تعرف الانثروبولوجيا على انها العلم الذي يدرس الانسان من حيث هو كائن عضوي حي يعيش في مجتمع تسوده نظم وأنساق اجتماعيه في ظل ثقافه معينه ويقوم بأعمال متعددة و هو الوحيد الصانع للثقافة والقادر على التعبير والعيش ضمن جماعه معينه وزمن معين فمن خلال مصارعته للطبيعة تجده ينشا ويبدع ويتفاعل وينتج رموزا ودلالات تعبر على أحواله وممارسته الاجتماعية والثقافية. وبحيث انه علم شامل لجميع الحقول المعرفية فقد ساعد على ظهور علم جديد سماه العلماء السيميولوجيا او السيميوطيقا او السيمياء وتكمن أهميته في رصد وتتبع حياة الدلالات التي ينتجها الانسان من خلال جسده ولغته وخصائصه وزمنه ومن خلال كل ما يمسه او يحيط به وقد عرف جورج مونان السيميولوجيا بانها العلم العام الذي يدرس كل أنساق العلامات والرموز التي بفضلها يتحقق التواصل بين الناس. ومن هذا المنطلق سوف نتعرف في هذا المقياس على أهم مفاهيم السيميولوجيا ونشاتها وكذا مدارسها واتجاهاتها، هذا من جهة ومن جهة اخرى علاقتها مع الانثروبولوجيا من خلال التعرف على العلامات والرموز التي اكتشفها الانسان وانتجها بذاته منذ ظهوره على وجه الارض.