وزارة الــــتــــعــــليــــم الــــعــــالي والــــبــــحــــث الــــعــــلــــمــــي جــــامــــعـــــة حــــســــيــــبــــة بن بوعـــلي/ الشلف كـــلية العـلوم الإنسانيـة والاجتماعية قسم العلوم الاجتماعية/ شعبة الفلسفة
اللقب: ............................................................................... | الفوج: ...................................................................... رقم التسجيل .......................................................... |
الإسم: ................................................................................ |
امتحان عن بعد خاص بمقياس فلسفة الدين
المستوى: السنة الثانية فلسفة عامة. (السداسي الثاني/ 2022 ــــ 2023)
"إن موضوع فلسفة الدين وكذلك الفلسفة؛ هو الحقيقة الخالدة في موضوعيتها، (الله) وليس شيئا غير (الله)، تفسير الله. إن الفلسفة ليست حكمة عن العالم، بل هي المعرفة بذلك الذي ليس من العالم، إنها ليست معرفة تهتم بالكيان الخارجي أو الوجود التجريبي والحياة، بل هي معرفة ما هو أبدي، ما هو (الله)، وما يصدر عن طبيعته. ولهذا السبب؛ فإن الطبيعة يجب أن تكشف ذاتها وتطورها. لهذا؛ فإن الفلسفة لا تعمل شيئا سوى أن تفض نفسها وهي تفض الدين، وهي تفض نفسها؛ تفض الدين وتكشفه. ولما كانت الفلسفة منشغلة هكذا بالحقيقة الخالدة التي توجد حسب مقتضاها، أو في ذاتها ولذاتها، وكما والواقع؛ فإنها تتناول جانب (الروح)، الفكرة وليست الهوى الفردي والاهتمام الجزئي لهذا الموضوع. إنها من نفس نوع فعالية الدين. والعقل وهو يفكر فلسفيا؛ ينغمر باهتمام جميل في هذا الموضوع ويتخلى عن جزئيته الفردية على أساس أنه يتخلل في موضوعه وبالطريقة عينها على نحو ما يفعل الوعي الديني، وذلك أن الوعي الديني لا يبحث عن شيء خاص به، بل لا يرغب إلا أن ينغمر في هذا المحتوى.
وهكذا يصبح الدين والفلسفة شيئا واحدا. إن الفلسفة في ذاتها؛ في الواقع عبادة، إنها ديانة. فبالطريقة عينها تتخلى عن الأفكار والآراء لكي تنشغل بالله. ومن ثم؛ فإن الفلسفة تتوحد وتتطابق مع الدين، والفرق هو في طريقة فريدة متميزة عن طريقة النظر إلى الأشياء، والتي تسمى دينا لى هذا النحو. والشيء المشترك بين الدين والفلسفة هو أنهما دين، وما يميزهما الواحد عن الآخر هو مجرد نوع طريقة الدين التي نجدها في كل منهما. ففي الطريقة المتفردة التي ينشغل بها كلاهما (بالله) يبرز الفرق، وعلى أي حال؛ فهنا فحسب تكمن الصعوبات التي تبدو كبيرة، والتي حتى تعد من الأمور المستحيلة؛ أن تكون الفلسفة بالضرورة واحدة مع الدين. ومن ثم يتولد الشك الذي ينظر به اللاهوت إلى الفلسفة، وتكون وجهة النظر التطاحنية للفلسفة والدين. ووفق هذه النظرة التطاحنية (وعلى هذا ينظر اللاهوت)، فإن الفلسفة تبدو وهي تشتغل على الدين بشكل جارح ومدمر، وتسلبه طابعه المقدس والطريقة التي تشغل نفسها (بالله) تبدو مختلفة تماما عن الدين".
فريدريك هيجل: "محاضرات في فلسفة الدين" .. الحلقة الأولى: << مدخل إلى فلسفة الدين>>،
ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد، مكتبة: دار الكلمة، القاهرة، 2001، ص: 49 – 50.
المطلوب:
حلل النص تحليلا فلسفيا، مبرزا الإشكالية الفلسفية التي يطرحها، وتصور الكاتب لحلها، وكذا البراهين التي ساقها لتعزيز موقفه حيالها.
- معلم: BELALEM Abdelkader