يعتبر مفهوم الاتصال، هو تلك العملية التي يتأثر عن طريقها الانسان مع انسان آخر، كما يعني أيضا، على أنه العملية النفسية الاجتماعية، التي يتم من خلالها نقل الافكار، والمعلومات، والتجارب، والخبرات، التصورات، والقيم، المعتقدات والاتجاهات، والآراء من فرد لآخر في الجماعة، بهدف تحقيق التكيف أو توجيه رأي أو تغيير فكرة أو التحريض، أو نشر اشاعة أو تغيير تصور فردي أو جماهيري، وذلك وفق تقنيات متعددة ، فموضوع الاتصال يعد من بين أهم الموضوعات الاساسية، التي جذبت الباحثين في مختلف التخصصات الاجتماعية، خاصة منهم الباحثين في علم النفس الاجتماعي الى الاهتمام والبحث في هذا الموضوع، محاولين بذلك فهم عملية التأثير والتأثر المتبادلة بين الفرد والاخرين في مختلف الميادين والمجالات، حيث عمدوا الى فهم و تحليل العملية الاتصالية بين ( المرسل والمرسل اليه )، وحصر أهم الآليات المستخدمة في عملية التواصل بينهما ومعرفة أهم العوامل المؤثرة عليهما وعلى الرسالة خلال العملية الاتصالية. وعليه سنعمد في هذا العرض الوجيز للمحاضرة الى إثراء المعلومات حول هذا الموضوع انطلاقا من ضبط مفهوم الاتصال، وعرض موجز للتطور التاريخي للمفهوم من خلال بعض النظريات والدراسات، مع عرض لبعض النماذج المفسرة للعملية الاتصالية بين الافراد.