أستاذة المقياس :أ.د سعداوي زهرة .

مقياس :منهجية البحث العلمي

عنوان المحاضرة : الملاحظة .

تقنية الملاحظة :يقصد بتقنية البحث بأنها مجموعة اجراءات وأدوات التقصي المستعملة منهجيا .

أما الملاحظة : فهي تقنية مباشرة للتقصي تستعمل عادة في مشاهدة مجموعة ما (فردية ، جمعية ..)وذلك بهدف أخذ معلومات كيفية من أجل فهم المواقف والسلوكات وتكون الملاحظة المنتظمة عندما يتعلق الأمر بوصف صادق للسلوكات وتكون الملاحظة المنتظمة عندما تعلق الأمر صادق للسلوكات والتنبؤ بها .

ويمكن للملاحظة أن تأخذ أشكالا عديدة :

ملاحظة بالمشاركة ،

ملاحظة بدون مشاركة :(مستترة ، أو مكشوفة )

الملاحظة بالمشاركة : أن الملاحظة بالمشاركة هي حالة يشارك فيها الملاحظ أو الملاحظة في حياة الأشخاص الموجودين تحت الملاحظة ،ويعتبر الأنتثربولوجيا هم أول من مارسو الملاحظة بالمشاركة من خلال عيشهم للمجموعات البشرية بغية دراستها عن قرب وهناك نوع اخر من الملاحظة اذ لم يكن من الضروري العيش في وسط الأشخاص محل الدراسة ، أو علي الأقل البقاء معهم لمدة كافية لنشاركهم حياتهم اليومية من أجل ملاحظتها فامكاننا أن نكتفي لملاحظتهم بدون مشاركة والتي تعرف بأنها حالة لايشارك فيها الملاحظ أو الملاحظة في حياة الأشخاص الموجودين تحت الدراسة .

مدة استغراق الملاحظة :حسب طبيعة البحوث هناك ظواهر تتطلب مدة زمنية طويلة مثل تلك البحوث أن نندمج في الجماعة التي هي محل الدراسة الي درجة تجعل أعضائها عاجز عن اكتشاف هويتنا في حين قد يتطلب موضوع اخر اجراء الملاحظة في مدة قصيرة مثل ملاحظة مايقع خلال عرض خاص لفرقة موسيقية أو اجتماع غير عادي كعيد ميلاد مثلا.

ميدان الدراسة :

من الممكن أن تواجد موقع الملاحظة في أماكن مختلفة غير أن معظم الدراسات الميدانية تجري في الأماكن التي يتم التردد عليها أكثر في تلك الأماكن التي يعيش فيها أو يعمل فيها الأشخاص ، أما في المجتمعات التقليدية التي زارها الأنثربولوجيين فان كل شئ يتم تقريبا في نفس المكان ، وعامة فان الملاحظات تجري أكثر فأكثر في أماكن عمل الأشخاص مثل (معامل ، متاجر، مكاتب ).

الملاحظة المستترة والملاحظة المكشوفة :

نلجأ الي استعمال الملاحظة المستترة عندما لانريد ازعاج مانلاحظ مما نسعي الي فهم الوضع في اطاره الطبيعي وهنا يتطلب منا كباحثين العمل وكأننا غائبون وكي نصل الي الملاحظة لدينا طريقتين :

الطريقة الاولي :أما نقوم بمشاهدة الأشخاص دون تمكينهم من مشاهدتهم .

الطريقة الثانية :اما نندمج في وسطهم دون أن يدركو ملاحظتنا لهم .

وتبقي الملاحظة المستترة الأكثر شيوعا أثناء تطبيق تقنية الملاحظة لأنها تطرح أنواعا مختلفة من الصعوبات غير أن هذا لايعني تركها اطلاقا ، ويمكن تطبيقها في بعض الحالات ولامفر منها في حالات اخري وهنا مايقع مثلا في حالة جلسات عامة أو الأوساط المغلقة لاتسمح بحضور الباحث كما هو الحال لدي الطرائق الدينية أو السجون  ، كما تبقي أهداف البحث للمدة الزمنية الممنوحة له هي من العوامل التي يمكن استعمال التستر .

الملاحظة المكشوفة :

تكون مفتوحة أو مكشوفة عندما لانخفي نيتنا للمبحوثين وهنا يتعلق الأمر بقبولنا من طرف الأشخاص من المبحوثين شريطة ضمان لهم السرية العمل مع تذكيرهم أننا لانهتم بمجموعة ولايهمنا الكشف عن هويتهم .

المزايا والعيوب :

تعتبر الملاحظة بالمشاركة النمط الاكثر اهتماما في عين كونها تمنحنا معرفة نابعة من داخل مجموعة الدراسة فهي تسمح بمشاهدة الأشخاص في اطار حياته اليومية وليست فقط بما يتبادلونه فهي لها مميزات ايجابية منها ادراك الواقع المباشر بما أننا جزء من العينة ونشاركهم مايدور في حياتهم الي جانب الفهم العميق للعناصر المكونة للمجتمع ، فكلما كان الميدان محصورا كلما كان باستطاعتنا القيام بفحص أحسن وفهم التالي كل العناصر المكونة للمجتمع وربما اكتشاف عناصر جديدة قد غابت عنا في البداية وبالتالي نعيد الموضوع من خلالها بلوغ الصورة الشاملة فهي تهدف الي فهم كل الوسط المدروس وبالتالي الالمام بالوضع الكامن الي جانب اندماج أفضل للباحث وهو ما يسمح بالتنقل في أكثر حرية والاستفادة مما يجري من وقائع .

-تعاون بسهولة مع المبحوثين بما أها مجرد ملاحظات سلوكية فقط ولا تتطلب معلومات وحقائق الي جانب الشخص الملاحظ غير مطالب بالانسحاب من وسطه الطبيعي بل ينبغي أن يظل اطار الحالة موضوعا للدراسة طبيعيا  ، بالاضافة الي أن المعلومة تكون من دون وسط هذا كل ما يؤدي الي التكيف الجد الناجح للباحث .

اما بالنسبة للعيوب :

فيبقي أن الملاحظة بالمشاركة لا يمكن التنبؤ بها كلها اذ من الممكن أن تحدث العديد منها في نفس الوقت  وبالتالي تصعب مشاهدتهم الي جانب نقص تجانس المعطيات فكثر ما يكون التنوع في المصادر  وان كان يمثل ثراء فقد يصبح في بعض الأحيان عائقا كبيرا ، وأخيرا نجد ثقل مسؤولية الباحث أ و الباحثة وهذا نظرا لأنه وحدة مايقوم باجراء الملاحظة  فان كل المسؤولية تقع علي عاتقه ، ليس هناك أحد يتولي تصحيح  أخطاءه  فنجاح الملاحظة يتوقف علي الخصائص البشرية والمهنية  للباحث أكثر مما عليه في المقابلات  مثلا أو تقنيا اخري التي يمكن اعادة النظر فيها او استبدالها .

بناء اطار الملاحظة :

لكل تقنية أداة خاصة بها لجمع المعطيات بالملاحظة تتطلب اعداد اطار الملاحظة ،أما المقابلة فتتطلب اعداد دليل المقابلة وتستعين الاستمارة وسبر الاراء بما يسمي وثيقة الأسئلة فماذا نعني باطار الملاحظة وكيف نبنيه وماهي شروطه ؟

اطار الملاحظة :

أداة تستعمل في جمع المعطيات أثناء اجراء الملاحظة لأنه من غير المعقول أن نذهب الي ميدان البحث دون أن نكون قد حظرنا أنفسنا مسبقا حول ماذا ستكون ملاحظتنا ، باعتبار أن وجودنا في عين المكان سبجعلنا نشاهد أشياء كثيرة ومتنوعة في نفس الوقت ، واستعانتنا لأطر الملاحظة يسمح لنا بفرز ما نستحق فعلا ملاحظة في جملة الأشياء الكثيرة ويجب أن يكون اطار الملاحظة متضمنا بشكل أو باخر في المفاهيم والأبعاد والمؤشرات المتولدة عن الفرضيات ولبنائه يجب علينا اتباع الخطوات التالية :

-حصر عناصر من الوسط الذي سنجري فيه الملاحظة .

-قبل الشروع الفعلي في الملاحظة من الضروري جمع كل المعطيات الممكنة حول الوسط المراد ملاحظته وذلك من خلال اجابتنا عن الأسئلة التالية :

ماهي مميزات الموقع الذي نريد أن نلاحظه تتضمن الاجابة عن هذا السؤال وصف المكان وكيفية ترتيب الأشياء والجو العام الذي نشعر به باختصار نريد التحكم في ميدان الدراسة .

-مانوع الأشخاص الذي نلتقي بهم ؟

تتطلب الاجابة عن هذا السؤال الحصول علي خصائص المشاركين والمشاركات أي التعرف علي سنهم وجنسهم وظيفتهم أي طبيعة النشاطات الذين يقومون بها .

-لماذا يتواجد هؤلاء الأشخاص هنا يتضمن هذا السؤال البحث عن الأسباب الشكلية أو الرسمية لوجودهم في هذا المكان .

-مانوع الأحداث المتوقعة يتضمن هذا السؤال نوع العلاقات المتوقعة التي تربط بين الأشخاص ماذا يفعلون ، التعابير الشفوية التي يقومون بها كيفية أداء هذه الأعمال بعبارة اخري لابد من توقع كل شخص يقوم بأفعال ما .

-ماهي الظواهر المتكررة يتضمن هذا حصر مايحدث ظواهر متكررة في الموقع .

-ماهي العناصر الاخري التي يجب أخذها بعين الاعتبار الي أوجه تعريف المشكلة التي تم تنازلها للاسئلة السابقة .

-ماهي الفترات الملاحظة التي تبدو أكثر ملائمة لاجراء الملاحظة .

-ان الاجابة عن هذه الأسئلة تكون سهلة اذا كان بامكاننا القيام بالزيارة الاستطلاعية للوسط المراد ملاحظته في أسئلة رئيسية تسمح بالاجابة بكل مايمكن ن يتضمن اطار الملاحظة في ظل تحديدنا لمشكلة البحث .

 

 

 

الاستمارة :

تعتبر الاستمارة في شكلها أكثر شيوعا لصبر الاراء ، كما هي تقنية مباشرة للتقصي العلمي تستعمل ازاء الأفراد وتسمح باستجوابهم بطريقة موجهة والقيام بسحب كمي بهدف ايجاد علاقات رياضية والقيام بمقارنات رقمية .

الفرق بين الاستمارة وسبر الاراء :

تستطيع الاستمارة أن تتناول أنواعا عديدة من المواضيع العمومية والمشتركة ، أما سبر الاراء فيتعامل مع بحوث تقصي الاراء وموقف ما من حيث مجموعة الافراد المستهدفين رغم أن السبر يتعلق عادة بالرأي الي أنه مرادف لتحقيق واسع المجال قد يشتمل علي بلد بأكمله مثل الاستمارات الخاصة بالرأي العام الأساسي التي غالبا مايتم اللجوء عند اقتراب المواعيد الانتخابية مما يعني أن سبر الاراء تقنية احصائية تسمح بالاستعلام لدي مجموعة واسعة من الافراد وذلك استجواب عدد كبير ،أما الاستمارة علي الرغم من أنها تهدف أيضا الي الاستعلام عن مجتمع بحث فانها لاتعطي نفس المجال لان مجموعة الأفراد التي تكون عادة محصورة قالاستمارة توجه اذا الي مجموعة من الأفراد محدودة العدد نظرا الي عدة عوامل أهمها محتواها من حيث عدد الأسئلة تتضمن الاستمارة كقاعدة هامة لذا هناك العشرات من الأسئلة التي تتناول عدة جوانب من حياة الأفراد.

أما سبر الاراء فهو يتميز بقصر الاسئلة أنه لايتجاوز عادة صفحة أو أقل بكثير ، باختصار تتضمن الاستمارة عددا كبيرا من الاسئلة تغطي جميع مواضيع متعددة متنوعة .

أما استمارة سبر الاراء يتألف من عدد قليل من الأسئلة تدور حول مواضيع الرأي وتتخاطب الاف الاشخاص الي أن رغم هذه الاختلافات ينصح علماء الاجتماع التعامل مع الاستمارة والاستبارة من دون تمييز .

أنواع الاستبار:

السبر الفوري :وهو تقصي يتم في مدة زمنية واحدة وتعتبر هاته الدراسات المحددة زمنيا أكثر استعمالا لاعتبارها قليلة التكاليف وليأخذ انجازها وقتا طويلا .

السبر المتكرر:يجري أكثر من مرة واحدة علي نفس الأفراد ويكون أكثر مصداقية وهو قليل الاستعمال الي أنه مهم جدا بالنسبة الي تحليل التغير فهو يمثل في استجواب الأشخاص أكثر من مرة واحدة .

-سبر الاتجاه :تقصي متدرج في الزمن يتم في فترات زمنية مختلفة وذلك بطرح نفس الأسئلة تقريبا علي الأفراد.

أنواع الاستمارة:

استمارة الملئ الذاتي والاستمارة بالمقابلة

يمكن للاستمارة أن تملأ اما ذاتيا أو من خلال المقابلة ، تتمثل استمارة الملأ الذاتي في توزيع الاستمارات واعطاء كل مبحوث نسخة يقوم هو نفسه بملأه تتطلب منه أن يبذل جهدا كبيرا لأنه يجب عليه قراءة الأسئلة وفهمها وتحضير الاجابة عنها .

أما الاستمارة بالمقابلة :

فيتم عن طريق الطرح الشفوي للأسئلة وتسجيل الاجابات وهذا يتطلب من الباحث وقتا وتدخلا أكثر وكذلك الشأن بالنسبة اللواتي يقمن .

مزايا وعيوب هذه التقنية :

ان الاستمارة أداة هامة لما لها من امكانيات لتكميم الوقائع الا أنها تقنية لها مزايا وعيوب منها :

تقنية قليلة التكلفة وذلك نظرا الي امكانية ملئ الاستمارات من طرف المبحوثين أنفسهم وحتي بالنسبة للوقت .

-فانها تقتصر كثيرا من وقت الباحث.

-سرعة التنفيذ.

-عكس ماهو عليه الحال في مقابلة البحث فيمكن ملئ الاستمارات في وقت قصير قد يستغرق من 15دقيقة الي ساعتين ، وذلك تماشيا مع اتساع الموضوع.

-تسجيل السلوكات الغير ملاحظة ، عندما يتأكد المبحوث ان امكانية الاجابة عن الاسئلة تتم بطريقة سرية فيستطيع أن يصرح بمعلومات أكثر شخصية .

-امكانية مقارنة الاجابات كون نفس الأسئلة تطرح علي كل مبحوث ونقس الصفة فاننا يستطيع القيام بالمقارنات أكثر سهولة كما هو الحال في المقابلة .

-التطبيق علي عدد كبير .

-زيادة التكاليف المحدودة ووقت التنفيذ القصير قيمكن تطبيق الاستمارة وخاصة الاستبار علي المئات أو الاف الأشخاص أكثر .

العيوب :

محاولة اعطاء صورة اجابية عن أنفسهم ففي هذه الحالة يقوم المبحوث في تزييف الوقائع .

-عجز بعض المبحوثين لذا يجب علي المبحوث نفسه، فالأمر لايقتضي منه معرفة الكتابة والفهم الصحيح بل يتطلب أن متعود علي الاجابة كتابيا وخاصة اذا كانت صياغة الأسئلة بكيفية تجعل بعض المفردات أو العبارات في غير متناول المبحوثين .

-رفض الاجابة جيث أن تكاثر الهائل من الاستمارات قد أدي الي فرز العدد الكبير من المبحوثين فالبعض أصبح يعمل علي تحاشيها والبعض الاخر يشك في دقتها وهذا ما أدي الي تراجع نسبة مساهمة المبحوثين .

-المعلومات الموجزة وأن المعلومات المتحصل عليها عن طريق الاستمارة هي مختصرة وموجزة لأن المبحوث يعطي المعلومات الاولي التي تتبادر بذهنه ويتقلص تفكيره الي أقصي حد.