أخي الطالب؛ أختي الطالبة؛

الأدب العالمي نافذتك للولوج إلى عالم المعرفة الإنسانية المختلفة-قديما وحديثا؛ تبحر عبره لتتعرف على أزمنة متعددة، وإبداعات متنوعة، ومناطق بعيدة زمنا ومكانا، وحضارات عتيدة تُرجمت معالمها في كتابات أدبية مثّلت موسوعة شاملة لحياتها الاجتماعية، والدينية، والسياسية، والثقافية، والعلمية، كمصدر يؤرخ لمسيرة الإنسان عبر الزمن والعصور المختلفة.

ولا تزال البحوث الأنثروبولوجية والأثرية تكتشف وتؤرخ للإنسان القديم الذي اعتقد بالأساطير والخرافات، كتربة خصبة لغرس أفكاره، وإبرازها في شكل ملاحم طويلة، تعكس صبر تلك الأمم ورغبتها في تذوق الأدب باعتباره متنفسا علميا وثقيفيا وترفيهيا؛ فلم يكن الإغريق ليؤلفوا إلا بداعي التعليم والتربية؛ فالتراجيديا تبرز القيم التربوية، والمشاعر الحقيقية التي تبعث على التلاحم والتعاطف وتقدير الآخرين والاحساس بمعاناتهم وآلامهم، والكوميديا تبرز أخطاء الناس في قالب هزلي غرضه الترفيه والتعليم في آن واحد، بغاية أسمى تنحصر  في التحذير من الأخلاق الدنيئة التي تهدم الفضيلة وتزعزع تماسك المجتمع وقيمه الرفيعة.

وسنحاول في دروسنا أن نتعرف على الآداب الإنسانية التي ارتقت للعالمية، آخذة مكانة مهمة في مسلة روائع الأدب العالمي.

وإن كانت المعايير التي اختيرت على إثرها هذه الأعمال دون غيرها تبقى محل دراسة ونقد –في نظرنا- نظرا لاعتبارات موضوعية وأخرى ذاتية رفعت العديد من الآداب الغربية قديمها وحديثها، وأبعدت أعمالا أخرى ذات جودة أدبية؛ لغة وسردا.

تعرّفنا في المحاضرة الأولى عن مفاهيم العالمية في الأدب، واستعرضنا أهم المعايير التي تؤسس لمفهوم عالمية الأدب، وتجعل من العمل الأدبي يرقى ويسمو إلى العالمية.

ثم انتقلنا في المحاضرة اللاحقة للتعرّف على الآداب الشرقية القديمة؛ السومرية؛ والفارسية، والهندية؛ حيث أبرزنا عبرها معالم التفكير الأدبي الابداعي عند الشرق القديم عبر مجموعة من الأساطير التي أرّخت للحياة العامة عند الشعوب الشرقية القديمة.

وسنحاول في المحاضرة الثالثة أن نبرز خصائص أدب الغرب القديم، والتي لا تختلف كثيرا عن الشرق القديم من حيث استخدام الأسطورة الملحمية للتعبير عن مختلف أطوار الحياة الاجتماعية وتاريخها، وما يميز بينهما هو طريقة البناء الملحمي، بحكم أن اليونان تفوقوا في ذلك ونظّروا للصناعة الأدبية ومعاييرها النقدية.

وتنتظرنا جولات أخرى مع الأدب التركي القديم والحديث، و الأدب الفرنسي، والأدب  الإنجليزي، والأدب الأمريكي، والأدب اللاتيني، والأدب الألماني، والأدب الأدب الإفريقي القديم والحديث، والأدب الإيطالي، والأدب الإسباني، والأدب العربي.

وقد قسمنا محاضراتنا إلى ثلاثة أجزاء:

1.      محاضرات في الآداب العالمية-الجزء 1 (مدخل إلى الأدب العالمي، الآداب الشرقية القديمة-، الأداب الغربية القديمة، الأدب التركي القديم والحديث).

2.      محاضرات في الآداب العالمية-الجزء 2 (الأدب الفرنسي، والأدب الإنجليزي، والأدب الإيطالي، والأدب الألماني).

3.      محاضرات في الآداب العالمية-الجزء 3  (الأدب الأمريكي، والأدب اللاتيني، والأدب الأدب الإفريقي القديم والحديث، والأدب الإسباني، والأدب العربي).