المحاضرة السادسة : من تقنيات جمع المعطيات (الاستمارة نموذجا) .

تمهيـــــد :

هناك عدة تقنيات يتم من خلالها جمع البيانات والمعلومات التي يستخدمها الباحث، وهذه التقنيات هي كل من المقابلة، الملاحظة ، الاستمارة وجمع البيانات( المعلومات ) عن طريق الوثائق(*)، وطبيعة الموضوع المعالج ، هي التي تفرض التقنية الأساسية من التقنية التدعيمية في جمع المادة العلمية ، فضلا عن طبيعة البيانات وصفات أعضاء العينة .

1-مدخل مفاهيمي :

1-1-المادة العلمية : التي يقوم الباحث بتجميعها تختلف من علم لعلم آخر ، فهي العلوم العملية – مثل الهندسة والطب الشرعي ، يقوم الباحث بتطبيقات مباشرة لنتائج البحث من أجل إنجاز أهداف تكنيكية، ويحدد اختيار المادة العلمية النتائج الافتراضية التي يضعها الباحث في ذهنه منذ البداية ، وفي علوم الفيزيقا والبيولوجيا وفلسفة الذات اللغات philology    المقارن ، يتوقف مستوى اختيار المادة العلمية على احتمالات التقدم المستمر للمعرفة التجريبية للموضوعات والحقائق المختارة وجعلها على مستوى إمبريقي وعقلاني .

 وفي علم الاجتماع يقوم اختيار المادة العلمية على الجوانب السياسية والأخلاقية، بالإضافة إلى الجانب العملي.

وبفضل تلك الحقائق والمعلومات التي تأتي إلى الباحث من الخارج، يقوم باختبار الفروض والتأكد من صحتها، ومن ثم تبرز تلك التعميمات الإمبريقية التي نسميها بالقوانين والنظريات(1) .      

1-2-التقنيات (les téchniques) ، والمنهج :

   إن كل بحث أو تطبيق ذي طبيعة علمية في العلوم الاجتماعية كما في العلوم عامة، يجب أن يشمل استعمال طرائق إجرائية دقيقة ، محددة جيدا ، قابلة للنقل ، قابلة للتطبيق من جديد في الشروط نفسها ، ملائمة لنوع المشكلة والظواهر موضوع البحث ، هذه هي  التقنيات .

إن اختيارها مرتبط بالهدف المقصود المرتبط هو الآخر بمنهج العمل، وينشأ من هذا الارتباط المتبادل غالبا خلط بين مصطلحي التقنية والمنهج اللذين من المناسب التمييز بينهما ...

إن التقنية مثل المنهج، جواب عن كيف ؟ إنها وسيلة لبلوغ هدف ولكنها تأخذ مكانها على مستوى الواقعات أو المراحل العملية ، فهي في البداية حركية : تقنية الخباز وعازف البيانو ، ويمكن أن تحدد مراحل فكرية : تقنية المسرح و المقابلة إن الحدود تصبح عند ذاك صعبة على الرسم ، وما نستطيع أن نقوله هو أن التقنية تمثل مراحل عمليات محددة ، مرتبطة بعناصر عملية حسية ، ملائمة لهدف محدد ، في حين أن المنهج مفهوم فكري ينسق جملة من العمليات ، وعلى وجه العموم عدة تقنيات .

إن المنهج هو تأمل قبل كل شيء إنه يستعمل وينظم التقنيات المادية تبعا للهدف : الربح .

وإن التقنيات ليست إذا أدوات يضعها المنهج في خدمة البحث ، وينظمها لتحقيق هذا الهدف ، إنها محدودة العدد وتشترك فيها معظم العلوم الاجتماعية (2) ، ويضيف آخر إنها  التقانة للأعمال ، والإبداع والبحث ، وهي التي يجري بواسطتها جمع البيانات أو تصنيفها باستخدام الأدوات المناسبة للأعمال البحثية .

-       يستخدم في البحث العلمي مجموعة من التقنيات وأدواتها مثل الملاحظة المقابلة، الاستمارة، التحليل، العينة والتوثيق.

وللتقنية مجموعة خصائص مثل :

أ-لا يمكن للباحث أن يختار تقنية أو أكثر للعمل إلا بالعودة إلى موضوع بحثه وإشكاليته والمنهج  و المنهج الذي سيعتمده ، فقد يغفل بعض الباحثين عن هذه النقطة ، مما يوقعهم في مآزق مختلفة خلال  البحث ، إن إختيار التقنية مرتبط بالموضوع والإشكالية والمنهج .

فليست كل تقنية صالحة للاستخدام في كل الأبحاث.

ب-لا يمكن للباحث إستخدام غير تقنية في البحث الواحد .

ج-الإمتلاك النظري للتقنية (*) ، لا يعتبر كافيا بمعنى فهم التقنية وطريقة إشتغالها ليس كافيا ، بل يجب العمل على تطبيقها.

د- ينبغي للباحث التنبيه إلى معيارين أساسين في استخدام التقنية :

-الأمانة أو الحيادية .

-الصلاحية .

إن التقنية الأكثر حيادا هي التي يعمل بها الباحث بحيادية، وفي هذا المضمار لا أحد يستطيع الادعاء بالحيادية الكاملة ، إنما هي حيادية نسبية .

ه-لا يوجد تقنية كاملة (*) ، بمعنى لا توجد تقنية تتيح للباحث الحصول على المعلومات كافة التي يحتاج إليها البحث .

بالمحصلة قد يقع الكثير  من الباحثين بوهمين في استخدام التقنية :

الأول : وهم الحيادية التي ذكرناها سابقا ،إن معيار الحيادية هذا والذي على الباحث التنبه إليه والإلتزام به .ليس معيارا مطلقا ، وإلا فإنه يصبح وهما ، فالتقنية التي يقال عنها إنها الأكثر حيادية أو تدعى أنها أكثر حيادية تصنع مجموعة من المواضيع التي قد تمعن في إفساد العمل .

والثاني : وهم السهولة : يظن بعض الدارسين بأن التقنية سهلة كونها إجراءات عملية ،وهذا وهم ساذج ، فلربما ينحجب سؤال أو أكثر حين نصوغ أسئلة استمارة أو مقابلة ، عن ذهننا، وهو ضروري للبحث وهكذا(3).

1-3 -الأداة :

يعرف مفهوم الأداة أنه " يجب عدم الخلط بين منهج البحث ومنهجية البحث وأدوات البحث، المنهج هو الطريقة التي قررها الباحث لمقاربة  الموضوع ، وهي الطريقة العامة التي قرر الباحث أنها الأفضل أو الأنسب في مقاربة المعطيات المتعلقة بموضوع البحث ، وفي تحليل المعطيات تلك .

والمنهجية هي المنهج، وقد استحال خطة بحث عملية وإجراءات محددة قابلة للتنفيذ.

أما الأداة والأدوات فهي وسيلة تنفيذ المنهج والمنهجية التي اختارهما الباحث ...، لا معنى ولا قيمة للمنهج من دون أداة أو أدوات.

هي التي تسمح بترجمة الخطة المنهجية إلى وقائع ومعطيات ونتائج ملموسة، ولا بحث منهجي إذا، ولا باحث يصل إلى نتيجة من دون أدوات مناسبة للمادة وللأهداف (4) .

1-4- المقابلة : هي عبارة عن عملية اتصال مباشر بين الباحث ومساعديه من ناحية وبين المبحوثين أو مفردات العينة المختارة من ناحية أخرى ، حيث يوجه الطرف الأول في العادة جملة من الأسئلة المقننة أو غير  المقننة إلى الطرف الثاني ، وقد تسجل أو تدون الإجابات  بهدف مراجعتها وتفريغها ووصفها فيما بعد  وتستخدم المقابلة في كثير من مجالات الحياة مثل الطب والصحافة والتربية واختيار الموظفين والعدالة  وغيرها (5).

-هناك عدة أنواع للمقابلة وتختلف من حيث الشكل والموضوع ومجال الدراسة.

1-5-الملاحظة : وسيلة قديمة لجمع المعلومات تتميز الملاحظة العلمية التي يعتمد عليها علم الاجتماع بأنها تسعى إلى تحقيق هدف علمي واضح وبأنها تحدث عن قصد وبصورة منظمة ، وبأن نتائجها تسجل بانتظام وفي ترابط وتناسق هادفين ، وكذلك لا بد أن تخضع الملاحظة للضوابط العلمية من حيث ثباتها وصدقها ودقتها (6).

-1-6 الوثائق : باعتبارها مصدرا من  مصادر البيانات في البحث الاجتماعي ، يمكن أن تعمل الوثائق كبديل للاستبيانات أو المقابلات أو الملاحظة .

وهناك أنواع عديدة من الأبحاث تكون فيها البيانات مستمدة من الوثائق بمختلف أنواعها مثل العلوم الاجتماعية والأبحاث القائمة على المكتبات والأبحاث المعتمدة على الأرشيف.

-من مصادر البيانات الوثائقية المصادر المكتوبة، وهناك أنواع أخرى من الوثائق التي يمكن استخدامها في البحث، التي قد تتخذ شكل مصادر مرئية (الصور ، المصنوعات اليدوية ،...إلخ)، أو مصادر مسموعة (الموسيقى) إن المصادر المرئية والسمعية هي أيضا شكل من أشكال الوثائق المفيدة للبحث ، لكنها نادرا ما تستخدم في العلوم الاجتماعية .

والوثائق المكتوبة هي : الكتب والصحف ، صفحات المواقع والانترنت ، الجرائد والمجلات ، السجلات ، الخطابات والمذكرات  اليوميات ، الإصدارات الحكومية والإحصاءات الرسمية (7) .

-       إذا لا يجب الخلط بين الوثائق وتحليل المحتوى، فالأولى (الوثائق) هي تقنية جمع البيانات (المعلومات) المراد الحصول عليها، بينما التسمية الثانية تحليل المحتوى يعتبر  في هذا الموقع (من مرجعية تقنيات جمع البيانات ).

طريقة لتحليل تلك الوثيقة التي تم جمعها.

وفي هذا الصدد يضيف آخر  " يعتبر تحليل محتوى الوثائق طريقة يمكن استخدامها مع  أي نص سواء كان مكتوبا أو مسموعا أو مرئيا ، كوسيلة لقياس مدى كفاءة البيانات الواردة في النص ، يمكن للباحث في علم السياسة استخدام هذه الطريقة لدراسة الخطابات السياسة ، كما تمكّن هذه الطريقة علماء التربية من دراسة محتويات كتب الأطفال ، ويمكن لعلماء التاريخ الاستفادة منها عن طريق تحليل مراسلات المسؤولين".

لكن مهما تعددت مجالات تطبيق هذه الطريقة، فإن هناك إجراءات مباشرة ومنطقية يجب إتباعها عند استخدام تحليل المحتوى(8).

-       قد أشرنا سابقا إلى مفهوم التقنية وخصائصها، وأخذنا بعين الاعتبار خاصية الامتلاك النظري الذي يعتبر غير كاف، بمعنى فهم التقنية ليس كافيا بل يجب العمل على تطبيقها.

لذلك قد خصصنا جزءا ، لا بأس به للاستمارة وأُخِذت كنموذج  للدراسة والبحث ، من خلال ماهية الاستبيان وما ارتبط به ، خاصة ما تعلق بكيفية إنشاء استمارة بحث ، تجربيها توزيعها ...، وصولا  إلى تحليل البيانات وهي المعلومات المتحصل عليها والتي تم جمعها عن طريق تقنية الاستمارة من أجل أن تعالج ويقوم الباحث بتحليلها وهذا يسمح له باختبار الفرضيات المطروحة ، وفي هذا الصدد يقول سعيد سبعون أن عملية التحليل تتطلب القيام ببعض العمليات الإجرائية الأساسية وهي : الترميز ،بناء الجداول التفريغية  والتحليل الفعلي للبيانات (9).

وهذا ما سنتطرق إليه في المحاور اللاحقة.

2-ماهية الإستبيان :

2_1  تعاريف :

2- الإستبيان : يعتبر أحد الوسائل التي يعتمد عليها الباحث في تجميع البيانات والمعلومات من مصادرها  ويعتمد الإستبيان على استنطاق الناس (*) المستهدفين بالبحث من أجل الحصول على إجاباتهم عن الموضوع والتي يتوقع الباحث أنها مفيدة لبحثه وتساعده بالتالي على إختبار فرضياته (10).

ويضيف آخر أنه: " أداة أولية من أدوات جمع البيانات التي يحتاجها الباحث في إطار دراسته للظواهر والأحداث الاجتماعية ويعتبر من أكثر الأدوات المعروفة والمستخدمة لدى الباحثين والعلوم الاجتماعية الأخرى للحصول على معلومات وبيانات عن الأفراد، ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها أن الاستبيان اقتصادي نسبيا (*)، ويمكن إرساله إلى أشخاص في مناطق بعيدة، كما أن الأسئلة أو المفردات مقننة من فرد لآخر، ويمكن ضمان سرية الاستجابات، كما أنه يمكن صياغة الأسئلة لتناسب أغراضا محددة (11).

و يلخص آخر الاستبيان بأنه يدخل في إطار التقنيات الحية التي تشمل الملاحظة والمقابلة وقياس المواقف ، ويدخل ضمن تقنيات الأسلوب الكمي الذي يعتمد على الطريقة الإحصائية ، طريقة المسح الاجتماعي وطريقة القياس الاجتماعي ، وكلها تعتمد الاستجواب وجمع المعلومات والآراء .

يضيف إذا هو جملة من الأسئلة المهيكلة شكلا ومضمونا تهدف إلى معالجة موضوع اجتماعي عبر الحصول على معلومات معينة ذات علاقة به، ويعتبر المرحلة الأخيرة قبل تحليل المعطيات واستخراج النتائج العلمية(12).

و يجب أن نحدد الفروق بين بعض المصطلحات الأساسية، فمصطلح الاستبيان عبارة عن استمارة للبحث تضم مجموعة من الأسئلة المفتوحة أو المغلقة ، يوجهها الباحث إلى المبحوث لكي يجيب عليها بنفسه ودون تدخل من الباحث .و مصطلح استمارة المقابلة(الإستبار )عبارة عن مجموعة من الأسئلة يوجهها الباحث مباشرة إلى المبحوث من خلال مكالمة هاتفية أو مقابلة شخصية مخطط لها مسبقا (13).

2-2-الحالات المثلى لاستخدام الاستبيان : إن اختلاف مناهج البحث يساعد الباحث على اختيار أنسبها للمواقف  المختلفة وينطبق ذلك أيضا على الاستبيان بمختلف أنواعه ، وعلى الرغم من إمكانية استخدام الاستبيانات ببراعة في العديد من المواقف  البحثية ، فإنها تعطي أفضل النتائج في الحالات التالية :

*عند تضمين أعداد هائلة من المشاركين في مناطق متفرقة، مثل الاستبيان بالبريد .

*عند الحاجة إلى معلومات مباشرة –مختصرة نسبيا وليست محل جدل.

*عندما يكون المناخ الاجتماعي مهيئا لإجابات وافية وصحيحة.

*عندما تكون هناك حاجة لبيانات موحدة من أسئلة موحدة –دون الإضطرار لإجراء مقابلة شخصية.

*عندما يكون هناك متسع من الوقت يسمح بالتأخر في الحصول على البيانات نتيجة طول الفترة الزمنية التي يستغرقها الباحث في تصميم الاستبيان وإجراء الدراسة الاستطلاعية والوقت الذي يستغرقه إرسال الاستبيان بالبريد وتلقي الرد .

*عندما تسمح مصادر تمويل البحث (*) تتحمل تكاليف الطباعة ونفقة البريد وتنسيق البيانات.

*عند التأكد من قدرة المتلقين على قراءة الأسئلة الواردة الاستبيان.

و فهمها، أي يجب مراعاة الفئات العمرية للمشاركين وقدراتهم الذهنية ومنظورهم للحياة (14).

المحاضرة السابعة: أنواع الإستبيان : من تقنيات جمع المعطيات (الاستمارة نموذجا) يتبع.

 

2-3-أنواع الاستبيان :

أ-الإستبيان المباشر : وهو الذي يوزع باليد مباشرة من الباحث أو الفريق المساعد له بحيث تتم تعبئة الاستمارة مباشرة من قبل المبحوثين ، ويتم توضيح أي استفسار يعترض المبحوثين .

ومن مميزاته أن نسبة مردوديته عالية، حيث يجعل الباحث متأكدا أن المبحوث هو الذي يجيب على الاستمارة، إنه أيضا قليل الكلفة ويساعد على استجلاء معلومات حساسة نتيجة لعدم كتابة الإسم على الاستمارة (*).

أما سلبياته فأولها أنه لا يصلح مع الذين لا يجيدون القراءة والكتابة ، كما أنه قد يتضمن إجابات صادقة من المبحوثين ، أو قد تكون غير واضحة وملتبسة ، كما أن كثرة الأسئلة تبعث على الملل في نفوس المبحوثين.

ب-الإستبيان غير المباشر : وهو الذي يتم توزيعه عن طريق وسائل الاتصال التالية :

البريد المرسل، حيث ترسل استمارة الأسئلة إلى عناوين محددة، لكن تتم الإجابة عليها وإعادتها أيضا عن طريق البريد، من إيجابياته يعطي وقتا كافيا للمبحوثين للإجابة على الأسئلة.

ومن أمثلته أيضا الهاتف (اتصال بالمبحوثين في أماكنهم وعلى انفراد)، والصحف والمجلات (يتم طبع استمارة الاستبيان) وكذلك الإذاعة والتلفزيون (تقوم بها الدول والشركات التي تود استطلاع الرأي العام) (15).

2-4 حجم الإستبيان :

يصعب تحديد عدد الأسئلة  التي يمكن أن يشملها الاستبيان ويتوقف ذلك على عوامل مختلفة ، مثل موضوع البحث ، ومدى صعوبة الأسئلة ، وطبيعة الأشخاص المرسل إليهم حجم الاستبيان والوقت الذي يستغرقه استكمال الإستبيان ، ولذلك يبقى تحديد حجم الإستبيان في النهاية مسألة نسبية خاضعة لتقدير الباحث ، الذي يستطيع أن يحدد عدد الأسئلة التي يمكن للمشارك تحملها دون أن ينفذ صبره .

وكمعلومة مهمة تضاف أن طول الاستبيان ربما يكون العائق الأكبر في الإجابة عنه:

-يجب أن تكرس كل الجهود لجعل الاستبيان مختصرا قدر الإمكان عن طريق تحجيم مجال الأسئلة لتشمل الموضوعات المهمة (*)  فقط ذات الصلة بالبحث مع تجنب التفاصيل الزائدة والموضوعات غير الضرورية  وعند صياغته على الباحث الجمع بين أمرين أساسيين : التغطية الشاملة لكل الموضوعات الحيوية في البحث والصياغة المختصرة للاستبيان لتشجيع الأشخاص على المشاركة فيه .

ولتحقيق هذه الموازنة، يجب على الباحث أن يراعي القواعد البحثية الآتية:

-يجب الاقتصار على الأسئلة التي لها دور رئيسي في البحث، فكلما كان البحث محكم التخطيط، كان من الأسهل تحديد الأسئلة المهمة واستبعاد الأسئلة الفرعية التي قد يحتاج  أو لا يحتاج إليها الباحث فيما بعد .

- يجب عدم تكرار الأسئلة (*) فعلى سبيل المثال ، لا يجب أن يتضمن الاستبيان سؤالين منفصلين على هذه   الشاكلة ، ما تاريخ ميلادك ؟ وكم تبلغ من العمر ؟

وهنا يمكن استنتاج إجابة ثانيهما من أولهما .

-يجب أن يتم توضيح عملية استكمال الاستبيان وتسهيلها قدر المستطاع .

-يجب على الباحث أن يحاول تقدير الوقت الذي من المحتمل أن يستغرقه استكمال البحث، وبناء عليه  يمكن للباحث أن يحدد ما إذا كان في وسع الفئة الموجهة إليها أن تضحى بهذا الوقت لاستكمال الاستبيان أم لا .

-2-5  الشكل النهائي للإستبيان :

يجب تسهيل عملية استكمال الإستبيان على المشتركين قدر المستطاع ، و في سبيل تحقيق ذلك ، يجب أن ينال الشكل النهائي الإستبيان إعجاب المشتركين فيه ، بحيث يحثهم ذلك على ملئه واستكماله ، هذا إضافة إلى التصميم الجيد الإستبيان يقلل من نسب الأخطاء الواردة حدوثها من قبل المشاركين فيه نتيجة إلتباس  الأمر عليهم إزاء المكان الصحيح والنموذج الأمثل لصياغتها (16).

ولتحقيق الشكل النهائي للإستبيان يجب التركيز على محتوى الاستمارة وما ارتبط  بها  من المضمون والشكل.

3 -محتوى الاستمارة ، كيفية تصميمها والشروط العلمية لصياغة أسئلتها .

3-1  محتوى الاستمارة وكيفية تصميمها .

تحوي عادة مجموعة أسئلة بعضها مفتوح وبعضها مغلق، وبعضها يتعلق بالحقائق وبعضها الآخر يتعلق بالآراء والمواقف  وبعضها عام و بعضها  متخصص وبدون استمارات الاستبيان  لا يستطيع الباحث أو المستبين جمع المادة العلمية من الحقل الاجتماعي ، ولا يستطيع التقيد بالمواضيع الأساسية لبحثه ، ولا يستطيع طرح أسئلة بصورة متكاملة ومنسقة ومتشابهة وموضوعية ومحصورة في إطار ثابت على الجميع .

كما يجب التذكر دائما أن جميع الأسئلة يجب أن تدور حول موضوع الدراسة، ويجب أن تتوالى حزمة الأسئلة المترابطة مع كل محور أو عنوان رئيسي في البحث (17).

وعن الأسئلة يضيف سعيد سبعون بأن ، " وعلى العموم تضم وثيقة الإستمارة ثلاثة أنواع من الأسئلة وهي السؤال المغلق والسؤال الاختياري أو المتعدد الإختيار والسؤال  المفتوح (18).

-وعن الاستمارة الإستبيانية تقسم إلى ثلاثة أبواب رئيسية، الباب الأول: يجب أن يحمل على الصفحة الأولى معلومات عن الجهة التي تقوم بإجراء البحث، ثم يذكر عنوان البحث، يليها اسم الباحث أو مجموعة الباحثين المشرفين على البحث، ثم يحدد في نهاية زاوية الصفحة، تاريخ إجراء المقابلة و اسم المقابل (*) ، ويمكن أن ندون على الصفحة الأولى أيضا العبارة التالية : " إن المعلومات التي تزودنا بها لن يطلع عليها أي شخص أو جهة ، ولن تستخدم إلا في أغراض هذا البحث العلمي مهما كانت الأحوال".

مثل هذه الملاحظة يمكن أن تشجع المبحوث على التخلص من بعض التردد والقلق.

-أما الباب الثاني من الاستمارة الإستبيانية، فيدور حول جمع المعلومات العامة أو الشخصية المتعلقة بالمبحوث (عمره ، مهنته ، دخله الشهري ، مستواه التعليمي ...).

أما الباب الثالث فيتعلق بالأسئلة المتخصصة التي يدور البحث حولها (19).

وعن البيانات العامة والتي تسمى بالمتغيرات المستقلة الثابتة، فإن طبيعة الموضوع هي التي تحدد انتقاءها.

فإذا كانت عينة بحثنا (من جنس الإناث)، فلا داعي ذكر الجنس في البيانات العامة.

وبخصوص الأسئلة المتخصصة تكون مرجعية صياغتها الفرضيات المطروحة للمعالجة فإنها تمحور وحسب الحالة أحيانا تحرر وأحيانا لا تحرر، فتحرر الفرضيات ويتم ذكرها عند صياغة فرضيات ليس لديها مساس بالمبحوث، ولا تحرر عند صياغتها في حالة لديها مساس بالمبحوث.

و نأخذ مثال للتوضيح: لدينا الفرضية العامة التالية: تؤثر البيئة الأسرية في التحصيل الدراسي لتلاميذ الطور الثانوي، تتفرع منها الفرضيتين الفرعيتين التاليتين:

الفرضية الفرعية الأولى : المستوى الثقافي –التعليمي  للوالدين يؤثر في التحصيل الدراسي لأبنائهم في الطور الثانوي .

الفرضية الفرعية الثانية : للمستوى المعيشي للوالدين تأثير على التحصيل الدراسي لأبنائهم في الطور الثانوي. 

وتحرر في الاستمارة الإستبيانية بهذا الشكل:

المحور الأول : البيانات العامة (الشخصية).

الجنس : ذكور                       إناث

السن : . . .

-لا داعي إلى وضع المستوى المعيشي كمتغير مستقل ثابت، لأننا سنضعه في الأسئلة المتخصصة (هناك فريضة تتعلق بالمستوى المعيشي).

وعن الأسئلة المتخصصة فتكون بهذا الشكل والتي تتعلق في الأساس بالفرضيات.

المحور الثاني: أسئلة تتعلق بالفرضية الأولى: المستوى الثقافي، التعليمي للوالدين يؤثر على التحصيل الدراسي لأبنائهم في الطور الثانوي.

حتى لو كان المستوى الثقافي التعليمي لديه نوع من الحساسية لكن لا بأس بأن تحرر في حين إذا كانت لدينا الفرضية العامة:

تأثر البيروقراطية المدرسية في التحصيل الدراسي لتلاميذ الطور الثانوي.

و تتفرع منها الفرضيتين الفرعيتين التاليتين :

الفرضية الفرعية الأولى : للمحسوبية المدرسية تأثير في التحصيل الدراسي لتلاميذ الطور الثانوي .

الفرضية الفرعية الثانية : الترشيد المدرسي يؤثر  في التحصيل الدراسي لتلاميذ الطور الثانوي .

عن الأسئلة المتخصصة تكون في هذه الحالة بهذا الشكل :

المحور الثاني : أسئلة تتعلق بالفرضية الأولى ،(لا تحرر،لا يتم ذكرها )،لأن الفرضية لديها مساس بالمبحوث.

كذلك بالنسبة للفرضية الثانية لأن كلا الفرضيتين الفرعيتين لديهما مساس بالمبحوث .

لنا عودة لهذا المثال لتوضيح موضوع المفاهيم ، في طرح أسئلة الاستمارة.

وبالعودة إلى الأسئلة فحسب سعيد سبعون يحدد السؤال المغلق بأنه النوع المستعمل أكثر في وثيقة الاستمارة ، و يتحدد الجواب باختيار واحد من اثنين ، حيث يتحدد هامش الاختيار عموما إما بالإجابة بنعم" أو لا  بـــــــ"لا".

والشيء المميز لهذا النوع من السؤال هو سهولة استغلاله في مرحلة القيام بالمقارنة الإحصائية، مثال : هل تتابع نشرة أخبار الثامنة يوميا ؟ نعم                    لا

 وعن السؤال الاختياري يتميز هذا النوع من السؤال بتوسيع مجال إختيار الإجابة من طرف الباحث إلى أكثر من احتمال واحد عندما يعرض على المبحوث مجموعة عناصر إجابة يختار من بينها ما يشاء ، ويسمى هذا النوع أيضا بأسئلة caféteria  مع الإشارة أن السؤال الاختياري لابد أن يضم أيضا هذان العنصران في قائمة الإجابات المقترحة الإختيار  وهما : آخر :  (حَدِدْ) و لا أدري، و لتوضيح المثال التالي : أين تفضل أن تقضي عطلة الصيف :

-في الخارج

-في مخيم مع أصدقاء لي

-عمل صيفي

-مع العائلة على شاطئ البحر

-آخر (حدد):.......................................

-لا أدري 

 كملاحظة أنه يمكن للسؤال الإختياري أن يطلب من المبحوث أن يقوم بإعطاء ترقيم من 1 إلى ن (ن هنا محدد تماما ) بغرض القيام بترتيب الإجابات.

 وعن السؤال المفتوح وهو النوع الثالث من الأسئلة التي تحتويها وثيقة الاستمارة يتميز بكونه لا يوجد فيه أي توجيهية للمبحوث بخصوص الإجابة كمثال : ما رأيك؟  ويمكن كذلك أن يكون تابعا للسؤال المغلق(20).

ويضيف آخر أنه توجد الأسئلة المغلقة والمفتوحة بنفس الوقت.

وتستعمل عندما لا تستطيع الأسئلة المغلقة كشف الخلفيات الذاتية القيمية و  السيكولوجية للأشخاص المبحوثين ، كما لا تستخدم (الأسئلة المغلقة) كثيرا في البحوث التي تتعلق بالآراء والمواقف ، وفي هذه الحالة ينبغي مزج الأسئلة المفتوحة مع الأسئلة المغلقة لكي يمكن كشف حقيقة المواقف و إتجاهات المبحوثين(21).

3-2  الشروط العلمية لصياغة الأسئلة :

إن صياغة الأسئلة في الإستمارة الإستبيانية هي أيضا محور رئيسي لنجاح البحث فعليها يتوقف تجاوب المبحوثين وتقديمهم لإستجابات مفيدة للبحث .

ولتحقيق ذلك يستلزم التقيد بعدد من الشروط العلمية منها :

1-أن تبق الأسئلة متعلقة بموضوع البحث  و لا تخرج عن إطاره ومضامينه  العلمية بأية صورة من الصور.

2-أن يكون عدد الأسئلة معقولا ومشجعا للمبحوث على التعاون ، فلا تكون طويلة ومملة ، ولا قصيرة أو قاصرة عن استخراج المعلومات المفيدة ،إن تفرغ وتشعب الأسئلة لا يشجع المبحوث ، ويجلب التذمر.

3-يجب أن تخلو الاستمارة من المصطلحات الفنية والمفاهيم المتخصصة (*).

4-أن تكون الأسئلة قصيرة ، مركزة ، وواضحة ، وبعيدة عن الغموض والإرتباك والتشويش.

5-أن تكون الأسئلة متسلسلة منطقيا ، متصلة الواحدة بالأخرى بشكل نظامي وعقلاني .

6-أن تتميز الأسئلة بالحيادية والموضوعية ، والبعد عن الاستدراج للمبحوث بل وحتى البعد عن الإيحاء له ولو بشكل غير مباشر للإجابة باتجاه محدد .(22)

إن خطوات البحث المنهجية في تسلسل دائم ،سواء كان هذا التسلسل مباشر أو غير مباشر في ترتيبه فما علاقة الفرضية بالإستبيان؟

قبل أن نبرز نوع هذه العلاقة من الجدير الوقوف على أهداف الاستبيان لصلته الوطيدة بالاستبيان كمفهوم و الفرضيات المطروحة.

 

 

4-  أهداف الإستبيان و علاقة الفرضية بالإستبيان :

4-1 أهداف الإستبيان: يهدف الإستبيان عموما إلى جمع البيانات، و ذلك بقطع النظر عن نوعية الموضوع المطروح (المعالج)،و لكن نقصد بالهدف هنا النتائج التي يمكن أن يفضي إليها الإستبيان و قد حددها  R.Ghiglione كالآتي :

تقدير بعض الأبعاد النسبية مثل تقدير حصة كل نوع داخل المجموعة المدروسة(في الإقتصاد )

تقدير بعض الأبعاد المطبقة المصاريف إبان فترة محددة .

وصف مجموعات صغرى ،إعطاء خصائصها مثل خصائص المستهلكين لمنتوج معين .

و هذا الهدف الأخير هو الذي يهمنا في هذا الموضوع و هو من أهم الأهداف التي تربط الفرضيات بالإستبيان، و لكن قبل ذلك كيف يتم المرور من الفرضية إلى الإستبيان ومنه نتطرق إلى التالي .

4_2 علاقة الفرضية بالإستبيان :

قبل الإنطلاق في صياغة الإستبيان يجب على الباحث مراجعة وضوح أهداف البحث و دقة الفرضيات،لأن الإستبيان هو ترجمة لأهداف البحث في مستوى الأسئلة المطروحة والتي بدورها تبرز العلاقات المبنية في إطار الفرضيات بين مختلف المتغيرات المحددة .

يبدو من خلال هذه العلاقات، أن التمشي العلمي و المنهجي للبحث الإجتماعي ،نظريا و تطبيقيا ليس مسارا خطيا أفقيا ،بل هو ذهاب و إياب بين الفرضية،الملاحظة، الإشكالية و الإستبيان .

إن المرور من الفرضية إلى الإستبيان يستدعي تحديد أهداف البحث ،و بعدها تأتي مرحلة صياغة محتوى الأسئلة، التي يجب أن تثير كل الإشكاليات المتعلقة بالموضوع،أهدافه و المتغيرات التي وضعت في الفرضيات ،كفاعلة في الظاهرة و متدخلة في تحديدها، ثم تحديد نوعية الأجوبة المرتد الحصول عليها أي المعلومات التي نود وجودها في مستوى الأجوبة(23) .

و الملاحظة في المسار الخطي المذكور سالفا ليست كتقنية، بل تلك الملاحظة السوسيولوجية التي يتميز بها الباحث ،المتعلقة بمحتوى و مرجعية الفرضية انطلاقا من الإشكالية فالإستبيان كتقنية .

و معنى هذا أن الباحث يبني إشكالية بالملاحظة السوسيولوجية التي يتميز بها عند صياغته لفرضيات البحث.

ثم عن طريق الفرضيات المطروحة للمعالجة و بملاحظته يقوم بجمع المعطيات (المعلومات) عن طريق الاستبيان، كيف تتم هذه العملية بأقل تبسيط للفهم ؟

كما تم الإشارة سالفا حول كيفية المرور من الفرضية إلى الإستبيان هذه هي   العملية نفسها.

-4-3 الاستمارة و صورتها النهائية: تخضع الاستمارة كباقي أدوات البحث العلمي للتجريب و الفحص قبل تطبيقها، قصد التحقق من صلاحيتها و درجة موثوقيتها من حيث الصدق و الثبات ،و ذلك بتصميم دراسة إستطلاعية على عينة من جنس العينة الأصلية الأساسية و تطبق فيها الاستمارة في ضوء تعليماتها المحددة سلفا ،ثم يتم جمعها بطريقة منظمة بعد الانتهاء من تطبيقها في الزمان و المكان ،ثم تحول الإجابات إلى قيم كمية ،و تحدد طريقة التصحيح و التفريغ قصد الحصول عل ما يسميه الإحصائيون بالدرجات الخام لمعالجتها إحصائيا في ضوء أهداف الدراسة الاستطلاعية، بحيث يتم فيها حساب ثبات الاستمارة وصدقها و تقنينها بالطرق الإحصائية المناسبة لذلك .

و بعد الانتهاء من تقنين الاستمارة و التأكد من استفائها لشروطها العلمية و الموضوعية، و قدرتها على جمع المعلومات اللازمة للتحقق و دراسة فروض البحث تكون الاستمارة، قد أعدت في صورتها النهائية ،و قابلة للتطبيق على عينة الدراسة الأساسية التي يتم فيها الدراسة النهائية للفروض و تقرير النتائج

و في كل أشكال الاستمارات و أنواعها و أيا كانت طريقة الإجابة عنها و شكل الإجابة فإن ما يجمع من بيانات و معلومات بواسطتها، يكون قابل للتكميم و المعالجة الإحصائية حسب متطلبات الفرضية و ما يناسبها من القوانين الإحصائية و الرياضية(24).

هكذا إذا تكون الصورة النهائية للإستمارة في ضوء الدراسة الإستطلاعية من خلال عملية تجريبية على عينة بحث تجريبية و تكون  بعدد معقول ليس بكثير، و ذلك حسب ما تستدعيه فرضيات البحث .

 

 

 

خــــــــــــــاتمة:

إذا تعتبر الاستمارة أداة من أدوات جمع البيانات (المعلومات) حول الظاهرة محل الدراسة و البحث، و تعد أدق التقنيات المعتمدة(المقابلة، الملاحظة، الوثائق ،. . . )ذلك أنها تدخل ضمن تقنيات الأسلوب الكمي الذي يعتمد بدوره على الطريقة الإحصائية.

كما أنها مرحلة تمهيدية لتحليل المعطيات و استخراج النتائج النهائية للدراسة (تحقق أو عدم تحقق الفرض المطروح للمعالجة).

 

قائمة المراجع :

(01)- حسين عبد الحميد أحمد رشوان ، العلم والبحث العلمي : دراسة في مناهج العلوم ، ط06 ، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية (مصر )، 1995 ، ص 49.

(02)-مادلين غرافيتش ، منطق البحث في العلوم الاجتماعية ، ترجمة د.سام عمار ، ط01 ، المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر ، دمشق (سوريا)، 1993 ، ص11.

(*):في هذا الإطار لم يتم التوسع في التقنيات المغايرة : الملاحظة ، المقابلة ،الوثائق (عن طريق تحليل المحتوى) ، بل ركزنا على تقنية الإستمارة لنأخذ مثالا للتطبيق من منطلق إنشاء استمارة بحث بمرجعية الفرضيات المقترحة للمعالجة وصولا إلى عملية فرز النتائج ، كيف ذلك ؟

- من خلال عمليات الفرز والترميز والتبويب للحصول على جداول تفريغية متباينة.

(*):معناه أن تقنية وحدها لا تكفي لجمع المادة العلمية و معروف لدى الباحثين أن هناك تقنيات بحث أساسية وتقنيات بحث تدعيمية  لأجل الإلمام بالموضوع المعالج للحصول على القدر الكافي للمعلومات الواجب الحصول عليها وهذه المعلومات هي إيجابات المبحوثين  .

(03)-زكي حسين جمعة ، منهجية البحث العلمي في العلوم  الإنسانية والاجتماعية (رؤية معرفية في إدارة البحث العلمي )، دار الفرابي ، ط01: بيروت (لبنان)، 2019 ، ص 95-96.

(04)- محمد شيّا ، مناهج التفكير وقواعد البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط02 ، بيروت (لبنان)، 2008، ص168.

(05)-طاهر حسو الزيباري ،أساليب البحث العلمي في علم الإجتماع ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط01 ، بيروت (لبنان)، 2011 ، ص 136.

(06)-إبراهيم العسل ، الأسس النظرية والأساليب التطبيقية في علم الاجتماع ، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط02 ، بيروت (لبنان)، 2011 ، ص111-112.

(07)- مارتين دينسكومب ، دليلك العملي لإجراء الأبحاث ، ترجمة خالد العامري ، دار الفاروق للنشر والتوزيع ، ط01 ، القاهرة (مصر) ، 2008 ، ص269-275.

(08)-نفس المرجع ، ص281.

(09)- سعيد سبعون ، الدليل المنهجي : في إعداد المذكرات والرسائل الجامعية في علم الإجتماع ، دار القصبة للنشر ، ط02 ، الجزائر ، 2012 ، ص183.

(*)-الناس : كباحثين في علم الإجتماع ، نركز على إستعمال مصطلح الأفراد عوض الناس .

(10)-:عبد الغني عماد ، منهجية البحث في علم الإجتماع : الإشكاليات ، التقنيات ، المقاربات ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، ط01 ، بيروت ، 2008 ، ص 61.

(11)-طاهر حسو الزيباري ، مرجع سابق ، ص143.

(*)-نسبيا : يحدده نوع الإستبيان وكذا تموقع العينة .

(12)-خميس طعم الله ، مناهج البحث وأدواته في العلوم الإجتماعية ، مركز النشر الجامعي ، د.ط ، تونس ، 2004 ، ص80-90.

(13)- طاهر حسو الزيباري ، مرجع سابق ، ص144.

(14)-مارتين دينسكومب ، مرجع سابق ، ص186.

(*)-كتابة إسم المبحوث ، وليس الباحث ، حتى  يتسنى له الإجابة على أسئلة الاستمارة بكل حرية ، ودون حرج وتمسكا بالملاحظة حول السرية التامة لإجابات المبحوثين ، التي يضعها الباحث في صفحة الواجهة .

 (15)-عبد الغني عماد ، مرجع سابق ، ص62.

(*)-عدم تكرار الأسئلة التي تؤدي إلى معنى المثال الوارد ، وليست الأسئلة المفخخة التي تهدف إلى التأكد من صحة إجابة المبحوثين ، وهي تلك الأسئلة التي تحمل نفس المعنى مصاغة بصياغة متباينة.

(16)- مارتين دينسكومب ، مرجع سابق ، ص 193-194.

(17)-عبد الغني عماد ، مرجع سابق ، ص63

(18)-سعيد سبعون ، مرجع سابق ، ص165.

(*):في واقع الأمر لا يذكر الإسم ، وإنما الصفة ، فعند إستعمال الباحث ، تقنية الإستمارة تحت ظل مجموعتين (تحدد بالعينة) نذكر الإسم (الصفة): طالب مج 01.

أو طالب مج 02 ، طبعا في حالة الإستمارة للمجموعتين 01، 02 تحمل نفس المحتوى .

(19)-عبد الغني عماد ، مرجع سابق ، ص 63-64.

(20)- سعيد  سبعون ، مرجع سابق ، ص 166-167.

(21)- عبد الغني عماد ، مرجع سابق ، ص64-65.

(*):بموضوع البحث أي أن تصاغ الأسئلة بمرجعية فرضيات البحث أكثر دقة لأن الموضوع في هذه الحالة يكون شاملا وما هو إلا عنوان يترجم مجال اهتمام الباحث .

(*):يقصد بها تلك الأسئلة التي تصاغ بمصطلحات أدبية محضة ، نسيانا من الباحث أنه في حقل علم الإجتماع ، وعدم تفكيكه إن صحت العبارة –للمفهوم عبر العملية مفهوم،   بعد مؤشر ، كأن يسأل المبحوث ، هل أنت مندمج اجتماعيا ؟ ، فلا ينبغي أن يسأل بهذا الشكل ،لأن مفهوم الإندماج الاجتماعي لا يفهمه إلا المتخصص في الحقل ذاته و لأجل تبسيطه  يجب المرور بأجرأة المفاهيم.

(22)-نفس المرجع ، ص:67،66.

(23)-خميس طعم الله ،مرجع سابق، ص 91.

(24) -العربي بلقاسم فرحاتي،البحث الجامعي بين التحرير و التصميم و التقنيات ،دار أسامة للنشر والتوزيع، ط1،الأردن،2012،ص:293،292.


المحاضرة الرابعة: العينة وأبعادها:

تمهيد :

إن البحث من خلال العينة أصبح من أهم التقنيات المستعملة في معرفة الواقع الاجتماعي، باعتبار أنها  تهدف إلى الحصول على معطيات  عن طريق تمثيل الكل بالجزء (التعميم ).

ومنه أول ما يجب على الباحث في حقل العلوم الإجتماعية هو اختياره لعينة يدرسها ، ومن ثم يقرر إن كان سيلجأ إلى تقنيات جمع المعطيات : المقابلة ، الملاحظة  ، الإستبيان ...للتحقق من الفرض .

والأسئلة التي تتبادر في أغلب الأحيان إلى الأذهان حول موضوع العينات متباينة بتباين العينات نفسها ، فضلا عن الغموض الحائط حولها كواقع .

ومن هذه الأسئلة نجد : ما أهمية توظيف العينة في البحث ؟ كيف يتم إختيارها منهجيا وإحصائيا من خلال التداخل الحاصل بينهما؟ على من سنجري البحث ؟ ما هي حدودها ؟ وما هي أصنافها (أنواعها)؟ وعلى ما يؤثر الإختيار الأنسب للعينات (الخطوات اللاحقة)؟ ..الخ .

و للتعرف على كل ما يحيط من غموض وإلتباس  بموضوع العينات سندرس المحاور اللاحقة.

1-المفاهيم ذات العلاقة بالعينة : تندرج هذه المفاهيم سواء كانت منهجية أو إحصائية من نوعها (مرجعية العينات)، على الوقوف على محتواها .

وهناك مفاهيم لا نتطرق إليها في هذا العنصر ، رغم أهميتها ، بل سنتطرق إليها في عناصر لاحقة ، تفاديا للتكرار .

1-1-العينة : هي فئة تمثل مجتمع البحث ، أو جمهور البحث أي جميع مفردات الظاهرة التي يدرسها الباحث أو جميع الأفراد أو الأشخاص أو الأشياء موضوع مشكلة البحث .

أو بمعنى دقيق هي جزء من مجتمع الدراسة  ويقصد بالمجتمع ، المجموعة  الكلية من العناصر التي يسعى الباحث إلى أن يعمم عليها النتائج ذات العلاقة بالمشكلة  المدروسة (1).

ويضيف آخر أنها "أداة اضطر إليها الباحث بأن يأخذ جماعة صغيرة من مجتمع الدراسة لإجراء الدراسة الميدانية عليها، لغرض جمع المعلومات والبيانات حول الظاهرة المراد دراستها ، ويتم اختيارها وفق خصائصها المشروطة وقواعد خاصة ، ومعايير محددة ، بحيث يجعلها بذلك ممثلة تمثيلا كاملا لمواصفات المجتمع الأصلي ، من حيث النوعية والكمية ، ويتطلب إستعمال العينات المعرفة  الكافية بأساسيات الإحصاء(2).

ويضيف آخر بأكثر دقة " هي جزء من مجتمع الدراسة الذي تجمع منه البيانات الميدانية ، وهي تعتبر جزءا من الكل بمعنى أنه تؤخذ مجموعة من أفراد المجتمع على أن تكون ممثلة لمجتمع البحث .

فهي إذا جزء  معين أو نسبة معينة من أفراد المجتمع الأصلي ، ثم تعمم نتائج الدراسة على المجتمع كله ، ووحدات العينة قد تكون أشخاصا ، كما تكون أحياء أو شوارع أو مدنا أو غير ذلك (3).

1-2  المعاينة : هي ذلك  الإجراء العلمي الذي يسمح باستخراج تلك المجموعة الفرعية من المجموع الكلي ،أي استخراج العينة من مجتمع البحث : مجموعة من العمليات تسمح بانتقاء مجموعة فرعية من مجتمع البحث بهدف تكوين عينة .

وهكذا يصل الباحث إلى استخراج مجموعة فرعية من الكل ،أي استخراج عينة من المجتمع الكلي أو مجتمع البحث ، عمليا عن طريق إجراء المعاينة ،إذن  المعاينة هي الوسيلة العملية التي تسمح بالحصول على العينة (4).

-1-3 تمثيل العينة(التمثيلية) :

يشترط في عينة البحث أن تكون عينة ممثلة وينقسم شرط التمثيل إلى قسمين :

أ-التمثيل الإحصائي ، ويخضع بدوره لعدة شروط :

الشرط الأول : أن تؤخذ العينة من موضوع البحث .

الشرط الثاني : مراعاة الإمكانات المنهجية لإنجاز البحث .

الشرط الثالث: مراعاة الوقت المخصص لإنجاز البحث .

الشرط الرابع :إذا كان مجتمع البحث  يتكون من 100 وحدة فيفضل أن تكون العينة 50 ٪ على الأقل .

الشرط الخامس :  إذا كان مجتمع البحث يتكون من المئات أو الآلاف من الوحدات فيفضل أن تكون عتبة البحث ممثلة بنسبة 10٪ (5).

ويضيف آخر وفي نفس السياق المتعلق بتمثيلية العينة "في كل الأحوال تحديد حجم العينة ومدى تمثيلها هو الأساس في البحث القائم على معطيات الاستبيان أو الاستمارة .

حيث تنصح أدبيات البحث الحديثة أن يجري إحصاء كل الأفراد إذا كانوا تحت الخمسمائة ، وعشرة بالمئة إذا كانوا في حدود الخمسة آلاف (6).

ب-التمثيل حسب طبيعة الموضوع :

أحيانا يكون مجتمع البحث واسعا جدا ، وفيها يصعب على الباحث أخذ نسبة 10 ٪ منه أو أكثر أو أقل ، في هذه الحالة تكون عينة البحث صغيرة ، وتصبح عينة ممثلة حسب تجانس وحدات مجتمع الدراسة .

-فمثلا في موضوع:

الخدمات الإجتماعية المقدمة  للعمال الأجراء ، دراسة ميدانية في ولاية من ولايات الوطن ، فمجتمع  البحث في هذا الموضوع واسع جدا ،إذا يعد بعشرات الآلاف فإذا إختار الباحث التمثيل الإحصائي(*) لعينة بحثه كأن يكون بنسبة 10 ٪ فإن عينة البحث تصل إلى الآلاف ، فإذا كان عدد العمال الأجراء لولاية من الولايات يساوي 30 ألف عامل ، فإن العينة بنسبة 10 ٪ تكون كالتالي :

10                         100

س                      30.000                    س =  30000×10  = 300 عامل  أي وجدنا عدد العمال الذين يمثلون 10٪ من المجموع الكلي للعمال الذي يساوي 30000.

و عليه فإن الكثير من الحالات يكون الباحث يخضع لعامل الوقت و الجانب المادي و المالي ،و بالتالي يصعب عليه أخذ هذا العدد من المبحوثين في بحثه و لذلك يستند في تمثيل عينة بحثه إلى  طبيعة الموضوع، و طبيعة الموضوع هنا الخدمات الإجتماعية المقدمة للعمال الأجراء ،فالعمال متساوون في الخدمات الإجتماعية، فما يقدم من خدمات ل300 عامل هي نفسها الخدمات التي تقدم ل30000 عامل،و محكومة بنفس قوانين الضمان الإجتماعي.

و بالتالي حسب القاعدة الرياضية يكون العمال لنسبة

  %01

1       100

س      30000   س=30000×1÷100=300

وعليه فإن نسبة العينة تساوي 01 ٪ وتعتبر ممثلة  حسب طبيعة الموضوع (7).

1_4 الإحصاء الحيوي للعينات : هو ذلك الإحصاء الذي يتناول بالدراسة والوصف الإحصائي المجال الحيوي ...أي بالوصف الإحصائي للواقع الإنساني في البيئة الإجتماعية مثل : المواليد ، الوفيات ، النمو السكاني ، الزواج ، الطلاق ، الهجرة .

ويعرف بأنه  الإحصائيات الخاصة بالأطوار المهمة في حياة الإنسان من حيث أنه ليس فقط أهم كائن حي بل لأنه خلقه الله في هذه الأرض منذ ولادته حتى يوارى الثرى ، ولذلك فالإحصاء هو الذي يبحث  حالة السكان من حيث الزيادة والنقص والحوادث الهامة التي تقع بهم ، وبذلك  فإن الإحصائيات الحيوية تمثل الإحصائيات السابقة وتصنيفها ، وتبويبها في صورة مختلفة (8).

-وبمرجعية الإحصاء كمفهوم نشير إلى دور الإحصاء والإحصائيات في كل بحث إجتماعي ، إذا لا معنى اليوم لمشكلة إجتماعية (تربوية ، أو سوسيولوجية ،...).

إذا لم تعبر عنها في إحصائيات ، وعليه فإتقان الباحث في الحقل الإجتماعي لكيفية إستخدام تقنيات الإحصاء من الإختيار الدقيق للعينة (من حيث الحجم ، والتوزع ، والتمثيل )،إلى تنفيذ الإحصاء ،إلى تحليل النتائج أمر في غاية الأهمية : (9)

5-1  الوحدة الإحصائية : من المعروف أن الدراسات الميدانية يتم فيها تحويل البيانات والمعلومات الكيفية إلى كمية مرمزة في أرقام أو تكرارات أو نسب مئوية ، وتعالج بالأساليب الإحصائية المختلفة ، ولذلك فقبل الشروع في تجميع المعلومات وتحليل بيانات إجراء الدراسة على عينة البحث ،أو حتى قبل ذلك  عند الشروع في الدراسة الميدانية ، يتعين على الباحث تحديد الوحدة الإحصائية .

ويعني بها تحديد صفات الوحدات المؤلفة لذلك المجتمع الإحصائي الذي خضع للدراسة بأخذ  عينة منه ، ولذلك فالوحدة الإحصائية قد تكون كائنا حيا (فرد، جماعة)أو مؤسسة ،أو أي شيء آخر ،أو قد تكون صورة أو أيقونة أو كلمة أو جملة في خطاب ،أو وحدة زمنية ، وقد تكون من الظواهر السلوكية الفردية  أو من الظواهر الاجتماعية .

فالوحدة الإحصائية لعينة التلاميذ خضعوا للدراسة كأفراد لتشخيص ذكائهم هي التلميذ ، والوحدة الإحصائية لمجموعة من المؤسسات خضعت للدراسة .كمؤسسات هي المؤسسة ...الخ (10) .

1-6 مجتمع الدراسة : هو جماعة أفراد أو الأشياء أو السلوكات التي تحمل أو تتضمن صفات أو بيانات الظاهرة موضوع الدراسة ، ويعد بمثابة مجموع الوحدات الإحصائية المعرفة بصورة واضحة بحيث يمكن تمييزه عن غيره(11).

ولتوضيح ذلك نورد المثال التالي: لو نفرض أن باحثا ما ، يريد دراسة على كل الذين يتناولون المخدرات ، واقترفوا جرائم معينة، وهذا لا يمكن إتاحته لأي باحث مهما كانت قدراته ، وبالتالي فإنه سوف يلجأ إلى عينة  يختارها من بين مجتمع الدراسة (الذين يتناولون المخدرات واقترفوا جرائم معينة) إلا أنه عند شروعه في ذلك اتضح له أن ذلك غير عملي لأن المجتمع الأصلي موزع على أكثر من فئة عمرية ، وعلى أكثر من منطقة جغرافية وعلى أكثر من طبقة إجتماعية ، وعلى أكثر من مستويات دراسية ...الخ .

وبالتالي يضطر إلى الاقتناع بتحديد أدق للمواصفات ومن ثمة اعتماد المتوفر من المجتمع في ضوء تلك المواصفات وقوانين الاختيار (12).

-لوحظ أنه لا يمكننا فصل بعض المصطلحات الإحصائية عن المنهجية وهذا راجع للتداخل الكبير بينهما، كالوحدات الإحصائية ومجتمع الدراسة (البحث) ، باعتبار هذا الأخير ما هو في واقع الأمر  إلا مجموع وحدات إحصائية  معناه  مفهوم منهجي (مجتمع الدراسة ) ذو محتوى إحصائي (وحدة إحصائية )، من خلال عملية تكامل بينهما .

-كذلك يعتبر مجتمع البحث ( الدراسة) ، مفهوم يجب الوقوف عنده كأساس لا بد منه ، بحكم أنه سيجيبنا من خلال ماهيته على السؤال المطروح  سالفا والمتمثل في على من سيجرى البحث ...؟

2-أسباب استخدام العينات، أهمية  توظيفها ، وطرق جمع البيانات :

2-1 أسباب إستخدام العينات :

 يتم استخدام العينات من منطلق العوامل التالية :

1-أقل كلفة من طريقة الحصر الشامل .

2-تسهل الوصول إلى المعلومات أكثر تفصيلا ودقة.

3-عدم توافر الوقت للقيام بدراسة شاملة.

4- عدم إمكانية إجراء حصر شامل لعناصر مجتمع الدراسة الأصلي ، فهي جزء من الكل ، على أن تمثل الكل تمثيلا صحيحا ، وتحت شروط مضبوطة (13).

2-2-أهمية توظيف العينة في البحث :

على الباحث أن يوظف نوع العينة وطريقة اختيارها في البحث ، بأن يدلل على ملائمة نوع العينة المختارة للبحث دون سواها ، كأن يوضح العلاقة الوطيدة بين خصوصية نوع العينة المختارة ومحاور البحث ، مع البرهنة على أن هذه المحاور يلائمها هذا النوع من العينة دون الأنواع الأخرى أو أفضل من الأنواع الأخرى ،مبينا ذلك كما يلي : أولا : التعريف بالعينة ، ثانيا : طريقة إختيار العينة ، ثالثا ، توظيف العينة ورابعا : مواصفات العينة .

-يفضل أن تدرج  مواصفات العينة بعد التعريف بالعينة وطريقة اختيارها و توظيفها في البحث ، وتؤخذ مواصفات العينة  من المحور الأول في الإستمارة وعند عدم   وجود إستمارة ، يكون هذا المحور في  المقابلة  أو في الملاحظة أو في الوثائق والسجلات الإدارية ،أو في الإحصائيات والتقارير الرسمية أو في الإختبارات و المقاييس .

وعادة ما يكون محور مواصفات العينة تحت عنوان : البيانات العامة أو البيانات الشخصية وتتضمن عموما : الجنس ، السن ، الحالة العائلية، المستوى التعليمي، أخرى ... 

 كما يجب ربط البيانات العامة عن العينة بمحاور موضوع البحث أي ربطها بالبيانات المفرغة في جداول أو أشكال أو في رسوم  بيانية أو في خرائط ...

ببقية محاور الاستمارة أو محاور المقابلة أو محاور الملاحظة التي تكون  في علاقة وطيدة بمحاور الموضوع وفرضيات البحث (14).

-كما سبق الإشارة في التمهيد ، على أن الباحث في حقل العلوم الاجتماعية يجب عليه اختياره  لعينة يدرسها ، ومن ثم يقرر إن كان سيلجأ إلى الملاحظة المقابلة ...للتحقق من الفرض.

غير أننا نجد بعض الباحثين يعطون أولوية ترتيب الخطوات المنهجية إلى تقنيات جمع المعطيات (المقابلة، الملاحظة، الاستمارة، الوثائق،  ...)، ثم العينة.

وهذا ما تم التصريح به في أهمية توظيف العينة في الفقرة المتعلقة بأن مواصفات العينة تؤخذ من المحاور المتعلق بالمقابلة، الملاحظة ... ودواليك بالنسبة لتصميم العينة ... ، بمعنى في أغلب عناصر البحث نجد الآراء متباينة في طرح فكرة الترتيب ، وهذا التوضيح يولد إلتباس في الفهم لأنه وفي أصل التنافس سببه اختلاف في اتجاهات وتوجيهات الباحثين في الحقل نفسه . 

2-3 طرق جمع البيانات :

وفي هذا الجانب يحاول الباحث جمع البيانات بعدما انتهى من إختيار مشكلته البحثية وتحديد أبعادها، وللوصول إلى هذه البيانات، يجد نفسه أمام إحدى الطريقتين:

أسلوب المسح الشامل: وهي طريقة جمع البيانات والمعلومات من و عن جميع مفردات مجتمع البحث بأساليب مختلفة.

سواء كانت جهة الدراسة جهة كلية (منظمة ما أو مجتمعا ما أو حقلا زراعيا أو غير ذلك) أو جهة جزئية (إدارة أو قسما في منظمة أو منظمة ما داخل المجتمع ) بصورة شاملة ، تأخذ بالإعتبار جميع الزوايا أو  المتغيرات المتعلقة بموضوع البحث ، ومن الأمثلة على هذا الأسلوب ، التعدادات السكانية التي تقوم بها الدولة .

-       أسلوب العينات: (المعاينة): وتمثل أسلوبا مهما في عمليات البحث الميدانية، وتعني طريقة جمع البيانات والمعلومات من و عن عناصر و حالات محددة يتم إختيارها بأسلوب معين من جميع عناصر ومفردات مجتمع الدراسة ، وما يخدم ويتناسب ويعمل على تحقيق هدف الدراسة .

ويطبق هذا الأسلوب من قبل الباحث عندما يكون مجتمع الدراسة كبيرا جدا ومنتشرا في بقعة جغرافية ممتدة في مساحات شاسعة ، ويجد الباحث نفسه غير قادر على القيام بدراسة شاملة لجميع المفردات الداخلة في البحث .

وبذلك يصبح من العملي إختيار  جزء  من المجتمع فقط لتطبيق إجراءات البحث عليه بهدف تعميم نتائجه على المجتمع كله ضمن حدود الوقت والجهد والإمكانات المتوفرة لديه (15).

 

 

 

 

3-أبعاد الخطأ في العينة ، وخطوات اختيارها :

1-3  ماهية خطأ العينة:

هو  ذلك الخطأ الذي يحدث بمحض الصدفة عند اختيار وحدات معينة وعدم اختيار أخرى ، ومن بين أهم الوسائل التي يلجأ  إليها الباحث لتقليل كمية خطأ العينة زيادة حجمها ،استخدام وسيلة موحدة لاختيار عدد العينات فإن قيمة الخطأ الناتج عن التعيين أي خطأ الصدفة يتناسب تناسبا عكسيا مع حجم العينة (16).

-لا يحدث الخطأ بمحض الصدفة فقط، بل بمحض التحيز و الملاحظة ...، وهذا ما سنتطرق إليه في العنصر الموالي المتمثل في مراعاة الباحث لمصادر الخطأ في العينة من خلال التركيز على الماهية والمقارنة بينهما وما إلى ذلك .

3-2 مراعاة مصادر الخطأ في العينة :

قد تتعرض نتائج البحث بطريقة العينة لنوعين من الأخطاء هما :

أولا: خطأ الصدفة: ينشأ هذا الخطأ من الفروق بين أعضاء العينة وأعضاء العينة وأعضاء مجتمع الدراسة كله ، خاصة عندما تكون العينة التي نختارها محدودة العدد ،أي أنه يمكن التقليل من خطأ الصدفة باختيار عينة كبيرة الحجم ، فكلما اقترب حجم العينة من حجم مجتمع الدراسة اقترب خطأ الصدفة من الصفر .

ثانيا :  خطأ التحيز : قد  يتعرض الباحث عند اختياره للعينة للوقوع في  خطأ التحيز وينتج هذا  الخطأ عادة عندما لا يتم اختيار أعضاء العينة بطريقة عشوائية .أو أن الإطار الذي اعتمد عليه الباحث في اختيار العينة لم يكن وافيا بالغرض أو لصعوبة الاتصال ببعض المبحوثين وتركهم دون الحصول على الاستجابة المطلوبة منهم ، ويختلف خطأ التحيز عن خطأ  الصدفة فيما يأتي:

-عدم وجود وسيلة لتقدير خطأ التحيز تقديرا دقيقا كما هو الحال في تقدير خطأ الصدفة.

-عند زيادة حجم العينة يمكن أن يتناقض خطأ الصدفة، ولا يحدث ذلك مع خطأ التحيز، حيث أنه لا يتناقص مع زيادة حجم العينة (17) .

-هذا الجانب يمثل التعريف المنهجي لخطأ التحيز، أما تعريفه (التحيز)إحصائيا فيؤدي التحيز عند إختيار وحدات العينة إلى عدم توظيف قانون الأعداد الكبيرة، فإذا طبق القانون فإن توزيع العينة سيأخذ شكل التوزيع المعتدل، وسيكون المتوسط الحسابي فيها مطابقا لقيمة المتوسط الحسابي في المجتمع الأصلي، وفي حالة عدم توظيف قانون الأعداد الكبيرة فلن يأخذ شكل توزيع العينة شكل التوزيع المعتدل، و لن تتطابق قيمتا  المتوسط الحسابي والتباين لتوزيع العينة وتوزيع المجتمع ، ويحدث إذا ما يعرف بالتحيز .

-كما يحتاج توظيف قانون الأعداد الكبيرة إلى أن تكون العينة  كبيرة ولكي يصبح حجم العينة جيدا بدرجة يتوقع معها أن يأخذ شكل توزيع التعيين الشكل المعتدل ، يبدو أنه لا بد من سحب عينة بعدد (100) وحدة أو أكثر وتجدر الإشارة إلى أن العدد 100 يعتبر الحد الأدنى لحجم العينة الاحتمالية.

وفي حالة إنقسام العينة إلى فئات فيجب  أن تنسحب هذه القاعدة على فئات العينة  (18).

-لقد تعرفنا على نوعين من الأخطاء، خطأ الصدفة، وخطأ التحيز لكن في النوع الثاني (خطأ التحيز)، بعض الباحثين، يضيفون إلى التسمية: خطأ الملاحظة والتحيز إذا ماذا تعني بخطأ الملاحظة إذا كنا تعرفنا على خطأ التحيز ؟

القاعدة تقول –إن صحت العبارة ، لابد من التعويل  على النفس والاعتماد على المؤهلات وعلى الثقة ،لأنه يمكن اعتماد معلومات خاطئة من المبحوث أو سوء الفهم ( هذا من طرف المساعدين الذين يعتمدهم  الباحث) من هذا يأتي خطأ الملاحظة ، كذلك يأتي من المبحوث بالتصريح بمعلومات خاطئة وعلى الباحث اعتماد الأسئلة المفخخة للمقارنة والتأكد من صحة التصريحات ، أو مثلا يريد الباحث أحيانا  توجيه المبحوث حسب آرائه وأهوائه هو و من هنا يأتي خطأ الملاحظة (19).

وبالعودة إلى خطأ التحيز ، وحتى يتمكن الباحث من الموضوعية والتحكم في الأسباب التي إلى تؤدي التحيز  فمن الضروري أن يكون على علم بها لإمكانية تفاديها بقدر الإمكان ، وتتمثل تلك الأسباب بصورة دقيقة ، وبشكل من التفصيل فيما يأتي :

*خطأ الاختيار العشوائي : عند اختيار العينة يجب أن تعطي لجميع أعضاء الدراسة فرصا متساوية في الاختيار حتى تكون ممثلة تمثيلا صحيحا لجميع خصائص المجتمع الأصلي ، وهو ما نطلق عليه مبدأ العشوائية في الاختيار ، ولكن يحدث في بعض الأحيان أن يقع الباحث في خطأ عدم استفاء هذا الشرط في العينة التي يختارها ، فيأخذ عينة من طبقة واحدة في المجتمع ،أو يكون التحيز في حالة اختيار الباحث للأشخاص الذين يعرفهم أو يرتبط بعلاقات قرابة أو صداقة معهم فلا يتيح فرصا متساوية في الاختيار مع من لا يعرفهم ، كما أن من يرتبط بهم الباحث في علاقة اجتماعية غالبا ما يكونون في مستوى اجتماعي واقتصادي متقارب مع مستوى الباحث ، و بالتالي لا يعبرون عن المستويات الأخرى .

*عدم دقة الإطار وكفايته: يحدث التحيز عندما يرجع الباحث إلى إطار لا يضم كل الفئات التي يتضمنها البحث، ويحدث ذلك عند الرجوع إلى سجلات وملفات أو خرائط أو إحصائيات لم يتم تسجيل كل البيانات المطلوبة فيها بدقة ، أو لم يتمكن من المحافظة عليها ، فنجد أن بعض محتوياتها قد فقدت نتيجة لعدم الدقة في التسجيل أو الإهمال.

*عدم الحصول على البيانات من بعض أعضاء مجتمع البحث: يحدث أحيانا أن لا يتمكن الباحث من الوصول إلى بعض الأعضاء المبحوثين نتيجة لعدم تواجده أثناء جمع البيانات، فلا يقوم بأخذ البديل بالطريقة الإحصائية لضمان الموضوعية في الاختيار، بل يكتفي بالجزء الذي يمكنه من الحصول على بيانات منه دون التأكد من أن هذا الجزء يمثل المجتمع تمثيلا صادقا أم لا يمثله(20) .

*وتفاديا للأخطاء سالفة الذكر، سواء تعلق الأمر بخطأ الصدفة أو خطأ الملاحظة والتحيز، نطرح السؤال العام التالي: كيف نقلص من خطأ العينة، بالصدفة، بالتحيز،

 و بالملاحظة ؟

وتتفرع عنه الأسئلة التالية :

-ما هي الوسيلة ، الواجب إتباعها ليقترب خطأ الصدفة من الصفر ؟

- وما هي النصائح الواجب إتباعها، ذلك أن خطأ التحيز لا يعتمد وسيلة للتقدير الدقيق؟

-وما هي التقنية التي تؤدي إلى التحكم بخطأ الملاحظة ؟

ومن هذا المنطلق يمكن التوضيح بالعنصر الموالي :

3-3-كيفية التقليص من خطأ العينة في حالة : الصدفة ، التحيز والملاحظة :

لابد من أن يكون المجتمع الأصل متجانسا ، كما يجب تعريف الوحدات و تحديدها تحديدا صارما ، مثلا : ما معنى المجتمع الريفي ؟ ما هو ؟ هل هو بدون كهرباء ؟ نوعية المسكن ؟ ما المقصود بالريف ؟ وما المقصود بالمدينة ؟ يجب أن يكون المجتمع الأصل : محتويا على كل الوحدات : (المؤسسات) يتم  تبويب المجتمع وتصنيفه حسب المجموعات ، حسب المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وهذا ما يجعل الخطأ يتناقص ،لأن العينة مبوبة وممثلة للأصل تمثيلا حقيقيا .

- يمكن التحكم أكثر في خطأ الملاحظة  فيكون الاستبيان مركزا ، ويكون له علاقة بالموضوع ومفرداته واضحة ، تتكلم لغة الفلاحين ، لغة الجمهور الذي سيقع معه البحث ، مثل الفلاح أو المواطن العادي ...وبصورة عامة يجب عدم استعمال لغة غريبة واختيار أسئلة مناسبة للمجتمع الذي سيقع فيه البحث (بين 20 و25 سؤالا في الاستبيان ) ولا بد من توجيه تدريب وتكوين المساعدين و تعريب المصطلحات والتقليل من الأسئلة واختيار الوقت  المناسب أو الطقس مثل الطقس البارد أو في العطل ، ولا بد من إختيار الوقت المناسب سياسيا واجتماعيا ، وبذلك يمكن التقليل من خطأ الملاحظة بنسبة كبيرة (21).

-وعليه الباحث في حقل العلوم الاجتماعية، لا يقوم بالتوصل إلى انعدام في خطأ العينة والذي يعني عدم وجود خطأ في العينة ، بل يسعى للتقليص من نسبته ، قدر  الإمكان ، وهذا لتحقيق أهداف البحث .

المحاضرة الخامسة: خطوات اختبار العينة (يتبع)

 

3-4 خطوات اختبار العينة : هناك بعض الخطوات الأساسية التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار عينة الدراسة ، وهي:

1-تحديد مجتمع الدراسة (البحث): بما أنه  ث

تم الإشارة إلى هذا المفهوم في الإطار  المفاهيمي ، فلا داعي للتوسع فيه .

-       مجتمع الدراسة أو البحث إذا هو جميع الأفراد أو الأشخاص أو الأشياء الذين يكونون موضوع مشكلة البحث ، ويمكن القول أننا لا ندرس عينات ، و إنما ندرس مجتمعات ، وما العينة التي نختارها إلا وسيلة لدراسة خصائص المجتمع ، و لذلك فإن الخطوة الأولى في إختيار العينة  هي تحديد مجتمع الدراسة .

2-تحديد حجم العينة :

من المشاكل الرئيسية التي تواجه عمل الباحث أو الإحصائي، مشكلة تقدير حجم مجتمع الدراسة خاصة في الحالات التي لا تتوفر فيها قائمة بأفراد مجتمع البحث.

ومع ذلك يُجمِع الكثير من الإحصائين والباحثين على أن هناك عوامل لا بد من أخذها في الإعتبار عند تحديد حجم العينة وهي :

*تجانس أو تباين مجتمع الدراسة : إن حجم العينة يعتمد على مدى تجانس المعطيات ، فإذا كانت المعطيات متجانسة، كلما  قل حجم العينة ، وعلى العكس ، كلما اتجهت المعطيات إلى اللاتجانس أصبح من الضروري زيادة حجم العينة.

*نوع البحث : يجب أن يكون حجم العينة في البحوث الإرتباطية  لا يقل عن 30 ٪ من حجم مجتمع  الدراسة ، وفي الدراسات المسحية أو  الوصفية يكون الحجم ما بين 5٪ إلى 20٪ من حجم مجتمع الدراسة .

ومع ذلك فإن حجم العينة الذي يتراوح بين (30-500) مفردة يعتبر ملائما لمعظم أنواع البحوث .

*مستوى درجة الدقة المطلوبة : فكلما زاد حجم العينة  زادت دقة الدراسة ، وأمكن تعميم نتائجها على مجتمع الدراسة .

*الوقت وتكاليف البحث : يضطر الباحث كثيرا عند إرتفاع تكاليف جمع البيانات إلى خفض حجم العينة ، ولذلك فمن الأفضل تحديد هذه التكاليف قبل بدء الدراسة ، وكذلك الوقت المتيسر لدى الباحث .

*طرق جمع البيانات : إن لم تكون طرق  أو وسائل جمع البيانات دقيقة أو ثابتة بدرجة عالية ، فمن الواجب الحصول على عينة كبيرة لتعويض الخطأ المتأصل في جمع البيانات ، فإذا كان الباحث يستخدم  المقابلة أو الملاحظة أو الإختيار الفردي  ، فإنه يقلل من حجم العينة حتى يقلل من الوقت والجهد الذين ينفقان في جمع البيانات من حالات فردية ،أما إذا كان يستخدم الإستبيان يمكنه في هذه الحالة من جمع بيانات من عينة كبيرة   الحجم بسهولة .

3-تحديد إطار العينة :

يجب على الباحث أن يحدد نوع الإطار الذي يعتمد عليه في إختيار الوحدات ولا بد للإطار من أن يكون سليما أي يشمل جميع مفردات المجتمع الأصلي مثال : فإذا أردنا دراسة مشكلات طلبة كلية الآداب في جامعة صلاح الدين  فإن وحدة  البحث تحدد بالطلبة ، وجب أن لا يقتصر  إطار الباحث السنوات الأولى فقط من طلبة الكلية ، ففي هذه  الحالة لا يكون الإطار كافيا .

بل يجب أن يضم جميع طلبة الكلية (22).

-إن إختيار العينة بطريقة صحيحة يعني أن تكون ممثلة للمجتمع وبالتالي يعتمد على نتائجها (التعميم) ، غير أن العينة ذات الحجم الكبير مثلا لا تعني بالضرورة أن تكون نتائجها محل ثقة مقارنة بالعينة ذات الحجم الصغير ، ولأنه ليس هناك حجم ثابت للعينة يصبح لجميع الدراسات ، بل الإختيار الأنسب حسب تقدير الباحث هو من يحدد ذلك .

4-تصنيفات العينات : هناك نوعان من العينات هما :

1-4 العينات العشوائية (الإحتمالية ): هي العينة التي يجري اختيار  أفراده احتماليا ، بمعنى أن كل فرد من أفراد المجتمع المعني بالدراسة لديه فرضية متكافئة ليكون جزءا من العينة ، وغالبا ما تكون العينة غير منحازة وممثلة لمجتمع البحث بمعنى آخر : إن وحدات العينة لها الاحتمال المتساوي لدخولها في عينة البحث (23).

ويختصر آخر العينات العشوائية الاحتمالية في النقاط التالية :

*عدم  تدخل إرادة الباحث في اختيار أفراد عينة بحثه .

*تعتبر أصدق تمثيلا للأفراد  المسحوبين من المجتمع الأصلي ، لأنها تعطي فرصة الظهور في العينة لكل فرد من  المجتمع الأصلي .

*تساعد الباحث على تحديد حجم عينة بحثه .

*تساعد الباحث على تحديد وحدات الدراسة الاحتمالية .

و للعينة العشوائية (الاحتمالية )،أنواع مختلفة نذكر بعضها كما يلي :

العينة العشوائية البسيطة ، العينة المنتظمة ، العينة الطبقية ، العينة العنقودية (العينة متعددة المراحل) (24).

*العينة العشوائية البسيطة : نوع من أنواع العينات العشوائية (الاحتمالية ) وهي العينة التي يتم اختيار أعضائها من بين مفردات مجتمع الدراسة بطريقة عشوائية تماما .

وهذه العينة تضمن إعطاء جميع وحدات المجتمع فرصا متساوية في الإختيار دون تحيز أو تدخل من قبل الباحث ، على أن يكون جميع أفراد المجتمع الأصلي معروفين ، وأن يكون  هناك تجانس بين هؤلاء الأفراد ، ويتم إختيار هذه العينة وفق الأسلوبين التاليين :

أ-إذا كان مجتمع الدراسة صغيرا : نعطي كل فرد من أفراده رقما ، ثم نكتب جميع أسماء الوحدات على بطاقات متشابهة ، وتخلط خلطا جيدا  ، و يتم سحب عدد من البطاقات من المجموعة يساوي حجم العينة المطلوبة استخدام جداول  الأرقام العشوائية : التي تسهل عملية الاختيار ، و يتعين على الباحث الحصول على العينة بمعرفة الأرقام التي يجب اختيارها ، وبشكل مستقل عن الأرقام الأخرى ، مثال 01 : لنفترض أننا نريد معرفة اتجاهات (4000) عامل  في مصنع معين ، فإن حجم العينة (400) عامل فقط ، فكيف يمكن إختيار (400) حالة من (4000) عامل ؟ ، علينا أن نضع قائمة مرقمة من (1-4000) بحيث تتاح الفرصة لكل أفراد المجتمع الأصلي ثم نختار العينة من هذه القائمة عشوائيا (25).

*مثال 02 : فإذا كان المجتمع  الأصلي =100 وعينة البحث =10 ٪ من المجتمع الأصلي ، فإن الباحث يسحب من الجدول العشوائي 10 مرات لسحب أرقام تمثل عينة بحثه سحبا  عشوائيا (الإستعانة بجدول الأرقام العشوائية) (26) .

*العينة العشوائية المنتظمة :

يختار الباحث عينة بحثه معتمدا على مبدأ مسافة الاختيار بين وحدات العينة، على أن تختار الوحدة الأولى اختيارا عشوائيا .

ونظرا لتساوي مسافة الاختيار بين أفراد العينة المنتظمة، فإن هذا النوع من العينات يدعى بالعينة ذات المسافات المتساوية .

و لاختيار المسافة (طول الفترة) نعمل بالمعادلة الإحصائية التالية :

م أ =م ن ÷ن ع

علما أن : م أ = مسافة الإختيار (طول الفترة )

        ن م = حجم  مجتمع البحث

         ن ع = حجم العينة المختارة .

مثال 01:  إذا فرضنا أن لدينا مجتمع البحث 400 وحدة (مفردة) ، ونأخذ  عينة منه بحجم 40 وحدة (مفردة) ، فبالتعويض نجد :

م أ= 400÷40=10                                          

  أي أن مسافة الإختيار 10 ،  بمعنى أن الفرق بين كل وحدة و رقم الوحدة التي تليها = 10.

مما يتطلب إعداد قائمة بأسماء وحدات المجتمع ، ويعطي لكل وحدة رقم يدل على اسم الوحدة ثم نختار الرقم الأول عشوائيا ، و ليكن رقم 04 مثلا .

فيصبح هذا الرقم هو الوحدة الأولى ، ثم يعمل برقم مسافة الإختيار وهو 10 وعليه فنقطة بدء مسافة الإختيار = 4+14=14 ، وبالتالي فاختيار وحدات العينة تكون كالتالي : 14، 24 ، ...الخ ، وهكذا حتى نصل إلى الوحدة ...الأخيرة 394.

-وأما معامل الرفع = م ع =  (ن ع )/(م ن )    = (1 )/(10 )    = 40÷400 ، بمعنى أن كل فرد في العينة يمثل 10 أفراد في مجتمع البحث ، وبخصوص النسبة المئوية  للعينة فهي كالآتي  = (100×40 )/400  = 10 ٪

وتختلف العينة العشوائية البسيطة عن العينة العشوائية المنتظمة فيما يلي :

*في العينة العشوائية يتم إختيار  جميع وحدات العينة عشوائيا ، في حين في العينة العشوائية المنتظمة يتم إختيار الوحدة الأولى فقط بطريقة عشوائية .

*في العينة العشوائية البسيطة يكون اختيار كل وحدة من وحدات العينة مستقلا عن إختيار الوحدات الأخرى ، في حين  في العينة المنتظمة يكون اختيار  الوحدة الأولى عشوائيا ، ثم يتحدد إختيار بقية الوحدات حسب مسافة الإختيار(27).

مثال 02 : ( الشكل المختصر) : فإذا أردنا إختيار عينة منتظمة من 100 عبوة من خط إنتاج في مصنع ينتج 1000 عبوة يوميا .

فيتم تقسيم 1000÷100

 =10 ٪ من المجتمع .

وهذا يعني أننا سنأخذ عبوة واحدة من بين كل عشر عبوات متتالية .

بعد ذلك نحدد رقم البداية من خلال إختيار رقم يتراوح بين الأرقام (0-09) عشوائيا .

فلو إخترنا العبوة رقم (05) من أول عشرة منه مثلا  ، و لإختيار بقية العبوات نضف (10 ) إلى الرقم الذي اخترناه ثم إلى الذي يليه حتى نصل إلى حجم العينة المطلوب ،وبالتالي تكون الأرقام التي وقع عليها الإختيار هي : 05، 15 ، 25 ، 35 ، 45 ، 55 ، ...الخ ، ونلاحظ هنا  أن العينة الأولى تم إختيارها عشوائيا فقط ،أما الانتظام فقد جاء من الزيادة المنتظمة (28).

*العينة العشوائية الطبقية: يقوم الباحث في هذا النموذج من العينات بتصنيف مجتمع البحث إلى مجموعات وفقا للفئات التي يتضمنها متغير معين أو عدة متغيرات، ثم نختار وحدات عينة البحث اختيارا عشوائيا من كل مجموعة .

*و تتميز العينة العشوائية الطبقية عن العينة العشوائية البسيطة بما يلي : تسمح العينة العشوائية الطبقية باختيار عينة متنوعة تسحب من كل مجموعة أو طبقة من مختلف المجموعات المصنفة

*في العينة العشوائية الطبقية يؤخذ بعين الإعتبار المتغيرات ذات الأهمية المحورية في الدراسة ، كمتغير النوع ، السن ، التعليم ، الدخل ، المهنة ... الديانة (29).

تمتاز بأنها أكثر دقة من العينات الأخرى، لأنها تعمل على تمثيل فئات الجمهور الأصلي في العينة، أي تساعد على تقليل التباين الكلي للعينة كما أنها أكثر تمثيلا لمجتمع الدراسة، إلى جانب إمكانية استعمالها في حالة المقارنة  بين مجتمعات أو طبقات مختلفة ، وعلى هذا الأساس يمكن اختيار عينات عشوائية طبقية على أساس المنطقة الجغرافية أو على أساس العمر أو على أساس الجنس أو على أساس المستوى التعليمي.

مثال : لو أراد أحد الباحثين دراسة أثر التخصص العلمي على أنشطة طلبة كلية الآداب بجامعة صلاح الدين ، وكان مجموع الطلبة (2000)  ويريد الباحث أن يأخذ 10 ٪ من كل قسم علمي من أقسام الكلية  من الذكور و الإناث .

التخصص العلمي    مجموع الطلبة حجم عينة البحث

علم الإجتماع        250  25

الجغرافية      250  25

التاريخ 275  25

الآثار  170  17

اللغة العربية   200  20

اللغة الفارسية 170  17

اللغة الإنكليزية       350  35

اللغة الكردية  360  36

المجموع      2000 200

حيث ثم اختيار العينة من كل قسم علمي كما يلي :

قسم علم الاجتماع = 250÷10   × 100 = 25 ، وهكذا لبقية عينات الأقسام (30).

*العينة العشوائية العنقودية (العينة متعددة المراحل):

يتم اختيار وحدات العينة فيها من المجموع الكلي لوحدات المجتمع  إلى المراحل عديدة ، على أن  يقسم المجتمع الكلي أولا إلى مجموعات من الوحدات ، وتعتبر وحدات إبتدائية تختار منها عينة ، وهذه هي المرحلة الأولى ، ثم يعاد تقسيم الوحدات الابتدائية في العينة التي اُختِيرت إلى  وحدات ثانوية تُختار من بينها  عينة جديدة ، وهذه هي المرحلة الثانية وهكذا ، فإذا أردنا دراسة مشكلات الفلاح الجزائري فإننا نقوم بما يلي :

-تحديد قرى تلية وأخرى صحراوية مثلا .

-ثم نختار من القرى التلية قرية ، ومن القرى الصحراوية قرية .

-ثم نختار مجموعة من الفلاحين من القرية التلية المختارة ومجموعة من الفلاحين من القرية الصحراوية المختارة .

وتختلف العينة العنقودية  عن العينة الطبقية فيما يأتي :

-تشبه العينة العنقودية العينة الطبقية في أن كليهما تحتوي على تقسيم مجتمع البحث إلى مجموعات .

-تختلف العينة العنقودية عن العينة الطبقية في أن مجتمع البحث في العينة العنقودية يقسم إلى مجموعات (عناقيد)  وفقا لمعيار محدد غالبا ما يكون جغرافية بطبيعته (31).

*العينات غير العشوائية ( غير الإحتمالية ):

هي عينات لا يتم إختيارها عشوائيا  ، بل تُختار بطريقة انتقائية ، وبالتالي لا تمثل مجتمع البحث تمثيلا صادقا ، فهي تتم بناء على اجتهاد الباحث ، كما أن الفرص غير متساوية لأفراد المجتمع في الظهور في العينة .

والهدف من هذه العينات هو  الحصول على نتائج استطلاعية ، و يقتصر الاستنتاج الإحصائي في هذا النوع من العينات على وصف المجتمع في إطار الإحصاء الوصفي ولا يمكن استخدام أساليب  الإحصاء الاستنتاجي ، وبالتالي يصعب تعميم النتائج .

وهذا لا يعني عدم جواز استخدام هذا النوع من العينات في الأبحاث الاجتماعية وهناك عدة أنواع لها ، يمكن استخدامها لجمع البيانات الاجتماعية تناسب دراسة بعض المواضيع التي قد لا تسمح الظروف المحيطة بها للحصول على عينات عشوائية ومنها : العينة القصدية (العمدية )  ، الحصصية وعينة كرة الثلج  ... (32). و يضيف آخر مختصرا تعريفها: "فيها يضبط الباحث خصائص أو صفات معينة يجب توافرها  في المبحوث ،و عليه يرتكز في إختياره  لوحدات عينة بحثه ،و لا تدخل هنا طريقة٦ الإختيار العشوائي(33).

1- العينة القصدية( العمدية ):و هي العينة التي يتم إختيارها بناء على حكم شخصي و إختيار كيفي من قبل الباحث للمسحوبين إستنادا إلى أهداف البحث. (34)

و يستخدم هذا النوع من العينات في المجالات الآتية :

_ المجال الأول :في بحوث الرأي العام:لأن القائمين على الإستفتاءات يعتقدون أن بعض المناطق تعطي نتائج قريبة جدا لنتائج المجتمع الأصلي،و لذلك يعتمد كثير من الباحثين أن تكون العينة مكونة من هذه الوحدات طالما أنهم يعملون بخبرتهم السابقة أنها تعطي صورة صحيحة للمجتمع بأكمله .

_المجال الثاني: عندما يريد الباحث دراسة المواقف السياسية للجمهور في حالة مظاهرة، فإنه يتعذر عليه الحصول على قائمة بأسمائهم و سحب عينة منها،و لذلك يمكنه أن يذهب إلى قادة المظاهرة و إعتبارهم عينة عمدية يعتمدها الباحث، و يجمع البيانات منهم ،و تعمم للنتائج على الجمهور المتظاهر

_المجال الثالث: قد يعمد الباحث إختيار قرية واحدة تمثل المجتمع  الريفي،على إعتبار أن هذه القرية تتضمن خصائص مختلف القرى الجزائرية (35)

تعتبر هذه المجالات التي تم ذكرها في إختيار هذا النوع من العينات (العينة القصدية )،بمثابة أمثلة توضيحية.

2-العينة العرضية (عينة الصدفة):

و هي العينة التي يختارها الباحث من الأفراد الذين يقابلهم بالصدفة ،و ذلك ضمن شروط تضمن تمثيلا معقولا لمجتمع الدراسة ،و يتميز هذا النوع من العينات بسهولة الوصول إلى المبحوثين ،و انخفاض التكلفة و الجهد و الوقت .

و يؤخذ على هذه العينة أنها لا يمكن أن تمثل المجتمع الأصلي بدقة ،فيصعب حينئذ تعميم نتائج البحث الذي يتناولها على المجتمع الأصلي كله .مثال:إذا أراد أحد الباحثين دراسة آراء المصوتين في عملية الإنتخابات لصالح حزب معين في كردستان -العراق-فإن الباحث يذهب إلى المصوتين الذين جاؤوا طواعية  للإنتخابات و يجمع المعلومات منهم حول موضوع البحث.

3-العينة الحصصية: تستخدم في الدراسات الاستطلاعية، و في قياسات الرأي العام السريعة.

حيث يلجأ الباحث الذي يريد معرفة موقف،أو رأي شرائح مختلفة من المجتمع، في حدث معين ،فينقسم المجتمع إلى طبقات أو فئات بالنسبة لخصائص معينة (كالجنس أو العمر أو نوع السكن أو المهنة أو المنطقة الجغرافية ) إلى غير ذلك من المتغيرات التي تهم الباحث قبل إنتقاء العينة .بحيث يكون لكل شريحة أساسية من شرائح المجتمع حصة في هذه العينة.

_ إن هذه العينة تشبه العينة الطبقية العشوائية لكنها تختلف عنها في أن الباحث في العينة الطبقية العشوائية يختار الأفراد ضمن كل طبقة بطريقة عشوائية، أما في العينة الحصصية فيختار الباحث الأفراد كما يريد دون استخدام الأسلوب العشوائي، و دون أن يلتزم بأي شرط.

مثال: إذا أراد الباحث معرفة موقف المواطن الكردستاني من الصحف اليومية ، فإنه يلجأ لإختيار عدد من الطلبة ،و عدد من الموظفين ،و عدد من العمال ،و عدد من الأساتذة و هكذا ،و يترك للباحث حرية تحديد الفئات التي يشملها مسحه الإجتماعي ( *)،بينما يتناسب و أغراض بحثه ،كما يكون له حرية مقابلة من يريد من الأفراد داخل ١فئة من هذه الفئات مراعيا التفاوتات في السن ،و مكان السكن ، و الدخل الاقتصادي.(36)

4- عينة كرة الثلج :(العينة التراكمية ):

و يتم الحصول على هذا الصنف من العينة عندما يطلب الباحث من الشخص أو عدة أشخاص أن يدلوه نحو أشخاص آخرين من معارفهم و يملكون نفس المميزات و الخصائص  التي عندهم و التي على أساسها إختارهم الباحثون لينتموا إلى العينة.

و يتم اللجوء إلى هذا الصنف خاصة عندما لا تكون لدى الباحث معرفة كافة بالوسط الذي يريد دراسته(37)

-       و يسمى هذا النوع من العينات بعينة السلسلة و بالعينة الدورية وتستخدم في الدراسة فئات المنحرفين :مثل متعاطي المخدرات،

و في هذه الدراسة يلجأ الباحث إلى مقابلة شخص واحد من المتعاطين للمخدرات ، و بعد إجراء المقابلة معه يطلب منه أن يدله على متعاطٍ ثانٍ و بعد إجراء المقابلة مع الثاني، يطلب منه أن يدله على متعاط ثالث ،و هكذا تكبر عينة بحثه شيئا فشيئا ،حتى تصير عينة تمثل مجتمع البحث(38) .

5- العينة النمطية :

يتم التركيز في هذا الصنف من العينة على بعض الصفات النمطية لمجتمع البحث، يوجه على أساسها إختيار عينة الدراسة ،مثال:في دراسة حول تصورات الطلبة للأزمة الإقتصادية العالمية، نتوجه إلى طلبة العلوم الإقتصادية ليكونوا عينة دراستنا، إنطلاقا من إعتقادنا أن هؤلاء الطلبة لديهم إهتمام أكثر من غيرهم بالمسائل المتعلقة بالأزمة الإقتصادية (39)

- حجم العينة و أولوياته المنهجية و الإحصائية:

إن تحديد حجم العينة من القضايا الشائكة في المنهجية العلمية و الدراسات الميدانية، و تواجه الباحث على مستوى التقدير، و إذا كان البعض ييسر هذه المشكلة فيجعلها،مسألة إختيارية و تخمينية تترك الباحث و تقديراته الشخصية لما يلزمه من عدد لإختبار  فروضه ،و  تطبيق أدواته البحثية ،كتحديده  لنسبة مئوية معينة يختارها من مجتمع الدراسة و لتكن 10% أو 20% او 30%،أو  يحدد العدد بثلاثين فردا أو خمسين أو مئة...الخ .

فإن البعض (من الباحثين) لا ير في التقدير الشخصي وجاهة علمية، فيشترط اللجوء إلى العمليات الإحصائية: حتى يكون العدد و الحجم مبررا إحصائيا و من المعادلات التي تستخدم لتحديد حجم العينة نذكر معادلة الخطأ المعياري و صيغته...

خ=الإنحراف المعياري لمجتمع الدراسة/عدد أفراد العينة المطلوبة من الباحث (40).

_ و إن تحديد حجم العينة و مدى تمثيليتها هو الأساس في البحث القائم على معطيات الإستبيان أو الإستمارة

حيث تنصح _كما سبق الإشارة أدبيات البحث الحديثة أن يجرى  إحصاء كل الأفراد إذا كانوا تحت المئة ،و نصفهم إذا كانوا تحت الخمسائة و عشرة بالمئة إذا كانوا في حدود الخمسة آلاف (41)

ويضاف  في نفس السياق انه يجب التنبه دائما إلى أن إختيار العينة عمل علمي يتطلب معرفة بعلم الإحصاء، الذي يقدر درجة تمثيلها و أخطاء إختيارها ،و مبدأ تمثيل العينة للمجتمع أو الفئة التي يستهدفها البحث هو مبدأ ذو طبيعة إحصائية يتعلق مباشرة بحجم العينة وكيفية اختيارها.

إن تقنية العينة ترتكز على النظرية الإحصائية للإحتمالات،وخاصة على قانون الأعداد الكبرى، والمقصود بها اختيار من بين مجموعة محددة من الوحدات الإحصائية عددا نرى فيه كل الخصائص التي  نتوسم توافرها في المجتمع الأم وكذلك الحال في دراسة أية خاصية

معينة(كالعمر، والقامة،...)بحيث تقترب العينة ما أمكن من احتمال تمثيلها للمجموع.

أما قانون الأعداد الكبرى فهو يفسر الشروط التي يجب توفرها ليصبح بالإمكان تحقيق التمثيل.

والمسألة الدائمة التي يطرحها الباحث عند محاولة بناء العينة تتخلص بالسؤال: كم يجب عليه الاختيار من أفراد حتى تصبح عينة البحث ممثلة؟

و لتجنب أي خطأ في الإختيار، على الباحث أن يعمل بشكل علمي،فإذا إستطاع الإجابة على السؤال عن طريق الإحصاء ،فإن حساب حجم العينة يرتكز عادة على حل مسألة مجال الثقة الموجود في مختلف الكتب الإحصائية ،إلا أنه يتوجب ألا تقل العينةعن ثلاثين مفردة أو وحدة،كما أن العينة لا تتحدد،إلا فيما

ندر، انطلاقا من ميزة واحدة للسكان، بل يجب حساب حجمها بالنسبة للخصائص  المتعددة والمتتابعة للسكان.

وفي هذه الحالة يختار  العينة أكبر الاحجام التي يصل إليها من الحسابات،في كل الأحوال مسألة حجم العينة يمكن أن تحل بشكل عملي آخر، ليس بالضرورة عن طريق النظريات الإحصائية فقط،ففي بعض الحالات يعرف علماء الإجتماع والباحثين عن طريق التجربة أحجام العينات الضرورية لمعالجة عدد من أصناف المسائل(42).

-لقد إقترن في ذهن الباحث في حقل العلوم الاجتماعية حجم العينة يرتبط لتقديرات الباحث الشخصية،       و بمعرفته العلمية الدقيقة بالجانب الاحصائي فقط، لكن نجد أن  الباحثين المتمرسين قد أثبتوا أن  حجم العينة و تمثيليتها يرتبط ايضا بأمور  أخرى ، كمعرفة الباحث بعلم السكان ، أو عن طريق التجربة.

 

 

 

 

خاتمة :

يعتبر البحث عن طريق العينة  ضرورة عملية و علمية، ذلك  أنها  تهدف إلى الحصول على معلومات و معطيات  عن طريق تمثيل الكل بالجزء من خلال التعميم. 

. ولأن التعميم  يعتمد بشكل كبير على صدق الاستنتاجات و النتائج  الإحصائية و منه من الضروري أن يكون الباحث حذرا عند اختياره العينة، حتى لا يتعرض إلى الأخطاء( الصدفة ، التحيز ، الملاحظة ) ، ولتجنبه مواطن الخطأ، يجب معرفته بالمجتمع الأصلي معرفة دقيقة و تبويب أفراده

حسب المجموعات المتجانسة، والعينات أنواع العشوائية وغير العشوائية.

وعن حجم العينة و تمثيليتها، فإنه لا يرتبط فقط بالجانبين المنهجي و الإحصائي، المنهجي من خلال تقديرات الباحث الشخصية و الإحصائي من خلال القوانين الإحصائية كمجال الثقة مثلا، بل يرتبط بعلم السكان من خلال خصائص السكان ( العمر ، الجنس ،...)،أو بالتجربة.

 

قائمة المراجع :

(01) - فوقية حسن رضوان ، منهجية البحث العلمي وتنظيمه ، دار الكتاب الحديث، د.ط، القاهرة (مصر)، 2018، ص117.

(02)- العربي بلقاسم فرحاتي ، البحث الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات، دار أسامة للنشر والتوزيع ، ط01 ، عمان (الأردن)، 2012 ، ص 270.

(03)- رشيد زرواتي ، مناهج و أدوات البحث العلمي في العلوم الإجتماعية والإنسانية ، دار الكتاب الحديث ، ط01 ، القاهرة (مصر)، 2016 ، ص 320.

(04)- سعيد سبعون ، الدليل المنهجي في إعداد المذكرات والرسائل الجامعية في علم  الإجتماع ، دار القصبة للنشر ، ط02 ، الجزائر ، 2012 ، ص 136.

(05)-رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 320، 321.

(06)-محمد شيّا ، مناهج التفكير وقواعد البحث في العلوم الإنسانية والإجتماعية ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر  والتوزيع ، ط02 ، بيروت (لبنان)، 2008، ص 199.

(*) فيما يتعلق بالتمثيل الإحصائي للعينة نجد أنه وفي جزء العينات تداخل بين الجانب المنهجي والإحصائي ، وهذا ما يلاحظ في المقاييس المدرسة: الإحصاء ومنهجية البحث ، لكننا نركز على الجانب المنهجي ، ونشير إلى الإحصائي و هذا  بحكم التخصص ، غير أننا ننصح طلابنا بالعودة إلى مرجعية المقياس (الإحصاء)، للتعمق فيما تم الإشارة إليه .

(07)-رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص: 321، 322.

(08) -عبد الباسط متولي خضر ، أدوات البحث العلمي وخطة إعداده ، دار الكتاب الحديث ، ط01 ، القاهرة ( مصر )، 2014 ، ص 186.

(09)- محمد شيّا ، مرجع سابق ، ص 201.

(10)- العربي بلقاسم فرحاتي ، مرجع سابق ، ص 265.

(11)- نفس المرجع ، ص 267.

(12) -نفس المرجع ، ص 268.

(13)-فوقية حسن رضوان ، مرجع سابق ، ص :118، 119.

(14)- رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص: 334 ، 335.

(15)- طاهر حسو الزيباري ، أساليب البحث العلمي في علم الإجتماع ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط01 ، بيروت (لبنان) ، 2011 ، ص 115، 116.

(16)- خميس طعم الله، مناهج البحث وأدواته في العلوم الاجتماعية ، مركز النشر  الجامعي ، د.ط، تونس ، 2004، ص 137.

(17)-رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 324.

(18)- خميس طعم الله ، مرجع سابق ، ص 138.

(19)- نفس المرجع ، ص 139.

(20)- رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص: 324، 325.

(21)-خميس طعم الله، مرجع سابق ، ص: 139، 140.

(22)- طاهر حسو الزيباري ، مرجع سابق ، ص: 117-119.

(23)-زكي حسين جمعة ، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية والإجتماعية (رؤية معرفية في إدارة البحث العلمي) ، دار الفارابي ، ط01 ، بيروت (لبنان) ، 2019، ص 136.

(24)-رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 327.

(25)-طاهر حسو الزيباري ، مرجع  سابق ، ص 120.

 (26) -رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 328.

(27)- نفس المرجع ، ص: 328-330.

(28): طاهر حسو الزيباري ، مرجع  سابق ، ص 120.

(29) -رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 330.

(30)-طاهر حسو الزيباري ، مرجع  سابق ، ص: 121-122.

(31)- رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص: 331-332

)32)-طاهر حسو الزيباري، مرجع سابق،ص:123_124

(33)-رشيد زرواتي ،مرجع سابق،ص332.

(34)-طاهر حسو الزيباري، مرجع سابق ،ص124.

بحثية متباينة.

(35)-رشيد زرواتي،مرجع سابق،ص:148-149.

(*):المسح الإجتماعي نوع من أنواع البحوث المختلفة (البحث الميداني والبحث التجريبي)،يعتمد كل منها على أدوات بحثية متباينة.

(36):طاهر حسو الزيباري، مرجع سابق،ص:124-125.

(37)-سعيد سبعون، مرجع سابق، ص:148-149.

(38)-رشيد زرواتي ،مرجع سابق، ص334.

(39)-سعيد سبعون ،مرجع سابق ، ص 148 .

(40)- العربي بلقاسم فرحاتي ، مرجع سابق ، ص271.

(41)-محمد شيّا،مرجع سابق، ص 199.

(42)-عبد الغني عمّاد ،منهجية البحث في علم الإجتماع :الإشكاليات،  التقنيات ،المقاربات ،دار الطليعة للطباعة والنشر، ط01،بيروت ،2007 ،ص: 55-56. الزيباري ، مرجع  سابق ، ص: 123-124.