عرف الأدب والنقد كغير من المجالات العلميّة تطورا شاملا في ميادينه، وفروعه في طرق تلقيه، وتدريسه، وتحليله بتبنيه عدّة مناهج، وآليات نقدية لغوية، التي تتنوع مصادرها الفكرية، وآراء أصحابها الرواد من مدرسة نقدية، أو لغوية إلى مدرسة أخرى حتى أفكار المنهج الواحد، فمال بال اختلاف المناهج ككل من قراءة سياقية، منهج اجتماعي، ونفسي،..إلى قراءات نسقية مع المنهج البنيوي، والسيميائي، و..، بيد أن موضوعنا هنا المنهج البنيوي، فالمدرسة البنيوية، أو المنهج البنيويَّ لم يظهر في الساحة النقدية الأدبية اللغوية إلا في منتصف القرن العشرين، وتحديدًا في فرنسا في عقد الستينيَّات من القرن العشرين، وذلك عندما قام (تودوروف) بترجمة أعمال الشكلانيين الروس إلى اللغة الفرنسية في كتاب بعنوان: "نظرية الأدب، نصوص الشكلانيين الروس.

فالبنيوية منهج ينظر إلى الأعمال الأدبية باعتبارها نظمًا رمزية دلالية تقوم فى الدرجة الأولى على مجموعة من العلاقات المتبادلة بين البنى الجزئية، " وترى أن قيمة العمل الأدبى تتمثل فى النص ذاته وما ينبثق عنه من جماليات لغوية ومستوى أدبى رفيع، وليس فى علاقته بغيره من المستويات الخارجية سواء كانت نفسية، أو اجتماعية أو تاريخية أو غير ذلك من المستويات". إلا أنّ مآخذ البنيوية جعلتها تنهار في أوائل سبعينيات من القرن العشرين، فظهر مكانها قراءة أخرى، وهي ما تعرف بـ ما بعد البنيوية.