تهدف هذه الحصة التطبيقية إلى تمكين الطالب الباحث (المستوى الثالث تخصص أدب عربي) من معرفة آليات تحليل النص السردي المغاربي، خاصة ما تعلق بمكونات النص وتطبيق النظرية البنوية عليه.ومن خلال هذا يتعرف الطالب على المصطلحات السردية الحديثة، مصطلح الوقف نموذجا في هذا الدرس

حصة تطبيق: الوقف في النص السردي               الأستاذ: إسماعيل زغودة

المستوى الثالث تخصص: أدب عربي

 الوقف :Pause

       ورد في رواية ذاكرة الجسد المقطع الآتي:

« ما زلت أذكر ملامح تلك العجوز الطيّبة التي أحبّتني بقدر ما أحببتها والتي قضيت طفولتي وصباي متنقلا بين بيتها وبيتنا . كان لتلك المرأة طريقة واحدة في الحبّ ، اكتشفت بعدها أنها طريقة مشتركة لكل الأمهات عندنا .» الرواية ص 107.

المطلوب:

مقاربة النص بنيويا فيما يخص علاقة الزمن بالسرد.

منح مدة زمنية لقراءة النص وبعد ذلك يشرع في التحليل.

       نلاحظ من خلال قراءتنا الأولية للمقطع أن الروائية لجأت إلى نمط الوصف والدليل على ذلك كلمة (ملامح)، ثم راحت تتحدث عن علاقتها بها، وكل ذلك لكسر الروتين السردي.

 يسمّى هذا النمط السردي الوقف أو الاستراحة ،والوقف يقتضي عادة انقطاع السّيرورة الزّمنيّة ويعطِّل حركتها نتيجة توقّفات معيّنة يحدثها الرّاوي بسبب لجوئه إلى الوصف،إذ إنّ الرّاوي عندما يشرع في الوصف يعلِّق بصفة وقتيّة تسلسل أحداث الحكاية أو يرى من الصّالح  قبل الشّروع في سرد ما يحصل للشّخصيّات توفير معلومات عن الإطار الذي ستدور فيه الأحداث[1].

غير أنّ الوصف باعتباره استراحة وتوقّفا زمنيّا قد يفقد هذه الصِّفة عندما يلجأ الأبطال أنفسهم إلى التّأمل في المحيط الذي يوجدون فيه، كما أنّ الرّاوي المحايد بإمكانه أن يوقف الأبطال على بعض المشاهد ويخبر عن تأمّلهم فيها واستقراء تفاصيلها ،ففي هذه الحالة يصعب القول بأنّ الوصف يوقف سيرورة الحدث، لأنّ التّوقّف هنا ليس من فعل الرّاوي وحده ولكنّه من فعل طبيعة القصّة وحالات أبطالها ، ولقد قدّم "جيرار جينيت" مثالا حيّـا من رواية "بحثا عن الزمن الضائع" ل "مارسيل بروست" فرأى أنّ أكثر من ثلث مقاطع الوصف في هذه الرِّواية  لا يسبِّب تعطيلا زمنيّا في مسار الأحداث وهو يقول في هذا الصّدد[2]:"إنّ الوصف لا يحدّد أبدا استراحة او انقطاعا في القصّة أو-بحسب التّعبير التّقليدي-انقطاعا في الفعل".

 

ومع  ذلك ففي الجانب النّظري ينتج عن الوصف مقطع من النّص تطابقه ديمومة صفرٍ على نطاق الحكاية.

زق = س ، ز س = 0

 



[1] - جميل،شاكر.وسمير ،المرزوقي: مدخل إلى نظرية القصة" -ديوان المطبوعات الجامعية-الدار التونسية للنشر-1985.. ص80.

 

[2]-Gérard   Genette : F111.P133