.

        

 

محاضرات في اللسانيات الحاسوبية  للسنة الثالثة ليسانس تخصص لسانيات تطبيقية

 

المحاضرة الأولى : مدخل  في اللسانيات الحاسوبية

   يتضح من  البحث اللساني أنه لم يعد يهتم بالطرق، التي بموجبها تتكون الجمل في لغة من اللغات فقط، وإنما أصبح موضوع اللسانيات يتسع ليشمل التعرف على الكيفية التي يشتغل بها الدماغ البشري، أي تحديد الآلة اللغوية ذاتها، في محاولة التعرف على سر تكوينها وطريقة اشتغالها لدى الإنسان عامة. ولعل هذا هو الإشكال الذي يثار والسر الذي استعصى فهمه حتى على العلوم الحقة التي تمتلك من الأدوات الإجرائية ما يمكّنها من ذلك .

         وتعتبر اللغة العربية من اللغات العالمية التي استطاعت مسايرة التقدم الحضاري عبر التاريخ، إذ كانت على صلة بحضارات مختلفة، واستطاعت بفضـل جهود أبنائـها أن تستوعب كل تلك الحضارات وتتواصل معها. وكان استخدام اللغة العربية في الحاسوب، دافعا للعديد من الباحثين اللسانيين للتعاون مع الباحثين الحاسوبيين، للسعي وراء حلول جذرية تعالج مختلف إشكالات اللسانيات الحاسوبية العربية، فأصبح من الضروري إعادة صياغة موروثاتنا اللغوية من الدراسات اللغوية صياغة جديدة ، وذلك على ضوء الإنجازات التي تحققت على ضوء اللسانيات الحاسوب في اللغات الأخرى حتى يصبح بالإمكان التعامل السليم مع اللغة العربية بخصائصها المتميزة .

        

: مفهوم اللسانيات الحاسوبية

    تعد اللسانيات الحاسوبية أحد فروع اللسانيات التطبيقية تهتم بالاستفادة من معطيات الحاسوب في دراسة قضايا اللسانيات المتعددة مثل: رصد الظواهر اللغوية وفقا لمستوياتها، الصوتية، الصرفية، النحوية البلاغية، والعروضية وإجراء عمليات إحصائية وصناعة المعاجم والترجمة الآلية ،وتعليم اللغات"[1].

      إذ تعد دراسة اللغة العربية باستخدام الحاسوب (المعلوماتية) من أحدث الاتجاهات اللغوية في اللسانيات العربية المعاصرة  ، فهو أحد العلوم التي تتطلب تطبيق أدوات إجرائية ،و معارف دقيقة  لعلوم مختلفة على نظام اللغة ،الأمر الذي يستعصى على الطلبة في هذا التخصّص المزاوجة بين علمين أو أكثر و البحث في أدواتهما الإجرائية و تطبيقها في بحوثهم الأكاديمية ،فقد نلاحظ جهود الباحثين المعاصرين العرب – بصفة عامة، واللغويين – بوجه خاص – في تطويع تقنيات الحاسوب لخدمة الدراسات اللغوية العربية، صوتيا وصرفيا و نحويا ومعجميا ودلاليا ، ومدى إفادتها منه في معالجة قضاياها المختلفة .

التي تعتمد على محورين أساسيين شق نظري و الآخر عملي تطبيقي ،غير أنهما مجالين متكاملين في وضعهما و مختلفين في استعمالهما أولهما

     اللسانيات:" وهو العلم الذي يعنى بالدراسات اللغوية الانسانية في ذاتها ولذاتها سواء في نظامها المنطوق او المكتوب, فيهدف الى وصف نظام اللغة وحصر ثوابته وضبط متغيراته, وثم ّمعالجة الظواهر اللغوية في شتى فروعها ومجالاتها وعلى مختلف مستوياتها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والسياقية والمعجمية ...اذ يهتم بأدق الوحدات اللغوية الصغرى منها والكبرى ،فيفسر أبنية اللغة ويصف قواعدها العامة ويضبط العلاقات والوظائف المتعددة بين الوحدات اللغوية ".[2]

  أما الحاسوبية: " يعنى بتوظيف الحاسوب بما يحتويه من عمليات حسابية وإحصائية رياضية وخوارزميات دقيقة ،وما يتميزه من سعة تخزين هائلة وسرعة الانتاج والتنفيد ،في خدمة اللغة, فقد وضع " دافيد كرستال" العالم اللغوي  تعريفا جامعا للسانيات الحاسوبية:فقال:"هو فرع من الدراسات اللغوية الذي يوظف في تقنيات والمفاهيم الحسابية والآلية بهدف توضيح المشكلات اللغوية "[3]

بالرغم من هذا التعريف  الجامع الدقيق ولكن نجد أن اهتمامات اللسانيات الحاسوبية تتعدى مفهوم توظيفي تقني إلى معالجة الظاهر اللغوية المعقدة وتوصيف علوم اللغة  في جميع مستوياتها داخل الحاسوب حتى يسهل التواصل والمعالجة والتعرف الآلي , وقد يهدف إلى البرهنة على بعض القضايا اللغوية التي درسها العرب القدماء والتي ظلت  محل جدل حتى عند العلماء المحدثين مثل نظرية العوامل النحوية, وجعلها نظرية توصيفية لحوسبة اللغة في الحاسوب ،مما يشجع تنافس الباحثين على توصيف اللغة العربية داخل الحاسوب الأمر الذي يستدعي دراسة عدة علوم تجريبية وتطبيقية لمحاكاة اللغة بالحاسوب, فيمكن القول أن هذا المجال هو مجال تجريبي تطبيقي  محض يخضع  اللغة إلى محك التطبيق وربما هدا التشابك المعرفي لعدة علوم في مجال واحد ، و تداخل  الدراسات البينية في تخصص اللسانيات الحاسوبية

فهو علم يهتم باللغة، بحيث يبحث في اللغة البشرية كأداة طبيعية لمعالمها في الجهاز (الحاسبات الإلكترونية، الكمبيوتر)، وتتمحور مبادئ هذا العلم من اللسانيات العامة بجميع مستوياتها التحليلية: الصوتية و النحوية، و الدلالية، ومن علم الحاسبات الإلكترونية ، ومن علم الذكاء الاصطناعي، وعلم المنطق، ثم علم الرياضيات حيث تنسجم هذه الفروع وتتألف لتشكل مبادئ علم اللسانيات الآلي

تحاول أن تعالج اللغة الطبيعية آليان بوضع دماغ آلي قادر على استعمال اللغة مثلما يستعملها الانسان، وبما انه علم يجمع بين اللسانيات و الحاسوب فإن الموضوع الذي يطرحه هو اللغة والحاسوب وهو "ترجمة اللغة إلى رموز رياضية يفهمها الحاسوب، أو تهيئة اللغة الطبيعية لغة التخاطب مع الحاسوب بما يفضي إلى أن يؤدي الحاسوب كثيرا من الأنشطة اللغوية التي يؤديها الانسان مع إقامة الفرق في الوقت و الكلفة"[4]

عند إدراج اللغة في الحاسوب تصبح "لغة قائمة على تفكير رياضي، يستوي في ذلك اللغات الانسانية ولغة الحاسوب، أما اللغات الانسانية ففيها من الظواهر الرياضية قدر غير يسير، و الرياضيات ذات طابع عقلي رمزي تجريدي كما هو معلوم، و اللغة مبنية على الرموز وفيها من التجريد الذهني ماهو بين الواضح لكل باحث"[5] الصياغة الرياضية لا يمكن الاستغناء عنها في حوسبة اللغة العربية، لأن الحاسوب يعالجها برموز رياضية فهي تلعب دورا مهما في التطور الإلكتروني إذ يقول عبد الرحمان الحاج صالح" إن أكبر غلط يمكن أن يرتكبه الباحث في هذا الميدان هو أن يعتقد أن التحليل اللغوي مهما بلغت أهمية هو شيء ثانوي بالنسبة للصياغة الرياضية، وقد لا يصرح غير لغوي بذلك إلا أن عمله وأفعاله قد تدل على غير ذلك في الكثير من الأحيان"[6]. تقوم اللسانيات الحاسوبية على محاكاة  الحاسوب للعقل البشري  محاولة بذلك أن يحقق العمليات الذهنية التي يقوم بها، الإنسان كإنتاج اللغة وفهمها وإدراكها، وفقا للبرامج التي يصممها الانسان .[7]

فاللسانيات الحاسوبية علم واسع له عدة تطبيقات، يحول بعض المهام اللغوية إلى أعمال آلية، تسمى المعالجة الآلية للغة

المحاضرة الثانية - نشأة اللسانيات الحاسوبية:

بدأت الدراسات اللسانية الحاسوبية تشغل حيزا كبيرا من اهتمام المشتغلين في حقل اللسانيات اللغوية والبرمجيات الحاسوبية في الآن ذاته، ذلك ان ثورة الاتصالات الرقمية وصلت إلى أماكن قصية في هذا العالم و اللغات واحدة من الحقول التي طالتها تلك الثورة من خلال تعدد تطبيقات اللسانيات الحاسوبية وتعدد استخداماتها، وهذا ما جعلها محط اهتمام من قبل الباحثين و المختصين البارزين إلا أنها جات إثر نتائج جهود متفرقة مما جعل صعوبة في وضع تاريخ زمني محدد لهذا العلم، لكن رغم ذلك مرت بحقب زمنية مختلفة ودول عديدة وعلى غرار هذا القول سنحاول التطرق إليها من خلال عرض مراحل نشأتها عند الغرب و عند العرب

أ-عند الغرب:

تعود الانطلاقة الألى لنشأة اللسانيات الحاسوبية، عندما" بدأ الاهتمام من أهل الاختصاص في اللسانيات والعلاج الآلي للمعلومات بشكل الصياغة المنطقية الرياضية ينبغي أن تصاغ به النظريات اللسانية، يوم ظهرت أول محاولة في صياغة نظرية المكونات القريبةمن طرف الأمريكي [8]Noam Chomskyولكن تعود الإرهاصات الحقيقية للسانيات الحاسوبية عندما شعر أخصائيون في الحاسوبيات، بأهمية الترويج الفعلي بين علوم الحاسوب، وعلوم اللسان ومن بينهم الباحث الأمريكي( P.G Hays)ثم ف. إنجيف (V.Yngve) [9].فالبداية الفعلية كانت في أمريكا على يد أستاذ علم الدلالة، ومنظم نمذجة اللسانية الدكتور زار تشاك، بحيث يرى أنا البذور الأولى للسانيات الحاسوبية بدأت في قسم اللسانيات بجامعة جورج تاون سنة 1954م و كان ذالك في حقل الترجمة الالية من اللغات الأخرى إلى الانجليزية , و هذا يدل على أن  بداية الخمسينيات من القرن الماضي يعتبر ولادة الالية .

أما في أروبا فكان ظهوره سنة 1961 م بجامعة Göteborg) ) السويدية لكنها كانت محاولة ذات الطابع محلي , أما البداية العلية فكانت لمركز التحليل الالي اللغة بمدينةGalarat  الإيطالية حيث وضع Roberto Busa   سنة 1962م الدعائم الأولى لاستخذام الحاسوب في دراسة اللغة , ثم توالت بعدها فتح مراكز حاسوبية للغة في كل من أروبا و الإتحاد السوفياتي نذكر منها  [10]

-المركز الحسابي لدراسة الأدب و اللغة في جامعة كامبدج سنة 1964م

-المركز المعجمي بمجمع دالاكروسكا , بإيطاليا سنة 1964م

-معهد الألسنة التابع لمجمع العلوم كييف في أوكرانيا الإتحاد السوفياتي سنة 1964م

ب: عند العرب :

أما بالنسبة للعالم العربي فقد كانت بداية الاستفادة في هذا العلم في السبعينيات و ذالك في مجال العلوم الشرعية , إذ إهتموا في بادئ الأمر على إدخال أجزاء معينة من القران الكريم في الحاسوب , ثم أتت أول محاولة لتعريب و ذالك باستبدال اللاتينية بالحروف العربية.  

فبدات تتوسع القصة لتشمل الايصال العلمي بين الحاسوب , و البحث اللغوي كما يذكر "ابراهيم أنيس " (1901-1977) م متسائلا عن امكانية الإستفادة من الكومبيوتر (الحسابية اللالية) [11] .و كما كان للزيارة التي قام بها الدكتور إبراهيم أنيس إلى جامعة الكويت عام 1971م , بهدف العمل بها , الأستاذ الفضل الكبير للسانيات الحاسوبية العربية , حيث التقى بالدكتور (علي حلمي موسى ) أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة الكويت و طرح عليه فكرة الاستعانة بالة الحاسوب , و يشرح له فكرة الإحصاءات اللغوية و أهميتها في البحث اللغوي , ثم اتقفى على البدء بدراسة إحصائية لجذور كما جاءت في معجم الصحاح الجوهري [12] من خلال الدراسة الإحصائية للجذور الثلاثية و غير الثلاثية لهذا المعجم (324 )ه الذي مر على ثلاث مراحل و هي [13]

المرحلة الأولى : مرحلة إدخال المادة اللغوية في ذاكرة الحاسوب

المرحلة الثانية :  في وضع برنامج له بإحدى لغات الكومبيوتر.

المرحلة الثالثة : في المرحلة التنفيذية ان صح القول أن التنفيذ الفعلي لهذا البرنامج  و أتت نتائج هذه الدراسات على شكل جدول إحصائية للغة العربية , و حروفها و تتابع أصواتها و خصائص حروفها .

لقد حضي هذا العمل بترحيب من قبل بعض العلماء و الباحثين , رغم وجود فئة أخرى شككت في فائدة هذا العمل على الدرس اللغوي .

و تلى هذا صدور دراسات إحصائية أخرى بإحصاء جذور معجم لسان العرب لابن منظور (711ه-1972م) فدراسة ثالثة لإحصاء جذور معجم تاج العروس للزيادي (1205ه-1973م) , و إحصاء الفاظ القران الكريم , و من ثم توالت جهود عربية لافراد و مؤسسات علمية و شركات للولوج في هذا المجال من خلال نشر مؤلفات و مقالات , و إقامة ندوات و ملتقات علمية و إعداد برامج و نظم من أجل حوسبة العربية , و يمكن إدراج تأريخ لهذه المساعمات التي سعت لخدمة اللغة العربية و تطورها في مجال اللسانيات الحاسوبية , و أول ما يمكن أن تبدا به هو أهم الندوات و المؤتمرات .

و الجدير بالذكر أن المؤتمر الذي عقد بالرباط بين 26 سبتمبر و 05 نوفمبر 1983م من بواكر الجهود في مجال اللسانيات الحاسوبية و قد ساهم في عقده "المركز الومي للتنسيق و التخطيط العلمي و التقني " في المغرب . و "معهد الدراسات و الابحاث للتعريب " في المغرب , و قد تم نشر أعماله في كتاب " اللسانيات العربية التطبيقية و المعالجة الاشارية و المعلوماتية " .

و قد قسم  الكتاب إلى شطرين تناول الشطر الأول منه : الإطلالة على اللسانيات و الصوتيات للمهندسين , و خصص الشطر الثاني لوصف خصائص العربية , و ثم التركيز على قواعد التصريف و الاشتقاق التي من خلالها ينتج عدد كبير من الكلم و الصيغ المعجمية ذات أنماط و دلالات محددة و ذالك من جذور واحدة[14]

اما ندوة استخدام اللغة العربية في الحاسب الألي التي عقدت في الكويت من 14-16 أفريل 1985م فتناولت مباحث عربية حاسوبية في اتجاه تمثيل النظام الصوتي , و أدلة قراءة النظام الكتابي و معالجة النظام الصرفي النص و تحليله بمدخلين المعجمي و الصرفي [15]

أما الملتقى الدولي الرابع اللسانيات الذي عقده مركز الدراسات الاجتماعية و الاقتصادية بالجامعة التونسية 1987م فقد عرض فيه محمد مراياتي نظاما لانشقاق من الكلمة المجردة في العربية أي الانتقال من الجذور الى مشتقاتها و قد ضمم هذا النظام ليكون جزءا من "قاعدة المعارف " أو "نظام خبير" لقواعد اللغة العربية الصوتية و الصرفية و المعجمية و التركيبية و الدلالية , أما أهم تطبيقات هذا البرنامج فهي :

فهم اللغة , و الترجمة بمساعدة الحاسب , و تعلم اللغة العربية ووضع المصطلحات [16]

اما المؤتمر الأول للحاسب في الكويت من 27- 29 مارس 1989م , فقد قدم فيه يحي هلال يحث بعنوان العلاج الالي العربية و تطبيقاته و قدم محمد حناش مشروعا يرصد فيه كيفية بناء معجم تركيبي الكتروني للغة العربية و ذلك يحصر المداخل المعجمية (الافعال ) , و ذلك في البحث :

"المعجم الإلكتروني للغة العربية "[17]وتناول المؤتمر الثاني حول اللغويات الحسابية العربية في الكويت من 27إلى 29 نوفمبر 1989م :  التوليد والتحليل الصرفيين، والتحليل والتركيب النحويين و تحليل الكلام وتعرفه، والتطبيقات المستفادة باللسانيات العربية الحاسوبية، كفهم العربية المكتوبة غير المشكولة، والترجمة الآلية، وتعليم النحو، فعرض فيه دواوود عبده بحثه حول بعض الصعوبات في الترجمة الآلية من الانجليزية إلى العربية و العكس صحيح فهدفت المقالة إلى الوصول إلى حلول جذرية لهذه الصعوبات التي تواجه الترجمة الآلية المتبادلة بين العربية والانجليزية[18]

أما ندوة اللغويات الحاسبة العربية التي عقدت من 19 إلى 21 ذي الحجة 1412ه الموافق 20إلى22جوان 1992م بالقاهرة، فقد تناولت مباحث في حوسبة اللغة العربية وخصائص العربية ووسطية النحو العربي

وبناء على ما صدر من أعمال الجامعة الكويتية نستخلص أن نشأة اللسانيات الحاسوبية كانت بدايتها عند الغرب فهم السباقون إلى مثل هذه الدراسات، أما عند العرب فلم تظهر إلا في السبعينات وتعتبر محاولات محتشمة من بعض المهتمين بعلم اللغة[19]

إن هذه الجهود مؤشر حقيقي على نجاح الحاسوب في خدمة اللغة العربية، وتوظيفه في معالجة قضاياها المختلفة، تحليلا وتوليدا وترجمة، وتعليما، وصياغتها صياغة رياضية دقيقة وفق علاقة متبادلة بين المقاييس العلمية و المقاييس اللغوية[20]

والمحصلة النهائية لهذه الجهود تصب في خانة قدرة العربية، على استعاب لغة العصر وتمثل تقنياته التكنولوجية بكل كفاية واقتدار، وهذه قضية من القضايا التي واجهتها ومزالت تواجهها كينونة الأمة العربية وحضارتها اللغوية .

المحاضرة الثالثة       منهج اللسانيات الحاسوبية :

       بما أن مصطلح اللسانيات الحاسوبية جاء نتيجة لتداخل اللسانيات الحاسوبية بعلوم الحاسوب، وتتناول موضوعات شتى باعتماد على الحاسوب، وهذا ما أدي لاختلاف الباحثون في تحديد مناهج اللسانيات الحاسوبية تحديدا واضحا، ولعل ذلك راجع إلى تجاربهم ومشاربهم العلمية، فإن كان الجميع متفقون على أن هذا العلم يعالج المواد اللغوية في الآلات الإلكترونية، فإن بعضهم يجعله جزءا من الذكاء الاصطناعي، وبالتالي يفرض على اللسانيات الحاسوبية مناهج الذكاء الاصطناعي، والتي تقوم على جانبين وهما[21]: الجانب النظري، الذي يعني بمعرفة الإطار النظري العميق الذي يعمل في الدماغ البشري لحل المشكلات الخاصة (كالترجمة من لغة إلى أخرى)، أما الجانب التطبيقي فيتمثل في التعامل مع الرياضيات الخوارزمية* والتي هي مجموعة من القواعد ترتب بشكل معين لتعطي نتائج مماثلة للنتائج التي نجدها لدى الإنسان .

هناك من الباحثين على سبيل المثال "إبراهيم أنس"، الذي ربط اللسانيات الحاسوبية بحقل الإحصاء اللغوي للمواد اللغوية، وهنا يستند الباحث على المناهج الإحصائية كل المشكلات. وإضافة إلى ما سبق فهناك فئة أخرى ترى أن اللسانيات ماهي إلا تحصيل حاصل لتصميم وتطبيق لتقنيات العمليات الرياضية الخوارزمية وذلك من أجل اللغات الإنسانية وتركيبها.

نفهم من هذا أنها ذات صلة باللسانيات العامة، حيث نأخذ منها المفاهيم والمبادئ الأساسية المتعلقة باللغة وكيفية اشتغالها ويعتمد الذكاء الاصطناعي والتي هي بحاجة إليه حتى تمثل

المعارف الإنسانية خاصة ما يتعلق بالجانب النحوي و الدلالي، حيث يتمثل الدماغي الآلي للدماغ البشري.

إن المعطيات التي تجري عليها عملية الحساب في الرياضيات الحاسوبية هي كميات معلومة تكون على شكل كائنات رياضية وكذلك الحال في الفيزياء الحاسوبية فإن معطياتها الحسابية هي كائنات فيزيائية وهذا ما يقال أيضا عن اللسانيات الحاسوبية التي تتخذ من المعطيات الحسابية موضوعا لها.

الملاحظ إذن حسب ما مر بأن طبيعة المعطيات المتناولة هي تابعة للنظرية و متوقفة عليها، فقد ينطلق الباحثون من نظريات رياضية أو فيزيائية أو لسانية و تكون معطياتها تبعا لذلك المنطلق، ومنه فإن تخصيص تلك العلوم بالحاسوبية لا يجعل منها علوما جديدة بقدر ما يسلط الضوء على المنهجية المطبقة في تلك العلوم       ينبغي أن يكون للاستخدام الحاسوبي رافد نظري من العلم نفسه الذي يزيد حوسبته، وبالتالي يكون الاعتماد على الأسس النظرية التي يتوخها المجال المعرفي الذي ينكب الباحثون على دراسة اشتغال معطياته و إقامة التصورات حول العمليات التي تجري عليها، وعلى اللسانيات الحاسوبية العودة إلى الأسس النظرية التي وضعتها اللسانيات العامة و الاستفادة منها في إثراء البحث اللساني الحاسوبي والذي ليس بمعزل عنها[22]

إن تبني مقاربة حاسوبية من أجل دراسة موضوع معين يعني دراسة هذا الموضوع ضمن ثلاث مستويات من التجريد: مستوى المكنزم والمستوى الخوارزمي، والمستوى الحاسوبي الحض، وهي ممثلة كالاتي[23]:

1-مستوى الميكانزيم : يعني بوصف المهام التي تقوم بها العناصر المادية للدماغ، وهنا يقصد بطبيعة الحال الدماغ الآلي.

2- مستوى الخوارزمي: وهي وصف الخوارزمية التي تتحكم في نشاط الجهاز، وتتبع هذه المقاربة عدة تشكيلات وعمليات ممكنة وغير محددة بما أنها على ارتباط بالجهاز المتوفر.

3- مستوى الحاسوبي: أعلى مستويات التجريد، يتعلق بتحليل المشكل في إطار معالجة المعلومة (أي النقل الرمزي للمعلومة) بمعنى يتم تحديد ما يمكن حسابه ولماذا، وكذا توفير نماذج رياضية لهذه المشاكل.

يعتمد البحث في اللسانيات الحاسوبية على النمذجة والتي هي مجموعة من الفرضيات حول مستويات التمثيل يفسر بها الباحث مظهرا حاسوبيا للغة ويطور فيها نماذج نظرية لتفاعل تلك المستويات، وتظهر جليا في المستوى الثالث من مستويات التجريد في الدراسة الحاسوبية للغة. إذن النظرية اللسانية تتبع النمذجة، وهي نظرية للحسابات اللسانية تضع فرضيات وتقترح مبادئ وقيود لتلك الحسابات ولمواضيعها، بصفة عامة إن أطروحة اللسانيات الحاسوبية تفرض وجود معجم يمكن أن توصف فيه بنية السيرورات الذهنية الخاصة باللغة أي اللغة الضرورية للتعبير عن الخوارزميات .

إن أهم ميزات اللسانيات الحاسوبية هي النمذجة الحاسوبية حيث تضم هدف النمذجة وهو وصف السيرورات التي يمكن حسابها و التي يتم فيها تركيب اللغة وتحليلها، بإضافة إلى تحليل المشاكل في مستواها الحاسوبي، والمقصود بالنمذجة أي أنظمة عملياتية تحاكي بنيتها العلائقية سيرورة معينة كسيرورة اللغة .

لقد شهد نشاط النمذجة في اللسانيات تطورا معتبرا بدءا بسنوات 1970م تهتم النماذج اللسانية بالظواهر المشاهدة، مثل كل العلوم التي تعالج معطيات تجربية، يتعلق الأمر بوضع تصور لجهاز يعطي تشغيله نتائج مشابهة لتلك المعطيات اللغوية المشاهدة، النمذجة إذن وسيلة لتشغيل النظرية، تسير مدى مناسبتها للواقع التي تعمل على تفسيرها.

من هذا المنظار، كلما كان النموذج بسيط كانت قدرته التفسيرية أكبر، بما أنه يمكن تعيين دور كل عنصر من النظرية أثناء اشتغاله، لكن هذه البساطة المثالية تتماشي مع ضرورة الموافقة القصوى للمعطيات في أكبر دقة ممكنة، مما يدعو إلى تعقيد النموذج . إن صياغة النماذج تتم بمشاركة الرياضيات بصفة مباشرة أو عبر المعلوماتيات، فكل نمذجة حاسوبية تتفرغ دائما عن نموذج رياضي تفرغا ظاهرا أو مقدرا، و المعلوماتيات يقصد بها الجانب الصرفي و التركيبي وبالتالي تنتج محللات صرفية وتركيبية[24] " يتعين على المعنيين باللسانيات الحاسوبية في بحوثهم توصيف قواعد العربية لأغراض البرمجة الحاسوبية اتباع المنهج الوصفي"[25] .وحسب هذا القول إذا كان الأمر يتعلق بتوصيف قواعد اللغة العربية لأغراض البرمجة الحاسوبية، فعلى المعنيين إتباع المنهج الوصفي بحيث يقومون بعملية استقراء لنظام اللغة العربية، والذي تناوله مختلف علماء العرب على تعدد مناهجهم و اتجاهاتهم.

وخلاصة القول أن منهج اللسانيات الحاسوبية يتضمن عدة فروع ينبني عليه، أو بالأحرى و الأخص يعتمد عليها فنجد منها : مناهج الذكاء الاصطناعي، المناهج الإحصائية و الرياضيات الخوارزمية. وتعود في بعض الأحيان إلى المناهج التقليدية التي انبنت عليها اللسانيات العامة، عندما يتعلق الأمر بالمفاهيم الأساسية للغة، و اتخذت من النمذجة الميزة الأساسية التي تساعد على تفسير الظواهر اللغوية .

المحاضرة الرابعة

4- اللسانيات الحاسوبية و المعالجة الآلية للغة :

1- المعالجة الآلية للغة : تهتم المعالجة الآلية للغة بدراسة الجوانب الحاسوبية للغة و المشاكل اللسانية و الحاسوبية التي تواجه هذه المعالجة سواء أكانت هذه اللغة منطوقة أو مكتوبة وبناء نظام معالجة اللغة العربية مهمة معقدة و صعبة، وذلك لصعوبة إدماج المعارف الصوتية والصرفية و النحوية و الدلالية في هذا النظام .

2- تعريف بالمعالجة الآلية:

أ/ المعالجة : من وجهة نظر علم اللغة الحاسوبي هي التطبيق الآلي على مجموعة من نصوص اللغة وذلك بتغيرها و تحويلها، وإبداع شيء جديد اعتمادا عليها ويتم  كل ذلك باستعمال تقنيات و أدوات من علوم اللسانيات و الإعلام الآلي و النمذجة، ويجب التفرقة عند المعالجة بين وصف المعارف وهي وظيفة اللسانيات و التعبير في هذه المعارف في نماذج باستخدام تقنيات وإستراتيجيات فعالة مستمدة من علوم الحاسوب وهي وظيفة علم اللغة الحاسوبي[26]

ب/ الآلية: هي التي تجري عن طريق الآلة، والتي تقابلها العمليات التي تجري بواسطة الإنسان والحاسوب هو الآلة التي تستعمل في معالجة اللغة . الذي اخترع إجراء العمليات الحسابية، ووجب تطوره لمعالجة المعلومات ذات الصلة بالطبيعة اللسانية، حيث أن المعالجة الآلية هي تتابعه حركات حسابية تقوم بها الآلة وفق تسلسل زمني أي إن برنامج المعالجة الآلية(Automatique Programme ) يمكن أن يكون كليا (Total) أو جزئيا (Contraintes) حيث أن[27] :

 

أ – كلي: يقوم الحاسوب بكل شيء.

ب- جزئي: يتدخل الإنسان في بعض المراحل  .

ومعالجة شيء لساني في الآلة كثيرة في وصف النصوص اللغوية نفسها لذا يجب نمذجة مكونات النصوص بطريقة واضحة و متناسقة حيث يقر البحث اللساني المعرفي بواقع علمي مفاده أن النماذج قد أصبحت تفرض نفسها كتقنية ومنهج، وهدف هذه التيارات المعرفية بسبب طابعها العلمي و التكنولوجي[28]

3- مجالات البحث في المعالجة الآلية للغة : تنقسم مجالات البحث في المعالجة الآلية للغة إلى ثلاثة مجالات أساسية :

1-  مجال مشترك ونقصد به العتاد اللساني.

2-  برامج بحثية.

3-  برامج تعليمية.

- العتاد اللساني:

-        المعاجم الإلكترونية المتكاملة (أصوات، صرف، تركيب)

-        مولد و محلل صرفيان.

-        مولد و محلل نحويات.

-البحث العلمي:

-        التعرف على الحروف سواء منها المطبوع أم اليدوي

-        الترجمة الآلية و الترجمة المسعفة بالحاسوب.

-        التوليف الصوتي.

-        التوثيق الآلي.

-        الفهم الآلي للنصوص.

- التعليم:

-        تصميم برامج تعليمية على عتاد إلكتروني.

-        تصميم برامج على الإنترنت برامج عالمية.

واذا اخصصنا أي برنامج تعليمي مصمم لأي مرحلة من مراحل التعليم، سنجده يحصر خبرته في الجانب التربوي والجانب الحاسوبي أما الخبرة اللسانية التي تشكل عصبه المركزي فقلما تؤخذ في الحسبان، مما جعل منها برامج غير قادرة على القيام بمهمتها في عالمنا المتطور الذي أصبحت فيه تقنية التعليم تحتل الصدارة في صناعة البرامج التعليمية والبحثية

5- الوصف والتوصيف:

مبلغ القول أن الوصف للإنسان، وأن الوصف للحاسوب وهو يقابل الحدس عند الإنسان، فللإنسان حدس وليس للحاسوب حدس، وللإنسان فهم وليس للحاسوب حتي الآن الفهم[29]

وبيان الفرق بينهما يتمثل في أن وصف العربية هو ما وقع للعلماء العرب من قواعد استنبطوها من الأداء اللغوي الواقعي أو الفعلي بإضافة إلى ما يتحصل من معرفة بالحدس والسليقة والخبرة المعرفية والتثقف والعرف اللغوي و المقام[30]

أما التوصيف فهو الوصف اللغوي المجرد، تضاف إليه ككل الاحتمالات التي ليس بمقدور الحاسوب أن يتعرف عليها، من ذلك المقولات التي تعتمد في تأويلها الدلالي على السياق ومعرفة العالم الخارجي........

وهذا المثال يوضح لنا المقصود: إذا سمع المتعلم(الواو) في مثل:

-        عاد المسافر و أهله، عاد المسافر وأهله نائمون، عاد المسافر والغروب.

عرف أن الواو في الأولى (عاطفة) وفي الثانية(حالية) وفي الثالثة(للمعية) معولا على مرجع (الحدس)يكون دليله إلى (الفهم) وإقامة(الفرق).

أما الحاسوب فهو محتاج إلى ثبت من القرائن الاضافية و البيانات الاضافية حول كل مفردة في الجمل إلى جانب عيار مستوفي للواو يعين معناها في كل جملة ويدل على الفرق بين كل واو غيرها في هذه الجملة.

6- الحدس :

الحدس ميزة عقلية يستطيع بها الانسان أن يتلمس الصلة بين ماهو كائن،  و ماينبغي أن يكون، و لو كانت هذه الصلة إدراكا مباشرا ليس له مرجعية ذات إحساس لكان من السهل علينا القول : إن الحاسوب له حدس، فالحاسوب يعمل وفق ما صمم له من برامج من غير إحساس و لا شعور، و هي بما يدفع به إليه .

من هنا لم تكن قدرة الحاسوب  على الحدس كتلك التي عند البشر، و لذالك ليس من المتوقع أن يكون الحاسوب قادرا على تقدير الأمور و وضعها في نصابها، إلا بمقتضي حدود البرمجة، و هو حدود حسب معلومة

 



*اللسانيات الحاسوبية : له مصطلحات  متعددة منها، اللغات الحاسوبية ، علم اللغة الحاسوبي ، اللسانيات الالية، اللسانيات الإعلامية. أما عبد الرحمان الحاج صالح يطلق عليها الرتابية : عبد الرحمان الحاج صالح ، بحوث ودراسات في اللسانيات العربية، ج1، د ط ،  موفم للنشر، الجزائر، 2007،ص 231

**اللسانيات التطبيقية : علم يبحث في تعلم اللغات البشرية و تعليمها، والهدف منه تطوير العمليات التعليمية. ينظر حافظ اسماعيل العلوي، وليد العناتي، أسئلة اللغة ، أسئلة اللسانيات، الرباط دار العربية العلوم ناشرون ط1، ، 2009،ص 110.

1- عبد القادر عبد الجليل : "علم اللسانيات الحديث، الأردن ن دار الصفاد 2002، ط1 ص 181.

[2]  _ دليل الباحث الى اللسانيات الحاسوبية العربية وليد العناتي خالد الجبر دار الجرير للنشر و التوزيع ط1 2007 جامعة البترا الارن ص 13

 

[3] علم اللغة الحاسوبي للدكتور صلاح الناجم على موقع.www.alnajem.com

1-اللسانيات مجلة العلوم اللسان و تكنولوجيا، العددان 14،15، مركز البحث  العلمي والتقني لتطور اللغة العربية، الجزائر، 2008، 2009، ص84

2- سمير شريف آستيتية، "المجال الوظيفة والمنهج "ط 1و2 عالم الكتب الحديث، الأردن، 2005، 2008، ص 563.

3- عبد الرحمان الحاج صالح، بحوث و دراسات في اللسانيات العربية، ج 1، دط موفم للنشر، الجزائر، 2007 ص 85

1-عبد الرحمان بن حسن العرف، توظيف اللسانيات الحاسوبية في خدمة الدراسات، مجلة مجمع اللغة العربية، عمان، 2007، العدد 73، ص 58.

[8] : عبد الرحمان الحج صالح : أنماط الصياغة اللغوية الحاسوبية و النظرية التحليلية الحديثة , مجلة مجمع الجزائري للغة العربية , العدد السادس , السنة الثالثة , الجزائر 2007ص10-11

[9] :عبد الرحمان الحاج صالح , بحوث و دراسات في اللسانيات العربية ,ج1, ط, , موفق النشر الجزائر 2007ص233

 

[10] :  عبد الرحمان بن حسن العارف , "توظيف اللسانيات الحاسوبية في خدمة الدراسات العربية . "جهود و نتائج " , مجلة مجمع اللغة العربية الأردني العدد 78 , المملكة الاردنية الهاشمية عمان , جمادى الاخرة , دو الحجة 1429ه تمز كانون الأول 2007 .ص49

 

[12]  : إبراهيم أنيس . النظامة الإلكترونية تحصي جذور مفردات اللغة العربية . مجلة اللسان العربي الجزء 10 . ص211  

[13]: المرجع نفسه 1ص50

[14] : نهاد موسى , العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية , المؤسسة العربية للدراسات و النشرة الاردن ط1, 2000م , ص35

[15] ينظر المرجع السابق ص36

[16] وليد عناتي و خالد جير , دليل الباحث إلى اللسانيات الحاسوبية العربية دار جرير للنشر و التوزيع , الاردن , الطبعة 1 , 1428 ه , 2006م ص 124 .

1ينظر العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية ص38-39 و دليل الباحث إلى اللسانيات الحاسوبية العربية ص108-151.

2 ينظر دليل الباحث إلى اللسانيات الحاسوبية العربية ص45

3 ينظر : العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية ص41

1 عبد الرحمان بن حسن العارف، توظيف اللسانيات الحاسوبية في خدمة الدراسات اللغوية العربية "جهود ونتائج"، مجلة مجمع اللغة العربية الأردني، ص74

1 عبد الرحمان بن حسن العارف، توظيف اللسانيات الحاسوبية في خدمة الدراسات اللغوية العربية، مجلة مجمع اللغة العربية الأردني، العدد 73، عمان، 2007ص53

* الخوارزمية: مجموعة محددة من خطوات منطقية و حسابية تحدد المناهج لحل مشكلة معينة، وهو اسم مشتق من اسم محمد بن الخوارزمي الذي أسس المنهج الرياضي لحل المسائل .

1 رضا بابا أحمد " اللسانيات الحاسوبية مشكل المصطلح والترجمة، مخبر المعالجة الآلية للغة العربية، د ط، د ت، الجزائر ص 18

2 المرجع نفسه ص 19

1 رضا بابا أحمد، اللسانيات الحاسوبية مشكل المصطلح و الترجمة، مخبر المعالجة الآلية للغة العربية، د ط، د ت. الجزائر ص 20

2 وجدان محمد صالح كنالي، اللسانيات الحاسوبية العربية، الإطار و المنهج المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية 07-10ماي 2013، دبي ص 09.

1 ينظر: المعالجة الآلية للغة العربية، إنشاء نموذج لساني صرفي إعرابي للفعل العربي، فارس شاشة، مذكرة ماجستر في علم المكتبات و التوثيق جامعة الجزائر، كلية العلوم الاجتماعية و الإنسانية، الجزائر،2008،ص13.

2 ينظر : المعالجة الآلية للغة العربية، فارس شاشة ، ص 13

1 ينظر: المرجع نفسه ص03.

1 نهاد موسى، العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية، ص69

2 وليد أحمد العناتي" اللسانيات الحاسوبية العربية: رؤية ثقافية"، فكر ونقد، العدد 82 أكتوبر2006، ص30