محاضرات في مقياس التطبيقات اللغوية السنة الثالثة ليسانس تخصص لسانيات تطبيقية

المحاضرة الأولى

 

 -مفهوم التطبيقات اللغوية:

التطبيقات هي : عبارة عن مجموعة من المفاهيم والحقائق و المعارف و المبادئ والاتجاهات التي ينبغي

على المتعلمين تطبيقها تطبيقا علميا، ووعيها و معاينتها بطريقة تنمي قدراتهم على الأداء العلمي بشكل جيد. وعرفها "داود عبده" : أنها عبارة عن تطبيق للنظريات العلمية مثل تطبيق المستوى التركيبي، الدلالي، الصوتي على نص ما.

تتردد في كتب النحويين كلمات تدل على معنى التطبيق بمفهومه الشامل ولكل مصطلح مدلول يتفق معه فنجدهم يستعملون الكلمات التالية :

تدريبات ، أو مسائل، أو امتحان ، أو رياضة ، أو سبك ، أو نشاط، أو تمرين، وهذا الأخير الأكثر تواردا للتعبير عن مفهوم التطبيق.

2 -أهمية التطبيقات اللغوية:

يتم تعليم اللغة من أجل تحقيق القدرات اللغوية عند المتعلم بحيث يتمكن من ممارستها في وظائفها الطبيعية العلمية ممارسة صحيحة،

1 وحسب "داود عبده" تتمثل أهمية التطبيقات اللغوية في تحقيق الوظائف الأساسية للغة 2 (الاجتماعية، النفسية، الثقافية، الفكرية) و من خلالها: فهم

اللغة عند سماعها، فهم اللغة المكتوبة، التكلم بطلاقة ودقة، التعبير عن الأفكار، أي بتعبير آخر تحقيق المهارات اللغوية المعروفة، الاستماع-القراءة-الكتابة-

التعبير. و إذا وجهت تلك التطبيقات (النشاطات) لدى المعلم وجهة سليمة فستساعد التلاميذ على تحقيق المهارات اللغوية و تجعلهم قادرين على

استعمالها في المواقف الطبيعية.

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة الثانية

3 -أهداف التطبيقات اللغوية:

- تعلم القواعد العامة للغة.

- إثارة اهتمام التلاميذ لقراءة النصوص.

- التدرب على فهم اللغة المسموعة والمكتوبة.

- التدرب على التعبير و استعمال اللغة في المواقف المختلفة.

- التدرب على القراءة الناقدة و استنتاج المعاني.

     تكوين الحس النقدي عند المتعلم

1 -أنواع التطبيقات اللغوية:

يمكن حصرها في النشاطات أو ما كان يطلق عليه المواد الدراسية، و تتمثل في:

أ -القراءة:

عملية يراد بها إيجاد الصلة بين لغة الكلام و الرموز الكتابية، وتتألف لغة الكلام من المعاني و الألفاظ التي تؤدي هذه المعاني، ويفهم من هذا أن عناصر

القراءة هي ثلاثة: المعنى الذهني، اللفظ الذي يؤديه، الرمز المكتوب. و أثناء عملية القراءة تجتمع هذه العناصر، حيث يبدأ المتعلم بالرمز فينتقل منه إلى

لغة الكلام (و العكس يسمى كتابة)، و ترجمة الرموز إلى المعاني قراءة سرية، وترجمتها إلى ألفاظ مسموعة قراءة جهرية.

ب -التعبير:

يمتاز التعبير بين فروع اللغة بأنه غاية، وغيره وسائل مساعدة معينة له، فالقراءة تزود القارئ بالمادة اللغوية و ألوان المعرفة، وكل هذا أداة تعبير، ويستمد

أهميته من عدة نواح أهمها: أنه الغاية المنشودة من تعلم اللغات، أنه وسيلة اتصال الفرد بغيره... .و التعبير شقان: كتابي، شفوي.

ج -الإملاء:

له منزلة كبيرة بين فروع اللغة؛ فهو من الأسس الهامة للتعبير الكتابي من الناحية الخطية، والخطأ الإملائي يشوه الكتابة، و بالتالي الغرض من تدريسه

للتلاميذ هو تعلم رسم الحروف و الكلمات رسما صحيحا، و إجادة الخط أو تحسينه.

د -القواعد النحوية:

القواعد وسيلة لضبط الكلام، وصحة النطق والكتابة، وحسبما يرى "عبد العليم إبراهيم" في كتابه "الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية" يتم تدريسها

على حسب المراحل التعليمية المختلفة و مستوى التلاميذ و قدراتهم العقلية وتحصيلهم اللغوي.

ه -الدراسات الأدبية:

تلك القطع الشعرية التي يتحرى في تأليفها السهولة، وتنظم نظما خاصا، وتصلح للإلقاء الجماعي، وتستهدف غرضا محددا.

المحفوظات

يقصد بها القطع الأدبية الموجزة التي يدرسها التلاميذ، ويكلفون بحفظها أو حفظ شيء منها، بعد الدراسة والفهم.

النصوص الأدبية

المقصود بها قطعا تختار من التراث الأدبي، يتوافر لها حظ من الجمال الفني، وتعرض على التلاميذ فكرة متكاملة أو عدة أفكار مترابطة، ويمكن اتخاذها أساسا للتذوق الأدبي لديهم.

 

المحاضرة الثالثة

 -إعداد التطبيقات اللغوية:

يسير إعداد الدروس وفق مرحلتين هما:

إعداد الدرس: باختيار مادته ورسم طريقته وبيان الوسائل المعينة على شرحه.

إعداد النفس: يأتي بعد إعداد الدرس أو يصاحبه، والمراد به أن يهيء المدرس نفسه نفسيا وذلك بترتيب مادته وطريقته في ذهنه، ومن ثم يدونها على المذكرة، ويحضر الأسئلة التي سيوجهها للتلاميذ، و يضع في الحسبان الوقت والوسائل التي ستعينه في أدائه.

إعداد الدروس قبل إلقائها خطوة أساسية في سبيل نجاح المدرس، و تبدو أهمية الإعداد في الوجوه الآتية: 3

- إعداد الدرس يحمل المدرس على مراجعة مادته، والتثبت منها.

- ليست أجزاء المادة وموضوعاتها في مستوى واحد من حيث الملاءمة للتلاميذ.

- الإعداد يحمي المدرس من الاضطراب في تقديم مادته، ويهيء أمامه الفرصة لحسن ترتيب المادة، وتنظيمها و تنسيقها.

- إعداد الدرس قبل إلقائه يحدد الطريقة المناسبة لتقديمه.

- إعداد الدرس قبل إلقائه يكشف للمدرس ما يحتاجه من وسائل.

- الإعداد يضمن الترابط بين الدرس وما سبقه أو يلحقه من دروس.

وفيما يخص طريقة إعداد الدرس الخاص بتطبيق لغوي معين، فإنها تتطلب أن يختار المدرس مادته ملائمة للتلاميذ، مسايرة للمنهج، مناسبة للزمن، ويرتبها

ترتيبا طبيعيا، ويبين الطريقة المثلى لتدريسها، و هي تشمل العرض والمناقشة و الربط والتطبيق، و استخدام الوسائل المعينة، ونحو ذلك من الخطوات .

المحاضرة الرابعة

مفهوم المَلَكَة:

يرى ابن خلدون أن اللغات جميعها ملكات شبيهة بالصناعة، أي أن اللغة تُتعلم كما تُتعلم صناعة ما، والملكة عنده هي مهارة ثابتة تكتسب عن طريق التعلم، سواء تعلق الأمر باللغة أو بغيرها من الصنائع، وقد عرفها بأنها صفة راسخة يكتسبها الإنسان عن طريق التعلم، وتَحدث هذه الملكة عن والملكات لا تحصل إلا بتكرار الأفعال، لأن الفعل يقع أولاً وتعود منه للذات صفة، ثم » : طريق التكرار والممارسة، قال ابن خلدون يشرح معنى الملكة

تتكرر فتكون حالاً، ومعنى الحال أنها صفة غير راسخة، ثم يزيد التكرار فتكون ملكة أي صفة راسخة

فالملكة اللغوية هي صناعة لمهارات متعددة تنتج حدقة عند المتعلم

2 -طرق اكتساب ملكة اللغة العربية:

يعدد ابن خلدون طرق اكتساب ملكة اللغة وهي:

أ -كثرة الحفظ وجودة المحفوظ:

جعلَ ابن خلدون القرآن الكريم والحديث الشريف من أول ما ينبغي أن يحفظ ابتغاء هذه الملكة، ثم يأتي بعد ذلك كلام السلف عامة، ثم كلام

فحول العرب. والملكة التي تنشأ عن حفظ الكلام الفصيح هي نفسها التي تنشأ عن سماع الكلام الفصيح، فإذا كانت وسيلة السماع الطبيعية غير متاحة

في الوسط اللغوي بعد فساد اللسان العربي بالعجمة  فإنابن خلدون يحث على خلق سماع اصطناعي. ولنوعية المحفوظ وكميته أثر في امتلاك اللغة، إذ

كلما كان المحفوظ جيداً كثيراً كانت الملكة أجود، ونبه ابن خلدون مرة أخرى إلى أن على قدر المحفوظ كماً وكيفاً تأتي الملكة.

ب -الفهم:

إن الحفظ وحده لا يكفي لامتلاك اللغة العربية، بل لا بد من أمر مهم، هو الفهم، إذ الفهم هو الذي يمكن الحافظَ من استثمار محفوظه؛ إذ لا يمكن أن

يتصرف المتكلم في محفوظه إذا لم يفهمه.

ج -الاستعمال:

هناك أمر ثالث لا بد منه لاكتساب ملكة اللغة العربية الفصحى، وهو الاستعمال، ومعناه أن يستخدم المتعلم ما حفظ وفهم في أساليبه، ومن طبيعة

الحال ليس المقصود هنا أن يستظهر ما حفظ، بل أن ينسج كلاماً على منوال ما حفظ وما فهم.

 

المحاضرة الخامسة

الطرق العملية لتكوين الملكة اللغوية في علوم اللغة العربية عند الطالب الجامعي

إن إثرا المتعلم بالتطبيقات اللغوية ،يسعى لتكوين الملكة اللغوية، وقد عرفها البعض بأنها: سجية راسخة في النفس، تمكِّن صاحبها من قوة الفهم لدقائق الكلام العربي الفصيح، وحسن التعبير عن المعاني المختلفة بلسان عربي سالم من أوضار العجمة ومفاسد اللحن، مع القدرة على الجمع والتفريق، والتصحيح والإعلال، ونحو ذلك.

 ومن عوائق تكوين الملكة اللغوية: اختلاط العرب بغيرهم، والتأثر بالحضارات الأخرى، والتساهل في الكلام بغير العربية، وغيرها من الأمور.

 

بداية بالنحو والصرفتكون البداية بـمتن الآجرومية) مع شرحه (التحفة السنية) للشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد، ويدرس الطالب في هذه المرحلة شيئًا من الصرف.

 

ثم يقوم في المرحلة التالية بتلخيص كتابي شرح شذور الذهب) و(شرح قطر الندى لابن هشام في كراسة واحدة، فيها أهم مقاصد الكتابين، مع الاعتناء بإعراب الشواهد، والتعليقات النافعة لمحقق الكتاب الشيخ محيي الدين عبدالحميد.

 

أما في الصرف، فيقرأ بتمعُّن كتابشذا العرف في فن الصرف) للحملاوي، ثم يقرأ للتوسع والتطبيق كتاب (التطبيق الصرفي) لعبده الراجحي.

 

ثم المرحلة التاليةوهي مرحلة أهل التخصص والرسوخ، وأنه لا يلزم كل راغب في تكوين ملكته اللغوية أن يطرقها، ولكنه لا يستغني عن معرفة خطوطها العريضة، وأساس هذه المرحلة هي (متن ألفية ابن مالك)، ونرشح من شروحها (الشرح الميسر) لعبدالعزيز الحربي؛ لفك عباراتها، و(دليل السالك) للفوزان، و(شرح ابن عقيل) و(أوضح المسالك) لابن هشام، و(شرح الأشموني).

 

وللتوسع: (النحو الوافي) لعباس حسن، و(التصريح على التوضيح) لخالد الأزهري، و(المقاصد الشافية) للشاطبي، وغيرها من الكتب الموسعة.

 

أما في البلاغة، فأفضل ما يبدأ الطالب بدراسته: كتاب (البلاغة الواضحة)، ثم يَعمِد إلى كتاب (جواهر البلاغة) للهاشمي، مع تلخيص مقاصده، ويختم هذه المرحلة بالتعرف على تاريخ هذا العلم من خلال كتاب (البلاغة تطور وتاريخ) لشوقي ضيف.

  

ثم مرحلة التوسط، ويقترح فيها الاعتناء بـنظم الجوهر المكنون) للأخضري، مع شرحه (حلية اللب المصون)، ثم قراءة كتاب (المنهاج الواضح في البلاغة) لحامد عوني، ثم تكميل المرحلة بكتابين يعدان الأساس الذي بُني عليه هذا العلم: (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة)، كلاهما لعبدالقاهر الجرجاني.

 

أما مرحلة التوسع، فيذاكر فيها (متن التلخيص) للقزويني، والذي له في البلاغة ما لخلاصة ابن مالك في النحو.

 

وأما بالنسبة لعلم العروض، فلتكوين الملكة اللغوية لا بد من إتقان صنعة الشعر، واكتساب ملكة تذوُّقه والتمكن من نقده؛ فإن الشعر ديوان العرب الخالد، فالطالب في المرحلة الأولى يَعمِد إلى كتاب (ميزان الذهب في صناعة شعر العرب) للهاشمي، ثم شرح كتاب (أهدى سبيل إلى علمي الخليل) لمحمود مصطفى، ثم كتاب (شفاء العليل في علم الخليل) لمحمد بن علي المحلي،

 

وفي المرحلة الثانية يحفظ منظومة (مجدد العوافي من رسمي العروض والقوافي) للشنقيطي.

أما للاستزادة فأرشِّح لك (العيون الغامزة) للدماميني، و(الوافي في العروض والقوافي) للتبريزي، وغيرها.

 

أما الإملاء - وهو مجموعة من القواعد المعينة على الكتابة الصحيحة - فيقترح لدراسته كتاب (قواعد الإملاء) لعبدالسلام هارون، ثم إتقان القواعد بالممارسة العملية.

 

ثم لتنمية الزاد اللغوي، وهو معرفة أصول علم اللغة وفقه اللغة، ويقترح فيه قراءة كتاب (دراسات في فقه اللغة) لصبحي الصالح، وكتابي علي عبدالواحد (علم اللغة) و(فقه اللغة)، وكتاب (فصول في فقه العربية) لرمضان عبدالتواب.

 

ثم معرفة الألفاظ والتراكيب النافعة في الكتابة والخطابة، وأفضل ما يحفظ في هذا الباب (نظم موطأة الفصيح) لمالك بن المرحل، ويطالع كتاب (الألفاظ الكتابية) للهمداني، و(كفاية المتحفظ) لابن الأجدابي.

 

وأما عن المعاجم اللغوية، فأفضل ما يبدأ به الطالب هو مروره السريع على كتاب (المعجم العربي نشأته وتطوره) لحسين نصار، ثم تكون البداية في معجم صغير مثل: (المصباح المنير) للفيومي، أو (مختار الصحاح) للرازي.

 

 

أما عن الأدب، فإن علوم اللغة العربية لا تنفع دون ممارسة الأدب، وأنه لا توجد ممارسة صحيحة للأدب دون تمكُّن من علوم العربية.

 

يرشح أن تكون البداية بقراءة مجموعة من الكتب؛ منها: (المنتخب من أدب العرب)، (الوسيط في الأدب العربي وتاريخه)، (جمهرة خطب العرب)، (جمهرة رسائل العرب)، ونحوها.

 

ثم المرحلة التالية وفيهاحفظ المعلقات، ومطالعة بعض الكتب؛ مثل: (كليلة ودمنة)، (البيان والتبيين)، (الكامل) للمبرد، وغيرها، ثم مطالعة بعض كتب المعاصرين، كـ(تاريخ الأدب العربي) لأحمد حسن الزيات، و(أباطيل وأسمار) لأبي فهر، وما أشبهها.

 

وفي البلاغة: (مدخل إلى كتابي عبدالقاهر الجرجاني التصوير البياني خصائص التركيب، ثلاثتهم لمحمد محمد أبي موسى، (ديوان المعاني) للعسكري.

 

وفي العلوم الشرعية: (التحرير والتنوير) لابن عاشور، (مختصر البخاري) للزبيدي، (مختصر مسلم) للمنذري، (سير أعلام النبلاء) للذهبي، وغيرها.

 

في الأدب: (أدب الكاتب)، و(الشعر والشعراء) كلاهما لابن قتيبة، (شرح ديوان الحماسة لأبي تمام) للمرزوقي، (شرح مقامات الحريري) للشريشي، (مقامات بديع الزمان الهمذاني)، (مؤلفات الطنطاوي)، (آثار الإمام البشير الإبراهيمي).

 

أهم المراجع المعتمدة

التطبيقات اللغوية: علي الطاهر الفا

محاضرات في التطبيقات اللغوية من إعداد أمينة رقيق

بحوث و دراسات في اللسانيات العربية عبد الرحمن الحاج صالح

 تكوين الملكة اللغوي، للبشير عصام المراكشي.

 إعداد موقع: الدرر السنية: https://2u.pw/rRoQk

 https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/137359/#ixzz6lWWnS8j9