ملخص 

   كثيرا مانجد انفسنا ونحن نتناول موضوعات معرفية أمام شخصيات محورية،  نستحضر افكارها نناقشها نوافقها الرأي نختلف معها، لكنها  تبقى دوما شخصيات مرجعية لها تأثيرها علينا سواء بالاتفاق أو الاختلاف. ان هذا لاشك له معنى، وهو ان هؤلاء قد  تركوا آثارا ذات قيمة ، وكـأي شيئ ذا قيمة، فإن  استمراريته ليست متعلقة بزمن، ومادام الامر هكذا، فالمسألة إذاً مسألة قراءة.  هناك قاعدة لايختلف عليها اثنان وهي  أن الكاتب كاتب في زمن، لكن مايبقى هو القارئ في كل زمن. وبطبيعة الحال، فعندما يكون للقارئ المتلقي هذا الدور، فههنا تساؤلات ماذا نقرأ؟ وكيف نقرأ؟ ولمن نقرأ؟ أي اذا شئنا هناك إلحاحات منهجية ومعرفية.  على سبيل المثال، وفي اطار المقياس المقترح وهو مقياس مصادر فلسفية هناك نموذج فرانسيس بيكون، من المعروف أن هذا الأخير قد اكتسب شهرة كبيرة من خلال مؤلفه الشهير الاورغانون الجديد، ولكن اذ كان قد عدّ  هذا الآثر في غاية الأهمية  في زمانه،  وكان المقتضى عندئذ ان يحظى بالاهتمام من الدارسين، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نتعامل معه ونحن في زمن آخر مختلف؟ لقد طرح بيكون مسألة المنهج، فهل هذه المسألة مازالت ذات اهمية بعد كل هذا الزمن الفاصل بيننا وبينه؟

  الحق القول أن ثمة معطيات تدفعنا الى النظر في موقفه، وبالتالي تجعلنا نقبل على قراءة كتابه، وأي كتاب في مستوى أهميته وهي.

- طريقة التفكير لديه وهو ابن زمانه.

- حرصه على تعظيم العلم وتوجيه الفكر اليه وطبيعة واشكال ذلك، ولاشك أننا بحاجة الى هذا.

- نمط الكتابة لديه وطريقة تنظيم الفكر وعرضه في اطار ذلك، وهذا لاشك مما يفتح نافذة على انتاج النصوص الخاصة.