ندرس في هذه المادة احدى المظاهر التي امتاز بها المشهد الثقافي في الجزائر خلال العهد اتلعثماني وهو التواصل الحضاري، وذلك من خلال تحديد مفهوم التواصل الحضاري، والتاصيل لجذوره التاريخية، كما سيتم في هذا المقياس نحديد الدوافع التي جعلت الجزائريين عموما وطلبة العلم والعلماء خصوصا ينسجون تلك العلاقات الثقافية العلمية بينهم وبين محيطهم العربي الاسلامي. فرحلات العلماء والفقهاء وطلبة العلم الجزائريين خلال هذه الفترة الى الحواضر العلمية والمدارس المشهورة آنذاك يعذ من أبرز مظاهر ذلك التواصل الحضاري.

     كما سنبين في المقياس ابرز مظاهر التواصل الحضاري للجزائريين مع جيرانهم المغاربة والتونسيين والتي أسست في هذه الفترة لفكرة الوحدة بين ساكنة أقطار بلاد المغرب، اضافة الى دراسة دور رحلات الحج وطلب العلم في الازهر والحرمين الشريفيين في ترسيخ هذا التواصل الحضاري، فأوقاف الحرمين الشريفيين واوقاف المغاربة بالقدس أسهما في ذلك التواصل الحضاري في متغيرات سياسية واقليمية ودولية.

   وبناءا على ما سبق ذكره يمكن القول بأن هذه المادة ستخوض في جوانب هامة من تاريخ الجزائر العثماني في شقه الثقافي، فالتواصل الحضاري يكشف عن جوانب انسانية بالغة في تكوين ثقافة الفرد والمجتمع الجزائري خلال هذه الفترة التاريخية الزاخرة بالاحداث التاريخية.