ضرورة تحويل كل التساؤلات المثارة سلفا حول الفلسفة ككل، إلى تساؤلات حول " فعل التفلسف". وهذه العملية نفسها هي التي سمحت خلال العقود الثلاثة الماضية على الأقل في بعض البلدان – وخاصة في فرنسا- بضمان موقع خاص ومتميز إلى حد كبير، للفلسفة ضمن الهم الديداكتيكي بصفة عامة. موقع يفيد باختصار بأن "المادة" التي يجب الانطلاق منها لتعليم "فعل التفلسف" للناشئة، هي "النصوص الفلسفية" للفلاسفة، وبأن الغاية القصوى من الاشتغال على هذه النصوص: في مرحلة أولى، حين لا يزال الجميع يتحدث عن "التدريس بالأهداف" هي اكساب التلميذ القدرة على التفلسف من خلال المثلث المشهور: المفهمة، الأشكلة، والمحاجة، وفي مرحلة ثانية: حين أصبح الكل يتحدث عن "التدريس بالكفايات"، هي: تعليم التلميذ التفلسف من خلال اكسابه كفايات نوعية، تواصلية، ذهنية... عبر سيرورات وخطوات واعية منهجية لا تخل بالروح الفلسفية للمادة، رغم كل الإكراهات الرسمية المتمثلة في نوعية البرامج، والتوجيهات... وغير ها.