نحاول في هذا المقياس التعرف على الأرشيف العربي ومختلف المصادر المتوفرة والمساعدة على كتابة تاريخ العرب في الفترة المعاصرة. لا يمكن لأحد إنكار دور المصادر في تحميل ذاكرة الشعوب ولو جزئيا إلا أنها تبقى مرجعا أساسيا للباحثين منذ القديم.

إن مصادر ومناهج التاريخ المعاصر مهمة، ومن خلال الدروس المبرمجة في هذا السداسي هدفنا هو تقديم للطلبة المصادر المختلفة والمتنوعة التي توجد بحوزة الدول العربية لكون أن تاريخ وذاكرة الشعوب العربية مشتركة منذ القديم، وقد عزز الإسلام هذه الروابط إلى يومنا هذا. وعند اللجوء إلى هذه المصادر لدى العرب نستنتج عدة حقائق مألوفة وهي دالة على منزلة الأرشيف والمصادر ووضعيتهما، حيث نلاحظ أولا تفاوت تطور الدولة في هذا المجال من دولة إلى دولة أخرى وهو ما يعكس درجة الاهتمام بالأرشيف والمصادر، وثانيا نلاحظ تفاوت النظام الإداري والبيروقراطي السائد داخل المجتمعات العربية.

ما يمكن تسجيله هو صعوبة اطلاع الجمهور على الملفات المختلفة، ونظرا إلى الاهتمام المتزايد ظهرت السرعة التقنية ووسائل جديدة مع القرن العشرين وهو الأمر الذي سهل البحث والتصنيف والترتيب في آخر المطاف، حتى أنه يمكن رقمنة الأرشيف والمصادر ونسخها دون أن تضيع النسخ الأصلية.

إن محتوى البرنامج ينصب حول الوسائل المساعدة للباحث في التاريخ منها: الأرشيف سواء تعلق الأمر بالأرشيف العام المفتوح للجمهور، أو الأرشيف الخاص الذي يتطلب وقت لفتحه، أو المصادر المطبوعة وهي في الغالب مصدرها الإدارات.

لقد استقلت الدول العربية مع القرن العشرين في الغالب، بحيث انتشرت الخزانات والمكتبات ودور حفظ الأرشيف فيكل بلد عربي حتى أنها أصبحت تمنح البلد قيمة بقيمة محفوظاته وخزائنه، لكن جل الدول العربية قد اختلطت ذاكرتها مع الاستعمار، ثم العلاقات مع الدول نفسها فيما بعد، لذا نجد وقائع عند البعض من الدول العربية لا نجدها لدى الشعوب الأخرى خاصة ما تعلق بالجانب الإيديولوجي الذي لا زال النقاش يدور حوله. وعلى غرار هذا يمكننا الاعتماد على المصادر الشفوية في كتابة تاريخ العرب المعاصر سواء بالمصادر المسجلة أو المذكرات.