يُعترف لجمعية العلماء المسلمين بدور اصلاحي كبير في المجتمع الجزائري الحديث، فقد كان من اعمالها انشاء المدارس ورعايتها وبناء المساجد واعمارها،  والاهتمام بالطلاب وابتعاثهم، ابتعاثهم الى حيث مراكز العلم المختلفة القريبة والبعيدة  مغربا و مشرقا  وغير ذلك من الاعمال  الاجتماعية، فضلا عن المهمة التي برزت بها وكانت لها منها شهرتها وهي مهة  الاصلاح  الديني، مهمة الدفاع عن الدين وتنقيته من الممارسات المبتدعة . ولئن كان الأمر في مثل هذه الحالات أن تبرز شخصيات وتتجلى افكار، فقد ظهرت شخصية الشيخ الامام ابن باديس بجدها وعطائها، وبأفكارها التي عنيت بالبناء الذاتي للفرد اخلاقيا واجتماعيا ودينيا. وبما ان مهمة كهذه تجد عملها الأحسن في إطار جماعي، وهذا قد تجسد من خلال الجمعية التي اشرنا اليها جمعية العلماء، فقد برزت ايضا شخصية اخرى هي شخصية الشيخ الابراهيمي، ومن باب أن هذا يعكس تنوعا، والتنوع قرين الغنى والثراء، فلعل الحاجة تدعو الى معرفة ماتميزت به هذه الشخصية، مادام ذلك قد مثل رصيدا لجمعية العلماء.

   في هذا الصدد جاء تناولنا لهذه الشخصية وفكرها، و قد جاء تناولنا لها من خلال النظر في  امرين اساسين لديه هما: مفهوم الإصلاح ، وجدلية التخلف والنهوض .