·       بسم الله الرحمان الرحيم

·       الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده

 

·       تخصص: تاريخ وحضارة المغرب الإسلامي ( السنة الثانية ماستر).

- جامعة الشلف -

·       مقياس: التواصل الثقافي بين المشرق والمغرب الإسلامي.

 

·       محاضرة: التواصل الثقافي بين حواضر المغرب الإسلامي )داخليا (

- عناصر المحاضرة:

1 - الدوافع التي حرّكت التواصل الثقافي بين حواضر المغرب الإسلامي.

2 - التواصل بين حواضر المغرب الأوسط والمغرب الأقصى.

3 - التواصل بين حواضر المغرب الأوسط والمغرب الأدنى.

4 - التواصل بين حواضر المغرب الأوسط والأندلس.

5 - مستخلص + مصادر ومراجع للاسستزاده والتوسّع في الموضوع.

 

 

 

 

 

1 / الدوافع التي حرّكت التواصل الثقافي بين حواضر المغرب الإسلامي:.

         لقد كانت العلاقات الثقافية بين أجزاء المغرب الإسلامي في نمو مطرد خلال هذا العصر، فكانت (بجاية)، و(تلمسان)، و(مراكش) و(فاس)، حواضر للإشعاع الثقافي. وظل هذا الوضع قائما حتى في أحلك أوقات الصراع السياسي وأزمنة القطيعة التي كانت تظهر هنا وهناك لأسباب سياسية أو عقدية وذلك نتيجة لعوامل هي:    

1- حرية تنقل العلماء والكتاب والأدباء والشعراء بين هذه الأقطار وعواصمها بالخصوص.

2- ازدياد التراسل وتبادل المعلومات والمخطوطات بين علماء المغرب الإسلامي.

3- وفرة عدد الطلاب المتلقين في هذه العاصمة أو تلك.

4- ازدهار صناعة الوراقين، ونسخ الكتب، وشكلت هذه الظاهرة، تميزا حتى أصبح لها مكانة قوية في بلاطات الملوك.

5- وفرة الإجازات العلمية بين العلماء والأدباء والفقهاء والمحدّثين حيث أصبحوا أعلاما زانوا بأعمالهم المحافل العلمية على مستوى عواصم بلدان المغرب الإسلامي.

6- أدرك فقهاء وعلماء المغرب الإسلامي قيمة روابط الدين واللغة وعمق التاريخ وامتداد الجغرافيا التي تجمعهم وتوحدهم وتحفزهم للتواصل والتقابل وتبادل العلوم أخذا وعطاء، وقد حفّز الشرع الحكيم على ذلك وحذّر من مغبّة كتم العلم واحتكاره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من سُئل عن علم فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار ".

7 - هجرات علماء الأندلس:  كان لحركة الهجرة الأندلسية دور كبير في تطور الحياة الفكرية في بلدان المغرب الإسلامي، وتعود هجرة العلماء الأندلسيين إلى حواضر المغرب الإسلامي لأسباب منها:

 1. التدهور السياسي الذي أصاب الأندلس عقب سقوط الدولة الأموية 430 هـ وقيام ملوك الطوائف 430-488 هـ وهذا التدهور السياسي حفز بعض العلماء على الهجرة من الأندلس إلى المغربين: الأقصى والأوسط، وإلى إفريقية والمشرق رغبة منهم في الاستقرار السياسي الذي تكون فيه الدولة الإسلامية قوية مهيبة.

 ولعل ابن رشيق المسيلي القيرواني أحسن التعبير عن عزوفه في البقاء في الأندلس ببيتيه المشهورين:

 مما يزهدني في أرض  أندلس   أسماء معتصم فيـها ومعتضـد

 ألقاب مملكة في غير موضعها  كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد

 2. ضم الأندلس إلى المرابطين 488-530 هـ على يد يوسف بن تاشفين وقد كان فتحها خيرا وبركة على النهضة الثقافية والحضارية في المغرب، حيث هاجر كثير من أعلام الأندلس إلى المغرب مقر السلطة الحاكمة، ونقلوا معهم حضارتهم وعلومهم وآدابهم وفنونهم، وفي ذلك يقول صاحب المعجب: "فانقطع إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين من الجزيرة من أهل كل علم فحوله حتى أشبهت حضرته حضرة بني العباس في صدر دولتهم، واجتمع له ولابنه من أعيان الكتاب وفرسان البلاغة ما لم يتفق اجتماعه من عصر من الأعاصير" .

 وكانت تلمسان وبجاية لا تقل عن مراكش عاصمة المرابطين استهواء للعلماء وقد استقر بها من أعلام الفقه والأدب والتصوف والفلسفة أفادوا أهلها واستفادوا منهم.

2 / التواصل بين حواضر المغرب الأوسط والمغرب الأقصى.

وأدى هذا الاتصال والتبادل العلمي والثقافي بين أقطار المغرب الإسلامي إلى قيام بيئات ثقافية متجذرة الأصول ومتعددة الفروع فيما بعد وخاصة بعد هجرة بعض الأسر الأندلسية إلى القيروان وبجاية وتلمسان ومراكش وفاس.

  إن امتداد الدولة الموحدية إلى سائر أنحاء المغرب الإسلامي أدى إلى توثيق العلاقات بين أقطارها، وتكثيف الاتصال بين سكانها. وأصبح كثير من العلماء والطلبة، يتنقلون بين هذه البلدان، للأخذ عن علمـائـها  أو للتدريس والاستقرار بها. وهكذا فإن تلمسان لم تزل، منذ القرن الرابع الهجري، تستقطب العلماء، وتتجه بخطى حثيثة نحو النمو الثقافي والحضاري.

 وقد عبّر البكري عن ذلك في وصف لمدينة تلمسان بقوله: "ولم تزل تلمسان دارا للعلماء والمحدّثين وحملة الرأي على مذهب مالك بن أنس رحمه الله".

 فهذا أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي المسيلي الأصل وأحد كبار المحدثين والفقهاء في عصره ينزل بتلمسان وينشر بها العلم إلى أن توفي بها سنة 402 هـ .

 وهذا أبو جعفر أحمد ابن غزلون من علماء الأندلس يستقر بها ويأخذ عن طلبة العلم إلى وفاته بها سنة 524 هـ.

ومن رجال العلم والصلاح الذين اشتهروا بها أبو محمد عبد السلام التونسي، الذي قدم من أغمات ونزل ودرس بها، فكان من تلامذته عبد المؤمن بن علي الكومي، مؤسس دولة الموحدين، وتوفي حوالي سنة 530 هـ.

 ومنهم عبد العزيز بن الدباغ من أهل مرسية رحل من الأندلس إلى فاس ثم إلى تلمسان، فاستقر بها وكان فقيها ومحدثا، وتوفي سنة 602هـ.

 ومن أشهر العلماء، أبو عبد الله بن عبد الرحمن التجيني من أهل اشبيلية نزل تلمسان وأخذ عنه كثير من طلبة العلم وتوفي بها سنة   610 هـ.

 ولا شك في أنّ توافد الكثير من رجال العلم على مدينة تلمسان أدى إلى تكوين أجيال من العلماء من بين أهلها أمثال ابن أبي قنون المتوفي سنة 557 هـ، وأبي عبد الله بن عبد الحق، المتوفي سنة 625 هـ ... وغيرهم ممن نبغوا في مختلف العلوم.

 كما أنّ كثيرا من علماء تلمسان رحلوا إلى أقطار أخرى واستقروا بها، أمثال الأديب أبي علي بن الأشيري، المتوفي بعد سنة 569 هـ، وأبي موسى عيسى بن عمران الذي ولي القضاء بإشبيلية ومراكش، وتوفي بهذه المدينة سنة 578هـ، وأيضا ابنه أبي الحسن علي، الذي ولي قضاء فاس وتوفي سنة 594هـ.

 وكان هذا العدد الكبير من العلماء في هذا المركز الثقافي برقعته الواسعة، قد أثرى الحضارة العربية الإسلامية في مختلف مجالاتها هنا في المغرب الأوسط وفي كل أقطار المغرب الإسلامي، وشارك في نهضتها وتطورها ورقيها وتوسيع مجالاتها ومفاهيمها، علما، ودراية، واستيعابا وإبداعا، وكان يشكل نماذج مما قدمه المغرب الأوسط من مظاهر حضارية، لقد شملت جهودهم الحضارية ميادين كثيرة، في الآداب والفلسفة والتاريخ والرياضيات والفلك والعلوم الطبيعية والجغرافية والفنون والصناعات.

 تعدّ تلمسان المنبع الأساسي للمغرب الأقصى، فقد كانت منارة علمية وصل بصيصها إلى هذه النواحي؛ وكان أبناء المغرب الأقصى يتوجهون إلى حاضرة تلمسان للاستزادة والتقوت بمناهل العلوم المختلفة التي كان يقدمها شيوخ وعلماء تلمسان، فيؤكدّ ذلك ويوضحّه الإمام المقري الجد: ” فتفرغت – بحول الله عزّ وجلّ – للقراءة؛ فاستوعبت أهل البلد لقاءً وأخذت عن بعضهم عرضا ولقاءً سواء المقيم القاطن أو الوارد الظاعن “.

         وممّا ميّز الصلات الثقافيّة للمغرب الإسلامي، ذلك الاتصال الوثيق بين المراكز الثقافية ومدارسها المختلفة، كتلك الروابط بين مدرسة تلمسان قاعدة المغرب الأوسط؛ ومدارس سبتة وفاس ومراكش وأغمات بالمغرب الأقصى، وقد توثقت تلك الصلات عن طريق انتقال أعلام من تلمسان إلى المغرب الأقصى بنية الاستقرار والاستيطان إيمانًا منهم بوحدة المنطقة وألاّ فرق بين الإقامة في هذه المدينة أو تلك.

          كما توثقت تلك الصلات عن طريق استكمال عدد من الطلبة لدراستهم بواسطة رحلات علمية متبادلة بين تلك المراكز والمدارس، وإذا تعذرت الرحلة كانت تحل محلها الإجازات العلمية عن طريق المراسلة بين الأستاذ والطالب.

     لقد كانت حاضرة فاس الملجأ الأحسن والمنهل الأمثل لأفضل علماء تلمسان وفقهائها ومتصوفيها، فهذه المصادر التاريخية تطلعنا وتنبئنا بأنّ عددًا من هؤلاء الأعلام دفنوا في حاضرة تلمسان، كما أنّ الحاضرة الأخرى – فاس – هي بدورها الآخر قد رحبت وورث الثرى بمقابرهم.

          ومن بين أبناء مدينة فاس في المغرب الأقصى الذين تلقوا العلم في تلمسان وتثقفوا فيها نذكر: عيسى بن أحمد المساوي (- 896هـ)؛ وعبد العزيز عبد الواحد اللمطي، وأمّا أبناء تلمسان وعلماؤها الذين رحلوا إلى المغرب الأقصى للتزّود بالعلم فمنهم: أبو عبد الله بن اللحام التلمساني، نشأ وتعلّم بتلمسان ثمّ رحل إلى فاس فأخذ وأعطى بها، ونظرًا لغزارة علمه استقدمه المنصور يعقوب بن يوسف إلى مراكش للاستقرار فيها؛ وأيضًا محمد بن إبراهيم الغساني (- 633هـ) الذي كانت لديه اهتمامات كثيرة بالتاريخ والأدب والفقه؛ تعلّم في تلمسان ثم رحل إلى المغرب للأخذ عن علمائها فسكن أسفي إلى أن توفي بها “؛ وغيرهم من الأعلام الذين استوطنوا أحد المغربين الأقصى أو الأوسط للنهل من منبعها العلمي.

3 / التواصل بين حواضر المغرب الأوسط والمغرب الأدنى:

         كما كانت للمغرب الأدنى صلات ثقافية بين تلمسان والطرف الآخر؛ نظرًا لقرب المسافة بين الشعبين، ولكون جامع الزيتونة كان قبلة لكثير من علماء تلمسان الذين قصدوه للدراسة والتفقه وكذلك التدريس، كما أنّ تونس - حاضرة المغرب الأدنى - كانت نقطة ومحطة عبور إلى المشرق الإسلاميّ لأداء فريضة الحجّ؛ وكذلك التّوجه إلى المغرب والأندلس وخلال العودة يقيم الواحد إليها ويقيم بها من خلال الذهاب والإياب.

         فقد ظلت تلمسان منارة مشعة ومركزًا أصيلاً للحياة الفكرية في الشمال الإفريقي؛ لذلك كانت المتتابعة لأبناء المغرب الأدنى من شتى أرجائه وبقاعه تفد إلى تلمسان للتزّود من علمائها في شتى أنواع العلوم، وممّن قصد تلمسان من أهل المغرب الأدنى عبد الله بن قاسم المحمودي التونسي المشهور بالفقه والحديث، رحل إلى تلمسان للاستزادة من العلم عن مشاهير شيوخها وأجاز العديد من طلاب العلم بها، ثم عاد إلى تونس فتولى قضاء الأنكحة بها؛ وكذلك العالم أبي القاسم بن أحمد بن محمد القيرواني الشهير فيعتبر من مشاهير فقهاء تونس ومفتيها، وممّن رحل إلى المغرب الأدنى من أهل تلمسان ابن الإمام رحل صغيرًا إلى تونس فتلقى تعليمه عن شيوخها ونبغ في علوم الدين وتفقه على أيد كبار علمائها آنذاك، وممّن رحل أيضًا العالم أبا عبد الله محمد بن يحي الشريف التلمساني؛ اشتهر بالفقه والمنطق انتقل غلى تونس عام 740هـ فأخذ عن بعض شيوخها؛ ثم عاد إلى تلمسان للتدريس بها إلى غاية وفاته، وكذلك محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الإمام التلمساني فجلّ هؤلاء أخذوا من البلدين.

         من الملاحظ أنّه خلال العهد العبد الوادي (الزياني) كثر عدد المهاجرين، وخاصة بعد استيلاء الإسبان على قواعد وأساسيات البلاد كحواضر طليطلة وقرطبة واشبيلية سرقسطة ومدينة بلنسية.

4 / التواصل بين حواضر المغرب الأوسط والأندلس:

     تميز الأندلسيون بمجموعة من الصفات في الحياة العلمية فأثروا في الأقاليم الزيانية فورثوا عنهم العلوم الإنسانية؛ ومن الذين أتوا من الأندلس إلى تلمسان نذكر: أبو العيسى بن عبد الرحمن الخز رجي بن محمد بن أبي العيش الإشبيلي الأصل الذي لعب دورًا هامًا في ازدهار الحركة الثقافية بتلمسان، الذي يقول عنه يحي بن خلدون: ” إنّه كان متفننًا ذو علم، وخط بارع، خطيب الجامع الأعظم بتلمسان .

    ومن أهل مرسية الذين توافدوا على أراضي الدولة الزيانية؛ يحي بن علي المرسي، وعلي بن يحي بن سعيد بن مسعود بن سهل الأنصاري الذي كان فقيهًا أديبًا حسن الخط؛ ويورد لنا يحي ابن خلدون في كتابه بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد عددًا من الفقهاء الأندلسيين الذين توافدوا على تلمسان وحظوا بمكانة رفيعة في البلاط الزياني ومنهم: أبو بكر محمد عبد الله بن داود بن خطاب الغافقي المرسي الذي كان من أبرع الكتّاب خطًا وأدبًا؛ ومن أعرف الفقهاء بأصول الفقه؛ كتب عن ملوك غرناطة؛ وقفل إلى مرسية وقد اختلت أمورها؛ فارتحل إلى تلمسان، ولما ظهر اهتمام السلطان يغمراسن بن زيان بالعلوم قرّبه منه، وكذلك الفقيه عبدون بن الحباك الذي تولى القضاء بتلمسان، وكان خطيبًا بارعًّا وصاحبًا لأمير المسلمين يغمراسن بن زيان، ومنهم أبو عبد الله محمد بن عمر بن خميس الذي كان شاعرًا موهوبًا أثنى عليه العبدري في رحلته المغربية أثناء زياراته لتلمسان “.

       ومن بين الذين رحلوا من أبناء تلمسان إلى الأندلس نذكر: بكر بن عبد الله بن موسى التلمساني الذي كان من كبار فقهاء المالكية ولد بتلمسان؛ وانتقل مع أسرته إلى الأندلس وعمره تسعة أعوام، واستقرت أسرته بمالقة مدّة وأكمل بها دراسته؛ والتلمساني عبد الغني، والتلمساني علي بن محمد، وكذلك التلمساني عبد الله بن محمد ولد بتلمسان ونشأ بها وتعلّم بها في أواخر سنة 703هـ ، دخل الأندلس واستقر بغرناطة حيث جلس للتدريس وما لبث أن ذاع صيته، وممّا يدل على شهرة الرجل في عصره أنّه كثير التداول من قبل المؤرخين والمهتمين بالتراجم والسير، فهذا ابن خلدون مثلا يقول عنه: << كان لا يجارى في البلاغة والشعر.

     نقل الأندلسيون طريقتهم الخاصة في مجال التعليم، المبنية على تعليم الأطفال القواعد الأساسية لمختلف العلوم، وساهموا في تنظيم حلقات التعليم بالمدارس والمساجد، لاسيما المسجد الجامع بتلمسان الذي أصبح معهدًا للتدريس يضاهي جامع الزيتونة بتونس والقرويين بفاس، فلقد كانت بين علماء المغرب الأوسط في العهد الزياني أقرانهم الأندلسيين علاقات طيبة، مبنية على التبادل العلمي من خلال تبادل المصنفات، وإبداء الرأي والمشورة، والاستفسار والفتوى وكان الكثير من علماء الأندلس يستفتون علماء المغرب الأوسط، كلما استصعبوا أمرًا أو مسألة، ومثال ذلك ما كان يفعله عالم الأندلس الشهير أبو سعيد بن لب الغرناطي (- 782هـ)، الذي كان كلما استصعب أمرًا؛ أو استشكلت عليه مسألة، بعث إلى أبو عبد الله الشريف التلمساني ليوضحها له، ويبيّن له ما أشكل عليه وكل ذلك إقرار له بعمله وفضله.

 

5 / مستخلص + مصادر ومراجع للاسستزاده والتوسّع في الموضوع:

     وصفوة القول أنّ علماء المغرب الأوسط كان لهم دور كبير في تثمين العلاقات الثقافية بين جميع الحواضر الإسلامية سواءً كانت حاضرة القيروان أو فاس أو بجاية، وحتى الأندلس، فقد تخرّج على أيديهم خيرة العلماء والأدباء، فقد كان التأثير والتأثر باديًا على وجوه جميع الحواضر، فعلى سبيل المثال لا الحصر فهذه حاضرة الأندلس كانت لها مظاهر خاصة في عهد بني زيان، فقد تأثر الأدباء الزيانيين بنظرائهم للأندلسيين، وما يدل على ذلك تلك القصيدة التي كتبها يحي بن خلدون بمناسبة المولد النبوي الشريف لعام 778هـ والتي حذا فيها حذو لسان الدين ابن الخطيب.

 

·       مصادر ومراجع للاستزاده والتوسع في الموضوع:

 

- ابن خلدون: المقدمة ، تحقيق حامد احمد الطاهر ط1، دار الفجر ، القاهرة 2004

- ابن سعيد المغربي: المغرب في حلي المغرب، ج1 ، تحقيق شوقي ضيف ، ط4 دار المعارف ، 1999 .

- أحمد مختار العبادي : في تاريخ المغرب والاندلس ، ط1 ، دار النهضة العربية ، د . ت .

- عبد الله العروي : مجمل تاريخ المغرب ، ط1 ، المركز الثقافي العربي ، ( 3 اجزاء ) 1999 م .

- محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني : الاجتهاد والمجتهدون بالأندلس والمغرب دار الكتب العلمية ، 2004 م

- يوسف فوزي العريني : الحياة العلمية في الأندلس في عصر الموحدين.- الرياض: مكتبة الملك عبد العزيز العامة، 1995.- 470ص.- (سلسلة الأعمال المحكمة ؛ 7) .

- بوعياد فضيلة، العلاقات الفكرية في المغرب العربي في القرنين 6 و 7 الهجريين، مجلة مركز جيل للبحوث الانسانية والاجتماعية.

 

 

والله تعالى وليّ التوفيق والسداد