المحور الأول لمقياس: المقاولاتية .

المستوى : ماستر2، تخصص: إتصال تنظيمي .

المحاضرة الأولى: 

المقاولاتية: المفهوم و تاريخ النشاط .

   يُعتبر مفهوم المقاولاتية من بين المفاهيم التي لاقت اهتماما بالدراسة والتحليل من طرف الباحثين الأكاديميين مثل Schumpetr, H.Fayolle  وH.Mintzberg وغيرهم الذين كان محور اهتمامهم محاولة الوصول إلى تعريف شامل للمقاولاتية ويلقى الإجماع عند الباحثين في هذا المجال. رغم ذلك بقي هذا المفهوم غامض، غير واضح ولا يلقى الإجماع عند المتخصصين في هذا المجال خاصة عند تحليل هذا المفهوم مع المفاهيم المتعلقة بإنشاء مؤسسة صغيرة.

ففي القرن 16 و17 كان ينظر إلى المقاولاتية باعتبارها مثل عملية إنشاء مؤسسة صغيرة يقوم من خلالها الفرد بإدارة مجموعة من الأفراد وبذلك اعتبر في تلك الفترة المقاول مثل صاحب المؤسسة الصغيرة، بعد ذلك جاءت عدة دراسات لتوضح أن العملية المقاولاتية تختلف عن إنشاء المؤسسة الصغيرة خاصة من خلال دراسات Schumpeter  الذي أوضح أن العملية المقاولاتية تتضمن أبعاد جديدة مثل المخاطرة، الإبداع وحالة اللايقين.

يعود الفضل في فهمنا لريادة الأعمال إلى عالم الاقتصاد "جوزيف شومبيتر" والمدرسة النمساوية. فحسب هذا الأخير "رائد الأعمال هو الشخص الذي يريد وهو قادر على تحويل فكرة أو اختراع إلى ابتكار ناجح" .

 بالنسبة لفرانك نايت (1967) وبيتر دراكر (1970) ، فإن ريادة الأعمال تدور حول فكرة المخاطرة، رائد الأعمال هو الشخص الذي يرغب في وضع أمنه المهني والمالي على المحك لتنفيذ فكرة ، ووضع وقته ورأس ماله في عمل محفوف بالمخاطر.

  يصف تعريف آخر لريادة الأعمال عملية اكتشاف وتقييم واستغلال الفرص. وهكذا ، يعرّف "جيفري تيمونز" رجل الأعمال بأنه "الشخص الذي لا يتصرف وفقًا للموارد التي يسيطر عليها حاليًا ، ولكنه يسعى بلا كلل وراء فرصة" .

  فالمقاولاتية أو ريادة الأعمال هي مفهوم يقصد به روح المبادرة و المغامرة لمحاولة تجسيد فكرة ما على أرض الواقع و إنجاحها اقتصاديا و اجتماعيا، وفيها عدة أنواع على غرار مقاولات البناء، المقاولات الخدماتية، المقاولات الصناعية، مقاولات المزادات، المقاولات الناشئة (الحاضنات)،  المقاولات الإجتماعية..الخ 

المراجع: 

1- المقاولاتية – البحث عن الفكرة- انشاء المؤسسة- المرافقة المقاولاتية 

الرابط: https://www.alphadoc.dz 

2- إبراهيم الخليل بن عزة، النشاط المقاولاتي الناشئ، محاضرة على هامش نشاط للمنظمة الوطنية صناعة الغد، 2019 .

************************

المحاضرة الثانية:

   المقاولاتية وريادة الأعمال:  أساسيات ومهارات  .

 هناك صفات من الضروري إظهارها والالتزام بها و إثباتها عند الشروع في ريادة الأعمال والنشاط المقاولاتي، فعلى عكس الاعتقاد الشائع لا يكفي أن تكون لديك معرفة جيدة بالسوق أو أن تكون لديك كليات فكرية متطورة من أجل تحقيق النجاح. 

ومن أهم هذه المقومات والصفات، نذكر ما يلي:

1- القيادة: كن قائدا وليس مجرد قائد!  بصفتك رائد أعمال، يجب أن تكون قادرًا على التحكم في تدفق عملك وعملك مع الحفاظ على بعض السلطة من أجل زيادة الإنتاجية. ومع ذلك، فإن القدرة على فهم وإلهام وتحفيز المتعاونين لديك ستسمح لك ، بالإضافة إلى وجود فريق منتج ، بتهيئة جو عمل جيد.  سيسمح لك كونك قائدًا بتحديد مواهب كل موظف، وبالتالي تحسين الأداء الفردي.

 2- دراسة السوق: إن إراء أبحاث السوق أمر ضروري، و سيسمح لك ذلك بالحصول على معلومات قيمة حول الصناعة التي تعمل فيها شركتك، بالإضافة إلى إنشاء خطة عمل مناسبة من خلال إجراء بحث السوق هذا، ستتعرف أيضًا على الاتجاهات الجديدة ومعدلات النمو والمنافسين المحتملين وقاعدة عملائك والعديد من الأشياء الأخرى اللازمة لنجاح عملك.

 3- التخطيط الاستراتيجي: يعد التخطيط الاستراتيجي أحد الأصول الأساسية التي يجب عليك تطويرها قبل الشروع في ريادة الأعمال.  سيسمح لك ذلك بزيادة فرصك في النجاح ومنع الأخطاء التي قد تكون خطيرة وتعيق إطلاق عملك وتطويره.

4- التواصل بكفاءة: سيسمح لك بتطوير مهارات الاتصال وتكوينك بإنشاء علاقات دائمة على جميع المستويات (الموردون، الموظفون ، العملاء ، المستثمرون ، إلخ).  سيسمح لك أيضًا بتحسين دخلك وجذب العملاء الذين لديهم اهتمام حقيقي بمنتجاتك أو خدماتك.

5- تعلم كيفية التفاوض: تعتبر زيادة مهاراتك التفاوضية أمرًا ضروريًا لنجاح عملك.  سيسمح لك هذا "بالفوز" بالمناقشات مع موظفيك والحصول على أفضل الصفقات.

 6- كن مبتكرًاو متميزا و خلاقا: إذا كنت تريد أن تترك بصمتك في عالم الشركات، فكن مبتكرًا، ابتكر أفكارًا جديدة أو منتجات جديدة ليست في السوق حتى يزدهر عملك.  كونك مبدعًا وتطور استراتيجية تسويقية فعالة سيمنحك ميزة واضحة على منافسيك.

7- طوِّر استراتيجية عمل: سيساعدك وجود إستراتيجية عمل على جذب عملاء جدد مع جعلهم راضين عن خدماتك أو منتجاتك حتى يعودوا إليك ويوصونك للعملاء المحتملين الآخرين.

 8- قم بتوسيع شبكة علاقاتك: اليوم، من المهم تطوير شبكة كثيفة وعالية الجودة. سيسهل ذلك عليك الوصول إلى الأشخاص المناسبين وتنمية أعمالك بشكل فعال ، خاصة إذا كنت تخطط لتوسيع نطاق عملك على المستوى الدولي.  يمكنك استخدام هذه الشبكة "لاستطلاع" السوق والعثور على أفكار جديدة من خلال جهات الاتصال الخاصة بك.

9- إهتم بالتسويق: كرائد أعمال، تحتاج إلى تحسين مهاراتك التسويقية من أجل جذب عملاء جدد وكذلك التواصل بشكل فعال حول منتجاتك أو خدماتك.  سيسمح لك امتلاك استراتيجية تسويق مدروسة ومبنية جيدًا باكتساب مزايا حصتها في السوق، وفي النهاية، لتأسيس نفسك كلاعب لا جدال فيه في هذا القطاع .

10- اعتمد على مهارات المحاسبة والتمويل: فمن المؤكد أن معالجة التدفق النقدي وإدارة التدفق النقدي هي الخطوة الأكثر أهمية في ريادة الأعمال.  لكي تعمل الأعمال بسلاسة وتحقق أقصى استفادة من رأس المال ، فإن المهارات المحاسبية والمالية القوية تجعل الأمر أسهل بكثير على رواد الأعمال.

************************

المحاضرة الثالثة: الأهمية الإقتصادية والإجتماعية للنشاط المقاولاتي .

   من أجل نجاح النشاط المقاولاتي في أي بلد، يجب عليه أن يكون قادرا على التكيف مع الاحتياجات والتوقعات التي تعبر عنها جميع أجزاء المجتمع .

   فلا يمكن للفرد الذي يريد أن يكون رائد أعمال ناجح أن يتجاهل تمامًا العواقب الاقتصادية للنشاط الذي يبدعه والمردود الذي ينتجه، ومصداقيته الإجتماعية والنظام العام الذي سيسجل فيه تصرفه ويستخلص منه الموارد اللازمة .

 ففي الأنظمة الاقتصادية الليبرالية مثلاً، غالبًا ما يكون الأصل هو الابتكارات الخارقة والخلاقة، فهي التي تنتج الثروة وتخلق الوظائف ومناصب الشغل، وتشارك في تجديد وإعادة هيكلة النسيج الاقتصادي. لهذا ينبغي أن يكون رائد الأعمال هو المبتكر الذي يجلب التدمير الإبداعي على حد تعبير الباحث "شومبيتر"، وكذلك "أوكتاف جيلينير" الذي أصر على أهمية مساهمات رواد الأعمال في الاقتصاد قائلا: "إن البلدان والمهن والشركات التي تبتكر وتتطور هي بشكل خاص تلك الذين يمارسون ريادة الأعمال.  إن إحصاءات النمو الاقتصادي والتجارة الدولية وبراءات الاختراع والتراخيص والابتكارات.. تثبت بقوة هذه النقطة" .

لهذا تكتسي المقاولاتية أهمية بالغة اقتصاديا واجتماعيا في الدول الحديثة والمعاصرة، و يلعب نجاحها دورا فاعلا في تقليص الكثير من الأزمات الإقتصادية، واحتواء الكثير من المشكلات والظواهر الإجتماعية التي تعاني منها الدول المتخلفة .