لقد عوّل ديكارت  كثيرا  على  دور العقل في المعرفة؛ حتى اصبح اسمه قرينا  بالتوجه المذهبي  الذي يدل عليه وجود المذهب العقلي، لكن  العقل  كما هو معلوم  جزء من تكوين الانسان،  والانسان  في حقيقته  ليس  هو العقل وحده، بل الى جانبه هناك  النفس وما تحيل اليه هذه النفس من شعور وحدس والهام،  وهذه الامور لها  وظيفتها التي يدل عليها وجودها، واذا كان ديكارت عموما قد قدم العقل على ماسواه،  فإن  احدا غيره وهو باسكال، قد قدم عموما  النفس او الروح  على العقل،  وقدم ذلك في إطار  نظرة منهجية،  وهنا لابدّ من التساؤل  لماذا اختار باسكال  التعويل على الروح؟  وكيف فسر في ضوء ذلك الموقف من المعرفة والانسان ؟

ان المحاضرة التي سنقدمها  هنا هي محاولة  للإجابة عن هذين السؤالين، وهي محاولة للإجابة عنهما بناء على مايلي:

-  النظر في منهج  باسكال من خلال  ما يحتويه  كتاب الخواطر.

-  النظر في موقفه من الانسان  من خلال ماحمله  كتاب  الخواطر .

- الاشارة الى رؤيته الميتافزيقية  في ضوء المنهج الذي اعتمده في كتاب الخواطر.