رسالة الوفد المصري للمندوب السامي البريطاني

   حضرة صاحب السعادة المندوب السامي لدولة بريطانيا العظمى

حرص المصريون دائما منذ نهضة مصر مطالبة باستقلالها خلال السنوات الخمسة عشر الأخيرة على أن يتم الاتفاق بين مصر وانجلترا بتحديد علاقاتها وحل المسائل المعلقة بينهما وقد قوي أملهما في إتمام الاتفاق حين انتهت مفاوضات الربيع من سنة 1930 إلى نصوص رضيها الطرفان وأوشكا أن يوقعاها لولا خلاف حصل في اللحظة الأخيرة أدى إلى عدم توقيعها .

 ويرجع حرص المصريين على إتمام الاتفاق إلى أسباب حيوية بالنسبة لبلادهم ،فان عدم إتمامه يثير احتكاكات بين مصر وانجلترا من حين إلى حين ،ولاشيء أحب إلى مصر من ان تتجنب كل سبب يدعو إلى هذا الاحتكاك الذي يفسد جو العلاقات بين الدولتين وعدم إتمامه يعيق تقدم مصر ويضع العقبات في سبيل رقيها .ومن الأمثلة على ذلك .

- بقاء الامتيازات الأجنبية ماسة بسيادة مصر حائلة بينها وبين حق التشريع المالي الذي يسري على المقيمين بمصر جميعا ، مع أن حريتها في هذا التشريع هي التي تمكنها من وضع ميزانيتها على قواعد مالية صالحة وتكفل توزيع الضرائب توزيعا عادلا .

- وجود إدارة أروبية إلى جانب إدارة الأمن العام المصرية

- حرمان البلاد من أن تكون لها قوة دفاع مصرية صالحة للذود عنها ولمعاونة حليفتها .

- حرمان مصر من الاشتراك في الحلبة الدولية ومن دخولها عضوا في عصبة الأمم لتساهم بنصيبها مع دول العالم في خدمة التقدم والسلام وأسوة بغيرها من الدول المستقلة

  وفضلا عن هذه العقبات التي تقف في سبيل تقدم مصر وتحد من استقلالها وحريتها فان بقاء المسائل المعلقة بغير حل قد كان من الأسباب التي أدت إلى عدم استقرارا لحكم والطمأنينة في البلاد وأدى ذلك في كثير من الأحيان الى اضطراب المرافق العامة اضطرابا شملت أثاره المصريين والأجانب المقيمين في مصر على السواء .

 ومنذ ان بدأت الأزمة الدولية التي نشأت عن نزاع بين ايطاليا والحبشة في هذا العام ازداد المصريون يقينا بضرورة المسارعة في عقد المعاهدة ، فقد رؤوا  أن تطور هذه الأزمة قد ينتهي بهم إلى الاشتراك فيها وقد يجعل بلادهم ميدان حرب بسببها .وقد اشتركت مصر في هذه الأزمة بالفعل منذ لبت الحكومة المصرية دعوة عصبة الأمم لتوقيع الجزاءات على ايطاليا ، كما اتخذت انجلترا أراضي مصر ميدانا لاستعداداتها الحربية اتقاء للطوارئ وقامت الحكومة المصرية من جانبها بتمهيد كل ما تستطيع من أسباب الدفاع بمد المواصلات وتهيئة الجيش ونقل وحداته الى الجهات التي تقتضيها الظروف .

ولو كان في إبرام المعاهدة بعض ما يشغل انجلترا في الظروف الحاضرة التي كثرت بها مشاغلها بسبب الأزمة الدولية فلن يبرر ذلك عدم إبرامها ، فان إبرامها هو المسالة الحيوية الجوهرة بالنسبة لمصر وما بذلته مصر من محاولة صادقة يجعل من حقها عدلا ان تطلب من انجلترا إبرام معاهدة رضيتها وصرحت بلسان وزرائها أنها لا تعدل عنها .

 ولو ان هذا الاتفاق ابرم ونفذ سنة 1930 لكان المصريون اليوم أكثر إقبالا على التعاون مع انجلترا بدافع من مصلحة وطنهم وتطبيقا لمحالفتهم ولكانت مصر في موقف يجعل تعاونها مع انجلترا أقوى أثرا مما هو ألان لاسيما ونصوص المعاهدة تكفل لانجلترا في حالة الحرب او خطر الحرب ان تقدم مصر من جانبها كل ما في وسعها من التسهيلات والمساعدات في الأراضي المصرية ويدخل في ذلك استخدام موانئها ومطاراتها ، كما تنص على تعاون مصر وانجلترا تعاون حليفتين .

  لهذا يرجوا الموقعون من سعادتكم ان تتفضل فتبلغ الحكومة البريطانية طلبنا ان تصرح بقبولها إبرام معاهدة بينها وبين حكومة مصر الدستورية بالنصوص التي انتهت إليها مفاوضات (هندرسن – النحاس)في سنة 1930وان تحل المسائل التي لم يكن قد تناولها الحل في المفاوضات المذكورة بالروح الطيبة التي سادت تلك المفاوضات.

 

حلل النص الذي بين يديك  متبعا الخطوات المنهجية في تحليل الوثائق والنصوص التاريخية.

 

تسلم الإجابات إلى الأستاذ مباشرة أو إرسالها عبر  البريد الالكتروني اسفله

         وذلك قبل تاريخ 20/10/2020 mekhloufi9@gmail.com