مقدمة :

تعد الهجرة الغير الشرعية أو السرية ظاهرة عالمية موجودة في الكثير من دول العالم خاصة المتقدمة، لكن الهجرة إلى أوروبا تعد إحدى القضايا الحديثة والشائكة التي تحظى باهتمام كبير من قبل الدول والمنظمات الدولية، وفكرة الهجرة السرية من أكثر الظواهر الاجتماعية شيوعا لدى الشباب وخاصة الشباب الجزائري، فإذا حاولنا التحقيق في مصطلح الهجرة الغير شرعية فانه يعكس خالة اجتماعية سائدة، وهي هروب من الواقع المعاش إلى الواقع المثالي أو الخيالي للحلم بحياة أفضل[1]، حيث يحاول الشباب الهجرة سرا إلى الدول المتقدمة بغية تحقيق أهداف يكون قد سطرها مسبقا، رغم الأخطار التي قد تعترض مثل هذا السلوك ألانحرافي، وبالتركيز على جانبه المشروعي الإنساني مع إهمال جانب أخرى فيه لا تقل إثارة حيث أن هذه الظاهرة تعد ظاهرة مرضية تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، وفي هذا الصدد قدمت المديرية العامة لشرطة الحدود في مطلع سنة 2007 إحصائيات تفيد أن عدد العمليات المبطلة للهجرة السرية بلغت 240 عملية وهذا ما يعادل 60 محاولة في كل شهر، بينما يقدم الإعلام بمختلف أشكاله ولا سيما المرئي عشرات ومئات اللاجئين الغرقى أو الناجين بصعوبة من حوادث القوارب الرديئة والمتهالكة (قوارب الموت) حسب الخطاب الإعلامي التي يركبونها خلسة إلى شواطئ أوروبا كجنة مقصودة أو خلاص حسب تصور هؤلاء الشباب الذي يرمي بنفسه إلى الموت برضي وقناعة.

وتعود أسباب اتخاذ هذا الأسلوب من السفر الغير الشرعي إلى الرغبة الشديدة في تغيير أوضاع الحياة الاقتصادية نتيجة الفقر والبطالة السائدة في أوساط المجتمع الجزائري، بما في ذلك سياسة الإقصاء والتهميش التي يعاني منهما الشباب الجزائري والافتقار إلى عمليات التنمية وقلة فرص العمل وانتشار البطالة وانخفاض الأجور بالنسبة للعمال وما يقابله من ارتفاع أسعار السلع والمستوى المعيشي والحاجة إلى الأيدي العاملة في الدول المستقبلة،للمهاجرين بالإضافة إلى دوافع أخرى: سياسية، ثقافية....الخ، كل هذه الأسباب تدفع بشريحة واسعة من المجتمع ومنها الشباب للتفكير عن حلول بديلة ومنها (الحرقة).

والملاحظ أنه يصعب تحديد حجم الظاهرة نظرا لطبيعتها الغير رسمية وغالبا ما تتفاوت التقديرات التي تقدمها الجمعيات المختلفة لإعداد المهاجرين، وتقدر منظمة العمل الدولية حجم الهجرة السرية ما بين 10 إلى 15 من عدد المهاجرين في العالم والبالغ عددهم حسب التقدير حوالي 180 مليون فرد، وحسب منظمة الهجرة الدولية فان حجم الهجرة غير القانونية في دول الاتحاد الأوربي يصل إلى نحو 15 مليون فرد[2].

إن هذه الإحصائيات تشير إلى أن الظاهرة قد تخطت الحد المعقول وان هناك أفكار تسيطر على عقول شباب العالم العربي وبالخصوص الشباب الجزائري والذي يرى بأنه من الطبيعي جدا أن يحلم مثل أي شاب في العالم بالاستقرار في دول الشمال، خاصة بعد الانفتاح الإعلامي الذي شهدته البلاد بفضل انتشار الهوائيات ما يسمح للشباب باكتشاف حياة أخرى في الضفة الشمالية للبحر المتوسط وبالإمكان تشخيص الدوافع الداعية بالشباب الجزائري للتفكير في الهجرة السرية بالدافع المباشر هو تدني مستوى المعيشي الفرد وارتفاع مستوى البطالة والفقر في المجتمع الجزائري بالإضافة إلى قلة فرص العمل، وان توفرت يرافقها ما يسمى بالبيروقراطية، التهميش، "الحقرة"، كل هذه الأسباب دفعت بالشباب الجزائري إلى الوقوع في فخ اليأس وتحدي الواقع بركوب زوارق الموت للحصول على حياة أفضل مهما كانت الطرق حيث يرى في الضفة الأخرى من العالم الجنان الموعودة أو الجنة المفقودة، كما يتصورون أن للهجرة السرية كما جاء في بعض التقارير والمقالات الصحفية تحديدا متغيرات خاصة بها وهي غير محددة لا زمانيا ولا مكانيا، حيث أنها تمس جميع شرائح المجتمع وقد تخص الشباب والبعض من القصر بنسب مرتفعة والتي تتراوح أعمارهم ما بين 17 إلى 35 سنة، وفي بعض الأحيان قد تمس كلا الجنسين وهذا ما ذكرته جريدة الشروق

في إحدى مقالاتها، وفي مقال أخر لخص فيه العالم الديموغرافي الفرنسي "ألفريد صوفي"  alfred saufy   إشكالية الهجرة في قوله "أما إن ترحل الثروات حيث يوجد البشر، وإما يرحل البشر حيث توجد الثروات"[3].

الأهداف العامة:

-       الاطلاع على واقع الظاهرة داخل المجتمع الجزائري

-       إطلاع الطالب على مختلف المفاهيم الخاصة بها وكذا تشخيص أسبابها والعوامل الدافعة لها

-         معرفة الطالب لنظرة المشرع الجزائري حول الهجرة غير الشرعية

-         تبيان للطالب الآثار المترتبة عنها ونتائجها على جميع الأصعدة

-         إدراك الطالب لخطر الظاهرة على الفرد والمجتمع على حد سواء

-         تمكين الطالب من رصد استفحال الظاهرة ومحاولة التقليل منها وازالة خطرها

-         حتمية إقامة مشاريع تنموية لتوفير مناصب الشغل وبالتالي عدم اللجوء للهجرة الغير الشرعية

المكتسبات القبلية:

مراجع وكتب متخصصة مقدمة للطالب مع عرض تفصيلي كمدخل من تقديم الأستاذ للتعريف بمحاور المادة.

الفئة المستهدفة:   المستوى: السنة الثالثة                  التخصص: علم الاجتماع العام

الحجم الساعي السداسي:                                         

    14-16 أسبوع



[1] - موقع الشهاب، الهجرة غير الشرعية/   f://    fill 30-10-2011 (15:00).

[2]- موقع الشهاب للإعلام، نفس المرجع

[3]- محمد علي، الشباب والتغيير الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 1987، ص 14