العربية في التوليد المصطلحي، وعرض سبل ترقيتها في عصرنا لتصير قادرة على التعبير عن شتى المستجدات العلمية في مختلف الميادين.