من المعروف أنّ وضعنا الانساني يعتمد على وجود الاتّصال، فنحن نعيش في تجمّع عائلي، ونعيش في تجمّع مدرسي، وفي تجمّعات كثيرة ؛ حيث نلتقي ونتبادل الآراء والأفكار ، ويبدو ذلك بالنّسبة إلينا أمرا بديهيا، وهذا في الحقيقة منذ فجر التاريخ إلى الآن.  ولكن ما هو بديهي ومعروف لا يعني أنّه معروف بالضّرورة معرفة نظريّة، خاصة من جانب الآليات والتّقنيات التي يقوم عليها، على الأقل في نطاق منسّق ومنظّم. وبشكل خاص إذا أخذنا الأمر في إطار ما هو مستجد، كما تمثله وسائط الاتصال الحديثة. ولهذا، فأن توجد الأسئلة،، فهذا لا يمكن أن يكون إلاّ تحصيل حاصل، أو لنقل أن هذه الاسئلة لا يمكن إلاّ أن تطرح، وتطرح بإلحاح، فالزمن متغيّر، وأوضاعنا تبعًا لذلك قد أضحت متغيّرة، ومن بين هذه الأسئلة ما هو مفهوم الاتصال ؟ وماهي أوجهه ووسائله؟ وكيف يعمل ويؤثر ؟  وغير ذلك من الأسئلة التي لا يمكن الاستهانة بها، فالاتصال لم يعد بسيطا، لقد أصبح علما، وهذا له دلالته التي يجب الانتباه اليها.