المحاضرة الخامسة - الترجمة الآلية:

       تعتبر الترجمة وسيلة من وسائل التمازج بين الشعوب و الأمم، فهي تسهم في رقي حياتنا الأدبية و العلمية بما تنقله إلينا من معارف، وعلوم تسخر بها حضارات و ثقافات أخرى، كماهي سلاح بين اللغة لأنها الوسيلة في إعادة إنتاج المعرفة و هذا ما جعلها تصل للحضارات العربية وجاء تراثها شاهدا عليه.

تعتبر الترجمة الآلية أحد تطبيقات علوم اللغة الحاسوبية والتي قادتها البحث العلمي في الدول المتقدمة خلال السنوات الماضية، كما تعتبر الترجمة الآلية خطوة أساسية في نهج التعريب

1-مفهوم الترجمة الآلية:

تعرف الترجمة على أنها نقل معلومة من لغة إلى لغة بدقة وأمانة، كما هي علم بلغتين المنقول منها والناقل والمعرفة بالمادة التي تشكل الترجمة[1] ويمكن أن نستنبط هذا التعريف لنقول أن الترجمة هي نقل نتاج لغوي من لغة إلى أخرى.

أما الترجمة الآلية Concept Machine TransLation  فهي نقل النص من لغة إلى أخرى باستخدام الآلة الكلية، أي أن النظام يتعهد بنهج الترجمة كله، ولكن أحيانا يجب مراجعة النص المصدر، والنص الهدف في الترجمة الآلية [2]

وهذه النظم اللغوية شديدة التعقيد تحتوي على قواميس ضخمة، وقواعد لغوية كثيرة تقوم بترجمة اللغة المصدر* إلى لغة الهدف**[3]

- لمحبة تاريخية عن الترجمة الآلية :

مرة الترجمة الآلية في مراحل تطورها بثلاثة أطوار و هي:  

-الطور الأول : بدأت التجربة سنة 1940م إلى سنة 1965م، و تميزت بوضع بعض اللبنات الاساسية لفعل الترجمة ، و ازدادت  اهميتها نظرا لحاجة التي تتطلبها ترجمة الوثائق التي تحصل عليها المخابرات ، حيث كان الصراع على أشده خلال الحرب الباردة فكانت الو .م .أ تركز كل جهودها على الترجمة الفورية من اللغة الروسية، واعتمد هذا:

- الاعتماد على القاموس الالكتروني ثنائي اللغة.

- استخدام طرائق حل الشفرات السرية.

- إعادة ترتيب الكلمات.

- اعتبار الكلمة في الوحدة اللغوية الأساسية للترجمة.

- عدم النظر في بنية الجملة لتحديد العلاقات النحوية المختلفة بين أجزائها.

- عدم دراسة تأثير السياق على معاني الكلمات.

- لم ين للتحليل الدلالي دور في برمجيات الترجمة الآلية.

-الطور الثاني: بدأ هذا التطور من سنة 1956إلى سنة 1975 فقد حدث في هذه الفترة تطورا نسبيا على مستوى اللغات الغربية و الصينية واليابانية وقد استطاع هذا التطور التغلب على إشكالية الترجمة الآلية في كيفية اختيار المصطلح الذي يتطلبه السياق كما روعيت في عملية تخزين المعلومات وتميز هذا الطور ب:

- تغير المعنى.

- التجريد من المعنى.

- يكون المعنى معها مستحيلا لعدم تشابه البنية اللغوية.

- لا تأخذ في الاعتبار بخلفيات اللغة في لغة الأصل أو النقل.

- الطور الثالث: يبدأ من سنة 1975 إلى الآن، وهي المرحلة التي عرفت فيها الترجمة تطور مدهشا، بدا من نظام النوافذ (Windaus ) وما اتبعه من برمجيات في مختلف التخصصات، حيث تميز هذا الطور ب:

- إضافة المصطلحات الجديدة وما يتعلق بها من معلومات، وخاصة في حقول العلوم و التكنولوجيا التي تصنيف المئات من الألفاظ إلى اللغة سنويا.

- توفير الوقت والجهد على المترجم و الباحث واللغوي من ظلال ايجاد قاعدة معلومات شاملة.

- إيجاد وسيلة فعالة فيما يتعلق بتنسيق الجهود لتوحيد المصطلحات.

- إنتاج المعاجم المتخصصة الحديثة بصورة دورية وبجهد أفل

2- أنواع و أساليب الترجمة :

-        من حيث الآلية :

تحظى تكنولوجيا الترجمة باهتمام بالغ من العالم هذي الأيام، ذلك على الرغم من عدم وجود المنتج المثالي في الأسواق ، إلى أنه هناك بعض المنتجات التي تشير بالخير مع مرور الزمن .

و الترجمة الآلية تنقسم الى منتجات نظم للترجمة الشاملة ، اي نظام ألي متكامل (Machine Translation) .

هناك نظم آلية لعدم الترجمة البشرية CAHT computer Assisted  و يضاف اليها نظم أدوات معاونة في الترجمة مثل المعاجم الآلية و بنوك المصطلحات نظم بشرية لعدم الترجمة الالية [4]HAMT Human Assited Machine Translation .

من حيث اللغة:

نجد نظم ثنائية اللغة و هي تتكون من زوج من اللغات ، أحدهما المصدر و الاخرى الهدف ، و نظم متعددة اللغات و هي تكون من لغة المصدر و عدة لغات هدف .

-        من حيث الاتجاه :

هناك نظم ذات اتجاه واحد بمعني الترجمة من لغة المصدر للهدف و ليس العكس و نظم ثنائية اللغة بمعنى أن الترجمة تتم من لغة المصدر لهدف و العكس [5]

2-نظم الترجمة الآلية إلى اللغة العربية :

بالرغم من وجود العديد من البحوث و الدراسات فإن ما يتوفر في الأسواق من البرامج ، التي تترحم من و إلى اللغة محدودة جدا ، و من بين البرامج التي تختص باللغة العربية  مايلي :

-        البرنامج ارابتراتر ARABTRANS: و هو  انتاج شركة أراب نيت ARABNTو هو يعمل في بيئة ويندوز Window  ، و له مدقق لكلمات Spellcherche و قاموس به مليون كلمة ، و هو برنامج بلترجمة الآلية من الإنجليزية إلى العربية [6]

-برنامج المترجم العربي ATA: و هو يعمل في بيئة ويندوز به قاموس حجمه مليون كلمة و به مدقق إملائي .

-برنامج ترانسفير Transfer: الخاص بشركة Appetek:، و هو برنامج يعمل من الانجليزية إلى العربية و يشمل على قاموس حجمه مئة الف كلمة .إلى جانب قواميس متخصصة و مدقق إملائي.

-الصعوبات التي تواجه الترجمة الآلية:

يتم في الترجمة الآلية ، كما الشأن في الترجمة البشرية ، نقل فحوى نص ما كتب في لغة مصدر إلى لغة هدف و ترتب على ذلك من جهة أولى مشاكل تواجه الآلة كتلك التي يتعرض لها الانسان المترجم ، و هي نابعة من طبيعة اللغة المترجم منها و اللغة المترجم إليها من عملية الترجمة في ذاتها على أساس أنها تفاعل بين لغتين طبيعتين لكل واحدة منها خصائصها و قواعدها و استعمالاتها ، و دقائقها ..إلى غير ذلك ، و من جهة أخرى ناك مشاكل ناجمة عن الآلية التي تقوم عليها الترجمة بالحاسوب و الاساليب التي تعتمد نظم مثل هذا النوع و قد يكون من السهل على الآلة أن تترجم جملا بسيطة البينة و خالية من اللبس غير أنه يصعب بل يستحيل عليها أحيانا أن تترجم نصوصا أدبية أو دينية او نفسية لغتها بالصعوبة[7]

إضافة إلى ما سبق ذكره ، هناك مشاكل أخرى قد تواجه الآلة و هي ترجمة ما يسمي الجمل ، الاشكالية، و المقصود بالجمل الإشكالية الاستعارات و الامثال و الحكم و المتلازمات اللفظية التي قد تتعدى ترجمتها الجانب اللغوي إلى الجانب الثقافي لان الآلة لا تحتوي على معلومات خارج لغوية ، بل تقتصر فقط على القيام بمعادلات الكلمة و ما يقابلها في اللغة الهدف.

-        الدراسات اللغوية و الأدبية و الفكرية و العالم الإلكتروني و الشبكي :

-        كان من المنطقي ، بل من الحتمي أيضا ، أن نلتقي اللغة و الحاسوب وذلك لسبب أساسي و بسيط ، و هو كون اللغة تجسيدا كما هو جوهري في الانسان ، اي نشاطه الذهني بكل تجلياته ، في الوقت الذي تتجه فيه الحاسوب نحو محاكاة بعض وظائف الانسان و قدراته الذهنية ، متخذا من الاعتبارات الانسانية (الهندسة البشرية ) محورا رئيسيا لتصميم نظمه و مجالات تطبيقاته و مطالب تشغيله ، و لقد تدرج هذا الالتقاء حتى بلغ درجة عالية من التفاعل العلمي و التقني بصورة لا مثيل لها ، و وراء ذلك عدة أسباب متفرقة بل متباينة احيانا من اهمها في رأينا :

-        التطور الهائل في علوم اللسانيات و خضوع كثير من جوانبها للمعالجة الرياضية و المنطقية و الاحصائية.

-        تطور الأساس النظري لعلم الاتصالات و ذلك بظهور (نظرية المعلومات التي وصلت الأسس الرياضية لقياس كمية المعلومات . و بذلك خضعت ظاهرة الفائض اللغوي الكمي المنضبط (........).

-        الوثبات العلمية التي تحققت في ميادين علوم الحاسوب و بخاصة في مجالات نظرية الأوتوماتيات و تصميم لغة البرمجة و نظم التشغيل .

-        ظاهرة انفجار المعلومات و تضاعف معدلات تدفقها مما خلق ضرورة استحداث وسائل آلية بالغة الكفاءة لتنظيم هذا الفيض المتزايد من المعلومات المتنوعة و زيادة كفاءة تخزينيها و استرجاعها و توظيفها (......)[8]

-        دخول تطبيقات الحاسوب مجالات علوم الانسانيات ، كتاريخ و علم الاجتماع بفروعه و الأدب و النقد و المنطق و نظرية المعرفة ، لتصنيف عاملا بالغ الأثر على علاقة الحاسوب باللغة ، بصفتها الركيزة الأساسية للإنسانيات.

المحاصرة : السادسة - حوسبة اللغة العربية:

      عرضت بحوث كثيرة و ندوات تعني بحوسبة اللغة العربية ، فعلى سبيل المثال نذكر : الندوة التي عقدها المركز القومي للتنسيق ، و التخطيط و البحث العلمي و التقني: في المغرب بالتعاون مع معند الدراسات و الابحاث لشؤون التعريب بالمغرب، و الواقعة في الفترة بين (26 سبتمبر إلى 05 نوفمبر 1983). و قد جمعت أبحاث هذه الندوة  في كتاب يسمى "اللسانيات العربية التطبيقية و المعالجة الاشارية و المعلوماتية)[9]

و قد نعرض الكتاب إلى مشكلة تنوع الاداء المنطوق ، كما أشار إلى تقنيات تأليف الكلام و تميزه ، كما اتخذت عن دور الحاسوب في الترجمة ، و أهم المشاكل التي تعيق طريق هذه التقنيات الواعدة.

إضافة إلى ذلك تناولت ندوة استخدام اللغة العربية في الحاسب الآلي التي عقدت في الكويت بين( 14-16أفريل عام 1985م) مباحث عربية حاسوبية في اتجاه تمثيل النظام الصوتي للغة العربية حاسوبيا، و من ضمن بحوث هذه الندوة بحث الدكتور" محمد مزياني" بعنوان "معالجة الكلام اللغوي آليا .تطبيق على اللغة العربية آليا"[10]. كذلك الملتقى الدولي الرابع للسانيات ، الذي عقده مركز الدراسات الاجتماعية و الاقتصادية بالجامعة التونسية سنة 1987م . فقد اتخذ له موضوعا عنوانه  "اللغة العربية و الاعلامية" حيث تناول الملتقى أهم أسباب حوسبة اللغة العربية و عوائدها . كما عرضت جملة من وجوه المعالجة الآلية للغة في تأليف الكلام و فهمه [11]

و قد عرض الباحث "محمد مزياني" في أحد بحوث هذا الملتقى نظام لاشتقاق الكلمة العربية بالحاسوب ، حيث هدف إلى استعمال الحاسوب في ايجاد المشتقات و المتزايدات من الكلمة العربية المجردة.

كما انعقد مؤتمر آخر في الكويت للحاسوب في الفترة الواقعة بين( 27-29 أفريل 1989)

تناول فيه "يحي هلال" التحليل الصرفي للغة العربية، و سبيل معالجته آليا و ذلك في بحثيه " العلاج الآلي للعربية و تطبيقاته" و كذلك عرض الباحث "محمد الحناش " مشروعا لبناء معجم عربي ، تركيبي إلكتروني ، و ذلك في بحثه ( المعجم الإلكتروني للغة العربية)[12]

أما فيما يتعلق بالكتب المتخصصة في بحث حوسبة اللغة العربية نجد كتاب اللغة العربية و الحاسوب "النبيل علي " الذي صدر عن دار تعريب بالرباط عام 1988 م "يمثل هذا الكتاب دراسة بحثية لقضية اللغة العربية (قمة علوم اللسانيات) ، و الحاسوب (ذروة التقنيات الحديثة).

و المؤلف و إن كان يستشرق الطموح إلى استخدام اللغات البشرية للتحاور مع الآلة كما أن هناك كتاب الحاسوب و اللغة العربية لمؤلفه "عبد ذياب العجلي" الذي صدر عن جامعة اليرموك عام 1996 م ، و بهذا فإن الجهود المعروضة فيه تتوج تحت اتجاه الدراسات البينية المتعلقة باللغة العربية و الحاسوب [13]

2- فوائد حوسبة اللغة العربية :

إن الحوسبة اللغة العربية فوائد جمة ، فيكفي أن نشير أنها ستفتح مجالا كبيرا و ستساهم في تعليم اللغات إما على مستوى اللغة الأم أو اللغة الأجنبية ، ذلك نظرا لما يحمله الحاسوب من مزايا عرض متعددة و مختلفة و طرف منهجية تساعد على تجسيد الفجوة بين اللغة و متعلميها و نميز أن "هناك أبحاث جادة من قبل للغوين و مهندسي الحاسوب من أجل ادخال الحوسبة إلى الترجمة بما يعرف الترجمة الآلية .

MT. Machine Translation   أو بمفهومها الآخر بشيء من الاخلاق في درجة استخدام في الترجمة [14]

و هذا أمر يعتمد على عدة عوامل ، الامر الأول هو تطوير جهاز الحاسوب إلى درجة تمكنه من التعامل مع اللغات في هذا المجال ، و أما الأمر الثاني إعداد اللغات بشكل يتيح للحاسوب التعامل معها ، و تشكل الترجمة أكبر التحديات للحاسوب في مجال اللغات يتيح اللغات بشكل البشرية و ذلك لسبب بسيط هو أن التعامل مع اللغة البشرية ، يعتمد الى الملكة العقلية للبشر ، و هذه ليست عملا آليا كما هو الشأن في الأمور الأخرى ، كعمليات التمنيع التي أظهر الحاسوب قدرة هائلة عليه [15]

و من بين فوائد الحوسبة ما يعرف بالوصول إلى درجة محاور الآلة و التخاطب مع الآلة و هذا الموضوع شائق جدا ، شهوي بحثه عقل المهندس و اللغويين لعقود خلت ، حيث تمثل مسألة مخاطبة الآلة تحديا لمقدرتنا على فهم عمليات ادراك الكلام و انتاجه ، كما أن مسألة البرمجيات تقدم بعض المعرفة بلغة الإنسان مسألة سيكون لها تأثير كبير على الكيفية ، التي ندير بها شؤون الناس و أعمالهم ، فالحواسب و تعلمها و إذا ما أردنا أن يعم استعمال الحواسب الناس لشمل كافة فئات الشعب فإننا بحاجة إلى تحقيق مزيد من التقدم في تقنيات اللغات [16]

و يطمح الباحثون في نفسه ، إلى الحصول على أكبر رصيد من المعلومات فالمعلومات و الخدمات يمكن الحصول عليها في هذه الأيام بسهولة، و تطوير نظم للتواصل مع الآلة سيساهم في مساعدة عامة الناس على التفاهم مع الحاسوب ، دون أن يكون لهم مهاما خاصة باستعماله أو تدريب مسبق لهذا العرض [17]

أما عن الغاية من حوسبة اللغة العربية ، فتتمثل في تقديم توصيف شامل و دقيق للنظام اللغوي تمكنه من مضاهاة الإنسان في كفايته و ادانه للغويين ، فيصبح قادرا على تركيب اللغة و تحليلها .

يمثل الرسم الكتابي ما ظهر منها و ما بطن ، فيكشف الأخطاء الإملائية.

و يبني الصيغ الصرفية و بتعرفها في سياق الكلام ، و ينشئ الجمل الصحيحة ، و يعرب كما يعرب الإنسان و يصحح النطق إذ اعتذر به اللسان فإذا ورد مثلا عبارة (صوت مجعز) يحولها إلى صوت (صوت مزعج) و تغيير صفاته إذ ا سمع قائلا يقول (سباح الخير) بدلا  ( صباح الخير) و ما مشاريع المصحح الإملائي ، و ( العرب) و ( المحلل الصرفي) إلا نماذج لمحاكاة ما يخبر به الإنسان من أدلة الكفاية اللغوية و نماذج و تطبيقات تمثيل اللغة للحاسوب

المحاضرة السايعة التعرف الآلي على الكتاية العربية اليدوية

         يمكننا القول إن إنجاح عملية التعرف الآلية تتطلب منا نقل معلومات لسانية دقيقة إلى الحاسوب، بعد حصر المواصفات العامة للحروف اليدوية، ، من حيث الشكل، عدد النقاط التي تكونها، تعيين استقامة الحرف على السطر، حدوده، .......وغير ذلك من الجوانب الهامة التي علينا مراعاتها.فهناك علاقات علمية بحتة قائمة في مجال  التعرف الآلي على الكتابة اليدوية العربية ،وتتمثل في  اتجاهين : الأول لساني نظري و الثاني تقني تطبيقي كما يوضح هذه  العلاقات بين الحقول المعرفية  التي تخدم هذه الجوانب العلاجية ، انطلاقا من ضوابط علمية بحتة  لغوية ، و غير لغوية و ذلك كون الخط

       هو أحد أشكال التبليع التي يعتمد عليها الإنسان في تعاملاته المختلفة ، فهو يمثل الأثر المادي الذي تشترك في دراسته عدة علوم منها : اللسانيات والرياضيات والمعالجة الآلية للصورة و الهندسة وغيرها من التخصصات المعرفية التي تكمّل بعضها البعض وفق زوايا النظر التي يحتاج إليها الباحث ، فلكل أثر خطي شكل كتابي ، ولكل شكل كتابي أشكال هندسية تميزه عن غيره، وبهذاايتميز الخط  في وظيفته الكتابية التي يؤديها في أشكاله التعبيرية ا المختلفة ، كما نجد أن الوحدة الخطية «قرافيم» هي  أصغر وحدة في المستوى التحليلي الأدنى ، أما في المستوى الأعلى فتراعى في الوحدات الخطية الدالة عوامل أخرى كالوصل والفصل واختلاف الأوضاع والبياض  و الخلفية ....وصور الكتابة.

     هذا من الناحية النظرية ،  أما من الناحية التطبيقية فعلينا التعرض للعلاقة التي تجمع بين علم اللغة والعلوم الأخرى مكونة بذلك دراسة علمية مستقلة تخص التعرّف إلى كيفية توظيف هذه المعلومات واستثمار نتائجها بهدف تطبيقها على دراسة الخطوط وتحديد المجالات الممكنة قصد التعرف والتوليد .

و يتموضع التعرف على  محورين متباينين هما :

·      التعرف على الكتابة  المطبوعة .

·      التعرف على الكتابة اليدوية

        و عليه ينبغي دراسة التمثيل النمطي للحروف الخطية العربية مع إظهار التباينات الممكنة لرصد توزيع هذه الحروف أو تحديد مواضع رسمها أثناء الكتابة

ففي التعرف على الكتابة اليدوية العربية  ، يوجد مجالان ، الأول بحسب نوع الإدخال ، ثابت / متغير ، وذلك بحسب زمن التحقيق وبناء ا على الحامل الذي تكتب عليه ، و الثاني رقمي على شكل صفائف ، لأنه يتعامل مع الخط على أنه صورة لا غير ،من  النمط الرقمي  الثنائي (أبيض / أسود) . و بذلك نجد نوعين من التعرف هما :

·      التعرف على الحرف الخطي اليدوي المنعزل (رقمي أو حرفي رقمي) .

·      التعرف على البنى الخطية (الكلمات)

فكما هو الشأن في المراحل التعليمية  الأولى للطفل ـ يخضع تعليم الخط لضبط إملائي  و صرف و نحوي دقيق ، حيث يستدعي احترازاً خاصّاً ليتمكّن الطفل من الإلمام  الشامل بجوانب الرسم الخطي لكلّ الأشكال التي يستلزمها الحرف أو الخط ليتفادى الوقوع في الخطأ كتابة ونطقاً ـ يجب على الباحث في مجال التعرف الآلي على الكتابة اليدوية العربية  أن يستحضر هذه المراحل في عملية و صورنة جميع الضوابط اللغوية و الهندسية  و الإلكترونية ...لرسم الخط العربي لتسهيل عملية البرمجة الآلية للتعرّف ، وانتهائها على الصورة النهائية لها  وذلك وفقا للضوابط الآتية

لذلك يجب  استخدام خوارزمية تحليل السياق: و هو عبارة عن برنامج مصمم ضمن أجهزة (إدخال وإخراج)، يمكّن المستخدم من إدخال شكل واحد للحرف ليقوم البرنامج  بتحويل ذلك الحرف آليا إلى شكله الموقعي قبل عرضه أو طبعه و ذلك حسب موقعه(أول، وسط، آخر،متصل، منفصل) و بذلك تختصر لوحة المفاتيح لتشتمل  على الحروف الأصلية فقط (ش،ع،ك...)

·      الأهداف التقنية :

·      تحويل النصوص المكتوبة بخط اليد إلى نصوص مطبعية قابلة للمعالجة علة نافدة الوورد

·      تعريب المحتوى التقني بدمج الآلية في الأجهزة الالكترونية العالمية المعدة للكتابة اليدوية العربية

·      إنجاز منظومة برمجية معلوماتية,تقوم بتحليل الحرف ثم الكلمة,فالجملة مكتوبة يدوياً باللغة العربية و بالتالي يقوم بتجزئة النص العربي المكتوب بخط اليد ويسعى إلى تحقيق نسبة جيدة من الدقة أثناء عملية التجزئة، وذلك عن طريق استخدام مجموعة من الخوارزميات مثل: خوارزمية العناصر المتصلة، خوارزمية التنحيف، خوارزمية الإسقاط الأفقي، خوارزمية تتبع السلسلة، وخوارزمية الإسقاط العمودي.

·      إدخال البيانات، ومعالجة النصوص المختلفة بالحاسوب.

·      تطبيق النظم الآلية على المخطوطات العربية، بهدف حماية التراث الوثائقي العربي و العالمي من التدهور وتيسير الوصول إليه ورفع الوعي بأهميته، ك وذلك بتدعيم مركز المعلومات بتجهيزات تقنية و برامج التعرف الآلي على الكتابة اليدوية العربية

·      الأهداف التكنولوجية :

·      جعل اللغة العربية تواكب التطور العلمي و التكنولوجي

·      استعمال الذكاء الاصطناعي للتعرف الآلي على الخط  اليدوي العربي

·       إنجاز برمجية للتعرف الآلي على اللغة العربية يدوياً وحاسوبياً بواسطة الذكاء الاصطناعي

·      وضع تقنيات المشابكة ونظم الاتصال في بناء شبكة  معلوماتية عربية للتراث الوطني

·      الأهداف الثقافية :

·      خدمة الحرف العربي ة لغة القرآن الكريم

·      إظهار مكانز اللغة العربية   التي تعتبر عن ركائز الثقافة والتربية والتعليم  و التكوين

·      نشر الثقافة العلمية و التقنية في الوطن من خلال التطلع على نصوص المخطوطات القديمة التي يتعذر قراءتها حاليا

 



[1] - محمد العربي ولد خليفة، شروط بعث حركة الترجمة، الندوة الوطنية للترجمة، 17-18 جوان 2001، المجلس الأعلى للغة العربية، د ط، الجزائر، 2004،ص243.

[2] - سلوى حمادة، المعالجة الآلية للغة العربية المشاكل والحلول، ط1، دار غريب للنشر ، القاهرة،2009، ص244.

* اللغة المصدر: Sourcelanguage  ، هي اللغة التي يتم الترجمة منها إلى اللغات الأخرى، وتحظي اللغة الانجليزية بالنصيب الأكبر في هذا المجال.

** اللغة الهدف: Target Language ، هي اللغة التي يتم الترجمة إليها وغالبا ما تكون اللغة الأم للمترجم.

[4] : سلوى حمادة ، المعالجة الألية للغة العربية  المشاكل و الحلول ، ط1، دار غريب للنشر و التوزيع ، القاهرة ، 2009،ص258.

[5] : الرجع نفسه ، ص259.

[6] -  المرجع نفسه ص264

[7] -محمود اسماعيل صالح ، الحاسوب في خدمة الترجمة و التعريب 1999 عن موقع www.emro.who.int ص06-07

[8] - نور الدين بنخود، دليل الدراسات البينية العربية في اللغة وو الادب و الانسانيات ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مركز دراسات اللغة العربية آدبها  ص257

[9] : وليد ابراهيم الحاج، اللغة العربية و وسائل الاتصال الحديثة،ط1، دار البداية ناشرون و موزعون عمان 2011،ص24

[10] :المرجع نفسه.ص25

[11] : المرجع نفسه ص25

[12] : وليد ابراهيم ، اللغة العربية و وسائل الاتصال الحديثة ، ط1،دار البداية ناشرون و موزعون ، عمان ،2011 ص25

: المرجع نفسه ص27-28.[13]

[14] : المرجع نفسه ص30

[15] : وليد ابراهيم الحج ، اللغة العربية و وسائل الاتصال الحديثة ، ط1 ، دار البداية ناشرون و موزعون . عمان 2011ص31

[16] : المرجع نفسه ص31

[17] : المرجع نفسه ص32