لقد  افتك  الجزائريون،  كما هو معلوم، حريتهم واستقلالهم بعد صراع مرير مع المحتل  الفرنسي،  هذا المحتل الذي عمل  لسنوات طويلة  من وجوده على  ارضهم، على جعل هذه الأرض قطعة  منه،  بكل ماوتي من قوة وحيلة؛  تارة بطريق التجهيل،  وتارة أخرى بطريق طمس الهوية،  وتارة اخرى بطريق الترويع العسكري. و على أيّة حال،  شاءت الاقدار  في النهاية  ان يتحقق النّصر  للجزائريين،  ويكون لهم   بالتالي استقلالهم الذي ارادوه.  لكن  الجزائريين،  مع ذلك،  لم يروا ان معركتهم مع العدو الفرنسي  معركة قد انتهت  وحسمت عند هذا الحدّ، أي حد الاجلاء،   بل راوا  ان هذه المعركة  مازالت  مستمرة،  والعدو يضغط بآثاره الثقافية،   خاصة في جانب الهوية واللغة.  في هذا الشأن،  فإنّ من بين الذين برزوا  في  اوساط النخبة الجزائرية،  واخذوا على عاتقهم النضال في سبيل خصوصية الانتماء الجزائري،  هناك  شخص مولود قاسم.   ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماهو  المضمون الفكري الذي حمله الموقف الذي دافع عنه مولود قاسم  في هذا الإطار؟

ان المحاضرة التي سنقدمها  هنا هي محاولة للإضاءة على  هذا الموقف،  والاضاءة عليه ستكون بناء على  الخطوات التالية:

-  النظر في الخلفية المؤطرة لموقفه .

-  ايضاح مدلول الانتماء الوطني لديه .