تطبيقات  السداسي الثاني/ السنة الجامعية: 2019/2020

التخصص: تاريخ الوطن العربي المعاصر/                      ماستر1

المقياس: المصادر الغربية وتاريخ الوطن العربي

أستاذ المقياس: د. محمد بكار

الدرس التطبيقي:  أعمال الطلبة

أعزائي الطلبة السلام عليكم ورحمة الله، نظرا للطارئ الذي نعيشه اليوم والذي تسبب في انقطاع الدراسة، يطيب لي أن أقدم لكم نصا تاريخيا من أصل وثيقة أرشيفية لدراسته في هذه الفترة من الحجر على شكل عمل فردي، يفكر فيه الطلبة على أن يناقش العمل لاحقا بعد تحديد يوم الدخول والعودة إلى الدراسة في ظروف عادية إن شاء الله.

ملاحظة: أحيطكم علما أن الطلبة الذين قدموا أعمالهم في الحصص التطبيقية وناقشوا عروضهم قبل التوقف عن الدراسة غير معنيين بالامتحان ودراسة النص الذي سنقدمه، أما الذين لم يقدموا أعمالهم فهم المعنيون من هذا الامتحان.

النص:

أسرار مجهولة عن العدوان الثلاثي على مصر

غريب أمر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ونحن نحيي ذكراه الثالثة والستين لأن الشرارة الأولى انطلقت من باريس في أغسطس وسبتمبر 56 ولا تزال تلك الحرب تسيل الحبر وتطرح الأسئلة وتثير المفاجآت ما عدا الجامعات ومركز البحوث العربية النائمة. وآخر ما صدر حول ذلك العدوان هو كتاب لمؤرخ اسرائيلي اسمه "موتي جولاني" الذي صدر في امريكا وبريطانيا تحت عنوان "إسرائيل تبحث عن حرب". وصدر أخيرا في باريس عن مؤسسة نشر "دي روسي" تحت عنوان مختلف هو "حرب سيناء". وهب مؤرخون وجامعيون أوروبيون وأمريكيون لتقديم هذا التأليف والتعريف به، وقامت المجلات الأكاديمية المحترمة بالثناء عليه كعمل وثائقي يعيد الحقائق التاريخية إلى منطلقاتها.
والجديد في الأمر أن هذا المؤرخ الاسرائيلي كان أول من قرأ الوثائق الاسرائيلية والفرنسية بعد الإفراج عنها من قبل الدولتين الحليفتين في تلك الحرب القذرة. فالوثائق حسب القانون الاسرائيلي تحظى بطابع السرية التامة إلى أن يقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي وضعها على ذمة الباحثين. ولا تنضبط دولة إسرائيل في ذلك إلا بضوابط مصالحها الإستراتيجية، فإذا ما قررت الحكومة أن وثائق حرب 48 أو وثائق عدوان 56 أو حرب 67 أو حرب 73 يمكن أن تخدم آلة الدعاية الصهيونية فهي ترفع عنها خاتم السرية وتوظفها لضرب معنويات الشعب الفلسطيني أو العرب، حسب مخططات يسهر عليها جامعيون إسرائيليون متعاملون مع جهاز المخابرات والدعاية. أما في فرنسا فالأمر مختلف لأن الكشف عن الوثائق يخضع لقانون النصف قرن.

فبعد 63 عاما يمكن أن يدعى الجامعيون إلى الاطلاع على الوثائق واستغلالها حسب تخصصاتهم. وهكذا فعلت الحكومة الفرنسية مع وثائق العدوان الثلاثي قبل اتمام نصف القرن مع استثناء، لأن الادارة الفرنسية تعتقد أن هذه الوثائق يمكن أن تساعد على دفع خط السلام الإسرائيلي العربي إلى الأمام.. أو ربما لتبرئة ساحة الدولة الفرنسية بإلقاء تبعات ذلك العدوان على تصرف فردي لبعض الساسة اليساريين الذين أمسكوا بدفة الحكم في الخمسينيات. على كل نشر هذا المؤرخ الإسرائيلي جملة من الوثائق والصور الفوتوغرافية قبل العرب، بل ان العرب الذين كانوا طرفا بل ضحية لذلك العدوان لم يطلعوا على الوثائق ولم يستخلصوا منها العبرة.

د. أحمد القديدي/ جريدة الشرق للإدارة الرقمية/ 08/ماي/2020

https://al-sharq.com/opinion/16/09/2019

- حاول من خلال النص الإلمام بالأحداث التي يتكلم عنها، وما هي الوثائق وبعض الأسرار التي هي غير معروفة من خلال العدوان الثلاثي على مصر؟ وهل يمكن أن تغير هذه الوثائق طبيعة العلاقات العربية-الأوربية والعربية-الإسرائيلية مستقبلا ؟ وأي عبرة يتكلم عليها صاحب النص؟

بالتوفيق

للاستفسار وطرح الأسئلة يرجي التواصل مع أستاذ المقياس: د/بكار محمد عن طريق الايميل medbekkar1961@gmail.com