تعريف علم العروض

العَروض (بفتح العين لا بضمها) كلمة مؤنثة، على وزن فعول، وهو العِلم الذي يُبحث فيه عن أصول وقواعد أوزان الشعر العربي، أي يُقصد به القواعد التي تدل على الميزان الدقيق، ويُعرف به صحيح أوزان الشعر من فاسده، وقد وُجدت آراء لكثير من علماء العرب في سبب تسمية هذا العلم بها، فقيل:

    سُمِّي بذلك على أرجح الأقوال لأنَّ الشاعرَ يعرض شعره عليه، أي يكتبُ الشاعرُ شعرًا ثم يعرضه على علم العروض ليرى هل شعره موزون وصحيح، أم أنِّه غير موزون وفاسد.
    وقيل بأنَّ العروض لغةً يعني الناحية، واصطلاحًا أنَّ الشعر العربي هو ناحية (فرع) من نواحي علوم اللغة العربية.
    وقيل إنَّ العروض اسم من أسماء مكة المكرمة، فسُمي بذلك تيمّنًا بها؛ لأنَّ مَنْ وضع علم العروض أُلهِم في مكة قواعد الوزن الشعري.
    وقيل إنَّ معنى كلمة العروض في اللغة الطريق الصعب، فسُمي هذا العِلم بذلك لأنَّه صعبٌ على دارسه في بداية تعلّمه له.
    والعروض هو جزء من البيت الشعري، فسُمي الكل باسم البعض، حيثُ ينقسم كلُّ بيت شعري إلى شطرين، يُسمى الشطر الأول منه الصدر، والشطر الثاني العجز، وتُسمى التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول العَروض، والتفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني الضرب، وما بَقِيَ من البيت كله يُسمى الحشو.
    وقيل إنَّ اسم العروض كان يُطلق على عُمان، المكان الذي كان يقيم فيه واضِع علم العروض، فسماه باسمها.
    وقيل أيضًا إنَّه يُقصد بها الخشبة العارضة في الخيمة، فسُمي باسمها من باب التشبيه، وقد اقتبست أكثر الاصطلاحات العروضيّة من أجزاء الخيمة أيضًا، مثل: السبب، الضرب، الوتد، المصراع، الركن.


مؤسس علم العروض
هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، الأزدي البصري، وُلِدَ عام 100 هجري، وتُوفي عام 175 هجري، ويُعد من أعظم علماء اللغة العربيّة؛ فقد اجتهد في طلب العلم، وهو أول مَنْ فكرَ بالمحافظة على اللغة وضبط الألفاظ الخاصة بها، حيثُ قام بوضع النقاط والشكل، ودرسَ الشعر ووضع خمسة عشر وزنًا أو بحرًا، ثم جاء الأخفش وزاد عليها بحرًا، وله مؤلفات مهمة عديدة منها: معجم العين، كتاب العروض، كتاب النغم، كتاب الإيقاع، كتاب النقط والشكل، ومُعظم ما في الكتاب الذي جمعه تلميذه سيبويه منقول عنه بألفاظه.


فائدة علم العروض
لعلم العروض أهميّة بالغة، تتلخّص فيما يلي:
    حماية الشعر من حدوث أيّ تغيير لا يجوز دخوله فيه، أو عدم جواز وقوعه في مكان دون الآخر.
    صقل موهبة الشاعر وتهذيبها، مما يجنّبه الوقوع في الأخطاء والانحراف عند قول الشعر.
    إثبات أنَّ القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة ليس لهما علاقة في الشعر؛ فالشعر مُقيد بوزن وإيقاع موحد.
    القدرة على إيجاد معيار دقيق لعملية النقد، فالشخص الذي يدرس العَروض هو القادر على إصدار أحكام صحيحة للتقويم الشعري.
    التمييز بين الشعر والنثر، إذ يتضمن النثر بعض السمات الموجودة في الشعر.
    التمكّن من التعرّف إلى كلّ ما ورد في التراث الشعريّ، مثل المصطلحات العروضيّة، والتي لا يُمكن معرفتها إلا من قِبَل من له معرفة تامة بعلم العَروض ومقاييسه.
    يُساعد في معرفة سمات الشعر، كالاتساق في الأوزان، والتآلف في النغم، بالإضافة إلى قدرته على إيجاد الذوق الفني للشعر وتهذيبه.
    القدرة على قراءة الشعر بطريقة صحيحة وخالية من الأخطاء التي من الممكن أنْ يقعَ فيها الأشخاص غير الملمّين بعلم العَروض.


البحور الشعريّة
وهي الإيقاع الموسيقيّ للشعر العربيّ، وهو مصطلح يُطلق على مجموع التفاعيل التي يُنظم عليها الشاعر قصيدته، والتفاعيل هي الأوزان، وكما قلنا سابقًا ثمة ستة عشر بحرًا، وقد جُمعت في بيتين:

طويلٌ يَمُدُّ البَسْطَ بالوَفْرِ كَامِلٌ ويهزِجُ في رَجزٍ ويرملُ مُسرِعًا

فسرِّحْ خفيفًا ضارعًا يقتضب لنا من اجْتثَّ مِن قُربٍ لندركَ مطمعا