وزارة التعليـم العــالي والبحـث العلمي
جــــامعة حسيبـــة بن بوعلي الشلـــف
كلية العلوم الانسانية والاجتماعية
قسـم العلوم الاجتماعية
شعبة علم الاجتماع
إعداد الأستاذة: تأشيرة المجلس العلمي :
- سعيدي لويزة
السنة الجامعية: 2020/2021
المحاضرة الأولى:
مدخل حول معنى المنهجية والمفاهيم المرتبطة بها:
تمهيد :
سنتطرق بالدراسة في هذا المحور إلى المنهجية معناها وما ارتبط بها من مفاهيم باعتبارها مادة لها أهمية خاصة في منظومة المعرفة التربوية الجامعية، لأنها تزود الباحث ( الطالب) بالمعرفة السليمة وتمكنه من تكوين المفاهيم العلمية بطرق البحث العلمي أساليبه ووسائله لتكون لديه ( الباحث) نوع من الثقافة المنهجية خاصة فيما يتعلق بمجال تخصصه.
1. ماهية المنهجية أسسها وأهميتها:
أ- تعريف المنهجية:
يشير مصطلح المنهجية سواء بالنسبة للعلوم الطبيعية والاجتماعية... إلى أن المنهجية تساوي العلمية.
ويقصد بها: اتباع خطوات وشروط معينة في سبيل تحقيق غايات العلم ، وهذه الخطوات والشروط : هي المنجهية ، إذا المنهجية في إختيار موضوعات الدراسة، والمنهجية في إفتراض مفسرات لها، والمنهجية في التأكد من صحة تلك الافتراضات والمنهجية في استخلاص الحقائق ، والمنهجية في تفسيرها... حتى تكون في النهاية معارف منظمة، وحتى تكون في النهاية علمية(1).
أما تعريفها من الناحية الإجرائية (إجرائيا) فهي تلك المادة التعليمية ( السنوية أوالسداسية) ذات المحتوى المعرفي يتعلق بتعليم الطالب الجامعي وتدريبه على تقنيات وفنيات تطبيق خطوات المنهج العلمي على معالجة مشكلة الموضوع الذي يبحثه في أي حقل معرفي ، وتدريبه على كيفية كتابة الرسائل الجامعية .
في ضوء قواعد ومبادئ وشروط البحث الأكاديمي واعدادها في صورتها النهائية القابلة للمناقشة والتقييم. (2)
ب-أسس المنهجية:
يجب طرح السؤال كيف تتحقق منهجية العلوم الاجتماعية ؟
تتحقق المنهجية للعلم طبيعيا كان أو إنسانيا من خلال عدة سمات ومقومات تتمثل في أسس لها أهمية كبيرة وهي :
- تحديد موقف العلوم الاجتماعية:
والموقف الذي نعنيه هنا هو ماذا يقصد بالعلوم الاجتماعية وما هو موقعها بين العلوم الطبيعية ثم هل هناك إمكانية لاستثمار ما تتوصل إليه من معارف سواء على مستوى النظرية أو التطبيق؟
- اتسامها بالتفكير العلمي الذي تسيره خطوات منهجية:
بمعنى هل العلوم الاجتماعية تتبع نفس خطوات التفكير العلمي التي تسلكها العلوم الطبيعية وما هي تلك الخطوات وماهي الغايات التي تسعى إليها.
- اتساقها مع وظائف العلم ومسلماته المنهجية:
بمعنى ماهي وظائف العلوم الاجتماعية وماهي مسلماتها المنهجية؟ وما مدى مطابقتها للمفهوم المتعارف عليه للعلم ولوظائفه في الوصف والتفسير والتنبؤ.
- سعي العلوم الاجتماعية نحو الموضوعية: والموضوعية هي مشكلة المشاكل ليس بالنسبة للعلوم الاجتماعية وحدها، بل بالنسبة لكل العلوم، ترى ماهي تلك الموضوعية وماهي مقوماتها ثم كيف تتحقق للعلوم الاجتماعية خصوصا على ضوء كل ما سبق من سمات ومقومات للمنهجية.
- اعتمادها على الرياضيات والتجريب فضلا عن المنطق العقلي:
الرياضيات هي لغة العصر، والتجريب هو أداته الناجعة لبلوغ غاياته هل يمكن استخدام المنطق العقلي كبديل للتجريب في البحوث العلمية .
- اصطناعها لمناهج للتفسير طبقا لأسس وقواعد معينة : التفسير هو هدف العلوم جميعا بما في ذلك العلوم الاجتماعية، فماهي المناهج التفسيرية في العلوم الاجتماعية وما مدى اختلافها أو اتفاقها في ذلك مع العلوم الطبيعية ثم ماهي الأسس والقواعد التي تحكم العملية التفسيرية في العلوم الاجتماعية؟.
-البحث ضمن موجهات وأطر خاصة : قضية العلم للعلم أو العلم للمجتمع لا زالت تشغل الكثير من الأذهان أو هي قضية متجددة وإن كان صداها يصل اليوم إلى كثير من البلدان النامية(3).
جــ-أهمية تحديد منهجية البحث:
تعتبر المنهجية العامل الأساسي في نجاح البحث العلمي وذلك للأسباب التالية:
- تهيئة الباحث:
ذلك نظرا لأن الباحث عند تصديه لمشكلة معينة فإنه يقوم بالاطلاع على جميع الجوانب النظرية المتاحة له حول المشكلة.
- إعطاء صورة متكاملة حول خط سير العمل:
حيث أن المنهجية توضح للباحث الجاد نقطة البداية في دراسة موضوعه وخط سيره أثناء الدراسة وما يجب أن يصل إليه في بحثه ( دراسته) لهذا الموضوع.
- تقنين الجهد:
فالباحث الذي ينطلق من منهجية محددة يعرف مسبقا وقبل البدء في التنفيذ والنزول إلى الميدان ما يجب فعله بشكل محدد ودقيق، وبالتالي يكون الجهد المبذول مرشدا ومركزا حول الانجازات المحددة ( الأهداف المحددة ) .
- اختصار الزمن:
حيث تلغي المنهجية أي فاقد في الزمن لاستبعادها عملية تضييع الوقت في التجريب والمحاولة ذلك أنها تعطي خط سير محدد وواضح.
- ترشيد الإنفاق:
البحث العلمي الجاد يتطلب مصروفات وتمويل وإنفاق على كافة خطواته، وهو يقل متى وجدت المنهجية حيث تجعل كل إنفاق في موضعه.
- التوصل إلى نتائج ذات قيمة:
وذلك لأن منهجية البحث العلمي عبارة عن عملية مقننة علميا، وذات خطوات محددة تتمثل في عناصر محددة تبدأ بوضع خطة أو إطار للبحث قبل إجراءه حتى تتضح الرؤية مرورا بالخطوات التنفيذية وصولا إلى كتابة تقرير علمي. وهذا يؤدي إلى الوصول إلى نتائج ذات قيمة تحقق الهدف المرجو منها.
- التقويم المستمر للمراحل والخطوات:
نظرا لأن المنهجية ذات مراحل محددة وواضحة فإنها تمكن الباحث من التقويم المستمر لجهوده البحثية وإجراء الاصلاح والتعديل اللازم من أجل تحقيق أعلى جودة ممكنة في إجراء البحث(4).
- ومن هذا المنطلق فإن للمنهجية أهمية كبرى تتميز بها، من خلال سيرورة البحث العلمي وذلك بتسهيل سير البحث بصفة مدققة ومنظمة تحت ظل هذا المفهوم دائما.
المحاضرة الثانية:
مدخل حول معنى المنهجية والمفاهيم المرتبطة بها ( تابع).
2. المفاهيم المرتبطة بالمنهجية كمفهوم
أ- المفاهيم المتجذرة ( ذات البعد العميق)
هناك مفاهيم ترتبط بمفهوم المنهجية، لها بعد عميق من حيث سيرورته التاريخية، ونذكر منها: العلم ، المعرفة ، المعرفة العلمية ....
1- العلم : هو عبارة عن بناء منظم من المعرفة يبدأ بالواقع وينتهي إلى تفسيره وإن العالم هو في المحل الأول إنسان يسلك طريقا خاصا في الحصول على هذه المعرفة أو يتبع برنامجا محددا يؤدي به إلى الكشف عن الحقيقة مستندا إلى مجموعة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة.
ويعرف أيضا على أنه مفهوم دينامي يسعى إلى فهم وتفسير الظواهر أو الوقائع المبحوثة وفقا لمنهج علمي يتيح للباحثين قدرة أكثر سواء في استنباط حقائق جديدة أو في إعادة التأكيد من صحة التفسيرات حول ما سبق بحثه من ظواهر أو وقائع مع عدم إغفال الدور الذي تلعبه مختلف تلك الظواهر أو الوقائع المبحوثة(5).
- كما أن له أنواع منها العلم البحت والذي يسعى إلى تحصيل المعرفة والعلم التطبيقي ونقصد به البحث العلمي يهدف إلى تحصيل المعرفة الاساسية من أجل معالجة المشكلات، كما نجد أن للعلم وظائف منها الوصف ( من المفاهيم ذات البعد العميق) حيث يرتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم العلم، التفسير وحسب تخصصنا علم الاجتماع هو الأسباب المؤدية إلى حدوث الظواهر الاجتماعية.
- ويرمي العلم إلى أهداف معينة تميزه: كالفهم ، التنبؤ ، التحكم والتعميم وهو عنصر هام تسعى إليه العلوم الاجتماعية في دراستها للظواهر الاجتماعية.
إذا فالعلم هو المعرفة المبنية على حقائق واقعية يمكن الوصول اليها عن طريق المنهج العلمي، فماذا تعني المعرفة والمعرفة العلمية إذا؟
2- المعرفة:
تعني كل ما هو معلوم لدى كل الناس أو بعضهم من مفاهيم وأحكام ومعتقدات ومعاني ومناهج وقوانين ونظريات سواء كانت يقينية أو احتمالية وسواء كان مصدرها الخالق سبحانه وتعالى أو الجهد البشري على مر العصور والأزمان المتعلقة بالإنسان والكون المحيط به، وكذلك المتعلقة بالآخرة وما فيها من جزاء ينتظر كل البشر(6).
وبالتالي فإن العلم يضم معارف علمية وغير علمية والعلم جزء من المعرفة لذلك فكل علم معرفة وليس العكس وهذا هو الفرق بينهما.
3- المعرفة العلمية:
والتي تعني المعلومات والحقائق والنظريات العلمية المكتملة وغير المكتملة لتكون بتراكمها الأطر النظرية لفروع العلوم المختلفة حتى تصل في ارقى مستوياتها إلى القوانين العلمية.
وتعني أيضا تلك المعرفة التي تعتمد على الملاحظة المنظمة والمقصودة للظواهر المختلفة وفرض الفروض واجراء التجارب للتثبت من صحة تلك الفروض حول حقيقة وطبيعة تلك الظواهر أي المعرفة التي تعتمد على المنهج العلمي في الوصول إلى حقيقة الظاهرة وفهمها بشكل يساعد على التحكم فيها. (7)
ب- المفاهيم ذات البعد السطحي ( المفاهيم البسيطة):
ونذكر من هذه المفاهيم ، الأسلوب، التقنية ، الموضوع، مشكلة البحث...، وبما أننا سنتطرق إليها بالتفصيل في محور لاحق، فلا داعي إلى إبراز ماهيتها في هذا العنصر.
المحاضرة الثالثة:
المرحلة التصورية للعمل المنهجي
تمهيد:
يتم التطرق في هذا المحور إلى المرحلة التصورية للعمل المنهجي باعتبارها مرحلة حساسة مقارنة بالخطوات اللاحقة ذلك أنها تمثل نقطة انطلاق لمراحل البحث العلمي، وهي ممثلة كخطوة في عملية اختيار وضبط وتحديد موضوع الدراسة انطلاقا من الموضوع مرورا بمشكلة البحث وسؤال الإنطلاق وصولا إلى الإشكالية، ونظرا لحساسية هذه المرحلة وباعتبارها نقطة إنطلاق يجب أن توظف أحسن توظيف.
1- عملية اختيار وضبط وتحديد موضوع الدراسة ( المشكلة البحثية)
أ- مفهوم مشكلة البحث والمفاهيم ذات العلاقة : الموضوع ، مشكلة البحث ( الدراسة) سؤال الانطلاق، الاشكالية.
1. الموضوع: نعني بالموضوع ما يقابله باللغة الفرنسية ( Thème) والذي هو عبارة عن عنوان يترجم مجال الاهتمام الذي يريد الباحث البحث فيه (8).
ويعني موضوع البحث أيضا المجال المعرفي الذي يختاره الباحث، والذي يشكل بالنسبة له (للباحث) أرضية صالحة لإثارة الإشكاليات والجواب عنها(9).
ولكون الموضوع متشعبا وشائكا على الباحث الإحاطة بجميع العوامل التي من شأنها أن تحدده .
- يجب أن تتوفر الرغبة الشخصية للباحث للقيام بهذا البحث، لذلك ينصح بأن يختار الباحث بنفسه موضوع بحثه، لأنه يعلم أكثر من غيره بميوله وتكوينه الثقافي والفكري.
ومن مواصفات البحث أيضا الجدة، أي أن يكون البحث جديدا غير مطروق إلا إذا وجد الباحث أنه يستطيع أن ينقص قديما ويأتي بجديد في موضوع سبق معالجته.
كذلك على الباحث أن يتساءل عن أهمية الموضوع الذي يختاره فليس كل موضوع جديرا بان يكون بحثا.
كما يجب توفر القدرة على معالجة الموضوع، فكريا وماديا مع توفر الوقت اللازم لإنجازه، فالقدرة الفكرية والثقافية تعني ان توفر المراجع الاجنبية في بحث ما يقتضي اتقان هذه اللغة من قبل الباحث أما توافر المال والوقت فينبغي وضعهما في الحسبان.
إذ على الباحث أو الطالب أن يسأل نفسه حول إمكانياته قبل الشروع في تبني البحث الذي يتطلب إمكانيات تفوق قدراته (10).
كما يجب مراعاة الاطار المرجعي الذي ينتمي إليه الباحث وهو تخصصه ومجال اهتمامه(11).
فضلا عن هذه العوامل المذكورة هناك عوامل أخرى يجب مراعاتها عند اختيار المواضيع الاجتماعية منها السياسية المنتهجة من طرف الدولة فهناك مواضيع تمس بسياسة الدولة وأحكامها فلا يجب على الباحث ان يختار هذه المواضيع ، ومنها أيضا المواضيع الموجودة في الصحافة والساحة الاعلامية وهي المواضيع التي تعيد انتاج نفسها ( المواضيع المتكررة من ناحية اختيارها) وهي أيضا المواضيع المتداولة ) بحيث تحدد الهيئات العلمية مدة زمنية معينة لأجل إعادة معالجتها.
تعتبر مرحلة تحديد الموضوع من المراحل الهامة والأساسية التي يجب على الباحث مراعاتها لأنها كمرحلة هامة لها تسلسل مع باقي المراحل اللاحقة، ودونها لا يستطيع الباحث أن يمضي في باقي المراحل المتبقية والتي لها علاقة بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالخطوات اللاحقة منها مشكلة البحث (الدراسة )، فماذا نعني بها؟
2- مشكلة البحث:
تعبر عن شيء معرفي يوجد في عقولنا ويثير عددا من التساؤلات حول موضوع ما، مما يحيل إلى وجود فراغ فكري بشأنه، يدل على وجود عائق يجعلنا في موضوع الحيرة والقلق المعرفيين وبالتالي فإن مجرد طرح السؤال بشكل البداية الأولى لظهور المشكلة (12).
- صياغة مشكلة البحث:
يجب على الباحث في العلوم الاجتماعية أن تكون له انطلاقة صحيحة في صياغته لمشكلة البحث، لأجل أن يصل البحث إلى نتائج ذات قيمة وعلى مشكلة البحث أن تتصف بما يلي:
1. الدقة والوضوح في اختيار موضوع البحث الذي يؤطرها: ينطلق هذا الشرط من كون عملية البحث لا تتيسر سبلها بتعقد المنطلقات المنهجية لوضع اشكاليتها، إذ كلما كانت الصياغة شائكة ومتشعبة وغير مركزة تقود إلى التشويش وفقد نقطة الارتكاز الأساسية في البحث والتي هي مشكل منطلق الدراسة.
2. حسن توظيف استعمال المفاهيم: قد يتوقف الباحث في تحديد جيد لموضوع مشكلة البحث لكن قد لا يحسن الفهم إذا لم يتمكن من قاعدة حسن التخلص في اختيار المفاهيم الأساسية لها. ويتضح ذلك من خلال صياغة اشكالية جد طويلة يصعب فهمها أو اللجوء إلى حل هذه المعضلة من خلال طرح تصنيف يضع فيه ما يسميه الاشكالية الرئيسية والاشكاليات الفرعية، مما يقود إلى نوع من الارتكاب المنهجي والصياغة الركيكة يعود معهما فهم مشكلة البحث أمرا مستعصيا.
- تصاغ مشكلة البحث على شكل سؤال:
صياغة المشكلة لا تعني سؤال لواقعه أـو لحدث بل تعني سؤالا يفهم من المنظور الذي يفيد بأن هناك تمارين لازمة القيام بها (13).
وسنتطرق إلى هذه النقطة في تفاصيل لاحقة حول سؤال الانطلاق فقط نضيف ما يجب الإلمام به للصياغة النهائية.
المحاضرة الرابعة:
المرحلة التصورية للعمل المنهجي (تابع)
3- سؤال الانطلاق:
عند قيام الباحث بعرض مشروعه في العلوم الاجتماعية، أفضل طريقة لهذا العمل البحثي هي عرض المشكلة البحثية في شكل سؤال الانطلاق (السؤال العام)، وهذا لأجل الوصول إلى درجة من الضبط والتحديد المتعلق بها (المشكلة البحثية).فما معنى سؤال الانطلاق وما هي شروطه؟
إن الصيغة اللغوية المناسبة لكتابة المشكلة تكمن في تركيبها على شكل استفهام يعبر عن شيء ينتظر التوضيح، عن تأمل عميق، وبالتالي تبقى الصيغة الأساسية لصياغة المشكلة تكمن في شكل سؤال.
ومنه فإن التساؤل الذي يطرح يكمن في المنهجية المتبعة للوصول إلى صياغة موضوع البحث في شكل سؤال(14).
ويجب أن تتوفر شروط في سؤال الانطلاق نوجزها فيما يلي:
-خصائص الوضوح تتمثل أساسا في أن يكون السؤال دقيقا وأن يكون مقتضيا وجيد المعنى.
-خصائص القابلية للتنفيذ ويجب أن يكون واقعيا.
-أما عن خصائص الملائمة فيجب أن يكون السؤال حقيقيا ويجب أن يعني بدراسة ما هو قائم مع توخي فهم الظواهر المدروسة(15) .
وهذا كله لأجل أن يؤدي السؤال وظيفته بشكل صحيح.
حيث يتقدم سؤال الانطلاق في شكل صيغ سؤالية بسيطة يمكن للباحث الاستعانة بما مثل عبارات: لماذا؟ ما الذي يحصل؟ كيف؟ هل؟ ومن؟ (16).
4- الاشكالية:
هي خطوة من خطوات البحث العلمي في اطار تسلسل هذه الاخيرة يرمي من خلالها الباحث في العلوم الاجتماعية مثلا إلى صياغتها صياغة محكمة وممنهجة وذلك لأنها تمثل القاعدة أو الأساس الذي يدور حوله بصفة عامة الفهم.
وهي تعني كما يفصل البعض بمصطلح المسألية، وهي في كل الأحوال ترجمة للمصطلح الفرنسي (Problématique) ، وهي ليست شيئا محددا في الظاهرة الاجتماعية بل هي تعبير عن سياقة الظاهرة ومسارها وحركتها، لذلك هي ليست شيئا يمكن حصره بعنصر واحد أو من عدة عناصر، فهي تشمل جميع العناصر المكونة للظاهرة الاجتماعية في فاعليتها وديناميتها، لا في حالة سكونها لذلك تأتي الاشكالية كتحديد شامل لمعنى الموضوع وبعده النظري، فهي بمثابة الحدود النظرية العامة والداخلية لمجمل الظاهرة الاجتماعية المدروسة.
والسؤال المطروح كيف يتم ابراز اشكالية البحث؟ تتم العملية على ثلاث مراحل:
أ- نعيد النظر في المسألة التي طرحها السؤال المبدئي على ضوء النتائج التي استخلصت من القراءات والمقابلات وهذا يعني تبيان العلاقات والتناقضات ومختلف مقاربات الظاهرة وربطها بإطار فكري محدد.
ب- ربط البحث في الأطر النظرية السيسيولوجيا واستنباط اشكالية مناسبة وعلى ضوء الاشكالية التي يختارها الباحث يأخذ السؤال المبدئي معنى مميزا.
ج- إيضاح الاشكالية في صورتها النهائية عن طريق عرض وتحديد المفاهيم النظرية إذا فالإشكالية هي الأساس النظري الذي يقوم البحث عليه أو الحقل النظري الذي يدور الفهم فيه (17).
والاشكالية كما يعتبرها الباحث المبتدأ على أنها أصعب مرحلة في المسعى المنهجي للبحث، وعلى أنها مجرد تخصيص لسؤال الانطلاق الذي بلور مشكلة الدراسة.
- والسؤال كيف يتم المرور من العام إلى الخصوصي وفي أي شروط؟
- هناك من يعتبرها (الاشكالية) عملية تخصيص لمشكلة البحث(18).
ومن هذا المنطلق يمكننا تحديد أهم الشروط التي يقوم عليها بناء الاشكالية منها فكرة الانتقال من العام إلى الخاص، كما سبق الاشارة حول ما تعلق بمشكلة البحث على أساس أن الاشكالية ما هي إلى تخصيص لهذه الأخيرة.
- انتقاء مفاهيم سوسيولوجية تتماشى وعلم الاجتماع وتتماشى وطبيعة الموضوع المعالج مثلا، موضوع شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بتنشئة الطفل، نحتاج إلى مفهوم التفاعل لكن كمفهوم مرادف لهذا المفهوم الاتصال، رغم ان التفاعل والاتصال مفهومين بارزين في علم الاجتماع، غير أن وحسب موضوعنا اتصال أقرب عند توظيفه من الآخر.
- استعمال تصور نظري أو توظيف تصور نظري يتماشى وطبيعة الموضوع المعالج وكأننا نقوم بمقاربة سوسيولوجية إن صحت العبارة من خلال هذا الشرط، ومعناه نظرية من نظريات الاجتماعية نسقطها على الظاهرة الاجتماعية المدروسة تعطينا في النهاية المقاربة. وهي كما سبق أن أشرنا إذا دقق الباحث الاجتماعي عند استعمال تصور نظري معين ما هو إلا توظيف مقاربة سوسيولوجية.
- عملية الغزو (القطيعة) أو ما يعرف الابتعاد عن الأحكام القيمية والأفكار المسبقة.
طرح الأسئلة وهي آخر شروط يطرح في بناء إشكالية ويأتي منطلقها من السؤال العام (السؤال الانطلاق).
أمثلة تطبيقية:
إليك الموضوع التالي: عمل المرأة وأثره على تنشئة الطفل من خلال موضوع البحث (الدراسة)، أعلاه نحدد مشكلة البحث (الدراسة) والتي تتمثل أساسا في تراجع الدور التربوي للمرأة العاملة في ظل تنشئة أطفالها ونحدد سؤال الانطلاق كالتالي: لماذا تراجع الدور التربوي للمرأة العاملة في ظل تنشئة أطفالها ؟ ومنه نحدد إشكالية بحثنا في أن المعطيات المتحصل عليها من الدراسة ككل تسمح بتحديد الاتجاه الشامل لإشكالية عمل المرأة وأثره على تنشئة اطفالها.
بمعنى نحتاج إلى تبيان السؤال الأساسي المراد الاجابة عنه أي التفسير للظاهرة الاجتماعية محل الدراسة أو بمعنى يطرح الباحث الاجتماعي إن صحت العبارة الجواب (التفسيرات- المسببات بصورة دقيقة).
بذلك تطرح الاشكالية على النحو التالي: نجد أن الدور التربوي الذي أنيط إلى المرأة داخل الأسرة يتمثل في تنشئة وتربية أبنائها قد تراجع وهذا يرجع إلى وجود مؤسسات اجتماعية تربوية رسمية منها وغير رسمية تعنى بتربية وتنشئة الأطفال وبالتالي يدفع بالمرأة للعمل لأسباب أخرى جانبية في خروجها للعمل.
المحاضرة الخامسة:
بناء مفاهيم البحث وأجرأتها من خلال الوقوف على أبعادها ومؤشراتها
ينسب ابتكار المفهوم الاجرائي إلى الفيزيائي بريد غمان( Bridgman 1927) عند عرف الاجرائية بأنها مجموعة من العمليات القابلة للتحقق وأسعار عالم الاجتماع لند برغ في سياق تطورات الوضعانية هذا المفهوم حيث أكد أن تعريف أي مفهوم في الظواهر الاجتماعية وانتشاله من حالة تعدده وتصفيته مما علق به من الذاتية وارسائه على الموضوعية العلمية، يجب أن ينطلق من العمليات القابلة للتحقق منها.
تلك هي الفكرة التي أسست لأجرأة المفهوم بل أسست لعقيدة انتاج كل علم لمفاهيمه الجرائية(19).
ونقصد بأجرأة المفهوم عمليتي تفكيك وتحليل المركبات من المفاهيم إلى أجزاء وتنتقل من المجرد إلى الملموس من خلال هذه الخطوات، حيث تتم هذه الأجرأة بشروط منهجية وفيها يكون الباحث قد أعاد إنتاج المفهوم وتعرف في علم الاجتماع نوعان من المفاهيم المفاهيم الإجرائية والمفاهيم النظرية فالإجرائية منها معاني المفردات المستقاة من واقع البحث، أو واقع الحدث الاجتماعي، والتي تملك بعض الخصوصية الاجتماعية المختلفة عن مثيلتها في مجتمعات أخرى، وثانيهما، المفاهيم النظرية المفاهيم العامة والتي تعني التحديدات المجردة، والمنطقية التي صاغها المنظر الاجتماعي واختبرها باقي المنظرين وباتت تحصيل حاصل متفق عليها بين الاجتماعيين، كالحراك الاجتماعي والتغيير الاجتماعي والتحديث والتطور...(20).
بمعنى آخر أننا نحتاج في العلوم الاجتماعية عامة وعلم الاجتماع بصفة خاصة، المفهوم لدى من تبنوه من منظرين، مؤرخين، علماء، مفكرين، في علم الاجتماع مثلا ويسمى بالمفهوم السوسيولوجي كأن نقول البيروقراطية تحدث عن هذا المفهوم عالم الاجتماع ماكس فيبر ومفهوم إعادة انتاج يعود في تبنيه إلى عالم الاجتماع بيار بورديو، وهي المفاهيم التي قيل عنها المفاهيم النظرية وعن الإجرائية توظف حسب طبيعة الموضوع المعالج من حيث التحديد والدقة كأن نقول البيروقراطية في الوقت الراهن في المجتمع الجزائري كأجرأة لهذا المفهوم عكس ما تحدث عنها ماكس فيبر انتقلت كمفهوم من النمط العقلاني إلى النمط اللاعقلاني وتمر أجرأة المفهوم بخطوات متسلسلة ومترابطة وهي:
يرصد
المفهوم البعد المؤشر كمتغير
المؤشر
سبب الظاهرة الاجتماعية
ولشرح هذه العملية يجب المرور ببناء المفاهيم والكيفية المرتبطة بهذا المفهوم.
- كيفية بناء المفاهيم:
1.تصور المفهوم وتمثله في صورة ذهنية:
(ومعناه استيعاب المفهوم في صورته الذهنية)، فالمفهوم الرأسمال الاجتماعي...مفهوم يتقدم في الصورة الذهنية.
2.تخصيص المفهوم أو تحديد أبعاده:
مرحلة الشروع في الانتقال من المجرد إلى الملموس ويعبر عنه بمستويات من الواقع هي بمثابة مكونات للمفهومين مثلا مفهوم التغيير الاجتماعي له الأبعاد التالية: سياسي، اقتصادي، ثقافي، اجتماعي .
ومعنى هذا أن أبعاد المفهوم لا تتحدد دائما بصفة دائمة منتظمة وبنفس الكيفية، بل يرجع تحديد البعد غلى تقدير الباحث انطلاقا من سياق البحث، ومن المعطيات التي تم استخراجها من استعراض الأدبيات والجولة الاستطلاعية.
3. مؤشرات بعد المفهوم:
لها أهمية بالغة في عملية اختبار الفرضيات إذ على أساسها يمكن التحقق فعلا من مدى صحة (من عدم ذلك) ما وضعناه من افتراض في محاولة ايجاد تفسير للظاهرة محل الدراسة.
والمؤشر هو التجلي الملاحظ في الواقع لبعد المفهوم، حيث يسمح المؤشر من الانتقال من المجرد إلى الواقع الملموس وهذا ما يسمح في الشروع في التحقق من الفرضية(21).
ونأخذ مثال ليتضح ذلك مفهوم القيم من أبعاده: دينية، نظرية، اجتماعية، سياسية،... فتتمثل الدينية المحافظة على الشعائر التردد على الشعائر الدينية، والنظرية تتمثل أساسيا في الانحياز للعمل الفكري، قراءة الكتب والقصص الخيالية...
وهذا المفهوم يعود إلى العالم ألبورت في تبنيه له ، يتداخل مع مفهومي الاتجاه والاعتقاد.
وهذه هي عملية الأجرأة فإنها تمر في الانتقال من المفهوم من طور إطلاق الأسماء إلى أجرأته وتحديد تعريفه إلى تجريده وعملية وضعه ضمن براديغم ( نموذج) معرفي معين، وهنا يكون الباحث مستعدا لتوظيفه من خلال تلك الأبعاد ومما ارتبط بها عن طريق الفرضيات.
المحاضرة السادسة:
بناء فرضيات البحث
تمهيد:
بعد تحديد الباحث لعميات اختيار موضوع البحث أو الدراسة ثم تحديد مشكلة البحث ثم سؤال الانطلاق وما ارتبط به من بناء الاشكالية كخطوة مستقلة تساعده على سيرورة البحث العلمي لأنها أساس البناء الكلي أو الإلمام الكلي بطبيعة الموضوع المعالج، فإنها تليها خطوة تحديد المفاهيم العلمية باعتبارها خطوة هامة هي الأخرى في الأجرأة وما ارتبط بها من توضيح، تليها خطوة وضع الفروض العلمية، حيث يتم اشتقاق الفروض بعد هضم الباحث إن صحت العبارة بعد مراجعة عميقة للإطار النظري المتعلق بالمشكلة البحثية.
والمتعارف لدى الباحث صياغة فرضية عامة (رئيسية) تتفرع بدورها إلى فرضيات فرعية ( جزئية)، وهو ما يزيد من توضيح أو بمعنى آخر تدقيق للمشكلة البحثية، فما معنى الفرضية؟ ما أهميتها في البحث؟ وما هي أبعادها؟
1.ماهية الفرضية:
تأخذ الفرضيات تعاريف متباينة كل تعريف لها يرتبط بخطوة معينة من خطوات معالجة موضوع ما أو مشكلة بحثية ما فهناك من يعرف الفرضية على أنها:
· هو السؤال الذي يوجهه الباحث للطبيعة (محل الدراسة) بحيث يتمكن من الحصول على الإجابة، وكلما كان اختيارنا لهذا السؤال حاسما ومحددا، كانت الإجابة ذات دلالة علمية أكثر وكلما زادت خبرة الباحث، وإلمامه بميدان بحثه زادت بالتالي قدرته على صياغة فروض علمية.
· عبارة عن احتمال يتضمن برهنة أو رفض وجود علاقة سبيبة في الحياة الاجتماعية تقام على الأساس النظري، أو الملاحظة السابقة أو على قواعد منظمة أو على الحدس الذي يسلم العقل بصحته، ولا يتمكن الباحث من البرهنة عليه بصورة مباشرة لشدة عموميته (22).
ومن هذا التعريف الأخير فإن الفرضية عبارة عن فكرة مبدئية تربط بين متغيرين أحدهما (مستقل) والذي يمثل السبب والآخر تابع ويمثل الظاهرة الاجتماعية المدروسة، تكون قابلة للاختبار من أجل معرفة درجة واقعيتها، حيث يتم البرهنة عليها بعد تفسير وتحليل نتائج البحث.
ونحتاج هذا التعريف في إطار العلاقة بين متغيرين أو أكثر في الدراسة الميدانية، من خلال عملية تركيب جداول عن طريق عملية ربط المتغيرات (السبب والظاهرة الاجتماعية المدروسة).
أما إذا عدنا إلى التعريف الأول للفرضية فهو يرتبط أساسيا ببناء الاشكالية ويدور التعريف حول السؤال، إذ أن أسئلة الاشكالية ماهي إلى تخصيص للسؤال الانطلاق (العام) من جانب، ومن جانب آخر الاجابة عن السؤال تعني تفسير الظاهرة الاجتماعية المدروسة ويعني التفسير سرد أسباب الظاهرة الاجتماعية محل الدراسة.
وسنركز على أهم العناصر في صياغة الفرضيات كتركيزنا على شروطها وأهميتها.
2.صياغة الفرضيات :
تختلف صياغة الفرضيات بحسب طبيعة العلاقة المحتملة بين متغيراتها إذ انه يمكن رصد ثلاثة طرق رئيسية هي :
أ- طريقة الاثبات الطردية: تصاغ بأسلوب يؤكد وجود علاقة ايجابية بين المتغيرات التي تتكون منها
ب- طريقة الاثبات العكسية: وهي التي تكون العلاقة بين متغيرات الفرضية ذات طبيعة عكسية، وذلك بالقول مثلا: هناك علاقة بين البيروقراطية والتنمية الاجتماعية.
وتسمى كذلك هذه الفرضية في مثل هذه الحالات الاثبات الطردي العكسي تعرف بالفرضيات المباشرة ( فرضية البحث)، وتصاغ على شكل يؤكد وجود علاقة بين متغيرين أو أكثر.
ج- طريقة صياغة النفي: يعرف الفرضيات في هذه الحالة بالفرضيات الصفرية، وتصاغ بأسلوب ينفي وجود علاقة بين متغيرين أو أكثر (23).
إذا صياغة الفرضيات عملية مهمة تشكل قاعدة أساسية لعملية البحث العلمي وخطواته فمثلا لو أردنا إجراء بحث اجتماعي حول واقع التحصيل الدراسي في الثانويات الجزائرية، فإننا نستطيع تكوين وبناء بعض الفروض العلمية عن هذه المشكلة على النحو التالي:
ت- المستوى المعيشي للأسرة يؤثر على التحصيل الدراسي للأبناء في المرحلة الثانوية.
ث- التعديلات الحاصلة على البرنامج لها علاقة بالتحصيل الدراسي للأبناء.
المحاضرة السابعة:
بناء فرضيات البحث (تابع)
أهمية الفرضيات في البحث الاجتماعي :
تكمن أهمية الفرضيات في عملية البحث العلمي في الفوائد التي تحققها للباحث والبحث العلمي على حد سواء.
1- تحدد هدف الدراسة
2- تزيد من قدرة الباحث على فهم المشكلة ( الظاهرة الاجتماعية ) من خلال تفسير العلاقات بين المتغيرات والعناصر المختلفة المكونة لهذه المشكلة ( الظاهرة الاجتماعية)
3- تحديد مسار عملية البحث العلمي وذلك من خلال توجيه الباحث لجمع البيانات ومعلومات معينة لها علاقة بالفرضيات .
4- تساعد الفروض على تحديد المناهج والأساليب البحثية المناسبة لموضوع الدراسة وبالشكل الذي يساعد على اختيار الفرضيات.
5- تساعد في الوصول إلى فرضيات وقوانين جديدة تعمل جميعها على تراكم المعرفة وتسرع وتيرة البحث من خلال الكشف عند مكامن أفكار وفرضيات جديدة يمكن دراستها.
6- تقوم الفروض بتنظيم وتقديم نتائج الدراسة بطريقة ذات معنى ( أي تقوم بظهور النتائج بالرفض أو القبول)، ومن الأفضل على الباحث أن ينظم جزءا من بحثه لمناقشة واختبار الفروض(24).
ج- تفدينا الفروض في هذا النحو في أغراض متباينة، فهي تزيد من توضيح طبيعة المشكلة عن طريق اختبارها كأداة بحثية في جانب الدراسة الميدانية عن طريق القبول أوالنفي لإثبات صحتها من عدم صحتها ومعنى ذلك أن الأسباب التي أدت إلى حدوث الظاهرة الاجتماعية المدروسة لها تأثير أو ليس لها تأثير على الظاهرة الاجتماعية معناه تطرح كعامل سواء أثر أو لم يؤثر، وليس بالضرورة للباحث في علم الاجتماع يجد العامل ( السبب ) المطروح قد أثر في الظاهرة الاجتماعية المدروسة.
- شروطها:
يجب على الباحث عند صياغته للفرضية مراعاة الشروط التالية :
1. أن يكون الغرض المطروح معقولا وخاليا من التناقضات في المضمون والهدف كأن نطرح الفرضيتين التاليتين:
- المؤسسات الاجتماعية التربوية الرسمية منها وغير الرسمية لا علاقة لها بتحصيل الأبناء كفرضية عامة
ونطرح فرضيات فرعية:
ح- البيئة الأسرية تؤثر على التحصيل الدراسي للأبناء.
خ- البيئة المدرسية لا علاقة لها بالتحصيل الدراسي للأبناء.
2. أن يكون متفقا مع الحقائق والنظريات المتعارف عليها من طرف الباحثين: أي ضرورة أن تصاغ الفرضيات بما يتلاءم مع طبيعة ومحتوى المشكلة أو الظاهرة قيد الدراسة وبشكل يعمل على تفسيرها بناء على هذه الاسس.
3. أن تصاغ بشكل يجعل من الممكن اختباره لقبوله أو رفضه .
4. أن تصاغ بعبارة بسيطة بعيدا عن لغة الرموز والتعقيد اللغوي .
5. أن تكون الفرضية تعبيرا عن العلاقة بين المتغيرات .
6. أن لا يكون منطلق الفرضية مركبا من عدة عوامل مسببة لنتيجة واحدة أو عدة نتائج، بل يفضل أن يتضمن الفرضية علاقة سببية بين سبب واحد ونتيجة واحدة لكي لا يتعقد تفسير العلاقة عند الباحث(25).
كأن نطرح الفرضية التالية: للبيئة الأسرية والبيئة المدرسية علاقة بالتحصيل الدراسي للأبناء ( عدة أسباب في ظل نتيجة واحدة).
والفرضية التالية : لا علاقة للبيئة الأسرية والمدرسية على تحصيل أو عدم تحصيل الأبناء الدراسي.
- إذا الفرضية تتضمن عدة متغيرات يقترحها الباحث على أساس أنها تساهم في إحداث الظاهرة الاجتماعية المدروسة (المشكلة الاجتماعية) وليس بالضرورة أن هذه المتغيرات (المسببات) لها تأثير عليها ومن هذا المنطلق فعملية بناء الفروض عملية منهجية تخضع لشروط المنهج العلمي ، وتعتبر خطوة هامة للبحث العلمين إذ لابد منها لوضع تفسيرات متوقعة لمشكلة موضوع البحث والتساؤل.
المحاضرة الثامنة
ملاحظة هامة:
هي عبارة عن مفاهيم تم تناولها كالبحث الاستطلاعي، الدراسات السابقة، وتقنيات جمع البيانات، منها الاستمارة، المقابلة، الملاحظة، وجمع البيانات عن طريق الوثائق ونأخذ امثلة على ذلك.
من ابرز الوسائل المستخدمة في جمع البيانات والمعطيات حيث تسمح للباحث بملاحظة الظروف الاجتماعية وغيرها، وهي التي تمكن الباحث من ملاحظة سلوك وعلاقات تفاعل المبحوثين.
الوثائق :
فضلا عن أدوات وطرق جمع المعلومات يستخدم الباحث الوثائق ( المصادر المختلفة المطبوعة وغير المطبوعة التي تضم المعلومات حول الموضوع محل الدراسة).
الدراسة الإستطلاعية ( الدراسة الاستكشافية ): هي جزء من الدراسة الأساسية يقوم فيها الباحث بتجريب تقنيات جمع البيانات: مقابلة ، استمارة، ملاحظة، والجرد عن طريق الوثائق.
قائمة المراجع:
(1) : صلاح مصطفى الفوال، منهجية العلوم الاجتماعية، عالم الكتب القاهرة (مصر) ، دط ، 1982، ص09.
(2) : العربي بلقاسم فرحاتي، البحث الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات، دار أسامة، عمان ( الأردن)، ط1، 2012، ص16.
(3) : صلاح مصطفى الفوال، مرجع سابق، ص: 10-12.
(4) :عبد الخالق محمد عفيفي، منهجية البحث العلمي في الخدمة الاجتماعية: مدخل متعدد المحاور، المكتبة العصرية، مصر، ط1، 2010، ص: 132- 134.
(5) : نفس المرجع، ص15.
(6) : نفس المرجع، 05.
(7) : نفس المرجع، ص09.
(8) : سعيد سبعون، الدليل المنهجي في إعداد المذكرات والرسائل الجامعية في علم الاجتماع، دار القصبة، الجزائر، ط2، 2012، ص09.
(9) : محمد الغالي، المختصر في أسس ومناهج البحث في العلوم الاجتماعية، مكتبة المعرفة، مراكش ( المغرب)، ط1، 2005، ص53.
(10): عبد الغني عماد، منهجية البحث في علم الاجتماع: الاشكاليات، التقنيات، المقاربات، دار الطليعة للطباعة والنشر ، بيروت، ط1، 2007، ص28.
(11): أحمد عارف ومحمود الوادي، منهجية البحث في العلوم الاجتماعية والإدارية( المفاهيم والأدوات)، دار صفاء، (الأردن) عمان، ط02، 2015، ص163.
(12): محمد الغالي، مرجع سابق، ص62.
(13): ريمون كيفي ولوك قان كمبنهود، دليل الباحث في العلوم الاجتماعية، تعريف يوسف الجباعي، المكتبة العصرية صيدة (بيروت)، ط1، 1997، ص52.
(14): محمد الغالي ، مرجع سابق، ص56.
(15): نفس المرجع، ص :60- 62.
(16): سعيد سبعون، مرجع سابق، ص22.
(17): عبد الغني عماد، مرجع سابق، ص: 30- 31.
(18): سعيد سبعون، مرجع سابق، ص: 94- 95.
(19): العربي بلقاسم فرحاتي، مرجع سابق، ص75.
(20): طاهر حسو الزيباري، أساليب البحث العلمي في علم الاجتماع، المؤسسة الجامعية للدراسات، بيروت ( لبنان)، ط1، 2011، ص104.
(21): سعيد سبعون، مرجع سابق، ص :117- 118.
(22): طاهر حسو الزيباري، مرجع سابق، ص105.
(23): نفس المرجع، ص :109- 110.
(24): نفس المرجع، ص:108-109.
(25): نفس المرجع، ص:107- 108.
الفهــــــــــــرس:
العنــــــوان |
ص |
المحاضرة الأولى: مدخل حول معنى المنهجية والمفاهيم المرتبطة بها............ |
01 |
المحاضرة الثانية: مدخل حول معنى المنهجية والمفاهيم المرتبطة بها ( تابع)...... |
05 |
المحاضرة الثالثة: المرحلة التصورية للعمل المنهجي.............................. |
07 |
المحاضرة الرابعة: لمرحلة التصورية للعمل المنهجي (تابع)....................... |
10 |
المحاضرة الخامسة: بناء مفاهيم البحث وأجرأتها من خلال الوقوف على أبعادها ومؤشراتها...................................................................... |
14 |
المحاضرة السادسة: بناء فرضيات البحث....................................... |
17 |
المحاضرة السابعة: بناء فرضيات البحث (تابع).................................. |
19 |
المحاضرة الثامنـــــة: مفاهيم منهجية............................................. |
22 |
قائمة المراجع:................................................................. |
23 |
- معلم: SAIDI Louiza