المحاضرات لمقياس: منهجية وتقنيات البحث2 . للسداسي الثاني

لمستوى الماستر1 علم الاجتماع تنظيم وعمل

الأساتذة: سعيدي لويزة

المحاضرة الأولى: إشكالية طرح المفاهيم في حقل العلوم الاجتماعية:

تمهيد:

  نتطرق في هذا المحور إلى تحديد المفاهيم في إطار التخصص (علم الاجتماع)، وما ارتبط بها (المفاهيم) في كيفية البناء، وكذا وظائفها، وصولا إلى إمكانية تطويرها إلى نظريات وما علاقتها بالفرضيات المطروحة.

1-ماهية المفهوم والمفاهيم ذات العلاقة:

1-1-تعريف المفهوم (concept):

هو تصور نظري، عقلي محض، يهدف من خلاله عقل الإنسان إلى ضبط فكرة ما تعني في الحياة اليومية شيئا ما .

فالمفهوم في علم الاجتماع هو اصطلاح تجريدي لا يمكن اعتباره النظرية الاجتماعية ذاتها، بل هو جزء مهم منها طالما أنها تتكون من مجموعة أفكار.

والمفهوم ليس فكرة ثابتة وغير قابلة للتبدل والتحول، بل هو يتغير وبتحول تبعا للواقع الاجتماعي وظروفه الموضوعية والإيديولوجية (1) .

-       وعن حقل العلوم الاجتماعية عامة وعلم الاجتماع بصفة خاصة تحديد المفهوم لدى من تبنوه بالدراسة من منظرين علماء، مفكرين، رواد أو على الأقل باحثين (*)، ويسمى في هذه الحالة بالمفهوم السوسيولوجي كأن نقول إعادة إنتاج يعود كمفهوم إلى  بيار بورديو ، البيروقراطية  إلى ماكس فيبز... وتسمى أيضا بالمفاهيم النظرية .

1-2-  المفاهيم النظرية : في إطار تحليلي بمثابة المستمسكات التي تسمح للباحث ببناء تحليله .

فالإطار النظري إذا هو قاعدة البحث، عليها يرتكز الوصف ومنها ينطلق التحليل، والجدير ذكره في هذا المجال أنه لا يوجد إطار نظري واحد وموحد، فلكل بحث اجتماعي إطاره النظري الخاص يعمل على صياغته من طرف الباحث انطلاقا من موضوع البحث  وإشكالية إشكالياته.     

إضافة إلى ذلك فإن تحديد الإطار النظري للبحث يعكس تماسكا في التحليل وصرامة في الصياغة، كما أنه ينعكس إيجابا على توجه البحث على الصعيد المنهجي، ذلك أن الباحث الذي يبصر نظريا بوضوح في بحثه يبصر بوضوح أيضا على الصعيد المنهجي، حيث يصبح اختيار التقنيات أسهل وأسرع، وهذا ما أكده عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو ، حيث اعتبر أن الباحث الذي يلم ماذا يريد من خلال الأسئلة التي طرحها ، سوف يعلم كيف يطرح أسئلته بشكل أفضل ، ذلك أن المعرفة النظرية تسبق المعرفة المنهجية لكونها أعم وأشمل( 2) .

وعن المفاهيم النظرية أيضا( theoretical de finition )المفاهيم العامة ، والتي تعني التحديدات المجردة  والمنطقية التي صاغها المنظر الاجتماعي ، واختبرها باقي المنظرين ، وباتت تحصيل حاصل متفق عليها بين الاجتماعين ، كالحراك الاجتماعي ، والتغير الاجتماعي والتحديث ، والتطوير ... (3).

1-3-  المفاهيم الإجرائية: (Operational de finition) أو التعريفات الإجرائية أي معاني المفردات المستقات من الواقع البحث ، أو واقع الحدث الاجتماعي ، والتي تملك بعض الخصوصية الاجتماعية المختلفة عن مثيلتها في مجتمعات أخرى (4) .

نأخذ مثال للتوضيح: فإذا كانت عينة بحثنا تتحدث عن الأحداث ما بين سني (عمري) 15 و 18 سنة  ويتعلق بجنس الإناث فقط ، فإننا نعرّف الحدث إجرائيا : هو كل فرد من جنس الإناث ما بين عمري 15 سنة و18 سنة (فضلا عن خصائص أخرى ترتبط بطبيعة الموضوع ).

والمفهوم قد يتخذ مضمونا بنائيا أو مضمونا وظيفيا، فالمضمون البنائي (البنيوي ) ، يقصد به الأفكار والنعوت والمواد العلمية التي تتكون منها المفاهيم ، وكذلك التغيرات التي تطرأ عليها ، كلما تقدم الزمن وتغيرت الظروف والعادات والتقاليد .

أما المضمون الوظيفي فيشير إلى الوظائف والمهام والخدمات التي تؤديها هذه المفاهيم، والتي تساعد على فهم الفرضية أو النظرية، فتعريف المجتمع على أنه مجموعة من الأفراد تقطن بقعة جغرافية محددة، ولها مجموعة من العادات والتقاليد ... يعتبر تعريفا بنائيا.

أما تعريف المجتمع على أنه النظام الاجتماعي الذي يزود الأفراد باللغة والدين والتربية الاجتماعية ... يعتبر تعريفا وظيفيا " (5) .

إذا فالمفاهيم كما تقول رجاء محمود أبو علام هي " اللبنات التي تتكون منها النظرية و يعبّر عن المفهوم برمز أو كلمة أو  عدة كلمات ، وعادة ما يعبّر عن المفاهيم في العلوم الطبيعية باستخدام الرموز( مثل :  "س" أو " ص" للتعبير عن المفاهيم الرياضية ) ، ويعبر عن معظم المفاهيم  في العلوم الاجتماعية والسلوكية باستخدام الكلمات (6).

-ونجد  أن الباحث في حقل العلوم الاجتماعية يستعمل مفاهيم أكثر تخصصا في مستوى علمي معين ، كمفهوم إعادة إنتاج البيروقراطية، الاغتراب ...إلخ .

من المفاهيم العادية ذلك أنه على درجة عالية من الوعي بتحديد المقصود بالمفاهيم، ونحن كباحثين في هذا الحقل ننصح طلابنا بتحديد المفهوم في التخصص المدرّس ، فإذا كنا في تخصص علم النفس نتقيد بالمفهوم النفسي ، وإذا كنا في علم الاجتماع نتقيد بالمفهوم السوسيولوجي ، فضلا عن المفهوم الإجرائي الذي يتماشى  وطبيعة الموضوع المعالج  ولا داعي للتعريف  اللغوي والاصطلاحي  لأنّنا لسنا في إطار تخصص أدب عربي.

2-            بناء المفاهيم ووظائفها:

2-1 كيفية بناء المفاهيم:

هذه العملية هي أكثر من مجرد تعريف أو مصطلح تقني، إنّما بناء مجرد يستهدف تفسير ما هو واقعي ، ولهذه الغاية فإنها لا تتناول كافة الجوانب في الواقع المعني ، بل تتناول فقط ما يعبر عما هو جوهري في هذا الواقع من وجهة نظر الباحث ، يتعلق الأمر إذا بعملية مزدوجة قوامها بناء وانتقاء.

أولا : تحديد الأبعاد التي تكونه والتي يفسر بها أمور الواقع .

ثانيا : إن بناء المفهوم هو بعد ذلك ، تحديد الشواهد التي سيمكن بفضلها قياس الأبعاد ، وفي أغلب الأحيان لا يعبّر في العلوم الاجتماعية عن المفاهيم وأبعادها بعبارات قابلة للمعاينة بشكل مباشر ، وواقع الحال أن البناء في عمل البحث ليس مسمى نظريا صرفا ، الهدف منه هو إرشادنا إلى ما هو واقعي ، وجعلنا في مواجهة معه ، هذا الدور تضطلع به المؤشرات .

والمؤشرات هي تجليات لأبعاد المفهوم قابلة موضوعيا للتحديد والقياس(7) ، ونأخذ مثال كي يتضح كيفية الانتقال من المفهوم إلى البعد إلى المؤشر إذا أخذنا مفهوم التحصيل الدراسي كبعد بيداغوجي ومن مؤشراته علامات الامتحانات ومعدلات التلاميذ أو الطلبة .

وكما قال الدكتور العربي بلقاسم فرحاتي عن مفهوم الشخصية فإذا كان ذات بعد وجداني يظهر في مؤشر السمات من خلال إظهاره للميول وكذلك الابتعاد والتجنب إظهار القلق ، يظهر مزاج الأشخاص ، يحب ويكره ...، وإذا كان مفهوم الشخصية ذات بعد سلوكي ، فيظهر في مؤشر السمات   أيضا من خلال ظهور على الفرد تغيرات فيزيولوجية  دالة ، يتجنب الحضور ، يدير ظهره يستقبل ببشاشة ، يصرخ في الوجوه ...

وعن مفهوم الشخصية إذا كان ذات بعد معرفي، فيظهر في مؤشر السمات من خلال الذكاء اللغوي، الحسي والحركي ، المهارات ، عاطفي وجداني ، عددي رياضي ، علائقي ،اجتماعي ، سرعة التكيف ، سرعة الإنجاز (8) .

وتسمى هذه العملية المفهوم – البعد - المؤشر ، عملية الأجرأة المنهجية للمفاهيم في البحوث الأكاديمية في حقل العلوم الاجتماعية ونأخذ مثالا آخر حول أجرأة  مفهوم القيم من أبعاده البعد الديني ويظهر في مؤشر  الفرد الذي يهتم بالمعايير الدينية عند التقويم المحافظة على الشعائر الدينية ، التردد على الأماكن المقدسة.

وعن مفهوم القيم إذا كان البعد اجتماعي مثلا يظهر في مؤشر تعاون الأفراد مع الآخرين ، كثير الاتصال بالآخرين ، المشاركة في الأعمال الخيرية كالتضامن في ظل جائحة الكورونا التي نعيشها في الوقت الراهن. وإذا كان مفهوم القيم ذات بعد سياسي من مؤشراته الشغوف بالأخبار السياسية ، ينتمي إلى العمل النضالي ، كثير المنافسة للنظم السياسية ، يحب الخطابة (9).

2-2- وظائف المفهوم :

1-   التوجيه : أي توجيه الباحث من خلال تحديدها للمفهوم ، ومن خلال هذا التوجيه ، يصبح من اليسير إدراك العلاقات بين الظواهر .

2-   تحديد العمليات والإجراءات: الضرورية لملاحظة تلك المكونات الداخلة في المفهوم مما يعين الباحث على تحقيق هدفه في البحث .

3-   إجراء الاستنتاجات العلمية : فمن طريق الاستنباط باستخدام قواعد المنطق يمكننا أن نعمم المفاهيم على حالات أخرى (10).

3-إمكانية تطوير المفاهيم إلى نظريات وعلاقتها بخطوات منهجية معينة:

3-1 -إمكانية تطوير المفاهيم إلى نظريات:

المفاهيم طبقا للمنظور التفاعلي للوجود المعرفي، كائنات لغوية معرفية حية تنمو وتتغير ، فما طوّر من مفاهيم أكاديمية اجتماعية ونفسية واقتصادية وسياسية وتربوية ...الخ ، كان قد أطلقها الإنسان النخبوي كما قلنا  كأسماء في نطاق مشروعه المعرفي العفوي أو المقصود ، ثم صارت مفاهيم مركبة بفعل التطوير ، ومحمّلة بأفكار وإيديولوجيات، وانتهت إلى صيغ ونماذج صالحة لاستعمالها كـأداة للتحليل ، كما هو الشأن في استعمال التكيف والتفاعل والاتجاه والقيم ...إلخ .

كنماذج لتحليل الظواهر "النفس اجتماعية" في علم النفس الاجتماعي، في غياب التنظير والنظرية، بل إن كثيرا من هذه المفاهيم المنمذجة في وضعها النسقي في علم من العلوم ، تنتج وتطوّر نظرية شمولية تستوعب كل مظاهر الحياة الاجتماعية والنفسية وتفسرها وتتنبأ بمستقبلها ، كالنظرية الفرويدية والماركسية الليبرالية والدوركايمية والفيبرية ....إلخ ، وكل هذه النظريات مثلا ، إنّما هي في الأصل أنساق متكاملة من المفاهيم تشكلت كلية ، وأنتجت رؤية نظرية للظواهر الاجتماعية في بنيتها وعلاقاتها الوظيفية (11).

3-2-علاقة المفهوم  بخطوات منهجية أساسية :

أ-علاقة المفاهيم بمشكلة البحث :

  تعتبر مشكلة  البحث ثاني خطوة منهجية بعد اختيار موضوع البحث ، وتعني من حيث الصياغة مجموعة من المفاهيم المصاغة بشكل معين لتعطي معنى ومدلول معين تسعى الدراسة للبحث وتحقيقه على أرض الواقع سواء بشكل نظري أو إمبريقي  في البحوث الاستطلاعية والوصفية والتقييمية.

هذه المفاهيم التي يتكون منها الشكل المصاغ لمشكلة الدراسة في عبارة أو عبارات محددة تحتاج إلى توضيح وتعريف حتى يكون واضحا ومحددا معاني تلك المفاهيم سواء أتفق الباحث مع من سبقوه في تعريف نفس المفهوم أو اختلف معهم لوجود طبيعة خاصة للمشكلة التي يقوم بدراستها من هنا ، تأتي العلاقة والأهمية في آن  واحده بين المفاهيم ومشكلة البحث (12).

-كما يقول سعيد سبعون   حول بناء المفاهيم أنها عملية الانتقال من التجريدي إلى الملموس ، أو هي نزول في السلم التجريدي عندما ننتقل من مفاهيم نظرية مركزية إلى مفاهيم فرعية هي عبارة عن خصوصيات أو صفات ملموسة أكثر للمفهوم المركزي (13).

وهذا يعني أن العلاقة كما سبق الذكر بين المفاهيم ومشكلة البحث أن الباحث المتفحص بدقة يلاحظ أنها عبارة عن علاقة في مستواها التجريدي ، في حين تمثل الفرضية في علاقتها مع المفاهيم ، المستوى الملموس.

ب-علاقة المفاهيم بالفرضيات :

     تعني الفروض تلك العلاقة بين متغيرين يسمى الأول بالمتغير المستقل والثاني بالمتغير التابع ، أي التابع للمتغير المستقل ، وكذلك المتغير التابع ما هو إلا علاقة بين مفهومين إحداهما مستقل يحدث الأثر في المفهوم التابع دون أن يتأثر به وممّا سبق يتضح لنا أن المتغيرات هي ذاتها المفاهيم ولكن بعد تحديدها كما ونوعا (14).

وفي إطار رصد العلاقة الثلاثية بين كل من المفاهيم ، مشكلة البحث (الدراسة) ، والفرضيات يضيف محمد عويس أن هناك ارتباط تبادلي عضوي بين مشكلة البحث ، المفاهيم والفرضيات فالأولى (مشكلة البحث) عبارة عن مجموعة من المفاهيم يتم تحديدها بدقة وصولا إلى صياغات افتراضية حول النتائج المتوقعة للعلاقة بين تلك المفاهيم  (15).

خلاصة:

إنّ الباحث في حقل العلوم الاجتماعية عامة، وعلم الاجتماع بصفة خاصة لا يمكنه التعرف على الظاهرة الاجتماعية محل الدراسة، إلاّ من خلال ضبطه وتحديده لمعنى المفهوم (مضامين المفهوم).

وفي ما تعلق بأولية ترتيب المفاهيم كخطوة منهجية ، مع فرضيات البحث هناك اختلاف في وجهات النظر حيث يعود هذا الاختلاف إلى الباحث المتمرّس والباحث المبتدأ فالأول: يركز على أسبقية المفاهيم على فرضيات البحث في الترتيب ، وحجته في ذلك أن صياغة الفرضيات تحتاج إلى مفاهيم والتي تم جمعها عن طريق الجانبين النظري و الميداني (المدرسة الفرونكفونية"الوضعية"  ، والمدرسة الأنجلوساكسونية"الأمبريقية" ) ، عكس المتداول أنّ يتم اشتقاق المفاهيم من فرضيات البحث ، بينما الثاني يعطي الأسبقية في الترتيب لفرضيات البحث  وحجته في ذلك أن آخر قاعدة تقوم عليها الإشكالية هي طرح الأسئلة ، والفرضية ماهي إلا ترجمة لهذه الأسئلة بمعنى مباشرة بعد  طرح الإشكالية يأتي تحديد الفرضيات ، فالمفاهيم. 

 

قائمة المراجع :

1- عبد الغني عماد ، منهجية البحث في علم الاجتماع : الإشكاليات ، التقنيات ، المقاربات ، الدار الطليعة للطباعة والنشر ، ط1 ، بيروت ، 2008 ، ص128.

 2- نفس المرجع ، ص: 129-130.

 3- طاهر حسو الزيباوي ، أساليب البحث العلمي في علم الاجتماع ، مجد للمؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط 1 ، بيروت (لبنان) ، 2011 ، ص 104.

4- نفس المرجع ، ص 104.

 5- عبد الغني عماد ، مرجع سابق ، ص 129.

6- رجاء محمود أبو علام ، مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية ، دار النشر للجامعات ، ط04 ، القاهرة (مصر) ، 2004 ، ص 39.

(*) - تتحول المفاهيم من المجرد إلى الملموس ، وبعبارات بسيطة نأخذ مفهوم المقعد ومفهوم الكرسي ، المفهوم الأول أكثر تجريدا من الثاني وهذا يظهر في علاقة المفاهيم بالمشكلة البحثية وعلاقتها بالفروض التي تأخذ العلاقة الأولى مستوى التجريد ، بينما الثانية المستوى الملموس وهذه مستويات المشكلة البحثية من هذا المنظور.

 7- ريمون كيفي ولوك قان كمبنهود ، دليل الباحث في العلوم الاجتماعية ، تعريب ، يوسف الجباعي ، المكتبة العصرية ، ط01 ، بيروت ، 1998 ، ص 149.

8- العربي بلقاسم فرحاتي ، البحث  الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات ، دار أسامة للنشر والتوزيع ، ط01 ، الأردن ، 2012 ، ص 84.

 9- نفس المرجع ، ص 77.

 10- عبد الخالق عفيفي ، منهجية البحث العلمي في الخدمة الاجتماعية ، مدخل متعدد المحاور ، المكتبة العصرية ، ط1 ، جمهورية مصر العربية ، 2010 ، ص 210.

11- العربي بلقاسم فرحاتي ، مرجع سابق ، ص: 69-70.

 12- عبد الخالق محمد عفيفي ، مرجع سابق ، ص 210.

13- سعيد سبعون ، الدليل المنهجي في إعداد المذكرات والرسائل الجامعية في علم الإجتماع ، دار القصبة للنشر ، ط02 ، الجزائر ، 2012 ، ص115.

14- عبد الخالق محمد عفيفي ، مرجع سابق ، ص 210.

15- محمد عويس ،أساليب الدراسة التشخيص في الخدمة الإجتماعية –كيف تستخدم البحث العلمي في الممارسة المهنية ، دار النهضة العربية ، د ط ، القاهرة ، 2008 ، ص 211.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة الثانية والثالثة لمقياس: منهجية وتقنيات البحث2 . للسداسي الثاني.

المحاضرة الثانية :  الفرضية العلمية بين الطرح النظري والإمبريقي  .

تمهيد:

تعتبر فرضيات البحث خطوة منهجية أساسية في البحث العلمي ، على اعتبار أنها تقوم على عملية اختبار تلك الأداة الرئيسية للبحث من خلال عملية التنقيب عن الأسباب المؤدية إلى حدوث تلك الظاهرة .

وذلك بصياغة مجموعة من الفروض العلمية الملمة بالموضوع وفقا للشروط ، والمعايير والمحتوى المتعلق بها في الجانبين النظري من حيث كيفية صياغتها ، والميداني في كيفية اختبارها عبر مناهج وتقنيات علمية معروفة.

1-            ماهية الفروض ، دورها وأهميتها في البحث العلمي :

1-1-  تعاريف الفروض :

يتفق أهل الاختصاص في العلوم الاجتماعية منها النفسية وعلم الاجتماع ....على جدوى الفروض في البحث العلمي ، باعتبار أنّها توجه وترشد الباحث إلى المعلومات التي يتعين عليه أن يجمعها بما يوفر عليه كثيرا من الوقت والجهد المستغرق في الحصول على معلومات عديمة أو محدودة القيمة بخصوص المشكلة قيد الدراسة .

لكنّهم يشيرون في الوقت نفسه إلى أن عملية صياغة الفروض ليست لازمة في كافة البحوث ذلك أن الدراسات المسحية لا تسعى عادة إلى اختبار الفروض ، وإنّما إلى تقديم صورة وصفية للمشكلة محل البحث لما هو كائن مع ملاحظة أن هذه الصورة تساعد الباحث على وضع افتراضات يتحقق من صحتها لاحقا في دراسة أشمل.

 ومنه يمكن تعريف الفرض بأنه إجابة مؤقتة عن التساؤلات البحثية التي تطرحها مشكلة الدراسة، وتتم صياغة الفرض في شكل علاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع(1).

والفرض عبارة عن حدس أو تكهن يضعه الباحث كحل ممكن ومحتمل لمشكلة الدراسة أو عبارة عن فكرة مبدئية تربط بين متغيرين أحدهما مستقل والآخر تابع ، قابلة للاختبار لكي يتم معرفة درجة واقعيتها بعيدا عن الأحكام القيمية  والتقييم الذاتي، أي أنّها غير مبرهنة ، ويتم برهنتها بعد تحليل نتائج البحث(2).

كما تعرّف الفروض بأنها تفسير مؤقت وليد قراءات ورصيد نظري معتبر ينطلق منها الباحث بغية معرفة مدى صدق المسببات التي اقترحها هو في تفسير حدوث الظاهرة، كما أن الفرضية يمكن أن تتحقق ميدانيا كما أنه يمكن أن لا تتحقق وهذا راجع للميدان وحده، وليس بالمشكل في حال عدم تحققها كذلك تحقق الفرضية يعد بمثابة قانون يمكن اعتماده في تفسير الظاهرة الاجتماعية(3).

كما تشكل الفروض لدى الباحث الرؤية القوية لكي يقوم بوضع إجابات محتملة على تساؤلات البحث الواردة في مشكلة البحث(4).

وهي أيضا : أي فرضية البحث البسيطة تصف وتصور النتائج التي يتوقع الباحث التوصل إليها ، وفي الواقع  هو تنبؤ(5) .

- من خلال ما سبق نجد أن هناك تشابه وكذلك تباين في تعاريف الفرض ، فمنه من يرتبط بالتساؤلات ، ويقصد الباحث تلك التساؤلات المتعلقة بالإشكالية من خلال  أنها (الفروض) ، ما هي إلا ترجمة لأسئلة الإشكالية ، مع احتمال تحققها من عدم تحققها ، (وهذا ما تم الإشارة إليه في التعاريف ) ، فتحقق الفرضية في حقل العلوم الاجتماعية يعني العامل أثّر في الظاهرة محل الدراسة ، بينما عدم تحققها يعني أن العامل (السبب) المقترح للفرض لم يؤثر في الظاهرة محل الدراسة ، بل عوامل أخرى أثرت في ذلك ونأخذ مثال ليتضح الأمر  إذا أخذنا موضوع "البيئة الأسرية وعلاقتها بعمالة الأطفال في المجتمع الجزائري "، من منطلق الفرض  العام (الفرضية العامة ) المتمثلة في : تؤثر البيئة الأسرية على عمالة الأطفال في المجتمع الجزائري .

وتم اشتقاق الفرضيتين الفرعيتين التاليتين :

الفرضية الفرعية الأولى : المستوى الثقافي –التعليمي يؤثر على عمالة الأطفال في المجتمع الجزائري .

الفرضية الفرعية الثانية : المستوى المعيشي يؤثر على عمالة الأطفال في المجتمع الجزائري .

من منطلق الفرضيتين الفرعيتين توصلت النتائج إلى أن الأسرة الجزائرية لا تدفع بأبنائها إلى العمل في سن مبكر معناه أن العوامل التي تم تبنيها لم تؤثر في الظاهرة محل الدراسة، وهذا يعني أن الظاهرة تأثرت بعوامل أخرى هي حسب الدراسة  بعامل البيئة المدرسية تحت مفهوم التسرب المدرسي أثرت على عمالة الأطفال في المجتمع الجزائري، ومنه يتم اشتقاق فرضية عامة مغايرة وهي: يؤثر التسرب المدرسي على عمالة الأطفال في المجتمع الجزائري وتم اشتقاق الفرضيتين الفرعيتين التاليتين :

الفرضية الفرعية الأولى: تؤثر كثافة المناهج التربوية من خلال عامل التسرب على عمالة الأطفال في المجتمع الجزائري.

الفرضية الفرعية الثانية : للرقابة المدرسية في ظل عامل التسرب تأثير على عمالة الأطفال في المجتمع الجزائري.

-ومنه من يعتبر الفرض قانون في تفسير الظاهرة الاجتماعية، غير أن هو كإضافة ترصد، هو وجود النسبية في حقل العلوم الاجتماعية، لذلك يعتبر الفرض على أنه كاد أن يرقى إلى درجة قانون علمي وليس قانون علمي في حد ذاته في تفسير الظاهرة محل الدراسة والبحث.

وهناك من يربط تعريف الفرض بمصطلحات ومفاهيم متجذرة (عميقة)، كمفهوم التنبؤ.

1-2-  دور الفرضية وأهميتها في البحث العلمي:

- لقد أشرنا في البداية إلى أهميتها لكن جاءت هذه الأهمية غير مفصلة مع ارتباطها بالتعريف ، وفيما يلي سنبيّن ذلك بالتفصيل ، حيث يتمثل دورها في مراحل البحث العلمي باعتبارها الأداة الرئيسية التي تجعل البحث يأخذ وجهة علمية فعلا إذ بواسطتها يبدأ مسعى البحث عن  الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الظواهر ، وهذا هو هدف البحث العلمي الذي يقوم على اكتشاف الأسباب الكامنة وراء حدوث الظواهر حتى يعطي التفسير الفعلي لحدوث الظواهر ، لأن البحث العلمي ليس له موقف المتأمل والمخمن أمام الظواهر ، بل يذهب إلى تفسيرها ، وأن هذا التفسير يتطلب القيام بعملية اختبار ، أي القيام بعملية تحقق من خلال مقارنة ما نفترضه على أنه العنصر التفسيري الذي أدى إلى حدوث هذه الظاهرة أو تلك ، يتم كل هذا على أرضية الفرضية(6).

- في جامعات مغايرة لاحقة ،  يتم دراسة موضوع البحث ، وما يلاحظ ، وما ارتبط به من خطوات لاحقة ،  ماعدا طرح الفرضية ، حيث يتم التوصل إلى الفرضيات محل البحث في النتائج النهائية (باعتبار الفرضية كادت  أن ترقى إلى درجة قانون علمي )، من منطلق أو مرجعية سؤال الإنطلاق.

وما ارتبط به من أسئلة، ذلك أن تفسير الباحثين يعود إلى طبيعة الموضوع هي التي لا تطرح بالدراسة الفرضية كأداة أساسية في الجانب النظري ، بل يتم التوصل إليها في النتائج النهائية .

2-            محتوى الفرضية ومصادر اشتقاقها:

2-1-محتوى الفرضية: إن بنية الفرضية تتضمن عدة متغيرات يعتقد الباحث بإسهامها في إحداث الظاهرة أو المشكلة الاجتماعية ، وهذه المتغيرات هي :

أ-المتغير المستقل :أي العامل الذي يسبب الظاهرة .

ب-المتغير المعتمد: أي العامل الذي يتبع العامل المستقل الذي يظهر كنتيجة لتأثيرات العامل المستقل.

ج-المتغيرات المتداخلة : أي العوامل الموجودة بين المتغير المستقل والمعتمد (7) .

معناه أن الأول (المتغير المستقل) وهو السبب الذي يؤثر في الظاهرة محل الدراسة بينما الثاني (المعتمد) هو الظاهرة محل الدراسة أو النتيجة أو المتغير التابع ، بينما الثالث المتغيرات المتداخلة (الدخيلة ) أو المتغير الرائز في أغلب الأحيان هي التي تتوسط التأثير في دورها الأول والثاني .

2-2-مصادر اشتقاق الفرضيات:

يستطيع الباحث استنباط (اشتقاق )، وصياغة فرضياته من عدة مصادر أهمها :

1-مجال تخصص الباحث هو المصدر الأول لااختيار مشكلات البحث(*).

2-المعرفة الشخصية الواسعة للبحث ومدى قدرته على التخيل وربط الأفكار مع بعضها البعض في أنماط تفسيرية معقولة.

      3-الملاحظة والتجربة والخبرة العملية خصوصا فيما يتعلق بالمشكلة أو الظاهرة المدروسة.

      4-الدراسات السابقة حول المشكلة أو الظاهرة قيد الدراسة.

5-يستطيع الباحث أن يستفيد من ثقافة المجتمع بما تشمله هذه الثقافة من قيم واتجاهات وتقاليد وآراء شائعة في صياغته للفروض(8).

المحاضرة الثالثة : أنواع الفروض، شروطها وكيفية صياغتها: (يتبع )

3-أنواع الفروض، شروطها وكيفية صياغتها:

3-1      أنواع الفروض: تتحدد هذه الأخيرة حسب المتغيرات المدروسة وهناك أنواع للفروض تتحدد حسب معيار آخر كمعيار التخصص مثلا.

أ‌-     الفرضية أحادية المتغيرات: وهي الفرضية التي تركز على ظاهرة واحدة بهدف التنبؤ بتطورها ومداها مثل: الفقر يزداد في العالم منذ عشر سنوات ...، ليس على الباحث سوى حصر كلمة الفقر وتقييمها.

ب-الفرضية ثنائية المتغيرات : تعتمد الفرضية ثنائية المتغيرات على عنصرين أساسيين يربط بينهما التنبؤ، إنّه الشكل المتعود عليه بالنسبة إلى الفرضية العلمية التي تهدف إلى تفسير الظواهر.

ج-الفرضية متعددة المتغيرات : تجزم الفرضية متعددة المتغيرات بوجود علاقة بين ظواهر متعددة قد يصرّح مثلا أنّ النساء اللواتي لهن نسبة خصوبة أكثر انخفاضا ، هن الأكثر تعليما والأكثر مكافأة والأكثر تمدنا(9).

وكباحثين في حقل العلوم الاجتماعية فإنّ الفرضية الأكثر شيوعا والتي يتم الاعتماد عليها هي                النوع الثاني: ثنائية المتغيرات ذلك أن الهدف من دراسة الظواهر في مثل هذه الحالات هي العملية التفسيرية من خلال سرد أسبابها.

3-2      -شروط بناء الفروض: هناك شروط تبنى بها فرضيات البحث وهي بمثابة معايير ومقاييس يجب على الباحث مراعاتها نذكر منها :

-       تبنى الفرضية على أساس متغير تابع ومتغير مستقل .

-       كما يمكن أن تبنى على أساس أكثر من متغيرين ، ذلك أن المتغير التابع هو الظاهرة (المشكلة المراد فهمها وتفسيرها).

-       والمتغير المستقل هو السبب أو المفسر المقترح من طرف الباحث والذي يعتبر أنه هو العامل الحاسم القادر على إعطاء تفسيرات حول حدوث المشكلة.

-       الوضوح والاختصار والدقة : ونقصد به أن تكون الفرضية واضحة من حيث البناء والمعنى، وكذلك أن لا تكون بمثابة نص أو فقرة مطولة ، وهذا حتى نتفادى تشتت الأفكار والتعقيدات والحشو ، فكلما كانت الفرضية مختصرة محررة بلغة سليمة ، مفهومة وواضحة زادت  قوتها  ونجاحها ميدانيا .

-        أن تكون الفرضية ملمّة بكل عناصر المشكلة، أي تتمتع بالشمولية وهذا حتى يمكن للباحث التقرب من المشكلة وحصر العناصر المكونة لها.

-       قابلية الفرضية للتجريب والاختبار: غالبا ما يسقط بعض الباحثين في فخ العموميات والطروحات الفلسفية والميتافيزيقية والأحكام القيمية، وهذا ما يجعل الفرضية مستحيلة الاختبار والتجريب.

-       خالية من التناقضات: هذا الشرط ضروري في غزو الميدان وفهم المسببات الحقيقية للمشكلة.

-       التنوع : هنا المطلوب من الباحث تنويع الفروض وعدم الاكتفاء بفرضية (*) ، أو فرضيتين في دراسته للمشكلة ، وهذا حتى يتسنى له الوصول إلى الملائمة ، إلا أنّ طبيعة الموضوع وقدرة الباحث وإمكاناته المادية والمعنوية هي وحدها القادرة على تحديد عدد الفروض الواجب صياغتها في كل دراسة .

-       الابتعاد عن الذاتية أو التحلي بالموضوعية: على الباحث عند تحرير الفروض أن يتسلح بالموضوعية قدر الإمكان وخاصة عدم التحيز.

-       تطابق الفروض مع الحقائق العلمية: أي أنها لا تتناقص أو تتعارض مع الحقائق العلمية  والنظريات التي لها صلة بتفسير المشكلة .

-       الفرضية وليدة جهد علمي أولي: أي أنها قبل أن توضع بشكلها النهائي قد سبق للباحث القيام بالقراءات العلمية (الرصيد النظري) حول المشكلة ، وخاصة القيام بالدراسة الاستطلاعية الأولية ومنه نقول أن الفرضية لا تأتي من العدم بل وليدة قراءات واستفسارات وخرجات ميدانية أولية(10).

-       كما يختصرها (الشروط) بعض الباحثين في شكل معايير وتوجيهات وإرشادات عامة عند كتابة فرضيات البحث، وهي المعمول بها في حقل العلوم الاجتماعية:

-       المعيار الأول : يجب أن تذكر فرضية البحث متغيرين وتشير إلى نوع العلاقة المتوقعة بين المتغيرين أي بالعودة  بنا إلى تعريف للفرض على أنه علاقة بين متغيرين ، والشطر الثاني يعنى تكون العلاقة واضحة في إطار التأثير ولا تكون العلاقة عبارة عن عنونة .

-       المعيار الثاني: عند توقع وجود علاقة لدى عينة معينة من الأفراد يجب الإشارة إلى العينة في الفرضية. على سبيل المثال: الأطفال الصغار هم العينة التي يهتم بها الباحث، تصاغ بهذا الشكل: توجد علاقة مباشرة بين مستوى استخدام الألعاب الالكترونية القائمة على حل المشكلة ودرجة عمق التعلم لدى الأطفال الصغار .

-       المعيار الثالث: يجب أن تكون الفرضية محددة بقدر الإمكان ويتم التعبير عنها في جملة واحدة.

ومعنى ذلك أنه ومن غير الممكن عادة تقديم تعريفات كاملة لكل المصطلحات في جملة واحدة تعبر عن الفرضية.

-       المعيار الرابع : في حالة المقارنة يجب ذكر كل العناصر في الفرضية .

تبدأ المقارنات بكلمات مثل : أكثر ، أقل ، أعلى ،أضعف .

-       المعيار الخامس: يجب استخدام صيغ الجمع عادة لأن معظم الفرضيات تتعامل مع سلوك المجموعات.

مثال حول ذلك: توجد علاقة مباشرة بين مشاركة الممرضات في التدريب الالكتروني القائم على المحاكاة وبين مستوى رضاهن الوظيفي.

-       المعيار السادس: يجب خلو الفرضية من الكلمات والعبارات التي لا تضيف إلى مضمون الفرضية شيئا.

-       المعيار السابع : يجب أن تشير الفرضية إلى ما سيتم دراسته فعلا وليس المضامين الممكنة للدراسة أو أحكام الباحث القيمية .

-       المعيار الثامن : يجب أن تذكر الفرضية عادة المتغيرات بنفس ترتيب حدوثها أو قياسها في الدراسة.

وهنا نقصد به مفهوم السيرورة في حقل العلوم الاجتماعية التي تعني مجموع تفاعلات ولا يسبق تفاعل  تفاعل آخر يتم عبر سياق زمني متسلسل .

-       المعيار التاسع : تجنب استخدام الكلمات: دالة أو دلالة في الفرضية، تشير الكلمات الدالة أودلالة عادة إلى اختبارات الدلالة الإحصائية ، ونظرا لأن معظم الدراسات التجريبية تستخدم هذه الاختبارات فالإشارة إليها في الفرضية ليس ضروريا .

-       المعيار العاشر :تجنب استخدام الكلمة يثبت في الفرضية .

يعتمد البحث التجريبي على الملاحظات أو القياسات التي تتمتع بثبات غير تام ، وهي عادة  تشمل عينات فقط من المجتمع ، أضف إلى ذلك أنه قد يكون هناك انحرافات في الإجراءات ، ولهذه الأسباب هناك أخطاء دائما موجودة في نتائج الدراسات التجريبية ، ومن هنا نحن نطالب بإثبات الشيء بمناهج البحث التجريبية ، نحن نجمع بيانات تعطي درجات مختلفة من الثقة في النتائج المختلفة.

-       المعيار الحادي عشر: تجنب استخدام مصطلحين مختلفين للإشارة إلى متغير واحد في الفرضية .

وهذا المعيار يشرح شرط التناقض.

-       المعيار الثاني عشر: تجنب استخدام تنبؤات إحصائية محددة في الفرضية هناك أسباب ومبررات نادرة حدا للتنبؤات الإحصائية، أضف ذلك أن هذه التنبؤات تجعل من المستحيل تأكيد الفرضية (11).

3-3      – صياغة الفروض:

تختلف صياغة الفرضية بحسب طبيعة العلاقة المحتملة بين متغيراتها، وأنه يمكن  رصد ثلاث  طرق رئيسية هي:

 أ- طريقة الإثبات الطردية وهي التي تصاغ بأسلوب يؤكد وجود علاقة إجابيه بين المتغيرات والتي تتكون منها، ومثال على ذلك أن هناك علاقة إجابيه وطردية بين الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية .

ب-طريقة الإثبات العكسية : هي التي تكون العلاقة بين متغيرات الفرضية ذات طبيعة عكسية ، وذلك بالقول: العلاقة بين التنمية والفساد الإداري ، أو العلاقة بين العرض والطلب .

وتعرف الفرضيات في مثل هذه الحالات (الإثبات الطردي العكسي) بالفرضيات المباشرة (فرضية البحث) ويصاغ على شكل يؤكد وجود علاقة بين متغيرين أو أكثر .

ج-طريقة صياغة النفي: تعرف الفرضيات في هذه الحالة (بالفرضيات الصفرية) وتصاغ بأسلوب ينفي وجود علاقة بين متغيرين أو أكثر ومثال على ذلك بالقول: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين تحصيل الطلبة وتحصيل الطالبات  في مقرر مادة الكمبيوتر (12) .

خلاصة :

بعد تحديد الباحث في حقل العلوم الاجتماعية إلى مشكلته البحثية، مرورا بسؤال الانطلاق والإشكالية، وكذا تحديد المفاهيم  كمرحلة تصورية ذهنية ، بتنقل إلى خطوة لاحقة هامة هي عملية وضع الفروض العلمية عبر آلية نظرية معينة ، لأجل الوصول إلى التدقيق في دراسة الظاهرة قيد الدراسة والبحث .

وتعتبر الفرضية أداة رئيسية في النموذج التحليلي على اعتبار أنّها تقوم على عملية الاختبار من خلال عملية التنقيب عن الأسباب المؤدية إلى حدوث تلك الظاهرة .

 

  قائمة المراجع :

 (1)-رضوان فوقية حسن ، منهجية البحث العلمي وتنظيمه ، دار الكتاب الحديث ، القاهرة (مصر)، 2018  ص 97.

 (2)-طاهر حسو الزيباري ،أساليب البحث  العلمي في علم الاجتماع ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط01، بيروت ، 2011 ، ص 105.

(3)-جمال معتوق ، منهجية العلوم الاجتماعية والبحث الاجتماعي ، دار الكتاب الحديث ، ط01 ، القاهرة (مصر) ، 2012 ، ص 36.

(4)-عبد الباسط متولي خضر ،أدوات البحث العلمي وخطة إعداده ، دار الكتاب الحديث ، ط01 ، القاهرة (مصر)، 2014 ، ص 38.

(5)-حمدي أحمد عبد العزيز وهشام محمد سلامة ، معايير كتابة البحوث التجريبية والنوعية (دليل عملي) ، دار الفكر العربي ، ط 01 ، القاهرة ، 2014 ، ص 09.

(6)- سعيد سبعون ، الدليل المنهجي ، في إعداد المذكرات والرسائل الجامعية في علم الإجتماع ، دار القصبة للنشر ، ط02 ، الجزائر ، 2012 ، ص: 107-108 .

(7)- طاهر حسو الزيباري ، مرجع سابق ، ص: 106 ، 107 .

(8)-نفس المرجع ، ص107.

(*) في حقل العلوم الاجتماعية ، لا ندرس مواضيع ، بل نختار مواضيع للعنونة ، وندرس (بالتطبيق )، مشكلات بحثية لأنها تحدد الخلل الغموض في الظاهرة محل الدراسة ، معناه تنصب الدراسة في الغالب على الظواهر غير السوية.

 (9)- جمال معتوق ، مرجع سابق ، ص38.

 (10)- نفس المرجع ، ص: 37 ، 39 ، 40.

(*)عدم الاكتفاء بفرضية واحدة ، ذلك  أن من شروط صياغتها اعتماد أكثر من متغيرين برصدها أغلب الباحثين في الشرط التالي على الأقل متغيرين ، وتبنى متغير مستقل واحد يعني الرجوع إلى سؤال الانطلاق أي عدم تفكيكه بمعنى دراسة الفرضية العامة .

(11) - حمدي أحمد عبد العزيز وهشام محمد سلامة ، مرجع سابق ، ص :09-15.

(12)- طاهر حسو الزيباري ، مرجع سابق ، ص: 109 ، 111 .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة الرابعة: العينة وأبعادها:

تمهيد :

إن البحث من خلال العينة أصبح من أهم التقنيات المستعملة في معرفة الواقع الاجتماعي، باعتبار أنها  تهدف إلى الحصول على معطيات  عن طريق تمثيل الكل بالجزء (التعميم ).

ومنه أول ما يجب على الباحث في حقل العلوم الإجتماعية هو اختياره لعينة يدرسها ، ومن ثم يقرر إن كان سيلجأ إلى تقنيات جمع المعطيات : المقابلة ، الملاحظة  ، الإستبيان ...للتحقق من الفرض .

والأسئلة التي تتبادر في أغلب الأحيان إلى الأذهان حول موضوع العينات متباينة بتباين العينات نفسها ، فضلا عن الغموض الحائط حولها كواقع .

ومن هذه الأسئلة نجد : ما أهمية توظيف العينة في البحث ؟ كيف يتم إختيارها منهجيا وإحصائيا من خلال التداخل الحاصل بينهما؟ على من سنجري البحث ؟ ما هي حدودها ؟ وما هي أصنافها (أنواعها)؟ وعلى ما يؤثر الإختيار الأنسب للعينات (الخطوات اللاحقة)؟ ..الخ .

و للتعرف على كل ما يحيط من غموض وإلتباس  بموضوع العينات سندرس المحاور اللاحقة.

1-المفاهيم ذات العلاقة بالعينة : تندرج هذه المفاهيم سواء كانت منهجية أو إحصائية من نوعها (مرجعية العينات)، على الوقوف على محتواها .

وهناك مفاهيم لا نتطرق إليها في هذا العنصر ، رغم أهميتها ، بل سنتطرق إليها في عناصر لاحقة ، تفاديا للتكرار .

1-1-العينة : هي فئة تمثل مجتمع البحث ، أو جمهور البحث أي جميع مفردات الظاهرة التي يدرسها الباحث أو جميع الأفراد أو الأشخاص أو الأشياء موضوع مشكلة البحث .

أو بمعنى دقيق هي جزء من مجتمع الدراسة  ويقصد بالمجتمع ، المجموعة  الكلية من العناصر التي يسعى الباحث إلى أن يعمم عليها النتائج ذات العلاقة بالمشكلة  المدروسة (1).

ويضيف آخر أنها "أداة اضطر إليها الباحث بأن يأخذ جماعة صغيرة من مجتمع الدراسة لإجراء الدراسة الميدانية عليها، لغرض جمع المعلومات والبيانات حول الظاهرة المراد دراستها ، ويتم اختيارها وفق خصائصها المشروطة وقواعد خاصة ، ومعايير محددة ، بحيث يجعلها بذلك ممثلة تمثيلا كاملا لمواصفات المجتمع الأصلي ، من حيث النوعية والكمية ، ويتطلب إستعمال العينات المعرفة  الكافية بأساسيات الإحصاء(2).

ويضيف آخر بأكثر دقة " هي جزء من مجتمع الدراسة الذي تجمع منه البيانات الميدانية ، وهي تعتبر جزءا من الكل بمعنى أنه تؤخذ مجموعة من أفراد المجتمع على أن تكون ممثلة لمجتمع البحث .

فهي إذا جزء  معين أو نسبة معينة من أفراد المجتمع الأصلي ، ثم تعمم نتائج الدراسة على المجتمع كله ، ووحدات العينة قد تكون أشخاصا ، كما تكون أحياء أو شوارع أو مدنا أو غير ذلك (3).

1-2  المعاينة : هي ذلك  الإجراء العلمي الذي يسمح باستخراج تلك المجموعة الفرعية من المجموع الكلي ،أي استخراج العينة من مجتمع البحث : مجموعة من العمليات تسمح بانتقاء مجموعة فرعية من مجتمع البحث بهدف تكوين عينة .

وهكذا يصل الباحث إلى استخراج مجموعة فرعية من الكل ،أي استخراج عينة من المجتمع الكلي أو مجتمع البحث ، عمليا عن طريق إجراء المعاينة ،إذن  المعاينة هي الوسيلة العملية التي تسمح بالحصول على العينة (4).

-1-3 تمثيل العينة(التمثيلية) :

يشترط في عينة البحث أن تكون عينة ممثلة وينقسم شرط التمثيل إلى قسمين :

أ-التمثيل الإحصائي ، ويخضع بدوره لعدة شروط :

الشرط الأول : أن تؤخذ العينة من موضوع البحث .

الشرط الثاني : مراعاة الإمكانات المنهجية لإنجاز البحث .

الشرط الثالث: مراعاة الوقت المخصص لإنجاز البحث .

الشرط الرابع :إذا كان مجتمع البحث  يتكون من 100 وحدة فيفضل أن تكون العينة 50 ٪ على الأقل .

الشرط الخامس :  إذا كان مجتمع البحث يتكون من المئات أو الآلاف من الوحدات فيفضل أن تكون عتبة البحث ممثلة بنسبة 10٪ (5).

ويضيف آخر وفي نفس السياق المتعلق بتمثيلية العينة "في كل الأحوال تحديد حجم العينة ومدى تمثيلها هو الأساس في البحث القائم على معطيات الاستبيان أو الاستمارة .

حيث تنصح أدبيات البحث الحديثة أن يجري إحصاء كل الأفراد إذا كانوا تحت الخمسمائة ، وعشرة بالمئة إذا كانوا في حدود الخمسة آلاف (6).

ب-التمثيل حسب طبيعة الموضوع :

أحيانا يكون مجتمع البحث واسعا جدا ، وفيها يصعب على الباحث أخذ نسبة 10 ٪ منه أو أكثر أو أقل ، في هذه الحالة تكون عينة البحث صغيرة ، وتصبح عينة ممثلة حسب تجانس وحدات مجتمع الدراسة .

-فمثلا في موضوع:

الخدمات الإجتماعية المقدمة  للعمال الأجراء ، دراسة ميدانية في ولاية من ولايات الوطن ، فمجتمع  البحث في هذا الموضوع واسع جدا ،إذا يعد بعشرات الآلاف فإذا إختار الباحث التمثيل الإحصائي(*) لعينة بحثه كأن يكون بنسبة 10 ٪ فإن عينة البحث تصل إلى الآلاف ، فإذا كان عدد العمال الأجراء لولاية من الولايات يساوي 30 ألف عامل ، فإن العينة بنسبة 10 ٪ تكون كالتالي :

10                         100

س                      30.000                    س =  30000×10  = 300 عامل  أي وجدنا عدد العمال الذين يمثلون 10٪ من المجموع الكلي للعمال الذي يساوي 30000.

و عليه فإن الكثير من الحالات يكون الباحث يخضع لعامل الوقت و الجانب المادي و المالي ،و بالتالي يصعب عليه أخذ هذا العدد من المبحوثين في بحثه و لذلك يستند في تمثيل عينة بحثه إلى  طبيعة الموضوع، و طبيعة الموضوع هنا الخدمات الإجتماعية المقدمة للعمال الأجراء ،فالعمال متساوون في الخدمات الإجتماعية، فما يقدم من خدمات ل300 عامل هي نفسها الخدمات التي تقدم ل30000 عامل،و محكومة بنفس قوانين الضمان الإجتماعي.

 

 

و بالتالي حسب القاعدة الرياضية يكون العمال لنسبة

  %01

1       100

س      30000   س=30000×1÷100=300

وعليه فإن نسبة العينة تساوي 01 ٪ وتعتبر ممثلة  حسب طبيعة الموضوع (7).

1_4 الإحصاء الحيوي للعينات : هو ذلك الإحصاء الذي يتناول بالدراسة والوصف الإحصائي المجال الحيوي ...أي بالوصف الإحصائي للواقع الإنساني في البيئة الإجتماعية مثل : المواليد ، الوفيات ، النمو السكاني ، الزواج ، الطلاق ، الهجرة .

ويعرف بأنه  الإحصائيات الخاصة بالأطوار المهمة في حياة الإنسان من حيث أنه ليس فقط أهم كائن حي بل لأنه خلقه الله في هذه الأرض منذ ولادته حتى يوارى الثرى ، ولذلك فالإحصاء هو الذي يبحث  حالة السكان من حيث الزيادة والنقص والحوادث الهامة التي تقع بهم ، وبذلك  فإن الإحصائيات الحيوية تمثل الإحصائيات السابقة وتصنيفها ، وتبويبها في صورة مختلفة (8).

-وبمرجعية الإحصاء كمفهوم نشير إلى دور الإحصاء والإحصائيات في كل بحث إجتماعي ، إذا لا معنى اليوم لمشكلة إجتماعية (تربوية ، أو سوسيولوجية ،...).

إذا لم تعبر عنها في إحصائيات ، وعليه فإتقان الباحث في الحقل الإجتماعي لكيفية إستخدام تقنيات الإحصاء من الإختيار الدقيق للعينة (من حيث الحجم ، والتوزع ، والتمثيل )،إلى تنفيذ الإحصاء ،إلى تحليل النتائج أمر في غاية الأهمية : (9)

5-1  الوحدة الإحصائية : من المعروف أن الدراسات الميدانية يتم فيها تحويل البيانات والمعلومات الكيفية إلى كمية مرمزة في أرقام أو تكرارات أو نسب مئوية ، وتعالج بالأساليب الإحصائية المختلفة ، ولذلك فقبل الشروع في تجميع المعلومات وتحليل بيانات إجراء الدراسة على عينة البحث ،أو حتى قبل ذلك  عند الشروع في الدراسة الميدانية ، يتعين على الباحث تحديد الوحدة الإحصائية .

ويعني بها تحديد صفات الوحدات المؤلفة لذلك المجتمع الإحصائي الذي خضع للدراسة بأخذ  عينة منه ، ولذلك فالوحدة الإحصائية قد تكون كائنا حيا (فرد، جماعة)أو مؤسسة ،أو أي شيء آخر ،أو قد تكون صورة أو أيقونة أو كلمة أو جملة في خطاب ،أو وحدة زمنية ، وقد تكون من الظواهر السلوكية الفردية  أو من الظواهر الاجتماعية .

فالوحدة الإحصائية لعينة التلاميذ خضعوا للدراسة كأفراد لتشخيص ذكائهم هي التلميذ ، والوحدة الإحصائية لمجموعة من المؤسسات خضعت للدراسة .كمؤسسات هي المؤسسة ...الخ (10) .

1-6 مجتمع الدراسة : هو جماعة أفراد أو الأشياء أو السلوكات التي تحمل أو تتضمن صفات أو بيانات الظاهرة موضوع الدراسة ، ويعد بمثابة مجموع الوحدات الإحصائية المعرفة بصورة واضحة بحيث يمكن تمييزه عن غيره(11).

ولتوضيح ذلك نورد المثال التالي: لو نفرض أن باحثا ما ، يريد دراسة على كل الذين يتناولون المخدرات ، واقترفوا جرائم معينة، وهذا لا يمكن إتاحته لأي باحث مهما كانت قدراته ، وبالتالي فإنه سوف يلجأ إلى عينة  يختارها من بين مجتمع الدراسة (الذين يتناولون المخدرات واقترفوا جرائم معينة) إلا أنه عند شروعه في ذلك اتضح له أن ذلك غير عملي لأن المجتمع الأصلي موزع على أكثر من فئة عمرية ، وعلى أكثر من منطقة جغرافية وعلى أكثر من طبقة إجتماعية ، وعلى أكثر من مستويات دراسية ...الخ .

وبالتالي يضطر إلى الاقتناع بتحديد أدق للمواصفات ومن ثمة اعتماد المتوفر من المجتمع في ضوء تلك المواصفات وقوانين الاختيار (12).

-لوحظ أنه لا يمكننا فصل بعض المصطلحات الإحصائية عن المنهجية وهذا راجع للتداخل الكبير بينهما، كالوحدات الإحصائية ومجتمع الدراسة (البحث) ، باعتبار هذا الأخير ما هو في واقع الأمر  إلا مجموع وحدات إحصائية  معناه  مفهوم منهجي (مجتمع الدراسة ) ذو محتوى إحصائي (وحدة إحصائية )، من خلال عملية تكامل بينهما .

-كذلك يعتبر مجتمع البحث ( الدراسة) ، مفهوم يجب الوقوف عنده كأساس لا بد منه ، بحكم أنه سيجيبنا من خلال ماهيته على السؤال المطروح  سالفا والمتمثل في على من سيجرى البحث ...؟

2-أسباب استخدام العينات، أهمية  توظيفها ، وطرق جمع البيانات :

2-1 أسباب إستخدام العينات :

 يتم استخدام العينات من منطلق العوامل التالية :

1-أقل كلفة من طريقة الحصر الشامل .

2-تسهل الوصول إلى المعلومات أكثر تفصيلا ودقة.

3-عدم توافر الوقت للقيام بدراسة شاملة.

4- عدم إمكانية إجراء حصر شامل لعناصر مجتمع الدراسة الأصلي ، فهي جزء من الكل ، على أن تمثل الكل تمثيلا صحيحا ، وتحت شروط مضبوطة (13).

2-2-أهمية توظيف العينة في البحث :

على الباحث أن يوظف نوع العينة وطريقة اختيارها في البحث ، بأن يدلل على ملائمة نوع العينة المختارة للبحث دون سواها ، كأن يوضح العلاقة الوطيدة بين خصوصية نوع العينة المختارة ومحاور البحث ، مع البرهنة على أن هذه المحاور يلائمها هذا النوع من العينة دون الأنواع الأخرى أو أفضل من الأنواع الأخرى ،مبينا ذلك كما يلي : أولا : التعريف بالعينة ، ثانيا : طريقة إختيار العينة ، ثالثا ، توظيف العينة ورابعا : مواصفات العينة .

-يفضل أن تدرج  مواصفات العينة بعد التعريف بالعينة وطريقة اختيارها و توظيفها في البحث ، وتؤخذ مواصفات العينة  من المحور الأول في الإستمارة وعند عدم   وجود إستمارة ، يكون هذا المحور في  المقابلة  أو في الملاحظة أو في الوثائق والسجلات الإدارية ،أو في الإحصائيات والتقارير الرسمية أو في الإختبارات و المقاييس .

وعادة ما يكون محور مواصفات العينة تحت عنوان : البيانات العامة أو البيانات الشخصية وتتضمن عموما : الجنس ، السن ، الحالة العائلية، المستوى التعليمي، أخرى ... 

 كما يجب ربط البيانات العامة عن العينة بمحاور موضوع البحث أي ربطها بالبيانات المفرغة في جداول أو أشكال أو في رسوم  بيانية أو في خرائط ...

ببقية محاور الاستمارة أو محاور المقابلة أو محاور الملاحظة التي تكون  في علاقة وطيدة بمحاور الموضوع وفرضيات البحث (14).

-كما سبق الإشارة في التمهيد ، على أن الباحث في حقل العلوم الاجتماعية يجب عليه اختياره  لعينة يدرسها ، ومن ثم يقرر إن كان سيلجأ إلى الملاحظة المقابلة ...للتحقق من الفرض.

غير أننا نجد بعض الباحثين يعطون أولوية ترتيب الخطوات المنهجية إلى تقنيات جمع المعطيات (المقابلة، الملاحظة، الاستمارة، الوثائق،  ...)، ثم العينة.

وهذا ما تم التصريح به في أهمية توظيف العينة في الفقرة المتعلقة بأن مواصفات العينة تؤخذ من المحاور المتعلق بالمقابلة، الملاحظة ... ودواليك بالنسبة لتصميم العينة ... ، بمعنى في أغلب عناصر البحث نجد الآراء متباينة في طرح فكرة الترتيب ، وهذا التوضيح يولد إلتباس في الفهم لأنه وفي أصل التنافس سببه اختلاف في اتجاهات وتوجيهات الباحثين في الحقل نفسه . 

2-3 طرق جمع البيانات :

وفي هذا الجانب يحاول الباحث جمع البيانات بعدما انتهى من إختيار مشكلته البحثية وتحديد أبعادها، وللوصول إلى هذه البيانات، يجد نفسه أمام إحدى الطريقتين:

أسلوب المسح الشامل: وهي طريقة جمع البيانات والمعلومات من و عن جميع مفردات مجتمع البحث بأساليب مختلفة.

سواء كانت جهة الدراسة جهة كلية (منظمة ما أو مجتمعا ما أو حقلا زراعيا أو غير ذلك) أو جهة جزئية (إدارة أو قسما في منظمة أو منظمة ما داخل المجتمع ) بصورة شاملة ، تأخذ بالإعتبار جميع الزوايا أو  المتغيرات المتعلقة بموضوع البحث ، ومن الأمثلة على هذا الأسلوب ، التعدادات السكانية التي تقوم بها الدولة .

-       أسلوب العينات: (المعاينة): وتمثل أسلوبا مهما في عمليات البحث الميدانية، وتعني طريقة جمع البيانات والمعلومات من و عن عناصر و حالات محددة يتم إختيارها بأسلوب معين من جميع عناصر ومفردات مجتمع الدراسة ، وما يخدم ويتناسب ويعمل على تحقيق هدف الدراسة .

ويطبق هذا الأسلوب من قبل الباحث عندما يكون مجتمع الدراسة كبيرا جدا ومنتشرا في بقعة جغرافية ممتدة في مساحات شاسعة ، ويجد الباحث نفسه غير قادر على القيام بدراسة شاملة لجميع المفردات الداخلة في البحث.

وبذلك يصبح من العملي إختيار  جزء  من المجتمع فقط لتطبيق إجراءات البحث عليه بهدف تعميم نتائجه على المجتمع كله ضمن حدود الوقت والجهد والإمكانات المتوفرة لديه (15).

3-أبعاد الخطأ في العينة ، وخطوات اختيارها :

1-3  ماهية خطأ العينة:

هو  ذلك الخطأ الذي يحدث بمحض الصدفة عند اختيار وحدات معينة وعدم اختيار أخرى ، ومن بين أهم الوسائل التي يلجأ  إليها الباحث لتقليل كمية خطأ العينة زيادة حجمها ،استخدام وسيلة موحدة لاختيار عدد العينات فإن قيمة الخطأ الناتج عن التعيين أي خطأ الصدفة يتناسب تناسبا عكسيا مع حجم العينة (16).

-لا يحدث الخطأ بمحض الصدفة فقط، بل بمحض التحيز و الملاحظة ...، وهذا ما سنتطرق إليه في العنصر الموالي المتمثل في مراعاة الباحث لمصادر الخطأ في العينة من خلال التركيز على الماهية والمقارنة بينهما وما إلى ذلك .

3-2 مراعاة مصادر الخطأ في العينة :

قد تتعرض نتائج البحث بطريقة العينة لنوعين من الأخطاء هما :

أولا: خطأ الصدفة: ينشأ هذا الخطأ من الفروق بين أعضاء العينة وأعضاء العينة وأعضاء مجتمع الدراسة كله ، خاصة عندما تكون العينة التي نختارها محدودة العدد ،أي أنه يمكن التقليل من خطأ الصدفة باختيار عينة كبيرة الحجم ، فكلما اقترب حجم العينة من حجم مجتمع الدراسة اقترب خطأ الصدفة من الصفر .

ثانيا :  خطأ التحيز : قد  يتعرض الباحث عند اختياره للعينة للوقوع في  خطأ التحيز وينتج هذا  الخطأ عادة عندما لا يتم اختيار أعضاء العينة بطريقة عشوائية .أو أن الإطار الذي اعتمد عليه الباحث في اختيار العينة لم يكن وافيا بالغرض أو لصعوبة الاتصال ببعض المبحوثين وتركهم دون الحصول على الاستجابة المطلوبة منهم ، ويختلف خطأ التحيز عن خطأ  الصدفة فيما يأتي:

-عدم وجود وسيلة لتقدير خطأ التحيز تقديرا دقيقا كما هو الحال في تقدير خطأ الصدفة.

-عند زيادة حجم العينة يمكن أن يتناقض خطأ الصدفة، ولا يحدث ذلك مع خطأ التحيز، حيث أنه لا يتناقص مع زيادة حجم العينة (17) .

-هذا الجانب يمثل التعريف المنهجي لخطأ التحيز، أما تعريفه (التحيز)إحصائيا فيؤدي التحيز عند إختيار وحدات العينة إلى عدم توظيف قانون الأعداد الكبيرة، فإذا طبق القانون فإن توزيع العينة سيأخذ شكل التوزيع المعتدل، وسيكون المتوسط الحسابي فيها مطابقا لقيمة المتوسط الحسابي في المجتمع الأصلي، وفي حالة عدم توظيف قانون الأعداد الكبيرة فلن يأخذ شكل توزيع العينة شكل التوزيع المعتدل، و لن تتطابق قيمتا  المتوسط الحسابي والتباين لتوزيع العينة وتوزيع المجتمع ، ويحدث إذا ما يعرف بالتحيز .

-كما يحتاج توظيف قانون الأعداد الكبيرة إلى أن تكون العينة  كبيرة ولكي يصبح حجم العينة جيدا بدرجة يتوقع معها أن يأخذ شكل توزيع التعيين الشكل المعتدل ، يبدو أنه لا بد من سحب عينة بعدد (100) وحدة أو أكثر وتجدر الإشارة إلى أن العدد 100 يعتبر الحد الأدنى لحجم العينة الاحتمالية.

وفي حالة إنقسام العينة إلى فئات فيجب  أن تنسحب هذه القاعدة على فئات العينة  (18).

-لقد تعرفنا على نوعين من الأخطاء، خطأ الصدفة، وخطأ التحيز لكن في النوع الثاني (خطأ التحيز)، بعض الباحثين، يضيفون إلى التسمية: خطأ الملاحظة والتحيز إذا ماذا تعني بخطأ الملاحظة إذا كنا تعرفنا على خطأ التحيز ؟

القاعدة تقول –إن صحت العبارة ، لابد من التعويل  على النفس والاعتماد على المؤهلات وعلى الثقة ،لأنه يمكن اعتماد معلومات خاطئة من المبحوث أو سوء الفهم ( هذا من طرف المساعدين الذين يعتمدهم  الباحث) من هذا يأتي خطأ الملاحظة ، كذلك يأتي من المبحوث بالتصريح بمعلومات خاطئة وعلى الباحث اعتماد الأسئلة المفخخة للمقارنة والتأكد من صحة التصريحات ، أو مثلا يريد الباحث أحيانا  توجيه المبحوث حسب آرائه وأهوائه هو و من هنا يأتي خطأ الملاحظة (19).

وبالعودة إلى خطأ التحيز ، وحتى يتمكن الباحث من الموضوعية والتحكم في الأسباب التي إلى تؤدي التحيز  فمن الضروري أن يكون على علم بها لإمكانية تفاديها بقدر الإمكان ، وتتمثل تلك الأسباب بصورة دقيقة ، وبشكل من التفصيل فيما يأتي :

*خطأ الاختيار العشوائي : عند اختيار العينة يجب أن تعطي لجميع أعضاء الدراسة فرصا متساوية في الاختيار حتى تكون ممثلة تمثيلا صحيحا لجميع خصائص المجتمع الأصلي ، وهو ما نطلق عليه مبدأ العشوائية في الاختيار ، ولكن يحدث في بعض الأحيان أن يقع الباحث في خطأ عدم استفاء هذا الشرط في العينة التي يختارها ، فيأخذ عينة من طبقة واحدة في المجتمع ،أو يكون التحيز في حالة اختيار الباحث للأشخاص الذين يعرفهم أو يرتبط بعلاقات قرابة أو صداقة معهم فلا يتيح فرصا متساوية في الاختيار مع من لا يعرفهم ، كما أن من يرتبط بهم الباحث في علاقة اجتماعية غالبا ما يكونون في مستوى اجتماعي واقتصادي متقارب مع مستوى الباحث ، و بالتالي لا يعبرون عن المستويات الأخرى .

*عدم دقة الإطار وكفايته: يحدث التحيز عندما يرجع الباحث إلى إطار لا يضم كل الفئات التي يتضمنها البحث، ويحدث ذلك عند الرجوع إلى سجلات وملفات أو خرائط أو إحصائيات لم يتم تسجيل كل البيانات المطلوبة فيها بدقة ، أو لم يتمكن من المحافظة عليها ، فنجد أن بعض محتوياتها قد فقدت نتيجة لعدم الدقة في التسجيل أو الإهمال.

*عدم الحصول على البيانات من بعض أعضاء مجتمع البحث: يحدث أحيانا أن لا يتمكن الباحث من الوصول إلى بعض الأعضاء المبحوثين نتيجة لعدم تواجده أثناء جمع البيانات، فلا يقوم بأخذ البديل بالطريقة الإحصائية لضمان الموضوعية في الاختيار، بل يكتفي بالجزء الذي يمكنه من الحصول على بيانات منه دون التأكد من أن هذا الجزء يمثل المجتمع تمثيلا صادقا أم لا يمثله(20) .

*وتفاديا للأخطاء سالفة الذكر، سواء تعلق الأمر بخطأ الصدفة أو خطأ الملاحظة والتحيز، نطرح السؤال العام التالي: كيف نقلص من خطأ العينة، بالصدفة، بالتحيز،

 و بالملاحظة ؟

وتتفرع عنه الأسئلة التالية :

-ما هي الوسيلة ، الواجب إتباعها ليقترب خطأ الصدفة من الصفر ؟

- وما هي النصائح الواجب إتباعها، ذلك أن خطأ التحيز لا يعتمد وسيلة للتقدير الدقيق؟

-وما هي التقنية التي تؤدي إلى التحكم بخطأ الملاحظة ؟

ومن هذا المنطلق يمكن التوضيح بالعنصر الموالي :

 

 

3-3-كيفية التقليص من خطأ العينة في حالة : الصدفة ، التحيز والملاحظة :

لابد من أن يكون المجتمع الأصل متجانسا ، كما يجب تعريف الوحدات و تحديدها تحديدا صارما ، مثلا : ما معنى المجتمع الريفي ؟ ما هو ؟ هل هو بدون كهرباء ؟ نوعية المسكن ؟ ما المقصود بالريف ؟ وما المقصود بالمدينة ؟ يجب أن يكون المجتمع الأصل : محتويا على كل الوحدات : (المؤسسات) يتم  تبويب المجتمع وتصنيفه حسب المجموعات ، حسب المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وهذا ما يجعل الخطأ يتناقص ،لأن العينة مبوبة وممثلة للأصل تمثيلا حقيقيا .

- يمكن التحكم أكثر في خطأ الملاحظة  فيكون الاستبيان مركزا ، ويكون له علاقة بالموضوع ومفرداته واضحة ، تتكلم لغة الفلاحين ، لغة الجمهور الذي سيقع معه البحث ، مثل الفلاح أو المواطن العادي ...وبصورة عامة يجب عدم استعمال لغة غريبة واختيار أسئلة مناسبة للمجتمع الذي سيقع فيه البحث (بين 20 و25 سؤالا في الاستبيان ) ولا بد من توجيه تدريب وتكوين المساعدين و تعريب المصطلحات والتقليل من الأسئلة واختيار الوقت  المناسب أو الطقس مثل الطقس البارد أو في العطل ، ولا بد من إختيار الوقت المناسب سياسيا واجتماعيا ، وبذلك يمكن التقليل من خطأ الملاحظة بنسبة كبيرة (21).

-وعليه الباحث في حقل العلوم الاجتماعية، لا يقوم بالتوصل إلى انعدام في خطأ العينة والذي يعني عدم وجود خطأ في العينة ، بل يسعى للتقليص من نسبته ، قدر  الإمكان ، وهذا لتحقيق أهداف البحث .

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة الخامسة: خطوات اختيار العينة (يتبع)

3-4 خطوات اختيار العينة : هناك بعض الخطوات الأساسية التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار عينة الدراسة ، وهي:

1-تحديد مجتمع الدراسة (البحث): بما أنه  تم الإشارة إلى هذا المفهوم في الإطار  المفاهيمي ، فلا داعي للتوسع فيه .

-       مجتمع الدراسة أو البحث إذا هو جميع الأفراد أو الأشخاص أو الأشياء الذين يكونون موضوع مشكلة البحث ، ويمكن القول أننا لا ندرس عينات ، و إنما ندرس مجتمعات ، وما العينة التي نختارها إلا وسيلة لدراسة خصائص المجتمع ، و لذلك فإن الخطوة الأولى في إختيار العينة  هي تحديد مجتمع الدراسة .

2-تحديد حجم العينة :

من المشاكل الرئيسية التي تواجه عمل الباحث أو الإحصائي، مشكلة تقدير حجم مجتمع الدراسة خاصة في الحالات التي لا تتوفر فيها قائمة بأفراد مجتمع البحث.

ومع ذلك يُجمِع الكثير من الإحصائين والباحثين على أن هناك عوامل لا بد من أخذها في الإعتبار عند تحديد حجم العينة وهي :

*تجانس أو تباين مجتمع الدراسة : إن حجم العينة يعتمد على مدى تجانس المعطيات ، فإذا كانت المعطيات متجانسة، كلما  قل حجم العينة ، وعلى العكس ، كلما اتجهت المعطيات إلى اللاتجانس أصبح من الضروري زيادة حجم العينة.

*نوع البحث : يجب أن يكون حجم العينة في البحوث الإرتباطية  لا يقل عن 30 ٪ من حجم مجتمع  الدراسة ، وفي الدراسات المسحية أو  الوصفية يكون الحجم ما بين 5٪ إلى 20٪ من حجم مجتمع الدراسة .

ومع ذلك فإن حجم العينة الذي يتراوح بين (30-500) مفردة يعتبر ملائما لمعظم أنواع البحوث .

*مستوى درجة الدقة المطلوبة : فكلما زاد حجم العينة  زادت دقة الدراسة ، وأمكن تعميم نتائجها على مجتمع الدراسة .

*الوقت وتكاليف البحث : يضطر الباحث كثيرا عند إرتفاع تكاليف جمع البيانات إلى خفض حجم العينة ، ولذلك فمن الأفضل تحديد هذه التكاليف قبل بدء الدراسة ، وكذلك الوقت المتيسر لدى الباحث .

*طرق جمع البيانات : إن لم تكون طرق  أو وسائل جمع البيانات دقيقة أو ثابتة بدرجة عالية ، فمن الواجب الحصول على عينة كبيرة لتعويض الخطأ المتأصل في جمع البيانات ، فإذا كان الباحث يستخدم  المقابلة أو الملاحظة أو الإختيار الفردي  ، فإنه يقلل من حجم العينة حتى يقلل من الوقت والجهد الذين ينفقان في جمع البيانات من حالات فردية ،أما إذا كان يستخدم الإستبيان يمكنه في هذه الحالة من جمع بيانات من عينة كبيرة   الحجم بسهولة .

3-تحديد إطار العينة :

يجب على الباحث أن يحدد نوع الإطار الذي يعتمد عليه في إختيار الوحدات ولا بد للإطار من أن يكون سليما أي يشمل جميع مفردات المجتمع الأصلي مثال : فإذا أردنا دراسة مشكلات طلبة كلية الآداب في جامعة صلاح الدين  فإن وحدة  البحث تحدد بالطلبة ، وجب أن لا يقتصر  إطار الباحث السنوات الأولى فقط من طلبة الكلية ، ففي هذه  الحالة لا يكون الإطار كافيا .

بل يجب أن يضم جميع طلبة الكلية (22).

-إن إختيار العينة بطريقة صحيحة يعني أن تكون ممثلة للمجتمع وبالتالي يعتمد على نتائجها (التعميم) ، غير أن العينة ذات الحجم الكبير مثلا لا تعني بالضرورة أن تكون نتائجها محل ثقة مقارنة بالعينة ذات الحجم الصغير ، ولأنه ليس هناك حجم ثابت للعينة يصبح لجميع الدراسات ، بل الإختيار الأنسب حسب تقدير الباحث هو من يحدد ذلك .

4-تصنيفات العينات : هناك نوعان من العينات هما :

1-4 العينات العشوائية (الإحتمالية ): هي العينة التي يجري اختيار  أفراده احتماليا ، بمعنى أن كل فرد من أفراد المجتمع المعني بالدراسة لديه فرضية متكافئة ليكون جزءا من العينة ، وغالبا ما تكون العينة غير منحازة وممثلة لمجتمع البحث بمعنى آخر : إن وحدات العينة لها الاحتمال المتساوي لدخولها في عينة البحث (23).

ويختصر آخر العينات العشوائية الاحتمالية في النقاط التالية :

*عدم  تدخل إرادة الباحث في اختيار أفراد عينة بحثه .

*تعتبر أصدق تمثيلا للأفراد  المسحوبين من المجتمع الأصلي ، لأنها تعطي فرصة الظهور في العينة لكل فرد من  المجتمع الأصلي .

*تساعد الباحث على تحديد حجم عينة بحثه .

*تساعد الباحث على تحديد وحدات الدراسة الاحتمالية .

و للعينة العشوائية (الاحتمالية )،أنواع مختلفة نذكر بعضها كما يلي :

العينة العشوائية البسيطة ، العينة المنتظمة ، العينة الطبقية ، العينة العنقودية (العينة متعددة المراحل) (24).

*العينة العشوائية البسيطة : نوع من أنواع العينات العشوائية (الاحتمالية ) وهي العينة التي يتم اختيار أعضائها من بين مفردات مجتمع الدراسة بطريقة عشوائية تماما .

وهذه العينة تضمن إعطاء جميع وحدات المجتمع فرصا متساوية في الإختيار دون تحيز أو تدخل من قبل الباحث ، على أن يكون جميع أفراد المجتمع الأصلي معروفين ، وأن يكون  هناك تجانس بين هؤلاء الأفراد ، ويتم إختيار هذه العينة وفق الأسلوبين التاليين :

أ-إذا كان مجتمع الدراسة صغيرا : نعطي كل فرد من أفراده رقما ، ثم نكتب جميع أسماء الوحدات على بطاقات متشابهة ، وتخلط خلطا جيدا  ، و يتم سحب عدد من البطاقات من المجموعة يساوي حجم العينة المطلوبة استخدام جداول  الأرقام العشوائية : التي تسهل عملية الاختيار ، و يتعين على الباحث الحصول على العينة بمعرفة الأرقام التي يجب اختيارها ، وبشكل مستقل عن الأرقام الأخرى ، مثال 01 : لنفترض أننا نريد معرفة اتجاهات (4000) عامل  في مصنع معين ، فإن حجم العينة (400) عامل فقط ، فكيف يمكن إختيار (400) حالة من (4000) عامل ؟ ، علينا أن نضع قائمة مرقمة من (1-4000) بحيث تتاح الفرصة لكل أفراد المجتمع الأصلي ثم نختار العينة من هذه القائمة عشوائيا (25).

*مثال 02 : فإذا كان المجتمع  الأصلي =100 وعينة البحث =10 ٪ من المجتمع الأصلي ، فإن الباحث يسحب من الجدول العشوائي 10 مرات لسحب أرقام تمثل عينة بحثه سحبا  عشوائيا (الإستعانة بجدول الأرقام العشوائية) (26) .

*العينة العشوائية المنتظمة :

يختار الباحث عينة بحثه معتمدا على مبدأ مسافة الاختيار بين وحدات العينة، على أن تختار الوحدة الأولى اختيارا عشوائيا .

ونظرا لتساوي مسافة الاختيار بين أفراد العينة المنتظمة، فإن هذا النوع من العينات يدعى بالعينة ذات المسافات المتساوية .

و لاختيار المسافة (طول الفترة) نعمل بالمعادلة الإحصائية التالية :

م أ =م ن ÷ن ع

علما أن : م أ = مسافة الإختيار (طول الفترة )

        ن م = حجم  مجتمع البحث

         ن ع = حجم العينة المختارة .

مثال 01:  إذا فرضنا أن لدينا مجتمع البحث 400 وحدة (مفردة) ، ونأخذ  عينة منه بحجم 40 وحدة (مفردة) ، فبالتعويض نجد :

م أ= 400÷40=10                                          

  أي أن مسافة الإختيار 10 ،  بمعنى أن الفرق بين كل وحدة و رقم الوحدة التي تليها = 10.

مما يتطلب إعداد قائمة بأسماء وحدات المجتمع ، ويعطي لكل وحدة رقم يدل على اسم الوحدة ثم نختار الرقم الأول عشوائيا ، و ليكن رقم 04 مثلا .

فيصبح هذا الرقم هو الوحدة الأولى ، ثم يعمل برقم مسافة الإختيار وهو 10 وعليه فنقطة بدء مسافة الإختيار = 4+14=14 ، وبالتالي فاختيار وحدات العينة تكون كالتالي : 14، 24 ، ...الخ ، وهكذا حتى نصل إلى الوحدة ...الأخيرة 394.

-وأما معامل الرفع = م ع =  (ن ع )/(م ن )    = (1 )/(10 )    = 40÷400 ، بمعنى أن كل فرد في العينة يمثل 10 أفراد في مجتمع البحث ، وبخصوص النسبة المئوية  للعينة فهي كالآتي  = (100×40 )/400  = 10 ٪

وتختلف العينة العشوائية البسيطة عن العينة العشوائية المنتظمة فيما يلي :

*في العينة العشوائية يتم إختيار  جميع وحدات العينة عشوائيا ، في حين في العينة العشوائية المنتظمة يتم إختيار الوحدة الأولى فقط بطريقة عشوائية .

*في العينة العشوائية البسيطة يكون اختيار كل وحدة من وحدات العينة مستقلا عن إختيار الوحدات الأخرى ، في حين  في العينة المنتظمة يكون اختيار  الوحدة الأولى عشوائيا ، ثم يتحدد إختيار بقية الوحدات حسب مسافة الإختيار(27).

مثال 02 : ( الشكل المختصر) : فإذا أردنا إختيار عينة منتظمة من 100 عبوة من خط إنتاج في مصنع ينتج 1000 عبوة يوميا .

فيتم تقسيم 1000÷100

 =10 ٪ من المجتمع .

وهذا يعني أننا سنأخذ عبوة واحدة من بين كل عشر عبوات متتالية .

بعد ذلك نحدد رقم البداية من خلال إختيار رقم يتراوح بين الأرقام (0-09) عشوائيا .

فلو إخترنا العبوة رقم (05) من أول عشرة منه مثلا  ، و لإختيار بقية العبوات نضف (10 ) إلى الرقم الذي اخترناه ثم إلى الذي يليه حتى نصل إلى حجم العينة المطلوب ،وبالتالي تكون الأرقام التي وقع عليها الإختيار هي : 05، 15 ، 25 ، 35 ، 45 ، 55 ، ...الخ ، ونلاحظ هنا  أن العينة الأولى تم إختيارها عشوائيا فقط ،أما الانتظام فقد جاء من الزيادة المنتظمة (28).

*العينة العشوائية الطبقية: يقوم الباحث في هذا النموذج من العينات بتصنيف مجتمع البحث إلى مجموعات وفقا للفئات التي يتضمنها متغير معين أو عدة متغيرات، ثم نختار وحدات عينة البحث اختيارا عشوائيا من كل مجموعة .

*و تتميز العينة العشوائية الطبقية عن العينة العشوائية البسيطة بما يلي : تسمح العينة العشوائية الطبقية باختيار عينة متنوعة تسحب من كل مجموعة أو طبقة من مختلف المجموعات المصنفة

*في العينة العشوائية الطبقية يؤخذ بعين الإعتبار المتغيرات ذات الأهمية المحورية في الدراسة ، كمتغير النوع ، السن ، التعليم ، الدخل ، المهنة ... الديانة (29).

تمتاز بأنها أكثر دقة من العينات الأخرى، لأنها تعمل على تمثيل فئات الجمهور الأصلي في العينة، أي تساعد على تقليل التباين الكلي للعينة كما أنها أكثر تمثيلا لمجتمع الدراسة، إلى جانب إمكانية استعمالها في حالة المقارنة  بين مجتمعات أو طبقات مختلفة ، وعلى هذا الأساس يمكن اختيار عينات عشوائية طبقية على أساس المنطقة الجغرافية أو على أساس العمر أو على أساس الجنس أو على أساس المستوى التعليمي.

مثال : لو أراد أحد الباحثين دراسة أثر التخصص العلمي على أنشطة طلبة كلية الآداب بجامعة صلاح الدين ، وكان مجموع الطلبة (2000)  ويريد الباحث أن يأخذ 10 ٪ من كل قسم علمي من أقسام الكلية  من الذكور و الإناث .

التخصص العلمي    مجموع الطلبة حجم عينة البحث

علم الإجتماع        250  25

الجغرافية      250  25

التاريخ 275  25

الآثار  170  17

اللغة العربية   200  20

اللغة الفارسية 170  17

اللغة الإنكليزية       350  35

اللغة الكردية  360  36

المجموع      2000 200

حيث ثم اختيار العينة من كل قسم علمي كما يلي :

قسم علم الاجتماع = 250÷10   × 100 = 25 ، وهكذا لبقية عينات الأقسام (30).

*العينة العشوائية العنقودية (العينة متعددة المراحل):

يتم اختيار وحدات العينة فيها من المجموع الكلي لوحدات المجتمع  إلى المراحل عديدة ، على أن  يقسم المجتمع الكلي أولا إلى مجموعات من الوحدات ، وتعتبر وحدات إبتدائية تختار منها عينة ، وهذه هي المرحلة الأولى ، ثم يعاد تقسيم الوحدات الابتدائية في العينة التي اُختِيرت إلى  وحدات ثانوية تُختار من بينها  عينة جديدة ، وهذه هي المرحلة الثانية وهكذا ، فإذا أردنا دراسة مشكلات الفلاح الجزائري فإننا نقوم بما يلي :

-تحديد قرى تلية وأخرى صحراوية مثلا .

-ثم نختار من القرى التلية قرية ، ومن القرى الصحراوية قرية .

-ثم نختار مجموعة من الفلاحين من القرية التلية المختارة ومجموعة من الفلاحين من القرية الصحراوية المختارة.

وتختلف العينة العنقودية  عن العينة الطبقية فيما يأتي :

-تشبه العينة العنقودية العينة الطبقية في أن كليهما تحتوي على تقسيم مجتمع البحث إلى مجموعات .

-تختلف العينة العنقودية عن العينة الطبقية في أن مجتمع البحث في العينة العنقودية يقسم إلى مجموعات (عناقيد)  وفقا لمعيار محدد غالبا ما يكون جغرافية بطبيعته (31).

*العينات غير العشوائية ( غير الإحتمالية ):

هي عينات لا يتم إختيارها عشوائيا  ، بل تُختار بطريقة انتقائية ، وبالتالي لا تمثل مجتمع البحث تمثيلا صادقا ، فهي تتم بناء على اجتهاد الباحث ، كما أن الفرص غير متساوية لأفراد المجتمع في الظهور في العينة .

والهدف من هذه العينات هو  الحصول على نتائج استطلاعية ، و يقتصر الاستنتاج الإحصائي في هذا النوع من العينات على وصف المجتمع في إطار الإحصاء الوصفي ولا يمكن استخدام أساليب  الإحصاء الاستنتاجي ، وبالتالي يصعب تعميم النتائج .

وهذا لا يعني عدم جواز استخدام هذا النوع من العينات في الأبحاث الاجتماعية وهناك عدة أنواع لها ، يمكن استخدامها لجمع البيانات الاجتماعية تناسب دراسة بعض المواضيع التي قد لا تسمح الظروف المحيطة بها للحصول على عينات عشوائية ومنها : العينة القصدية (العمدية )  ، الحصصية وعينة كرة الثلج  ... (32). و يضيف آخر مختصرا تعريفها: "فيها يضبط الباحث خصائص أو صفات معينة يجب توافرها  في المبحوث ،و عليه يرتكز في إختياره  لوحدات عينة بحثه ،و لا تدخل هنا طريقة٦ الإختيار العشوائي(33).

1- العينة القصدية( العمدية ):و هي العينة التي يتم إختيارها بناء على حكم شخصي و إختيار كيفي من قبل الباحث للمسحوبين إستنادا إلى أهداف البحث. (34)

و يستخدم هذا النوع من العينات في المجالات الآتية :

_ المجال الأول :في بحوث الرأي العام:لأن القائمين على الإستفتاءات يعتقدون أن بعض المناطق تعطي نتائج قريبة جدا لنتائج المجتمع الأصلي،و لذلك يعتمد كثير من الباحثين أن تكون العينة مكونة من هذه الوحدات طالما أنهم يعملون بخبرتهم السابقة أنها تعطي صورة صحيحة للمجتمع بأكمله .

_المجال الثاني: عندما يريد الباحث دراسة المواقف السياسية للجمهور في حالة مظاهرة، فإنه يتعذر عليه الحصول على قائمة بأسمائهم و سحب عينة منها،و لذلك يمكنه أن يذهب إلى قادة المظاهرة و إعتبارهم عينة عمدية يعتمدها الباحث، و يجمع البيانات منهم ،و تعمم للنتائج على الجمهور المتظاهر

_المجال الثالث: قد يعمد الباحث إختيار قرية واحدة تمثل المجتمع  الريفي،على إعتبار أن هذه القرية تتضمن خصائص مختلف القرى الجزائرية (35)

تعتبر هذه المجالات التي تم ذكرها في إختيار هذا النوع من العينات (العينة القصدية )،بمثابة أمثلة توضيحية.

2-العينة العرضية (عينة الصدفة):

و هي العينة التي يختارها الباحث من الأفراد الذين يقابلهم بالصدفة ،و ذلك ضمن شروط تضمن تمثيلا معقولا لمجتمع الدراسة ،و يتميز هذا النوع من العينات بسهولة الوصول إلى المبحوثين ،و انخفاض التكلفة و الجهد و الوقت .

و يؤخذ على هذه العينة أنها لا يمكن أن تمثل المجتمع الأصلي بدقة ،فيصعب حينئذ تعميم نتائج البحث الذي يتناولها على المجتمع الأصلي كله .مثال:إذا أراد أحد الباحثين دراسة آراء المصوتين في عملية الإنتخابات لصالح حزب معين في كردستان -العراق-فإن الباحث يذهب إلى المصوتين الذين جاؤوا طواعية  للإنتخابات و يجمع المعلومات منهم حول موضوع البحث.

3-العينة الحصصية: تستخدم في الدراسات الاستطلاعية، و في قياسات الرأي العام السريعة.

حيث يلجأ الباحث الذي يريد معرفة موقف،أو رأي شرائح مختلفة من المجتمع، في حدث معين ،فينقسم المجتمع إلى طبقات أو فئات بالنسبة لخصائص معينة (كالجنس أو العمر أو نوع السكن أو المهنة أو المنطقة الجغرافية ) إلى غير ذلك من المتغيرات التي تهم الباحث قبل إنتقاء العينة .بحيث يكون لكل شريحة أساسية من شرائح المجتمع حصة في هذه العينة.

_ إن هذه العينة تشبه العينة الطبقية العشوائية لكنها تختلف عنها في أن الباحث في العينة الطبقية العشوائية يختار الأفراد ضمن كل طبقة بطريقة عشوائية، أما في العينة الحصصية فيختار الباحث الأفراد كما يريد دون استخدام الأسلوب العشوائي، و دون أن يلتزم بأي شرط.

مثال: إذا أراد الباحث معرفة موقف المواطن الكردستاني من الصحف اليومية ، فإنه يلجأ لإختيار عدد من الطلبة ،و عدد من الموظفين ،و عدد من العمال ،و عدد من الأساتذة و هكذا ،و يترك للباحث حرية تحديد الفئات التي يشملها مسحه الإجتماعي ( *)،بينما يتناسب و أغراض بحثه ،كما يكون له حرية مقابلة من يريد من الأفراد داخل ١فئة من هذه الفئات مراعيا التفاوتات في السن ،و مكان السكن ، و الدخل الاقتصادي.(36)

4- عينة كرة الثلج :(العينة التراكمية ):

و يتم الحصول على هذا الصنف من العينة عندما يطلب الباحث من الشخص أو عدة أشخاص أن يدلوه نحو أشخاص آخرين من معارفهم و يملكون نفس المميزات و الخصائص  التي عندهم و التي على أساسها إختارهم الباحثون لينتموا إلى العينة.

و يتم اللجوء إلى هذا الصنف خاصة عندما لا تكون لدى الباحث معرفة كافة بالوسط الذي يريد دراسته(37)

-       و يسمى هذا النوع من العينات بعينة السلسلة و بالعينة الدورية وتستخدم في الدراسة فئات المنحرفين :مثل متعاطي المخدرات،

و في هذه الدراسة يلجأ الباحث إلى مقابلة شخص واحد من المتعاطين للمخدرات ، و بعد إجراء المقابلة معه يطلب منه أن يدله على متعاطٍ ثانٍ و بعد إجراء المقابلة مع الثاني، يطلب منه أن يدله على متعاط ثالث ،و هكذا تكبر عينة بحثه شيئا فشيئا ،حتى تصير عينة تمثل مجتمع البحث(38) .

5- العينة النمطية :

يتم التركيز في هذا الصنف من العينة على بعض الصفات النمطية لمجتمع البحث، يوجه على أساسها إختيار عينة الدراسة ،مثال:في دراسة حول تصورات الطلبة للأزمة الإقتصادية العالمية، نتوجه إلى طلبة العلوم الإقتصادية ليكونوا عينة دراستنا، إنطلاقا من إعتقادنا أن هؤلاء الطلبة لديهم إهتمام أكثر من غيرهم بالمسائل المتعلقة بالأزمة الإقتصادية (39)

- حجم العينة و أولوياته المنهجية و الإحصائية:

إن تحديد حجم العينة من القضايا الشائكة في المنهجية العلمية و الدراسات الميدانية، و تواجه الباحث على مستوى التقدير، و إذا كان البعض ييسر هذه المشكلة فيجعلها،مسألة إختيارية و تخمينية تترك الباحث و تقديراته الشخصية لما يلزمه من عدد لإختبار  فروضه ،و  تطبيق أدواته البحثية ،كتحديده  لنسبة مئوية معينة يختارها من مجتمع الدراسة و لتكن 10% أو 20% او 30%،أو  يحدد العدد بثلاثين فردا أو خمسين أو مئة...الخ .

فإن البعض (من الباحثين) لا ير في التقدير الشخصي وجاهة علمية، فيشترط اللجوء إلى العمليات الإحصائية: حتى يكون العدد و الحجم مبررا إحصائيا و من المعادلات التي تستخدم لتحديد حجم العينة نذكر معادلة الخطأ المعياري و صيغته...

خ=الإنحراف المعياري لمجتمع الدراسة/عدد أفراد العينة المطلوبة من الباحث (40).

_ و إن تحديد حجم العينة و مدى تمثيليتها هو الأساس في البحث القائم على معطيات الإستبيان أو الإستمارة

حيث تنصح _كما سبق الإشارة أدبيات البحث الحديثة أن يجرى  إحصاء كل الأفراد إذا كانوا تحت المئة ،و نصفهم إذا كانوا تحت الخمسائة و عشرة بالمئة إذا كانوا في حدود الخمسة آلاف (41)

ويضاف  في نفس السياق انه يجب التنبه دائما إلى أن إختيار العينة عمل علمي يتطلب معرفة بعلم الإحصاء، الذي يقدر درجة تمثيلها و أخطاء إختيارها ،و مبدأ تمثيل العينة للمجتمع أو الفئة التي يستهدفها البحث هو مبدأ ذو طبيعة إحصائية يتعلق مباشرة بحجم العينة وكيفية اختيارها.

إن تقنية العينة ترتكز على النظرية الإحصائية للإحتمالات،وخاصة على قانون الأعداد الكبرى، والمقصود بها اختيار من بين مجموعة محددة من الوحدات الإحصائية عددا نرى فيه كل الخصائص التي  نتوسم توافرها في المجتمع الأم وكذلك الحال في دراسة أية خاصية

معينة(كالعمر، والقامة،...)بحيث تقترب العينة ما أمكن من احتمال تمثيلها للمجموع.

أما قانون الأعداد الكبرى فهو يفسر الشروط التي يجب توفرها ليصبح بالإمكان تحقيق التمثيل.

والمسألة الدائمة التي يطرحها الباحث عند محاولة بناء العينة تتخلص بالسؤال: كم يجب عليه الاختيار من أفراد حتى تصبح عينة البحث ممثلة؟

و لتجنب أي خطأ في الإختيار، على الباحث أن يعمل بشكل علمي،فإذا إستطاع الإجابة على السؤال عن طريق الإحصاء ،فإن حساب حجم العينة يرتكز عادة على حل مسألة مجال الثقة الموجود في مختلف الكتب الإحصائية ،إلا أنه يتوجب ألا تقل العينةعن ثلاثين مفردة أو وحدة،كما أن العينة لا تتحدد،إلا فيما

ندر، انطلاقا من ميزة واحدة للسكان، بل يجب حساب حجمها بالنسبة للخصائص  المتعددة والمتتابعة للسكان.

وفي هذه الحالة يختار  العينة أكبر الاحجام التي يصل إليها من الحسابات،في كل الأحوال مسألة حجم العينة يمكن أن تحل بشكل عملي آخر، ليس بالضرورة عن طريق النظريات الإحصائية فقط،ففي بعض الحالات يعرف علماء الإجتماع والباحثين عن طريق التجربة أحجام العينات الضرورية لمعالجة عدد من أصناف المسائل(42).

-لقد إقترن في ذهن الباحث في حقل العلوم الاجتماعية حجم العينة يرتبط لتقديرات الباحث الشخصية،       و بمعرفته العلمية الدقيقة بالجانب الاحصائي فقط، لكن نجد أن  الباحثين المتمرسين قد أثبتوا أن  حجم العينة و تمثيليتها يرتبط ايضا بأمور  أخرى ، كمعرفة الباحث بعلم السكان ، أو عن طريق التجربة.

 

خاتمة :

يعتبر البحث عن طريق العينة  ضرورة عملية و علمية، ذلك  أنها  تهدف إلى الحصول على معلومات و معطيات  عن طريق تمثيل الكل بالجزء من خلال التعميم. 

. ولأن التعميم  يعتمد بشكل كبير على صدق الاستنتاجات و النتائج  الإحصائية و منه من الضروري أن يكون الباحث حذرا عند اختياره العينة، حتى لا يتعرض إلى الأخطاء( الصدفة ، التحيز ، الملاحظة ) ، ولتجنبه مواطن الخطأ، يجب معرفته بالمجتمع الأصلي معرفة دقيقة و تبويب أفراده

حسب المجموعات المتجانسة، والعينات أنواع العشوائية وغير العشوائية.

وعن حجم العينة و تمثيليتها، فإنه لا يرتبط فقط بالجانبين المنهجي و الإحصائي، المنهجي من خلال تقديرات الباحث الشخصية و الإحصائي من خلال القوانين الإحصائية كمجال الثقة مثلا، بل يرتبط بعلم السكان من خلال خصائص السكان ( العمر ، الجنس ،...)،أو بالتجربة.

قائمة المراجع :

(01) - فوقية حسن رضوان ، منهجية البحث العلمي وتنظيمه ، دار الكتاب الحديث، د.ط، القاهرة (مصر)، 2018، ص117.

(02)- العربي بلقاسم فرحاتي ، البحث الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات، دار أسامة للنشر والتوزيع ، ط01 ، عمان (الأردن)، 2012 ، ص 270.

(03)- رشيد زرواتي ، مناهج و أدوات البحث العلمي في العلوم الإجتماعية والإنسانية ، دار الكتاب الحديث ، ط01 ، القاهرة (مصر)، 2016 ، ص 320.

(04)- سعيد سبعون ، الدليل المنهجي في إعداد المذكرات والرسائل الجامعية في علم  الإجتماع ، دار القصبة للنشر ، ط02 ، الجزائر ، 2012 ، ص 136.

(05)-رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 320، 321.

(06)-محمد شيّا ، مناهج التفكير وقواعد البحث في العلوم الإنسانية والإجتماعية ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر  والتوزيع ، ط02 ، بيروت (لبنان)، 2008، ص 199.

(*) فيما يتعلق بالتمثيل الإحصائي للعينة نجد أنه وفي جزء العينات تداخل بين الجانب المنهجي والإحصائي ، وهذا ما يلاحظ في المقاييس المدرسة: الإحصاء ومنهجية البحث ، لكننا نركز على الجانب المنهجي ، ونشير إلى الإحصائي و هذا  بحكم التخصص ، غير أننا ننصح طلابنا بالعودة إلى مرجعية المقياس (الإحصاء)، للتعمق فيما تم الإشارة إليه .

(07)-رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص: 321، 322.

(08) -عبد الباسط متولي خضر ، أدوات البحث العلمي وخطة إعداده ، دار الكتاب الحديث ، ط01 ، القاهرة ( مصر )، 2014 ، ص 186.

(09)- محمد شيّا ، مرجع سابق ، ص 201.

(10)- العربي بلقاسم فرحاتي ، مرجع سابق ، ص 265.

(11)- نفس المرجع ، ص 267.

(12) -نفس المرجع ، ص 268.

(13)-فوقية حسن رضوان ، مرجع سابق ، ص :118، 119.

(14)- رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص: 334 ، 335.

(15)- طاهر حسو الزيباري ، أساليب البحث العلمي في علم الإجتماع ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط01 ، بيروت (لبنان) ، 2011 ، ص 115، 116.

(16)- خميس طعم الله، مناهج البحث وأدواته في العلوم الاجتماعية ، مركز النشر  الجامعي ، د.ط، تونس ، 2004، ص 137.

(17)-رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 324.

(18)- خميس طعم الله ، مرجع سابق ، ص 138.

(19)- نفس المرجع ، ص 139.

(20)- رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص: 324، 325.

(21)-خميس طعم الله، مرجع سابق ، ص: 139، 140.

(22)- طاهر حسو الزيباري ، مرجع سابق ، ص: 117-119.

(23)-زكي حسين جمعة ، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية والإجتماعية (رؤية معرفية في إدارة البحث العلمي) ، دار الفارابي ، ط01 ، بيروت (لبنان) ، 2019، ص 136.

(24)-رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 327.

(25)-طاهر حسو الزيباري ، مرجع  سابق ، ص 120.

 (26) -رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 328.

(27)- نفس المرجع ، ص: 328-330.

(28): طاهر حسو الزيباري ، مرجع  سابق ، ص 120.

(29) -رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص 330.

(30)-طاهر حسو الزيباري ، مرجع  سابق ، ص: 121-122.

(31)- رشيد زرواتي ، مرجع سابق ، ص: 331-332

)32)-طاهر حسو الزيباري، مرجع سابق،ص:123_124

(33)-رشيد زرواتي ،مرجع سابق،ص332.

(34)-طاهر حسو الزيباري، مرجع سابق ،ص124.

بحثية متباينة.

(35)-رشيد زرواتي،مرجع سابق،ص:148-149.

(*):المسح الإجتماعي نوع من أنواع البحوث المختلفة (البحث الميداني والبحث التجريبي)،يعتمد كل منها على أدوات بحثية متباينة.

(36):طاهر حسو الزيباري، مرجع سابق،ص:124-125.

(37)-سعيد سبعون، مرجع سابق، ص:148-149.

(38)-رشيد زرواتي ،مرجع سابق، ص334.

(39)-سعيد سبعون ،مرجع سابق ، ص 148 .

(40)- العربي بلقاسم فرحاتي ، مرجع سابق ، ص271.

(41)-محمد شيّا،مرجع سابق، ص 199.

(42)-عبد الغني عمّاد ،منهجية البحث في علم الإجتماع :الإشكاليات،  التقنيات ،المقاربات ،دار الطليعة للطباعة والنشر، ط01،بيروت ،2007 ،ص: 55-56. الزيباري ، مرجع  سابق ، ص: 123-124.

 

المحاضرة السادسة : من تقنيات جمع المعطيات (الاستمارة نموذجا) .

تمهيـــــد :

هناك عدة تقنيات يتم من خلالها جمع البيانات والمعلومات التي يستخدمها الباحث، وهذه التقنيات هي كل من المقابلة، الملاحظة ، الاستمارة وجمع البيانات( المعلومات ) عن طريق الوثائق(*)، وطبيعة الموضوع المعالج  هي التي تفرض التقنية الأساسية من التقنية التدعيمية في جمع المادة العلمية ، فضلا عن طبيعة البيانات وصفات أعضاء العينة .

1-مدخل مفاهيمي :

1-1-المادة العلمية : التي يقوم الباحث بتجميعها تختلف من علم لعلم آخر ، فهي العلوم العملية – مثل الهندسة والطب الشرعي ، يقوم الباحث بتطبيقات مباشرة لنتائج البحث من أجل إنجاز أهداف تكنيكية، ويحدد اختيار المادة العلمية النتائج الافتراضية التي يضعها الباحث في ذهنه منذ البداية ، وفي علوم الفيزيقا والبيولوجيا وفلسفة الذات اللغات philology    المقارن ، يتوقف مستوى اختيار المادة العلمية على احتمالات التقدم المستمر للمعرفة التجريبية للموضوعات والحقائق المختارة وجعلها على مستوى إمبريقي وعقلاني .

 وفي علم الاجتماع يقوم اختيار المادة العلمية على الجوانب السياسية والأخلاقية، بالإضافة إلى الجانب العملي.

وبفضل تلك الحقائق والمعلومات التي تأتي إلى الباحث من الخارج، يقوم باختبار الفروض والتأكد من صحتها، ومن ثم تبرز تلك التعميمات الإمبريقية التي نسميها بالقوانين والنظريات(1) .

 

 

     

1-2-التقنيات (les téchniques) ، والمنهج :

   إن كل بحث أو تطبيق ذي طبيعة علمية في العلوم الاجتماعية كما في العلوم عامة، يجب أن يشمل استعمال طرائق إجرائية دقيقة ، محددة جيدا ، قابلة للنقل ، قابلة للتطبيق من جديد في الشروط نفسها ، ملائمة لنوع المشكلة والظواهر موضوع البحث ، هذه هي  التقنيات .

إن اختيارها مرتبط بالهدف المقصود المرتبط هو الآخر بمنهج العمل، وينشأ من هذا الارتباط المتبادل غالبا خلط بين مصطلحي التقنية والمنهج اللذين من المناسب التمييز بينهما ...

إن التقنية مثل المنهج، جواب عن كيف ؟ إنها وسيلة لبلوغ هدف ولكنها تأخذ مكانها على مستوى الواقعات أو المراحل العملية ، فهي في البداية حركية : تقنية الخباز وعازف البيانو ، ويمكن أن تحدد مراحل فكرية : تقنية المسرح و المقابلة إن الحدود تصبح عند ذاك صعبة على الرسم ، وما نستطيع أن نقوله هو أن التقنية تمثل مراحل عمليات محددة ، مرتبطة بعناصر عملية حسية ، ملائمة لهدف محدد ، في حين أن المنهج مفهوم فكري ينسق جملة من العمليات ، وعلى وجه العموم عدة تقنيات .

إن المنهج هو تأمل قبل كل شيء إنه يستعمل وينظم التقنيات المادية تبعا للهدف : الربح .

وإن التقنيات ليست إذا أدوات يضعها المنهج في خدمة البحث ، وينظمها لتحقيق هذا الهدف ، إنها محدودة العدد وتشترك فيها معظم العلوم الاجتماعية (2) ، ويضيف آخر إنها  التقانة للأعمال ، والإبداع والبحث ، وهي التي يجري بواسطتها جمع البيانات أو تصنيفها باستخدام الأدوات المناسبة للأعمال البحثية .

-       يستخدم في البحث العلمي مجموعة من التقنيات وأدواتها مثل الملاحظة المقابلة، الاستمارة، التحليل، العينة والتوثيق.

وللتقنية مجموعة خصائص مثل :

أ-لا يمكن للباحث أن يختار تقنية أو أكثر للعمل إلا بالعودة إلى موضوع بحثه وإشكاليته والمنهج  و المنهج الذي سيعتمده ، فقد يغفل بعض الباحثين عن هذه النقطة ، مما يوقعهم في مآزق مختلفة خلال  البحث ، إن إختيار التقنية مرتبط بالموضوع والإشكالية والمنهج .

فليست كل تقنية صالحة للاستخدام في كل الأبحاث.

ب-لا يمكن للباحث إستخدام غير تقنية في البحث الواحد .

ج-الإمتلاك النظري للتقنية (*) ، لا يعتبر كافيا بمعنى فهم التقنية وطريقة إشتغالها ليس كافيا ، بل يجب العمل على تطبيقها.

د- ينبغي للباحث التنبيه إلى معيارين أساسين في استخدام التقنية :

-الأمانة أو الحيادية .

-الصلاحية .

إن التقنية الأكثر حيادا هي التي يعمل بها الباحث بحيادية، وفي هذا المضمار لا أحد يستطيع الادعاء بالحيادية الكاملة ، إنما هي حيادية نسبية .

ه-لا يوجد تقنية كاملة (*) ، بمعنى لا توجد تقنية تتيح للباحث الحصول على المعلومات كافة التي يحتاج إليها البحث .

بالمحصلة قد يقع الكثير  من الباحثين بوهمين في استخدام التقنية :

الأول : وهم الحيادية التي ذكرناها سابقا ،إن معيار الحيادية هذا والذي على الباحث التنبه إليه والإلتزام به .ليس معيارا مطلقا ، وإلا فإنه يصبح وهما ، فالتقنية التي يقال عنها إنها الأكثر حيادية أو تدعى أنها أكثر حيادية تصنع مجموعة من المواضيع التي قد تمعن في إفساد العمل .

والثاني : وهم السهولة : يظن بعض الدارسين بأن التقنية سهلة كونها إجراءات عملية ،وهذا وهم ساذج ، فلربما ينحجب سؤال أو أكثر حين نصوغ أسئلة استمارة أو مقابلة ، عن ذهننا، وهو ضروري للبحث وهكذا(3).

1-3 -الأداة :

يعرف مفهوم الأداة أنه " يجب عدم الخلط بين منهج البحث ومنهجية البحث وأدوات البحث، المنهج هو الطريقة التي قررها الباحث لمقاربة  الموضوع ، وهي الطريقة العامة التي قرر الباحث أنها الأفضل أو الأنسب في مقاربة المعطيات المتعلقة بموضوع البحث ، وفي تحليل المعطيات تلك .

والمنهجية هي المنهج، وقد استحال خطة بحث عملية وإجراءات محددة قابلة للتنفيذ.

أما الأداة والأدوات فهي وسيلة تنفيذ المنهج والمنهجية التي اختارهما الباحث ...، لا معنى ولا قيمة للمنهج من دون أداة أو أدوات.

هي التي تسمح بترجمة الخطة المنهجية إلى وقائع ومعطيات ونتائج ملموسة، ولا بحث منهجي إذا، ولا باحث يصل إلى نتيجة من دون أدوات مناسبة للمادة وللأهداف (4) .

1-4- المقابلة : هي عبارة عن عملية اتصال مباشر بين الباحث ومساعديه من ناحية وبين المبحوثين أو مفردات العينة المختارة من ناحية أخرى ، حيث يوجه الطرف الأول في العادة جملة من الأسئلة المقننة أو غير  المقننة إلى الطرف الثاني ، وقد تسجل أو تدون الإجابات  بهدف مراجعتها وتفريغها ووصفها فيما بعد  وتستخدم المقابلة في كثير من مجالات الحياة مثل الطب والصحافة والتربية واختيار الموظفين والعدالة  وغيرها (5).

-هناك عدة أنواع للمقابلة وتختلف من حيث الشكل والموضوع ومجال الدراسة.

1-5-الملاحظة : وسيلة قديمة لجمع المعلومات تتميز الملاحظة العلمية التي يعتمد عليها علم الاجتماع بأنها تسعى إلى تحقيق هدف علمي واضح وبأنها تحدث عن قصد وبصورة منظمة ، وبأن نتائجها تسجل بانتظام وفي ترابط وتناسق هادفين ، وكذلك لا بد أن تخضع الملاحظة للضوابط العلمية من حيث ثباتها وصدقها ودقتها (6).

-1-6 الوثائق : باعتبارها مصدرا من  مصادر البيانات في البحث الاجتماعي ، يمكن أن تعمل الوثائق كبديل للاستبيانات أو المقابلات أو الملاحظة .

وهناك أنواع عديدة من الأبحاث تكون فيها البيانات مستمدة من الوثائق بمختلف أنواعها مثل العلوم الاجتماعية والأبحاث القائمة على المكتبات والأبحاث المعتمدة على الأرشيف.

-من مصادر البيانات الوثائقية المصادر المكتوبة، وهناك أنواع أخرى من الوثائق التي يمكن استخدامها في البحث، التي قد تتخذ شكل مصادر مرئية (الصور ، المصنوعات اليدوية ،...إلخ)، أو مصادر مسموعة (الموسيقى) إن المصادر المرئية والسمعية هي أيضا شكل من أشكال الوثائق المفيدة للبحث ، لكنها نادرا ما تستخدم في العلوم الاجتماعية .

والوثائق المكتوبة هي : الكتب والصحف ، صفحات المواقع والانترنت ، الجرائد والمجلات ، السجلات ، الخطابات والمذكرات  اليوميات ، الإصدارات الحكومية والإحصاءات الرسمية (7) .

-       إذا لا يجب الخلط بين الوثائق وتحليل المحتوى، فالأولى (الوثائق) هي تقنية جمع البيانات (المعلومات) المراد الحصول عليها، بينما التسمية الثانية تحليل المحتوى يعتبر  في هذا الموقع (من مرجعية تقنيات جمع البيانات ).

طريقة لتحليل تلك الوثيقة التي تم جمعها.

وفي هذا الصدد يضيف آخر  " يعتبر تحليل محتوى الوثائق طريقة يمكن استخدامها مع  أي نص سواء كان مكتوبا أو مسموعا أو مرئيا ، كوسيلة لقياس مدى كفاءة البيانات الواردة في النص ، يمكن للباحث في علم السياسة استخدام هذه الطريقة لدراسة الخطابات السياسة ، كما تمكّن هذه الطريقة علماء التربية من دراسة محتويات كتب الأطفال ، ويمكن لعلماء التاريخ الاستفادة منها عن طريق تحليل مراسلات المسؤولين".

لكن مهما تعددت مجالات تطبيق هذه الطريقة، فإن هناك إجراءات مباشرة ومنطقية يجب إتباعها عند استخدام تحليل المحتوى(8).

-       قد أشرنا سابقا إلى مفهوم التقنية وخصائصها، وأخذنا بعين الاعتبار خاصية الامتلاك النظري الذي يعتبر غير كاف، بمعنى فهم التقنية ليس كافيا بل يجب العمل على تطبيقها.

لذلك قد خصصنا جزءا ، لا بأس به للاستمارة وأُخِذت كنموذج  للدراسة والبحث ، من خلال ماهية الاستبيان وما ارتبط به ، خاصة ما تعلق بكيفية إنشاء استمارة بحث ، تجربيها توزيعها ...، وصولا  إلى تحليل البيانات وهي المعلومات المتحصل عليها والتي تم جمعها عن طريق تقنية الاستمارة من أجل أن تعالج ويقوم الباحث بتحليلها وهذا يسمح له باختبار الفرضيات المطروحة ، وفي هذا الصدد يقول سعيد سبعون أن عملية التحليل تتطلب القيام ببعض العمليات الإجرائية الأساسية وهي : الترميز ،بناء الجداول التفريغية  والتحليل الفعلي للبيانات (9).

وهذا ما سنتطرق إليه في المحاور اللاحقة.

 

 

 

 

3-           ماهية الإستبيان :

2-1  تعاريف :

2- الإستبيان : يعتبر أحد الوسائل التي يعتمد عليها الباحث في تجميع البيانات والمعلومات من مصادرها  ويعتمد الإستبيان على استنطاق الناس (*) المستهدفين بالبحث من أجل الحصول على إجاباتهم عن الموضوع والتي يتوقع الباحث أنها مفيدة لبحثه وتساعده بالتالي على إختبار فرضياته (10).

ويضيف آخر أنه: " أداة أولية من أدوات جمع البيانات التي يحتاجها الباحث في إطار دراسته للظواهر والأحداث الاجتماعية ويعتبر من أكثر الأدوات المعروفة والمستخدمة لدى الباحثين والعلوم الاجتماعية الأخرى للحصول على معلومات وبيانات عن الأفراد، ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها أن الاستبيان اقتصادي نسبيا (*)، ويمكن إرساله إلى أشخاص في مناطق بعيدة، كما أن الأسئلة أو المفردات مقننة من فرد لآخر، ويمكن ضمان سرية الاستجابات، كما أنه يمكن صياغة الأسئلة لتناسب أغراضا محددة (11).

و يلخص آخر الاستبيان بأنه يدخل في إطار التقنيات الحية التي تشمل الملاحظة والمقابلة وقياس المواقف ، ويدخل ضمن تقنيات الأسلوب الكمي الذي يعتمد على الطريقة الإحصائية ، طريقة المسح الاجتماعي وطريقة القياس الاجتماعي ، وكلها تعتمد الاستجواب وجمع المعلومات والآراء .

يضيف إذا هو جملة من الأسئلة المهيكلة شكلا ومضمونا تهدف إلى معالجة موضوع اجتماعي عبر الحصول على معلومات معينة ذات علاقة به، ويعتبر المرحلة الأخيرة قبل تحليل المعطيات واستخراج النتائج العلمية(12).

و يجب أن نحدد الفروق بين بعض المصطلحات الأساسية، فمصطلح الاستبيان عبارة عن استمارة للبحث تضم مجموعة من الأسئلة المفتوحة أو المغلقة ، يوجهها الباحث إلى المبحوث لكي يجيب عليها بنفسه ودون تدخل من الباحث .و مصطلح استمارة المقابلة(الإستبار )عبارة عن مجموعة من الأسئلة يوجهها الباحث مباشرة إلى المبحوث من خلال مكالمة هاتفية أو مقابلة شخصية مخطط لها مسبقا (13).

2-2-الحالات المثلى لاستخدام الاستبيان : إن اختلاف مناهج البحث يساعد الباحث على اختيار أنسبها للمواقف  المختلفة وينطبق ذلك أيضا على الاستبيان بمختلف أنواعه ، وعلى الرغم من إمكانية استخدام الاستبيانات ببراعة في العديد من المواقف  البحثية ، فإنها تعطي أفضل النتائج في الحالات التالية :

*عند تضمين أعداد هائلة من المشاركين في مناطق متفرقة، مثل الاستبيان بالبريد .

*عند الحاجة إلى معلومات مباشرة –مختصرة نسبيا وليست محل جدل.

*عندما يكون المناخ الاجتماعي مهيئا لإجابات وافية وصحيحة.

*عندما تكون هناك حاجة لبيانات موحدة من أسئلة موحدة –دون الإضطرار لإجراء مقابلة شخصية.

*عندما يكون هناك متسع من الوقت يسمح بالتأخر في الحصول على البيانات نتيجة طول الفترة الزمنية التي يستغرقها الباحث في تصميم الاستبيان وإجراء الدراسة الاستطلاعية والوقت الذي يستغرقه إرسال الاستبيان بالبريد وتلقي الرد .

*عندما تسمح مصادر تمويل البحث (*) تتحمل تكاليف الطباعة ونفقة البريد وتنسيق البيانات.

*عند التأكد من قدرة المتلقين على قراءة الأسئلة الواردة الاستبيان.

و فهمها، أي يجب مراعاة الفئات العمرية للمشاركين وقدراتهم الذهنية ومنظورهم للحياة (14).

 

المحاضرة السابعة: أنواع الإستبيان : من تقنيات جمع المعطيات (الاستمارة نموذجا) (يتبع).

2-3-أنواع الاستبيان :

أ-الإستبيان المباشر : وهو الذي يوزع باليد مباشرة من الباحث أو الفريق المساعد له بحيث تتم تعبئة الاستمارة مباشرة من قبل المبحوثين ، ويتم توضيح أي استفسار يعترض المبحوثين .

ومن مميزاته أن نسبة مردوديته عالية، حيث يجعل الباحث متأكدا أن المبحوث هو الذي يجيب على الاستمارة، إنه أيضا قليل الكلفة ويساعد على استجلاء معلومات حساسة نتيجة لعدم كتابة الإسم على الاستمارة (*).

أما سلبياته فأولها أنه لا يصلح مع الذين لا يجيدون القراءة والكتابة ، كما أنه قد يتضمن إجابات صادقة من المبحوثين ، أو قد تكون غير واضحة وملتبسة ، كما أن كثرة الأسئلة تبعث على الملل في نفوس المبحوثين.

ب-الإستبيان غير المباشر : وهو الذي يتم توزيعه عن طريق وسائل الاتصال التالية :

البريد المرسل، حيث ترسل استمارة الأسئلة إلى عناوين محددة، لكن تتم الإجابة عليها وإعادتها أيضا عن طريق البريد، من إيجابياته يعطي وقتا كافيا للمبحوثين للإجابة على الأسئلة.

ومن أمثلته أيضا الهاتف (اتصال بالمبحوثين في أماكنهم وعلى انفراد)، والصحف والمجلات (يتم طبع استمارة الاستبيان) وكذلك الإذاعة والتلفزيون (تقوم بها الدول والشركات التي تود استطلاع الرأي العام) (15).

2-4 حجم الإستبيان :

يصعب تحديد عدد الأسئلة  التي يمكن أن يشملها الاستبيان ويتوقف ذلك على عوامل مختلفة ، مثل موضوع البحث ، ومدى صعوبة الأسئلة ، وطبيعة الأشخاص المرسل إليهم حجم الاستبيان والوقت الذي يستغرقه استكمال الإستبيان ، ولذلك يبقى تحديد حجم الإستبيان في النهاية مسألة نسبية خاضعة لتقدير الباحث ، الذي يستطيع أن يحدد عدد الأسئلة التي يمكن للمشارك تحملها دون أن ينفذ صبره .

وكمعلومة مهمة تضاف أن طول الاستبيان ربما يكون العائق الأكبر في الإجابة عنه:

-يجب أن تكرس كل الجهود لجعل الاستبيان مختصرا قدر الإمكان عن طريق تحجيم مجال الأسئلة لتشمل الموضوعات المهمة (*)  فقط ذات الصلة بالبحث مع تجنب التفاصيل الزائدة والموضوعات غير الضرورية  وعند صياغته على الباحث الجمع بين أمرين أساسيين : التغطية الشاملة لكل الموضوعات الحيوية في البحث والصياغة المختصرة للاستبيان لتشجيع الأشخاص على المشاركة فيه .

ولتحقيق هذه الموازنة، يجب على الباحث أن يراعي القواعد البحثية الآتية:

-يجب الاقتصار على الأسئلة التي لها دور رئيسي في البحث، فكلما كان البحث محكم التخطيط، كان من الأسهل تحديد الأسئلة المهمة واستبعاد الأسئلة الفرعية التي قد يحتاج  أو لا يحتاج إليها الباحث فيما بعد .

- يجب عدم تكرار الأسئلة (*) فعلى سبيل المثال ، لا يجب أن يتضمن الاستبيان سؤالين منفصلين على هذه   الشاكلة ، ما تاريخ ميلادك ؟ وكم تبلغ من العمر ؟

وهنا يمكن استنتاج إجابة ثانيهما من أولهما .

-يجب أن يتم توضيح عملية استكمال الاستبيان وتسهيلها قدر المستطاع .

-يجب على الباحث أن يحاول تقدير الوقت الذي من المحتمل أن يستغرقه استكمال البحث، وبناء عليه  يمكن للباحث أن يحدد ما إذا كان في وسع الفئة الموجهة إليها أن تضحى بهذا الوقت لاستكمال الاستبيان أم لا .

 

-2-5  الشكل النهائي للإستبيان :

يجب تسهيل عملية استكمال الإستبيان على المشتركين قدر المستطاع ، و في سبيل تحقيق ذلك ، يجب أن ينال الشكل النهائي الإستبيان إعجاب المشتركين فيه ، بحيث يحثهم ذلك على ملئه واستكماله ، هذا إضافة إلى التصميم الجيد الإستبيان يقلل من نسب الأخطاء الواردة حدوثها من قبل المشاركين فيه نتيجة إلتباس  الأمر عليهم إزاء المكان الصحيح والنموذج الأمثل لصياغتها (16).

ولتحقيق الشكل النهائي للإستبيان يجب التركيز على محتوى الاستمارة وما ارتبط  بها  من المضمون والشكل.

3 -محتوى الاستمارة ، كيفية تصميمها والشروط العلمية لصياغة أسئلتها .

3-1  محتوى الاستمارة وكيفية تصميمها .

تحوي عادة مجموعة أسئلة بعضها مفتوح وبعضها مغلق، وبعضها يتعلق بالحقائق وبعضها الآخر يتعلق بالآراء والمواقف  وبعضها عام و بعضها  متخصص وبدون استمارات الاستبيان  لا يستطيع الباحث أو المستبين جمع المادة العلمية من الحقل الاجتماعي ، ولا يستطيع التقيد بالمواضيع الأساسية لبحثه ، ولا يستطيع طرح أسئلة بصورة متكاملة ومنسقة ومتشابهة وموضوعية ومحصورة في إطار ثابت على الجميع .

كما يجب التذكر دائما أن جميع الأسئلة يجب أن تدور حول موضوع الدراسة، ويجب أن تتوالى حزمة الأسئلة المترابطة مع كل محور أو عنوان رئيسي في البحث (17).

وعن الأسئلة يضيف سعيد سبعون بأن ، " وعلى العموم تضم وثيقة الإستمارة ثلاثة أنواع من الأسئلة وهي السؤال المغلق والسؤال الاختياري أو المتعدد الإختيار والسؤال  المفتوح (18).

-وعن الاستمارة الإستبيانية تقسم إلى ثلاثة أبواب رئيسية، الباب الأول: يجب أن يحمل على الصفحة الأولى معلومات عن الجهة التي تقوم بإجراء البحث، ثم يذكر عنوان البحث، يليها اسم الباحث أو مجموعة الباحثين المشرفين على البحث، ثم يحدد في نهاية زاوية الصفحة، تاريخ إجراء المقابلة و اسم المقابل (*) ، ويمكن أن ندون على الصفحة الأولى أيضا العبارة التالية : " إن المعلومات التي تزودنا بها لن يطلع عليها أي شخص أو جهة ، ولن تستخدم إلا في أغراض هذا البحث العلمي مهما كانت الأحوال".

مثل هذه الملاحظة يمكن أن تشجع المبحوث على التخلص من بعض التردد والقلق.

-أما الباب الثاني من الاستمارة الإستبيانية، فيدور حول جمع المعلومات العامة أو الشخصية المتعلقة بالمبحوث (عمره ، مهنته ، دخله الشهري ، مستواه التعليمي ...).

أما الباب الثالث فيتعلق بالأسئلة المتخصصة التي يدور البحث حولها (19).

وعن البيانات العامة والتي تسمى بالمتغيرات المستقلة الثابتة، فإن طبيعة الموضوع هي التي تحدد انتقاءها.

فإذا كانت عينة بحثنا (من جنس الإناث)، فلا داعي ذكر الجنس في البيانات العامة.

وبخصوص الأسئلة المتخصصة تكون مرجعية صياغتها الفرضيات المطروحة للمعالجة فإنها تمحور وحسب الحالة أحيانا تحرر وأحيانا لا تحرر، فتحرر الفرضيات ويتم ذكرها عند صياغة فرضيات ليس لديها مساس بالمبحوث، ولا تحرر عند صياغتها في حالة لديها مساس بالمبحوث.

و نأخذ مثال للتوضيح: لدينا الفرضية العامة التالية: تؤثر البيئة الأسرية في التحصيل الدراسي لتلاميذ الطور الثانوي، تتفرع منها الفرضيتين الفرعيتين التاليتين:

الفرضية الفرعية الأولى : المستوى الثقافي –التعليمي  للوالدين يؤثر في التحصيل الدراسي لأبنائهم في الطور الثانوي .

الفرضية الفرعية الثانية : للمستوى المعيشي للوالدين تأثير على التحصيل الدراسي لأبنائهم في الطور الثانوي. 

وتحرر في الاستمارة الإستبيانية بهذا الشكل:

المحور الأول : البيانات العامة (الشخصية).

الجنس : ذكور                       إناث

السن :

-لا داعي إلى وضع المستوى المعيشي كمتغير مستقل ثابت، لأننا سنضعه في الأسئلة المتخصصة (هناك فريضة تتعلق بالمستوى المعيشي).

وعن الأسئلة المتخصصة فتكون بهذا الشكل والتي تتعلق في الأساس بالفرضيات.

المحور الثاني: أسئلة تتعلق بالفرضية الأولى: المستوى الثقافي، التعليمي للوالدين يؤثر على التحصيل الدراسي لأبنائهم في الطور الثانوي.

حتى لو كان المستوى الثقافي التعليمي لديه نوع من الحساسية لكن لا بأس بأن تحرر في حين إذا كانت لدينا الفرضية العامة:

تأثر البيروقراطية المدرسية في التحصيل الدراسي لتلاميذ الطور الثانوي.

و تتفرع منها الفرضيتين الفرعيتين التاليتين :

الفرضية الفرعية الأولى : للمحسوبية المدرسية تأثير في التحصيل الدراسي لتلاميذ الطور الثانوي .

الفرضية الفرعية الثانية : الترشيد المدرسي يؤثر  في التحصيل الدراسي لتلاميذ الطور الثانوي .

عن الأسئلة المتخصصة تكون في هذه الحالة بهذا الشكل :

المحور الثاني : أسئلة تتعلق بالفرضية الأولى ،(لا تحرر،لا يتم ذكرها )،لأن الفرضية لديها مساس بالمبحوث.

كذلك بالنسبة للفرضية الثانية لأن كلا الفرضيتين الفرعيتين لديهما مساس بالمبحوث .

لنا عودة لهذا المثال لتوضيح موضوع المفاهيم ، في طرح أسئلة الاستمارة.

وبالعودة إلى الأسئلة فحسب سعيد سبعون يحدد السؤال المغلق بأنه النوع المستعمل أكثر في وثيقة الاستمارة ، و يتحدد الجواب باختيار واحد من اثنين ، حيث يتحدد هامش الاختيار عموما إما بالإجابة بنعم" أو لا  بـــــــ"لا".

والشيء المميز لهذا النوع من السؤال هو سهولة استغلاله في مرحلة القيام بالمقارنة الإحصائية، مثال : هل تتابع نشرة أخبار الثامنة يوميا ؟ نعم                    لا

 وعن السؤال الاختياري يتميز هذا النوع من السؤال بتوسيع مجال إختيار الإجابة من طرف الباحث إلى أكثر من احتمال واحد عندما يعرض على المبحوث مجموعة عناصر إجابة يختار من بينها ما يشاء ، ويسمى هذا النوع أيضا بأسئلة caféteria  مع الإشارة أن السؤال الاختياري لابد أن يضم أيضا هذان العنصران في قائمة الإجابات المقترحة الإختيار  وهما : آخر :  (حَدِدْ) و لا أدري، و لتوضيح المثال التالي : أين تفضل أن تقضي عطلة الصيف :

-في الخارج

-في مخيم مع أصدقاء لي

-عمل صيفي

-مع العائلة على شاطئ البحر

-آخر       (حدد)......................................

-لا أدري 

 كملاحظة أنه يمكن للسؤال الإختياري أن يطلب من المبحوث أن يقوم بإعطاء ترقيم من 1 إلى ن (ن هنا محدد تماما ) بغرض القيام بترتيب الإجابات.

 وعن السؤال المفتوح وهو النوع الثالث من الأسئلة التي تحتويها وثيقة الاستمارة يتميز بكونه لا يوجد فيه أي توجيهية للمبحوث بخصوص الإجابة كمثال : ما رأيك؟  ويمكن كذلك أن يكون تابعا للسؤال المغلق(20).

ويضيف آخر أنه توجد الأسئلة المغلقة والمفتوحة بنفس الوقت.

وتستعمل عندما لا تستطيع الأسئلة المغلقة كشف الخلفيات الذاتية القيمية و  السيكولوجية للأشخاص المبحوثين ، كما لا تستخدم (الأسئلة المغلقة) كثيرا في البحوث التي تتعلق بالآراء والمواقف ، وفي هذه الحالة ينبغي مزج الأسئلة المفتوحة مع الأسئلة المغلقة لكي يمكن كشف حقيقة المواقف و إتجاهات المبحوثين(21).

3-2  الشروط العلمية لصياغة الأسئلة :

إن صياغة الأسئلة في الإستمارة الإستبيانية هي أيضا محور رئيسي لنجاح البحث فعليها يتوقف تجاوب المبحوثين وتقديمهم لإستجابات مفيدة للبحث .

ولتحقيق ذلك يستلزم التقيد بعدد من الشروط العلمية منها :

1-أن تبق الأسئلة متعلقة بموضوع البحث  و لا تخرج عن إطاره ومضامينه  العلمية بأية صورة من الصور.

2-أن يكون عدد الأسئلة معقولا ومشجعا للمبحوث على التعاون ، فلا تكون طويلة ومملة ، ولا قصيرة أو قاصرة عن استخراج المعلومات المفيدة ،إن تفرغ وتشعب الأسئلة لا يشجع المبحوث ، ويجلب التذمر.

3-يجب أن تخلو الاستمارة من المصطلحات الفنية والمفاهيم المتخصصة (*).

4-أن تكون الأسئلة قصيرة ، مركزة ، وواضحة ، وبعيدة عن الغموض والإرتباك والتشويش.

5-أن تكون الأسئلة متسلسلة منطقيا ، متصلة الواحدة بالأخرى بشكل نظامي وعقلاني .

6-أن تتميز الأسئلة بالحيادية والموضوعية ، والبعد عن الاستدراج للمبحوث بل وحتى البعد عن الإيحاء له ولو بشكل غير مباشر للإجابة باتجاه محدد .(22)

إن خطوات البحث المنهجية في تسلسل دائم ،سواء كان هذا التسلسل مباشر أو غير مباشر في ترتيبه فما علاقة الفرضية بالإستبيان؟

قبل أن نبرز نوع هذه العلاقة من الجدير الوقوف على أهداف الاستبيان لصلته الوطيدة بالاستبيان كمفهوم و الفرضيات المطروحة.

4-  أهداف الإستبيان و علاقة الفرضية بالإستبيان :

4-1 أهداف الإستبيان: يهدف الإستبيان عموما إلى جمع البيانات، و ذلك بقطع النظر عن نوعية الموضوع المطروح (المعالج)،و لكن نقصد بالهدف هنا النتائج التي يمكن أن يفضي إليها الإستبيان و قد حددها  R.Ghiglione كالآتي :

تقدير بعض الأبعاد النسبية مثل تقدير حصة كل نوع داخل المجموعة المدروسة(في الإقتصاد )

تقدير بعض الأبعاد المطبقة المصاريف إبان فترة محددة .

وصف مجموعات صغرى، إعطاء خصائصها مثل خصائص المستهلكين لمنتوج معين .

و هذا الهدف الأخير هو الذي يهمنا في هذا الموضوع و هو من أهم الأهداف التي تربط الفرضيات بالإستبيان، و لكن قبل ذلك كيف يتم المرور من الفرضية إلى الاستبيان ومنه نتطرق إلى التالي .

 

 

 

4-2 علاقة الفرضية بالإستبيان :

قبل الإنطلاق في صياغة الإستبيان يجب على الباحث مراجعة وضوح أهداف البحث و دقة الفرضيات،لأن الإستبيان هو ترجمة لأهداف البحث في مستوى الأسئلة المطروحة والتي بدورها تبرز العلاقات المبنية في إطار الفرضيات بين مختلف المتغيرات المحددة .

يبدو من خلال هذه العلاقات، أن التمشي العلمي و المنهجي للبحث الإجتماعي ،نظريا و تطبيقيا ليس مسارا خطيا أفقيا ،بل هو ذهاب و إياب بين الفرضية،الملاحظة، الإشكالية و الإستبيان .

إن المرور من الفرضية إلى الإستبيان يستدعي تحديد أهداف البحث ،و بعدها تأتي مرحلة صياغة محتوى الأسئلة، التي يجب أن تثير كل الإشكاليات المتعلقة بالموضوع،أهدافه و المتغيرات التي وضعت في الفرضيات ،كفاعلة في الظاهرة و متدخلة في تحديدها، ثم تحديد نوعية الأجوبة المرتد الحصول عليها أي المعلومات التي نود وجودها في مستوى الأجوبة(23) .

و الملاحظة في المسار الخطي المذكور سالفا ليست كتقنية، بل تلك الملاحظة السوسيولوجية التي يتميز بها الباحث ،المتعلقة بمحتوى و مرجعية الفرضية انطلاقا من الإشكالية فالإستبيان كتقنية .

و معنى هذا أن الباحث يبني إشكالية بالملاحظة السوسيولوجية التي يتميز بها عند صياغته لفرضيات البحث.

ثم عن طريق الفرضيات المطروحة للمعالجة و بملاحظته يقوم بجمع المعطيات (المعلومات) عن طريق الاستبيان، كيف تتم هذه العملية بأقل تبسيط للفهم ؟

كما تم الإشارة سالفا حول كيفية المرور من الفرضية إلى الإستبيان هذه هي   العملية نفسها.

-4-3 الاستمارة و صورتها النهائية: تخضع الاستمارة كباقي أدوات البحث العلمي للتجريب و الفحص قبل تطبيقها، قصد التحقق من صلاحيتها و درجة موثوقيتها من حيث الصدق و الثبات ،و ذلك بتصميم دراسة إستطلاعية على عينة من جنس العينة الأصلية الأساسية و تطبق فيها الاستمارة في ضوء تعليماتها المحددة سلفا ،ثم يتم جمعها بطريقة منظمة بعد الانتهاء من تطبيقها في الزمان و المكان ،ثم تحول الإجابات إلى قيم كمية ،و تحدد طريقة التصحيح و التفريغ قصد الحصول عل ما يسميه الإحصائيون بالدرجات الخام لمعالجتها إحصائيا في ضوء أهداف الدراسة الاستطلاعية، بحيث يتم فيها حساب ثبات الاستمارة وصدقها و تقنينها بالطرق الإحصائية المناسبة لذلك .

و بعد الانتهاء من تقنين الاستمارة و التأكد من استفائها لشروطها العلمية و الموضوعية، و قدرتها على جمع المعلومات اللازمة للتحقق و دراسة فروض البحث تكون الاستمارة، قد أعدت في صورتها النهائية ،و قابلة للتطبيق على عينة الدراسة الأساسية التي يتم فيها الدراسة النهائية للفروض و تقرير النتائج

و في كل أشكال الاستمارات و أنواعها و أيا كانت طريقة الإجابة عنها و شكل الإجابة فإن ما يجمع من بيانات و معلومات بواسطتها، يكون قابل للتكميم و المعالجة الإحصائية حسب متطلبات الفرضية و ما يناسبها من القوانين الإحصائية و الرياضية(24).

هكذا إذا تكون الصورة النهائية للإستمارة في ضوء الدراسة الإستطلاعية من خلال عملية تجريبية على عينة بحث تجريبية و تكون  بعدد معقول ليس بكثير، و ذلك حسب ما تستدعيه فرضيات البحث .

خــــــــــــــاتمة:

إذا تعتبر الاستمارة أداة من أدوات جمع البيانات (المعلومات) حول الظاهرة محل الدراسة و البحث، و تعد أدق التقنيات المعتمدة(المقابلة، الملاحظة، الوثائق ،. . . )ذلك أنها تدخل ضمن تقنيات الأسلوب الكمي الذي يعتمد بدوره على الطريقة الإحصائية.

كما أنها مرحلة تمهيدية لتحليل المعطيات و استخراج النتائج النهائية للدراسة (تحقق أو عدم تحقق الفرض المطروح للمعالجة).

 

قائمة المراجع :

(01)- حسين عبد الحميد أحمد رشوان ، العلم والبحث العلمي : دراسة في مناهج العلوم ، ط06 ، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية (مصر )، 1995 ، ص 49.

(02)-مادلين غرافيتش ، منطق البحث في العلوم الاجتماعية ، ترجمة د.سام عمار ، ط01 ، المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر ، دمشق (سوريا)، 1993 ، ص11.

(*):في هذا الإطار لم يتم التوسع في التقنيات المغايرة : الملاحظة ، المقابلة ،الوثائق (عن طريق تحليل المحتوى) ، بل ركزنا على تقنية الإستمارة لنأخذ مثالا للتطبيق من منطلق إنشاء استمارة بحث بمرجعية الفرضيات المقترحة للمعالجة وصولا إلى عملية فرز النتائج ، كيف ذلك ؟

- من خلال عمليات الفرز والترميز والتبويب للحصول على جداول تفريغية متباينة.

(*):معناه أن تقنية وحدها لا تكفي لجمع المادة العلمية و معروف لدى الباحثين أن هناك تقنيات بحث أساسية وتقنيات بحث تدعيمية  لأجل الإلمام بالموضوع المعالج للحصول على القدر الكافي للمعلومات الواجب الحصول عليها وهذه المعلومات هي إيجابات المبحوثين  .

(03)-زكي حسين جمعة ، منهجية البحث العلمي في العلوم  الإنسانية والاجتماعية (رؤية معرفية في إدارة البحث العلمي )، دار الفرابي ، ط01: بيروت (لبنان)، 2019 ، ص 95-96.

(04)- محمد شيّا ، مناهج التفكير وقواعد البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط02 ، بيروت (لبنان)، 2008، ص168.

(05)-طاهر حسو الزيباري ،أساليب البحث العلمي في علم الإجتماع ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط01 ، بيروت (لبنان)، 2011 ، ص 136.

(06)-إبراهيم العسل ، الأسس النظرية والأساليب التطبيقية في علم الاجتماع ، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط02 ، بيروت (لبنان)، 2011 ، ص111-112.

(07)- مارتين دينسكومب ، دليلك العملي لإجراء الأبحاث ، ترجمة خالد العامري ، دار الفاروق للنشر والتوزيع ، ط01 ، القاهرة (مصر) ، 2008 ، ص269-275.

(08)-نفس المرجع ، ص281.

(09)- سعيد سبعون ، الدليل المنهجي : في إعداد المذكرات والرسائل الجامعية في علم الإجتماع ، دار القصبة للنشر ، ط02 ، الجزائر ، 2012 ، ص183.

(*)-الناس : كباحثين في علم الإجتماع ، نركز على إستعمال مصطلح الأفراد عوض الناس .

(10)-:عبد الغني عماد ، منهجية البحث في علم الإجتماع : الإشكاليات ، التقنيات ، المقاربات ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، ط01 ، بيروت ، 2008 ، ص 61.

(11)-طاهر حسو الزيباري ، مرجع سابق ، ص143.

(*)-نسبيا : يحدده نوع الإستبيان وكذا تموقع العينة .

(12)-خميس طعم الله ، مناهج البحث وأدواته في العلوم الإجتماعية ، مركز النشر الجامعي ، د.ط ، تونس ، 2004 ، ص80-90.

(13)- طاهر حسو الزيباري ، مرجع سابق ، ص144.

(14)-مارتين دينسكومب ، مرجع سابق ، ص186.

(*)-كتابة إسم المبحوث ، وليس الباحث ، حتى  يتسنى له الإجابة على أسئلة الاستمارة بكل حرية ، ودون حرج وتمسكا بالملاحظة حول السرية التامة لإجابات المبحوثين ، التي يضعها الباحث في صفحة الواجهة .

 (15)-عبد الغني عماد ، مرجع سابق ، ص62.

(*)-عدم تكرار الأسئلة التي تؤدي إلى معنى المثال الوارد ، وليست الأسئلة المفخخة التي تهدف إلى التأكد من صحة إجابة المبحوثين ، وهي تلك الأسئلة التي تحمل نفس المعنى مصاغة بصياغة متباينة.

(16)- مارتين دينسكومب ، مرجع سابق ، ص 193-194.

(17)-عبد الغني عماد ، مرجع سابق ، ص63

(18)-سعيد سبعون ، مرجع سابق ، ص165.

(*):في واقع الأمر لا يذكر الإسم ، وإنما الصفة ، فعند إستعمال الباحث ، تقنية الإستمارة تحت ظل مجموعتين (تحدد بالعينة) نذكر الإسم (الصفة): طالب مج 01.

أو طالب مج 02 ، طبعا في حالة الإستمارة للمجموعتين 01، 02 تحمل نفس المحتوى .

(19)-عبد الغني عماد ، مرجع سابق ، ص 63-64.

(20)- سعيد  سبعون ، مرجع سابق ، ص 166-167.

(21)- عبد الغني عماد ، مرجع سابق ، ص64-65.

(*):بموضوع البحث أي أن تصاغ الأسئلة بمرجعية فرضيات البحث أكثر دقة لأن الموضوع في هذه الحالة يكون شاملا وما هو إلا عنوان يترجم مجال اهتمام الباحث .

(*):يقصد بها تلك الأسئلة التي تصاغ بمصطلحات أدبية محضة ، نسيانا من الباحث أنه في حقل علم الإجتماع ، وعدم تفكيكه إن صحت العبارة –للمفهوم عبر العملية مفهوم،   بعد مؤشر ، كأن يسأل المبحوث ، هل أنت مندمج اجتماعيا ؟ ، فلا ينبغي أن يسأل بهذا الشكل ،لأن مفهوم الإندماج الاجتماعي لا يفهمه إلا المتخصص في الحقل ذاته و لأجل تبسيطه  يجب المرور بأجرأة المفاهيم.

(22)-نفس المرجع ، ص:67،66.

(23)-خميس طعم الله ،مرجع سابق، ص 91.

(24) -العربي بلقاسم فرحاتي،البحث الجامعي بين التحرير و التصميم و التقنيات ،دار أسامة للنشر والتوزيع، ط1،الأردن،2012،ص:293،292.

المحاضرة الثامنة تحليل البيانات الكمية (الاستمارة نموذجا).

 تمهيد:

بعد الانتهاء من عملية جمع البيانات من خلال تقنيات متباينة، الأساسية منها والتدعيمية  التي تفرضها طبيعة الموضوع المعالج ، تليها عملية  تحليل البيانات ،أو المعطيات والمعلومات ، بفرزها وتحليلها  بالاعتماد  على شكل الجداول التفريغية (الإحصائية) ، أو على شكل رسومات بيانية  تخدم جميعها فرضيات البحث و وإشكاليته  .

ونأخذ الاستمارة كنموذج للتحليل باعتبار معطياتها قابلة للتكميم، ومعنى ذلك أن الباحث في حقل العلوم الاجتماعية يقوم بتحليل البيانات الكمية بمرجعية لغة الأرقام لهدف تأكيد موضوعية البحث بصفة عامة.

 ومنه يعتبر تحليل البيانات الكمية من المحطات المنهجية الأساسية، وذلك  من خلال عملية تحويل المعطيات الكيفية الموجودة في استمارة الاستبيان  المتمثلة أساسا في إجابات المبحوثين  إلى معطيات كمية لأجل غرض  المقارنة لاختبار فرضيات البحث ،إذا كيف تتم هذه العملية ؟

1-المفاهيم ذات العلاقة :

نتطرق في هذا الجزء إلى مفاهيم توضيحية، والبعض منها ( المفاهيم) يشار إليها ، ذلك أنه سيتم التوسع فيها في عناصر لاحقة ، مع مراعاة التدرج في طرح المفاهيم من العام إلى الخاص مثال : تحليل البيانات والتحليل الإحصائي للبيانات ...  وما إلى ذلك .

1-1-جمع المعطيات :  تتباين  طبيعة المعطيات الضرورية للبحث بين حقل معرفي وحقل معرفي آخر .

فمعطيات الرياضيات معادلات وعلاقات رقمية ، ومعطيات الفيزياء ، ربما  تكون رياضية لكنها في الآن نفسه تجريبية إلى حد ما ،  أما معطيات حقلي  بحثنا العلوم الإنسانية والاجتماعية ، فهي متجانسة ومتباينة في آن واحد  هي عامة معطيات وصفية ، لكنها تتباين بين ما هو كمي مثل ما هو الحال  في علوم الجغرافيا والديموغرافيا وبعض فروع  علم الاجتماع وعلم النفس  ( بيانات ، نسب وإحصائيات) ، وبين ما هو نوعي كحال الفلسفة  والبحوث الأدبية والجمالية والأخلاقية  ( وقائع، أدلة ، بنى ، عناصر ، مفردات ، حالات محددة وسواها)،حيث تكثيف المادة المجمعة ، وتنويعها  ومقاطعة مصادرها ، والنقد الصارم لها ،أي التحقق  المتعدد  الشكل  منها ، والتحليل المنطقي ، ثم الاستنتاج ، وإعادة امتحان النتائج سلبا ، قبل  الإيجاب كفيل بتوفير ضمانات  موضوعية  موثوقة علميا .

في حقلي اهتمامنا ، العلوم الإنسانية والاجتماعية ، تتنوع أدوات جمع المعطيات بتنوع المعطيات نفسها في كل حقل ، بل في كل علم ، وعليه فإن ما نقوله يبقى  عاما لينطبق على الحقلين ، فيما واقع  الحال هو أن خصوصية  مادة  كل علم  وطبيعة معطياته (*) هي التي تحدد نوع الأدوات التي نستخدمها و تفاصيل المعطيات والمعلومات والمواد التي سيجمعها الباحث في سياق تأييده  أو دحضه  لفرضية البحث (1).

1-2-تصنيف البيانات :

تعتبر عملية التصنيف مدخلا لتبويب وتفريغ البيانات وتجهيزها من أجل  الاستفادة منها ، وإن الهدف من التصنيف هو ضم البيانات  المتشابهة والمتجانسة  إلى بعضها البعض ، وترتيبها في فئات ومجموعات متشابهة  ، كالعمر أو الحالة  الاجتماعية أو الدخل أو المستوى التعليمي ...إلخ ، وذلك  لتسهيل عملية التحليل والتفسير  ويلي عملية تصنيف البيانات تفريغ  هذه البيانات في جداول (2).

1-3-تفريغ البيانات :

قبل تفريغ البيانات على الباحث مراجعة كل استمارة ، واستبعاد الاستمارات  التي يتبين فيها عدم جدية المجيب ، وذلك حتى لا تتأثر موضوعية  النتائج ودقتها (3).

-سنعود لهذه المرحلة من الدارسة في الخطوات اللاحقة ذلك أن أهمية تحليل الموضوع يتوقف عليها:

1-4-تحليل المعطيات: تحليل المعطيات واستخراج النتائج الأولية   هما عمليتان متداخلتان في الأبحاث الإنسانية والاجتماعية.

حيث تبدأ العملية بفرز المعطيات التي جرى تجميعها، وبمقدار ما تكون كمية أو عدد المعطيات كبيرا ومتنوعا ، تسهل عملية تصنيف المعطيات أو الأدلة .

-ويعتبر المنطق أداة التحليل الأساسية في تحليل المعطيات واستخراج النتائج فعملية التحليل هي شكل آخر لاستخدام أدوات الاستقراء التي نصح بها " بايكون" و "مل" فبعد جمع جداول المعطيات تبدأ، بحسب المنهج البايكوني والملي عملية مقارنة ما هو مشترك أو متقاطع بين عناصر الملاحظات والتجارب المجمعة، ثم شطب مالا يتبين أنه على صلة سببية وضرورية للظاهرة أو الحالة موضوع البحث.

٠ومن خلال المقارنة والمقاطعة والشطب والاستبعاد لما لا يبدو سببا أو عاملا مساعدا، نقترب من لحظة فهم تكوين الظاهرة أو الحالة ، وتفسيرها من ثمة ، وتحديد أسبابها إذا أمكننا ، وهو الغرض الأسمى  لكل بحث علمي (4).

 1-5-البيانات الكمية : إن استخدام البيانات الكمية في البحث الاجتماعي  له مميزاته،إحدى هذه المميزات أن هذا الاستخدام يحمل معه نوعا من التقدير العلمي ، يرجع  ذلك إلى أن البيانات البحثية تعتمد على الأرقام  وتقدم النتائج  في صورة رسوم بيانية وجداول ، فتزيد من ثقل البحث وتؤكد موضوعيته (5).

1-6-  الجداول ( التفريغية، الإحصائية):

من أهم مزايا الجداول المرونة ، حيث يمكن إستخدام الجداول مع كل أنواع البيانات الرقمية ، كما تتيح برامج الكمبيوتر نماذج عديدة للجداول  والتي تساعد في تقديم البيانات بشكل جذاب .

٠تعتمد درجة تعقيد الجدول على أمرين : أولا الجمهور  الموجه إليه  ثانيا  القيود المفروضة على شكل الوثيقة التي يظهر فيها الجدول ، ولخدمة الأغراض البحثية يكون على الباحث الحفاظ على البساطة في شكل الجدول(6).

1-7-العرض البياني للتوزيعات  التكرارية (بيانات مبوبة).

تدخل وسائل العرض البياني (أشكال ورسوم بيانية) ضمن أدوات الإحصاء الوصفي ، وذلك لتنظيم وتلخيص وعرض البيانات إما بديلا عن الجداول أو استكمالا لها وتمتاز هذه الوسائل بالبساطة والفعالية في عرض البيانات وإعطاء فكرة سريعة عنها ، ومن وسائل العرض البياني  المدرج التكراري ، المضلع التكراري ، المنحى التكراري...(7).

1- 8-التحليل الإحصائي للبيانات : 

يلجأ إلى التحليل الإحصائي للبيانات إذا كانت التقنية المستعملة في جمع البيانات، من أجل التحقق من الفرضيات هي الاستمارة، وهذا التحليل الإحصائي يخص أساسا الأسئلة المغلقة والأسئلة الاختيارية.

إن التحليل الإحصائي للبيانات هو المعالجة الإحصائية بين المتغيرات التي توجد في استمارة البحث من خلال إجابات المبحوثين بغرض إجراء المقارنة بين ما حصلنا عليه من بيانات المبحوثين وما تم وضعه في الفرضيات ، وعلى  العموم يتعلق التحليل الإحصائي للبيانات بحساب  تكرارات الإجابات وتوزيعها  وكذلك إقامة العلاقات الحسابية بين المتغيرات (8).

 وبأكثر  شمولية نعود إلى المرجعية الأصلية وهي ثنائية مفهومي  التحليل النوعي الكيفي والتحليل الإحصائي الكمي، لنفهم هذا العنصر نتطرق إلى:

1-9-التحليل النوعي  الكيفي والتحليل الإحصائي الكمي

 ينبغي على الباحث عند الحديث أن يرفض زيف الثنائية المصطنعة للفصل بين الدراسات الكيفية والدراسات الكمية، أو بين المدخل الإحصائي والمدخل غير الإحصائي في البحث الاجتماعي ، ولهذا يجب ألا نغفل  الجانب الكمي في الوصف والتفسير  وخاصة بعد تقدم العلوم الاجتماعية ، ومنه يتحول علم الاجتماع إلى عملية التكميم طالما أن السلوك الاحتمالي قابل للتصنيف .

 إذ يقصد بالتحليل الكيفي الوصول إلى تفسيرات موضوعية للمعطيات اللفظية التي يسفر عنها الباحث ، وقد يتصور البعض أن التحليل الكيفي لا يتطلب نفس الجهد المبذول  في التحليل  الكمي ، ومع هذا فإن   التحليل الوصفي أو الكيفي تحكمه ضوابط موضوعية تحدد قبل تنفيذ البحث ، ومن واجب الباحث أن يوضح  في تقريره ما إذا كان البحث قد أسهم في إختيار نظرية قائمة أو في توضيح المفاهيم  النظرية  أو اقتراح نظريات جديدة عن نوع البحوث التي يمكن أن تجرى في المستقبل لمتابعة بحث المشكلة التي بدأ منها .

أما عن  التحليل  الإحصائي الكمي أو ما يعرف بالتحليل الكمي ، فإنه  يختص  عند قيام الباحث بجمع البيانات وتصنيفها وترميزها ، فإن إجراءات  البحث تصبح سهلة للغاية من حيث تحليلها، أما تفسير نتائج الدراسة فتحتاج إلى زيادة ألفة الباحث بإطار البحث وبمراحله المختلفة (9).

إذا تبدأ مرحلة التحليل الذي يأخذ اتجاهين : الكمي والنوعي ، التحليل الكمي  يعتمد بشكل أساسي على البيانات والمعطيات الإحصائية في الجداول  ودلالاتها .

أما التحليل النوعي أو الكيفي فيعتمد  بشكل أساسي على تحليل النصوص  أو الوثائق ،وقد تعتمد البحوث كلا الاتجاهين  أو تركز على إحديهما أكثر من الآخر (10).

يوضح هذا التعريف الأخير (التحليل) الشكل المختصر له كمفهوم وعلى أهم مرتكزاته.

المحاضرة التاسعة(يتبع) : طرق تصنيف أو تفريغ البيانات ومعالجتها (يتبع)

2-طرق تصنيف أو تفريغ البيانات ومعالجتها :

هناك طريقتان لتفريغ البيانات(المعطيات)،التفريغ اليدوي،والتفريغ الآلي و اعتماد إحداهما دون الأخرى تحدده أسباب لذلك.

قبل أن نتطرق إلى التعريف بكل طريقة ،يجب الوقوف على بعض المفاهيم التوضيحية، من خلال التركيز على غايتها :

2-1-الهدف من عملية التصنيف : لقد تعرفها في عنصر المفاهيم  ذات العلاقة كمفهوم تصنيف البيانات ، وسنتعرف على الهدف منه ( التصنيف كمرحلة ).

 عملية التصنيف أو التفريغ تستهدف تحويل المعطيات النوعية والكيفية  الموجودة في استمارة الإستبيان (الإجابات) إلى معطيات كمية ( رموز و أرقام) وإحصائية كي تسهل مقارنتها وتفسيرها (11).

 ويضاف للغاية من التصنيف استخلاص كل معطيات الإجابات وتجمعيها ثم  تصنفيها بشكل يفيد البحث ، هذا العمل شاق ويتطلب دقة بالغة لأن  التصنيفات يجب أن تتم بدقة كي لا يضيع من المعطيات أي تفصيل  قد يفيد  البحث(12) .

 -وحتى لا نشوش عقل  الطالب حول موقع إن صحت العبارة –عملية  التصنيف التي اعتبرت قبلا كمرحلة تأتي بعد الإنتهاء من جمع البيانات  باعتبارها مرحلة تمهيدية حيث يعتبرها بعض الباحثين مدخلا لتبويب  وتفريغ  البيانات.

في حين يعتبرها ( عملية التصنيف) ، البغض الآخر من الباحثين مرحلة تسبق   جمع البيانات ويشار إليها كنصيحة عامة .

-وعادة تطبق هذه الخطوة في مرحلة مبكرة من البحث ، وفي الحقيقة تكون النصيحة العامة التي تقدم للباحث فيما يخص التحليل الكمي هي القيام بالتصنيف الذي يسبق عملية جمع البيانات .

إذا كان ذلك يبدو بعيد المنال ، قد يكون من المفيد إيضاح هذه العملية ( التصنيف) باختصار من حيث علاقتها باستخدام الاستبيانات ، بغرض أن البحث  يهتم  بوظائف الأشخاص وينوي إجراء استطلاع على 1000 شخص ، فإنه  قد يطرح أسئلة  تتعلق بالوظيفة التي يشغلها المشارك في البحث ، قد ينتج عن مثل هذا السؤال كميات  هائلة من البيانات ، وقد تكون كلها على هيئة  كلمات تغطي كل الاحتمالات في هذه الحالة يكون  من الصعب على الباحث معالجة  البيانات ، وتكون  عملية تحليلها أصعب فإذا تخيلنا هذا  الموقف ، سنجد أن الباحث  يتعامل مع 1000 وظيفة متخلفة ، ولكي تسهل  عملية التحليل على الباحث ، يجب عليه تحديد عدد أقل من فئات  الوظائف ، ثم إدراج كل وظيفة  تحت واحدة من الفئات ، وسيكون لكل فئة  رقم خاص بها ، وبذلك ستتضمن عملية التحليل تصنيف كل كلمة  من خلال  إعطائها رقما يتناسب مع الفئة التي تنتمي لها (13).

ويختصر الباحث ما قيل حول عملية تصنيف البيانات إذا كان له علم باستعمال البيات الكمية قائلا: إذا كان الباحث على علم سابق بأنه سيحتاج للبيانات الكمية في بحثه ، سيكون من المنطقي تصنيف الفئات  والأرقام التي  تنتمي إليها ، ومن ثم إدراج ذلك في تصميم البحث ، حيث يمكن  للأشياء مثل وظيفة  الشخص أن يتم تصنيفها مقدما باستخدام  التصنيفات  الرسمية الموجودة بالفعل ، فبدلا من أن يقوم المشاركون بتحديد وظائفهم  بأنفسهم ، يمكن اختيار الفئة الوظيفية التي تتناسب مع وظيفة كل منهم .

إن النتائج التي يحصل عليها الباحث من استخدام هذه الطريقة هي عشر فئات للوظائف ، وسيحصل الباحث على نتائج في صورة  أعداد تنتمي لكل فئة  بدلا من إدراج 1000 كلمة في القائمة ، وبهذا الشكل تكون النتائج  جاهزة للتحليل (14).

إذا كما سبق الإشارة أن عملية تصنيف البيانات قد تكون قبل مرحلة جمع البيانات، وقد تكون بعد الانتهاء منها حسب طبيعة الأسئلة ( بمرجعية الاستبيان).إذا يمر تحليل المعطيات الكمية (الاستمارة) بتصنيف البيانات ثم مرحلة الترميز ثم بناء الجداول التفريغية (إما يداويا أو آليا) ثم التحليل الفعلي للبيانات غير أن معظم الباحثين لا يدرجون عملية التصنيف ضمن

تحليل البيانات.

تعتبر عملية الترميز نوع من تصنيف البيانات وترتيبها على أساس معيار ((codeمعين نقلص به هذه البيانات في شكل أبسط يمكن للباحث أن يتحكم بفضله في كل البيانات التي تم الحصول عليها، كما يمكن اعتباره عملية تصنيف البيانات والمعلومات المحصل عليها بواسطة التقنيات المستعملة لاختبار الفرضيات انطلاقا من معيار محدد يكن أن يكون هذا المعيار أرقاما أو حروفا(*)،

في حالة الاستمارات ذات الأسئلة المغلقة أو الاختيارية أو فئات من الأسئلة المفتوحة (15).

والترميز إذا كما سبق الإشارة حروفا كان أو أرقاما، هو عملية استبدال الإجابات المحصل عليها من طرف المبحوثين برموز حرفية أو رقمية والحرفية كانت تستعمل في الطريقة التقليدية في النظام الكلاسيكي(ستشرح لاحقا )بينما الرقمية تتماشى وبرنامج )Spss ) (  من قواعده الترميز بالأرقام  و قد تلاشت الرموز الحرفية في الوقت الراهن

نضع في ملف خاص لا يحرر الترميز على مستوى المذكرة أو ما شابه و الترميز الخاص بالأسئلة المغلقة و الإختبارية و أحيانا المفتوحة تبوب إلى إختيارية من خلال فئات التحليل بتقنية تحليل المحتوى مثال: السؤال المفتوح التالي ما نوعية البرامج التي تشاهدها في القنوات المحلية ؟ ،احتمال توقع الإجابة أي  بالضرورة تكون الإجابة المحصل عليها إما حصص، أشرطة، أخبار،مسلسلات ،أفلام،رسوم متحركة.

فهذا النوع من الأسئلة المفتوحة تبوب إلى إختيارية إن أحتاجها الباحث بهذا الشكل ذلك أن عملية التبويب ما هي إلا عملية تنظيم المعطيات المحصل عليها.ليتضح من خلال المثال التالي نوعية  البرامج التي تشاهدها في القنوات المحلية هي: 1/ حصص،2/أشرطة،3/أخبار،4/مسلسلات5/أفلام،6/رسوم متحركة.

بعدها نقوم بعملية الترميزوهناك الأسئلة المفتوحة التي يحتاجها الباحث للقراءة السوسيولوجية (لا تبوب)بل يكتسب من خلالها ثقافة حول واقع الموضوع المعالج و منه يمكنه(الباحث) من التأويل السوسيولوجي سيشرح  لاحقا.

هناك نوعان من الترميز الأول خاص بالاستمارات البحثية المحصل عليها والثاني خاص بإجابات المبحوثين ،عن الأول نقوم بالترقيم من 01 إلى ن(ن عدد أفراد العينة)،أي  تعطي رقما أو حروفا لكل استمارة بحثية. عن الثاني (إجابات المبحوثين) نعطي رقما أو حروفا لكل إجابة خاصة بالأسئلة

المغلقة أو الاختيارية. أو المفتوحة  في حالة  تبويبها إلى إختيارية كما في المثال السابق تبوب السؤال المفتوح إلى سؤال إختياري.

و يكون الباحث عند إنشائه لتقنية الإستمارة قد وضع نوع من التصنيف وهي العملية التي سبق الإشارة إليها، أن البعض من الباحثين يقوم بها قبل عملية الترميز،وهناك من الباحثين من يصنفها (عملية التصنيف قبل  جمع المعطيات وهي ما يهمنا حاليا أي التصنيف الخاص  بترقيم الإجابات كأن نقول السؤال المتعلق بنوعية البرامج...إذا أعطي له رقم 12،فيصبح الترميز على الشكل التالي :

12-01/ إمكانية الإجابة بالحصص

12_02/ إمكانية الإجابة بالأشرطة

12_03/ إمكانية الإجابة بالأخبار 

12_04/ إمكانية الإجابة بالمسلسلات

12_05/ إمكانية الإجابة بالأفلام

12_06/ إمكانية الإجابة بالرسوم المتحركة و كما سبق الإشارة إلى أن الترميز (عن طريق الحروف)، قد تلاشى  ذلك أن برنامج (SPSS) ،يستعمل الأرقام لا الحروف ،من خلال الطريقة الآلية .إذ أصبح شائعا في الوقت الراهن لدى طلاب نظام   (L M D)،الترميز الرقمي ،لا الحرفي.

-طرق تفريغ البيانات : قد تعرف الباحثون الاجتماعيون على طريقتين  لهذه العملية ،وهما

 الطريقة اليدوية : تستخدم هذه الطريقة إذا كان عدد الاستمارات قليلا  ويقوم الباحث بتحويل البيانات الوصفية إلى رقمية ، ثم تبدأ عملية  تبويب البيانات في جداول بسيطة أو مزدوجة أو مركبة ، فالجداول التي تصنف فيها البيانات طبقا إلى خاصية واحدة يعتبر( الجدول) أبسط حالات التبويب ، ولذلك يسمى بالجدول البسيط (*) ، والجدول المزدوج هو الذي  تصنف فيه البيانات طبقا إلى أكثر من متغيرين (16).

وهناك طريقتان للتفريغ اليدوي ، طريقة  الحزم ، وطريقة البطاقية  ( بطاقية البيانات).

 عن الأولى ( طريقة الحزم) ، يمكن تلخيص التبويب اليدوي في تكوين  جداول تفريغ يتكون كل جدول من ثلاث أعمدة يخصص العمود الأول منها  لبيان قيم أو شكل المتغير ( كمي أو وصفي) ، والعمود الثاني لوضع الإشارات  نتيجة فرز الاستمارات واحدة تلوى الأخرى ، مقابل الإجابة المناسبة  وبذلك تتحول كل  إجابة إلى إشارة (/) ، وتسهل العملية بوضع الإشارات  على شكل حزم تضم كل منها خمس إشارات (##) وهذا الإجراء  لتسهيل عملية العد ،أما العمود الثالث ، فهو مخصص لوضع  عدد الإشارات الموجودة مقابل كل إجابة ، وهو ما نطلق عليه إسم التكرار(17).

-وعن الثانية ( البطاقية أو بطاقية البيانات) ، على أساسها يوضح  جدول التفريغ ممثلا جميع البيانات ، ويوضح في العمود الأول رقم الاستمارة ، وهكذا تفرغ  بيانات كل استمارة على حدة ، وفي هذا  يعد الباحث استمارة تفريغ البيانات ، ويطلق عليها (Mastersheel)،وعادة ما تحرر هذه الاستمارة على ورق المربعات حتى تسهل عملية التفريغ  ويقوم الباحث بتقسيم هذه الاستمارة إلى محورين :

المحور الأول : ويشمل رؤوس الجداول التي تندرج تحتها جميع البيانات التي جمعها ، والمحور الثاني و يشمل أرقام إستمارات جمع بيانات بحثه (18).

بالنسبة للطريقتين الأولى والثانية (أنظر الملحق رقمي.02.01)

 ب-الطريقة الآلية : وتستخدم هذه الطريقة إذا كان حجم البيانات  المطلوبة للبحث كبير ، ويصعب معالجتها بالطريقة اليدوية ، لذلك تتطلب  الاستعانة بالآلات الإحصائية لتوفير الوقت والجهد الذي تستغرقه في إعدادها  يدويا ، كما أن هذه الطريقة تضمن دقة أكبر في النتائج ، وسرعة الحصول  عليها (19).

 ومن هذا المنطق لا تتم العملية الآلية، إلا في ظل استعمال الحاسوب، حيث يتطلب استعمال الحاسوب في البحث الاجتماعي برنامج يمكن الباحث من القيام بعمليات المعالجة المطلوبة ، ويمكن أن يكون هذا البرنامج خاصا  بالأبحاث الاجتماعية ، فيمكن استعماله للقيام بكافة عمليات البحث الاجتماعي  من أوله آخره كبرنامج (    ( SPSS المستعمل على أجهزة  (    (PC(20) .

·         لقد شاعت هذه الطريقة في الآونة الأخيرة نظرا لتوفير الجهد و الوقت  ودقة المعلومات_ كما سبق الإشارة – وخاصة  فيما تعلق بمواكبة التطورات والتغيرات التكنولوجية الحاصلة في الوقت الراهن ، وحتى البرنامج المعتمد   ( SPSS ) يخضع في كل مرة إلى تغيرات تطرأ عليه حديثة من نوعها ، مواكبة هي الأخرى  لعصر التغيرات التي تم ذكرها.

-3-معالجة المعطيات الكمية  وأسسها :

تمثل الأبحاث الإجتماعية  الكمية الاستقراء التعدادي في حين تمثل الأبحاث  الإجتماعية الكيفية الإستقراء التحليلي ، ولهذا تختلف معالجة المعطيات حسب الطابع الكمي أو الكيفي للبحث الإجتماعي  (21).

 وحول الإستقراء التجريبي، وضرورة إعادة التفكير فيه ، حسب مدوّر فالإستقراء إذا هو البدء ، بمعطيات جزئية ، فردية ، للوصول إلى حقائق  أو أحكام عامة مستخلصة من المعطيات تلك .

ورغم القيمة العملية للإستقراء يلاحظ مدور أن  ما يجب إيضاحه هو أن الاستقراء يبقى منطقيا عملية غير يقينية أو مأمونة، فهو و على  خلاف الاستنباط لا يستطيع أن يقود إلى حقيقة يقينية تماما ، فنحن  لا نستطيع يرى مدور ،أن نجد في الاستقراء ،أكثر مما تقدمه المعطيات  الأولية فعلا ،أما إذا كان البحث العلمي المسؤول عن إكتشافات و  إنجازات لا حصر لها ،هو  من مثل هذا النوع من الاستقراء ، وحسب لأمكن  بالتالي ، يضيف مدور ، إعتباره أمرا عاديا سهلا  وسائعا ، بل لك أن تمارسه وأنت مغمض الجفنين أو تكاد(22).

-أسسها :

-تتدرج المعالجة  الكمية للمعطيات من الوصف إلى التعميم ، ومن الروابط و العلاقات إلى التفسير .

*يتحقق الوصف  بواسطة تقنيات إحصائية تركز ، وتلخص صفة أو أكثر في جماعة محددة من البشر ، وأكثر التقنيات الإحصائية شيوعا  في مجال الوصف هي المعدلات ، والنسب المئوية ، والتوزيعات التكرارية  ومقاييس التركز والتشتت .

تقتضي الضرورة دراسة جزء واحد من الكل المجتمعي الذي تتجسد الواقعة  المجتمعية فيه ،و يستلزم ذلك الاستناد إلى تقنية العينة الممثلة ومعالجة المعطيات التي تجمع منها،وضع تقديرات خاصة عن الكل.

تكون الروابط  والعلاقات بسيطة عندما يتناول الباحث توزيعات للخواص المفردة ،وتكون مركبة عندما يتناول توزيعات لخاصيتين أو أكثر في الوقت نفسه.

يتطلب التفسير تحديد المتغيرات المستقلة التي يرغب الباحث في الكشف عن أثرها في المتغيرات التابعة،وتحديد المتغيرات الدخيلة أو الغريبة، التي تدخل جنبا إلى جنب مع المتغيرات المستقلة، والتحكم الاحصائى والمتغيرات الدخيلة أو الغريبة وتنقية العلاقة الإحصائية بين المتغيرات واستنتاج الدلالات التفسيرية التي تنسب إلى كل متغير من المتغيرات المستقلة.

ما يواجه كل تفسير يقوم على المعالجة الكمية للمعطيات التلازم الطبيعي و الضروري،بين المتغيرات المستقلة و المتغيرات الدخيلة، دون أن  يكون في إمكان الباحث منذ البدء عزل هذين النوعين من المتغيرات عن بعضهما عزل تجريبيا، ويعني ذلك أن العلاقة العلية (السببية)في البحث الاجتماعي تسمح بدخول متغيرات لا دلالة تفسيرية لها جنبا إلى جنب مع المتغيرات التي ترتبط فيما  بينها ارتباط السبب بالنتيجة ،ولهذا فإن الارتباط الإحصائي، و لو أمكن الوصول إليه بأدق التقنيات الإحصائية ،لا يبرهن بالضرورة،على علاقات علية (سببية)بين المتغيرات من اللازم على الباحث تنقية العلاقة الإحصائية  بين المتغيرات المستقلة والمتغير التابع واستبعاد المتغيرات الدخيلة (*)عن طريق استخدام المتغير الاختباري.(23).

المحاضرة العاشرة (يتبع): طرق تمثيل البيانات  الكمية

3-طرق تمثيل البيانات الكمية:

3-1-أسباب عرض البيانات الكمية : عندما يقوم الباحث في حقل العلوم الاجتماعية باستعمال إستمارة إستبيانية مثلا  يستخدم لتمثيل المعطيات الكمية  إما الجداول  ( التفريغية، الإحصائية) أو يستخدم  العرض البياني ( الرسومات البيانية).

 والسؤال الذي يطرح : الجداول والرسوم البيانية ، أيهما نختار...؟ يجب على الباحث تحديد أي الطريقتين سيستخدم لتمثيل البيانات الكمية ، و ذلك بناء على قرارات استراتيجية  لا  يتعلق الأمر بأن بعض الرسوم البيانية  أفضل من الأخرى ، ولا يكون بعضها يناسب أغراضا  عن الأخرى  ، يجب على  الباحث قبل وقت طويل من البحث أن يحدد  ما إذا كانت  الرسوم البيانية التي اختارها لها علاقة بتقديم معلومات عن :

*كميات أو عدد مرات التكرار: في هذه الحالة يكون استخدام الجداول أو  الأعمدة البيانية أو المدرج التكراري هو الأفضل .

* إظهار حجم العلاقة : وفي هذه الحالة يكون استخدام مخطط التناثر(*)  أو الجداول المعتمدة على متغيرين هو الأفضل .

*توضيح التغيرات خلال فترة زمنية : في هذه الحالة يكون استخدام الخط البياني هو الأفضل .

*نسب من مجموع كلي : في هذه الحالة يكون استخدام الأشكال الدائرية  أو الأعمدة البيانية المجمعة هو الأفضل (24).

إذا هناك أسباب يجب مراعاتها  ، عند إختيار الجداول التفريغية  أو عند إختيار عملية العرض البياني المتمثلة في الرسوم  البيانية هذه الأسباب بمثابة  معايير ومقاييس  ، تضبط وضعية كل طريقة  على جدى .

3-2- طرق تمثيل ( عرض) البيانات الكمية :   هناك طريقتان  لعرض البيانات الكمية في حالة الاستمارة كنموذج.

  أولاها : العرض  البياني المتمثل  في الرسوم البيانية والأشكال و ثانيها الجداول  الاحصائية التفريغية  ، وهي المعمول بها  في حقل العلوم  الاجتماعية ، فعن .

1-طريقة العرض البياني : وهي الطريقة التي تستخدم الرسوم البيانية  لتمثل الظاهرة موضوع الدراسة مثل القطاعات الدائرية والأعمدة البيانية  في عرض البيانات منها :

أ-طريقة القطاعات الدائرية : وتستخدم لتمثيل البيانات بالدائرة البيانية  تعد مساحة الدائرة ممثلة للبيانات جميعها ، ثم نقسم الدائرة إلى عدة  قطاعات بحيث تمثل مساحة كل قطاع البيانات الخاصة به ، حيث تمثل  أجزاء  الظاهرة الواحدة  في دائرة ، وبتقسيم مجموع الزوايا التي في مركز  الدائرة هي (360°) إلى قطاعات وتكون زوايا هذه القطاعات متناسبة  بنفس تناسب الأجزاء  المكونة للظاهرة .

ب-طريقة الأعمدة :  وتتطلب هذه الطريقة رسم أعمدة متوازية، بحيث يمثل كل عمود أحد مستويات المتغير (25).

 وهناك  عدة طرق في عملية العرض البياني (للرسوم البيانية) منها أيضا المدرج التكراري ، المضلع التكراري ،  خط  التنافر  ، المنحى البياني... وغيرها ، لكنها أقل استعمالا في حقل العلوم الاجتماعية مقارنة  بالجداول  التفريغية الإحصائية التي تمثل ركيزة الدراسة الميدانية رغم  الأسباب  التي يجب  مراعاتها في عملية  انتقاء عملية  عرض البيانات  الكمية .

ونتطرق إلى باقي هذه الطرق،و سندرجها في النهاية على  أساس ملاحق (أشكال) مرقمة تسلسليا،لتسهيل الفهم.

ج_المدرج التكراري(الهيستيجرام):

وفي هذا الشكل نرسم محورين متعامدين،ونأخذ المحور الأفقي عادة لتمثيل الفئات، و المحور الرأسي لتمثيل التكرارات،ثم نقسم المحور الأفقي إلى  أقسام متساوية بمقياس رسم مناسب يكفي لتمثيل الفئات، ونقوم بتدريج المحور الرأسي حسب مقياس رسم مناسب _ليس ضروريا_ أن يكون نفس مقياس رسم المحور الأفقي، بحيث يسمح بظهور قيمة  أكبر تكرار في الجدول، ونرسم على كل فئة مستطيلا يناسب مع التكرار الخاص بالفئة (وتمتد قاعدة المستطيل على المحور الأفقي  من أول الفئة إلى آخرها).فنحصل بذلك على شكل هو عبارة عن مستطيلات متلاصقة تسمى بالهيستيجرام(Histigram))

أو المدرج التكراري و هو يمثل التوزيع بالجدول التكراري بشكل هندسي (كما تدل عليه العلامات في جدول التفريغ)(26).

إن ما يميزالمدرج التكراري عن الأعمدة البيانية هو امكانيةاستخدامه مع البيانات المعتمدة على الأرقام العشرية بينما تستخدم الأعمدة البيانية مع البيانات المعتمدة على أرقام صحيحة ،وعلى عكس الأعمدة البيانية :

٠لا توجد فواصل بين الأعمدة .

٠تعرض البيانات بطول  ( X)بدلا من وضعها في نقاط منفصلةومتفرقة(27) .

دالمضلع التكراري:باختصار ،من الملاحظ أن المضلع التكراري يمكن رسمه من المدرج التكراري ،فنأخذ  منتصفات القواعد العليا للمستطيلات في المدرج التكراري ،و ونصلها،فنحصل على المضلع التكراري .

ه-المنحنى التكراري:وهناك طريقة أخرى لتمثيل التوزيعات التكرارية في شكل هندسي واضح وذلك برسم المنحنى التكراري الذي نحصل عليه بتمديد خطوط المضلع المنكسرة،و لرسم المنحنى التكراري نرسم فقط المضلع التكراري و نمهد الخطوط المنكسرة التي تصل بين هذه النقط،و قد يكون التمديد باليد أو بطرق رياضية،ولا يشترط أن يمر المنحنى بجميع رؤوس المضلع التكراري(28) .

و-الخط البياني:يستخدم الخط البياني في تصوير التقدم أو التطور الذي يطرأ على تسلسل البيانات.

تعد هذه الطريقة مفيدة في إظهار اتجاهات البيانات،يكثر استخدام الخط البياني مع التواريخ على وجه الخصوص و ذلك عن طريق تسجيل التتابع الزمني من اليسار إلى اليمين على محور ( X)،يختلف طول الخط وفقا لعدد مرات التكرار الوحدات المدرجة أو لحجمها.والجدير بالذكر أن الخط البياني يعمل بكفاءة أكبر مع الكميات الكبيرة من المعلومات والتي تزيد فيها الاختلافات كما يمكن إستخدام الأعمدة البيانية لنفس الغرض،وفي بعض الأحيان، يتم إدراج كلا من الخط والأعمدة البيانية معا في نفس الرسم البياني.

 ن-مخطط التناثر: يستخدم مخطط التناثر لتوضيح العلاقة بين متغيرين،يتم تمثيل البيانات بواسطة نقاط غير مرتبطة على شبكة ويكون توزيع هذه النقاط هو أساس تحديد أوجه التشابه أو الاختلاف بين هذين المتغيرين.

كلما كان انتشار النقاط على مساحة أضيق زادت العلاقة بين المتغيرات الموجودة على المحاور (X) و(Y)،وكلما كان انتشار هذه النقاط على نطاق أوسع قلت درجة الارتباط بينهما ويمكن للقارئ غير المتخصص معرفة درجة هذا الارتباط بمجرد  النظر إلى  المسافات بين هذه النقاط بالفعل.

إن مخطط التناثر من أفضل الطرق التي توضح النماذج والاختلافات،وعلى الرغم من ذلك،هناك نقاط ضعف تتعلق بتلك الطريقة،فهي تتطلب كميات هائلة من البيانات لكي تتمكن من إيضاح مثل هذه العلاقة (29)

مزايا و عيوب الرسوم البيانية:

ا-مزايا الرسوم البيانية:هناك عدة مزايا للرسوم البيانية نلخصها في النقاط التالية:

٠البساطة في قراءة البيانات و خاصة إذا كان عدد المشاهدات كبيرا .

٠سهولة تذكر النتائج، إذ من المعروف  أن الرسوم تعطي فكرة أكثر ثباتا من الأرقام أو الكلمات.

امكان توضيح أو تأكيد بيان ما،وذلك عن طريق استخدام الألوان أو أي طريق آخر. فمثلا يمكن إستخدام اللون الاحمر لتوضيح بيان هام له خطورته.

٠جذب الانتباه،فمن المسلم به أنه إذا  أحسن رسم شكل بياني فمن السهل أن يجذب إليه الانتباه ،ويعلق بالذاكرة، بينما مهما أحسن عرض الجداول،فقد لا يهتم بها الكثيرون.(*)

ب-عيوب الرسوم البيانية:نلخصها في النقاط التالية:

التضحية في دقة البيانات ،إذ أن الأشكال،توضح فقط التغيرات العامة و تبين التفاصيل الكاملة الدقيقة، ولذا يستحسن دائما إرفاق الجدول مع الرسم٠(*)

-أحيانا تكون الرسوم معقدة، إذا كانت  تشتمل على مجموعات من البيانات المختلفة، أو كثيرة التكاليف ،إذا كانت تحتوي على بيانات تحتاج إلى مقاييس رسم كبيرة.

-و يجب التنويه إلى أنه يجب أن يكون لكل شكل بياني عبعنوان يبين ماهية بيانات الشكل وكيفية تصنيفهاومكانها زمانها ،ولا بد من ذكر مصدر البياتات في أسفل الشكل(30)

الجداول الإحصائية (التفريغية)أو جدولة البيانات:

تعد الجدولة الإحصائية إحدى التقنيات المنهجية التي تمكن الباحث من التعبير عن البيانات الكمية و الكيفية (*)تعبيرا دقيقا،وبالتالي سهولة تحليلها وتفسيرها،لأنها  تعبر بشكل ملخص و مختصر ودقيق عن البيانات بغض النظر عن حجمها و طبيعتها.

وبصفة عامة فإن الجداول هي وسيلة مختصرة لعرض الإحصائيات ونتائج التجارب،و التعبير عن البيانات،ويراعى عند وضع الجدول ما يلي:

·         أرقام الجداول:ترقم الجداول ترقيما تسلسليا ،جدول رقم 01،جدول رقم 02 ،جدول رقم 03،...الخ.

عناوين الجدول :يوضح عنوان مناسب للجدول،ويكون هذا العنوان بسيطا و واضحا و معبرا عن محتوياته،ويكتب فوق الجدول.

بيانات الجدول:بحيث تكون الجداول بسيطة وواضحة،.

تكون بيانات الجداول كافية حتى يتمكن القارئ من فهم محتوياتها بسهولة و دون الحاجة إلى نص توضيحي .

يمكن استعمال الرموز والاختصارات في أعمدة الجدول على أن يوضح معناها في آخر الجدول إن لم تكن معروفة.

مصادر الجداول:في نهاية الجدول نشير إلى مصدر معلوماته(31)

_إذا تعتبر هذه الطريقة من أكثر الوسائل شيوعا لعرض البيانات،وذلك لسهولتها و قدرتها على استيعاب كم كبير من البيانات بعد اختزالها بصورة كمية (32)

و حسب سعيد سبعون هناك التحليل الإحصائي للبيانات الذي يتم عادة على جداول وعموما هناك ثلاثة جداول تحول إليها إجابات المبحوثين،وهي الجدول التكراري البسيط(*)،والجدول التقاطعي البسيط(*)،والجدول التقاطعي المركب.هذه الجداول الثلاثة تترجم ثلاثة مستويات تحليل من بسيط إلى المعقد :الفرز المسطح(عرض متغير واحد في نفس الوقت)،الفرز المتقاطع(أخذ في الحسبان متغيرين في نفس الوقت)،والتحليل متعدد المتغيرات(أخذ في الحسبان عدة متغيرات في نفس الوقت)(33)

إن الجدول البسيط هو الجدول الذي يبين خصائص العينة(البيانات العامة) و تسمى متغيراتها بالمتغيرات المستقلة الثابتة،هذا ما اعتاد عليه الباحث من حيث أنه يقوم بتفريغ البيانات العامة للحصول على جداول بسيطة،غير أن أي سؤال مغلق كان ،أو إختياري أو مفتوح مبوب من خلال عملية التفيئة بفىئات تحليل المحتوى،يتم تحويل إجابات المبحوثين على جدول بسيط ،وذلك للتعمق أكثر في واقع الموضوع المعالج. و في هذا الصدد يقول موريس أنجرس "٠٠٠من الممكن بناء جدول لكل متغير،و كذلك الأمر بالنسبة إلى كل سؤال في الإستمارة أو إلى كل فئة  ناتجة عن سحب كمي بتقنية أخرى.عندما يتضمن الجدول متغيرا واحدا فقط فيتعلق  الأمر عندئذ بالجدول ذو المدخل الواحد.(34)

حيث يتم تحويل الأرقام (التكرارات)المحصل عليها إلى نسب مئوية (التنسيب)و تتم عملية التنسيب لأجل توحيد تلك الأرقام (التكرارات)بالنسبة إلى مرجعية واحدة.

و الجداول الإحصائية بدورها تخضع لشروط بعد إنشائها، تتمثل هذه الشروط أساسا في :النسبة المئوية (التنسيب)،القراءة الإحصائية، و القراءة السوسيولوجية عن حساب النسبة المئوية (التنسيب)،يتم لأجل توحيد القيم (التكرارات) المحصل عليها.ثم ثاني خطوة القراءة الإحصائية،التي تتحدد هي الأخرى حسب طبيعة الجدول سواء كانت جداول تكرارية بسيطة  أو جداول تقاطعية بسيطة أو الجداول التقاطعية المركبة،تتحدد من مرجعية التنسيب،ثم التأويل السوسيولوجي(القراءة السوسيولوجية) بمرجعية القراءة الإحصائية،ليتم عملية  بناء الجداول بصفة كلية من خلال هذه  الشروط  يتم التصرف في الجداول الإحصائية، من خلال الجانب التطبيقي ،بأخذ مثال: موحد من  خلال موضوع موحد لتسريع عملية الفهم لدى الطلاب  خاصة بحكم التخصص المدروس،المثال01:جدول تكراري بسيط وهو موضح كالتالي:

جدول رقم (01) : توزيع أفراد العينة حسب الجنس

الجنس

التكرارات(ك)

النسبة المئوية%

ذكور

70

53.85%

إناث

60

46.15%

المجموع

130

100

 

 

 

 

 عن التنسيب (النسبة المئوية )، فلا يطرح مشكل في الجداول البسيطة ذلك أنه يتم حسابها(النسبة المئوية)بالطريقة الثلاثية(انظر المثال01،أعلاه) وحسب مستويات التحليل التي ذكرت سالفا،فان الباحث يقوم هنا بعملية الفرز المسطح بالنسبة لمتغير الجنس ومرجعية هذه القيم هي البطاقية أو بطاقية البيانات أو بالعامية "الزربية".

و القراءة الإحصائية تكون(الجدول التكراري البسيط ) من خلال مقارنة النسب المئوية فيما بينها ،بحيث ننطلق بتثبيت أ عملوها و نقارنها أ و تقابلها بمن هي أخفض  منها(35) و يمكن العودة إلى الجدول أعلاه، حيث تكون قراءته الإحصائية كالتالي:

 

نلاحظ من خلال الجدول أنّ 53،85% من أ فراد العينة هم من الذكور ،مقابل 46،15% من الإناث.

2▪︎الجدول التقاطعي البسيط :

ينطلق تصميم هذا الجدول من وجود ترابط بين متغيرين وهما المتغير التابع و المتغير المستقل ،و هي علاقة ترابط إحصائية بالأساس (36)

و عن النسبة المئوية (التنسيب) في الجدول التقاطعي البسيط  يتم حساب أو تعيين النسب المئوية على أساس قيّم المتغير المستقل ...

حيث نضع قيمة 100% في خانات الفرز الهاشمي أو الفرز المسطح لقيم المتغير المستقل ،وكذلك خانة التوزيع الهاشمي لأفراد العينة ،ثم نحسب نسب خانات التقاطعي و خانات التوزيع الهاشمي لقيم المتغير التابع باستعمال القاعدة الثلاثية البسيطة .مع الإشارة إلى  أنّ نسب قيم المتغير التابع تحسب من نسب التوزيع الهاشمي لأفراد العينة (37)

وللتنبيه هناك ثلاث أنواع  من التنسيب  (النسبة المئوية )،في هذا النوع من الجداول (الجدول التقاطعي البسيط)

:التنسيب العمودي و التنسيب الأفقي و التنسيب بالنسبة للمجموع العام ،غير أنّ الأول و الثاني (العمودي و الأفقي)،لهما دلالة سوسيولوجية  قوية _إن صحت العبارة_ ذمن خلال التقاطع في الخانات الصدرية ،بينما التنسيب بالنسبة للمجموع العام ،غير معمول به (تنسيب خاطئ)،ذلك أنّ دلالته السوسيولوجية ضعيفة إذا ما قرنت بالأول و الثاني (التنسيب العمودي و التنسيب الأفقي)

-غير أنّ طلابنا اعتادوا على هذا النوع من التنسيب (المجموع العام) نظرا لسهولته،حتّى لو كان ذلك ينعكس على دقة النتائج، وموضوعيتها.

و نأخذ نفس المثال السابق المتغيرات متباينة ومع نفس العينة المختارة

الجدول رقم (02): يبين علاقة التحصيل الدراسي بالحوار بين الأستاذ والتلميذ

                 الحوار بين الأستاذ والتلميذ

                           ( المتغيرالمستقل)

 التحصيل الدراسي (المتغير التابع)

نعم

لا

المجموع

يؤثر

15

45

60

لا يؤثر

35

35

70

المجموع

50

80

130

الجدول رقم(02):يبين علاقة التحصيل الدراسي بالحوار بين الأستاذ و التلميذ.

تكون عملية التنسيب من قيم المتغير المستقل (حسب المثال :الحوار بين التلميذ و الأستاذ/تنسيب عمودي )و هي 50و80.

و حسب تحليل بسيط للعملية .(حسابيا)،بالنسبة إلى  القيمة الأولى المتغير المستقل و هي ( وجود حوار بين الأستاذ والتلميذ)،لدينا 50 نرجعها إلى 100.

بالنسبة للقيمة الثانيةللمتغير المستقل و هي ( عدم وجود حوار بين الأستاذ و التلميذ )،لدينا 80 نرجعها إلى 100.

و كذلك بالنسبة للمجموع الكلي لأفراد العيّنة 130نرجعها

إلى 100.وهذا يعني أننا نحسب بالقاعدة الثلاثية كالتالي:

-فيما يخص النسبة المئوية للقيمة المطلقة 15و35نحسبهاكالتالي:

50 _100%

15 _س01            س01 = 15×100/50=30%ومنه س01=30%

 

50 _100%

35 _س02    س02=35×100%/50=70% ومنه س02=70%

فيما يخص النسبة المئوية للقيمة المطلقة ل45،35 نحسبها على نحو :

80  _100%

45  _س03    س03=45×100%÷80=56،25% ومنه س03=56،25%

80  _100%

35  _س04  س04=35×100%÷80=43،75% ومنه س04=43،75%

فيما يخص النسبة المئوية للقيمةالمطلقةل60و70على التوالي:

130  _100%

60  _س05     س05=60×100%÷130=46،15 % ومنه س05=46،15%

130  _100%

70  _س06      س06=70×100%÷130=53،85% ومنه س06=53،85% ويكون إذا الجدول كالتالي:

الجدول رقم (02): يبين علاقة التحصيل الدراسي بالحوار بين الأستاذ والتلميذ.

           الحوار بين الأستاذ      والتلميذ

التحصيل الدراسي

نعم

لا

المجموع

التكرار

النسبة

التكرار

النسبة

التكرار

النسبة

يؤثر

15

30%

45

56.25%

60

46.15%

لا يؤثر

35

70%

35

43.45%

70

53.85%

المجموع

50

100

80

100

130

100

 

وعن القراءة الإحصائية للجدول التقاطعي البسيط    فقد قام دي سينقلي             

بتحديدها في سبع قواعد يقول سعيد سبعون القاعدة الأولى والثانية

تتعلق بتموقع  المتغيرين والتنسيب(المتغير المستقل)أفقيا بينما التابع عمودي.

القاعدة الثالثة تتعلق بملاحظة تأثير المستقل من خلال النسب المرتفعة في خانات التقاطع من خلال عملية المقارنة .

و في هذا الصدد تتحدد القاعدة الرابعة تعيين على الأقل نسبتين.من خلال قاعدة التكافؤ ،حيث يتم اعتبارعددين متكافئين، إذا كان الفرق بينهما يساوي خمس نقاط أو أقل.

وفي هذه القاعدة تتم القراءة بين النسب التي تفوق خمس نقاط في الفرق.وفي                        

 ذات السياق تتم بالقراءة التفاعلية تأخذ بعين الاعتبار أعلى نسبة وملاحظة هل هناك نسب مكافئة  لها،وتستخدم جمل تشير إلى التغير الملاحظ بعبارات أكثر من، أقل من،حتى يبين المنطق المقارن للاطار  التفسيري،وهي خامس قاعدة.

و عن القاعدة السادسة تتمثل في وجوب الحفاظ على صيغ المقارنة في الاستدلال السوسيولوجية.

و عن القاعدة السابعة تتمحور في ضرورة عدم التسرع في تعميم تأثير المتغيرالمستقل،عندما نكون بصدد وصف علاقة محتملة بين متغير مستقل وآخر تابع في العيّنة.(38)

 

القراءة السوسيولوجية(التأويل السوسيولوجي):

يقول  سعيد سبعون في هذا الصدد إنه لمن الخطأ الاعتقاد بأن الشرعية (السوسيولوجية)للدراسة تمر عن طريق تحليل النتائج،تحليلا إحصائيا مهما كانت دقته،بل يجب أن يفسر هذا التحليل الإحصائي الذي يعبر  عن علاقة إحصائية بين ظاهرين اجتماعيتين بتحليل اجتماعي،وهكذا تغلق الدائرة، أي  الإجتماعي يفسر الإجتماعي. و منه يتطلب التأويل إذا رأسمالا سوسيولوجيا قد يستدعي وقتا معين ليتبلور ،ولا تأتي هكذا بمجرد ما نعتقد أننا بحاجة إليه بعد مرحلة عرض نتائج التحقق من فرضيات البحث. (39)

وبالتالي تكون القراءة الإحصائية و السوسيولوجية للجدول أعلاه كالتالي:

نلاحظ من خلال الجدول أن 70% من التلاميذ الذين لديهم حوار بين الأستاذ و التلميذ ليس لديهم تحصيل دراسي،مقابل 43،75% من التلاميذ الذين ليس لديهم حوار بين الأستاذ و التلميذ.

في حين نجد 56،25% من التلاميذ الذين ليس لديهم حوار بين الأستاذ و التلميذ لديهم تحصيل دراسي ،مقابل 30% من التلاميذ الذين لديهم حوار بين الأستاذ و التلميذ،  من مجموع أفراد العيّنة.

و تكون قراءته السوسيولوجية كالتالي:(الجدول أعلاه):

انّ الحوار بين الأستاذ و التلميذ لا يؤثر في التحصيل الدراسي، أي لا توجد علاقة بين التحصيل الدراسي و الحوار بين الأستاذ والتلميذ.

3▪︎الجدول التقاطعي المركب (التحليل متعدد المتغيرات

يأخذ هذا النوع من الجداول في الحسبان أكثر من متغيرين في الوقت نفسه و في هذا الصدد يجب مراقبة التأثير المفترض للمتغير المستقل عن طريق إدخال عدة متغيرات رائزة،حيث يسمى هذا الإجراء بالتحليل متعدد المتغيرات الذي يعين تقاطع ثلاثة متغيرات فيما بينهما على الأقل (40)

و يضاف أيضا أن التحليل متعدد المتغيرات يعني أن المتغير التابع يمكن أن يفسر بمتغيرات مستقلة أخرى ،غير ذلك  الذي وضحته العلاقة الأولية في الجدول التقاطعي البسيط.

حيث يستند التحليل متعدد المتغيرات إلى جدول إحصائي يختلف في هندسته  الجدول التقاطعي البسيط،على الرغم من الاشتراك معه في قاعدة التنسيب وفي طريقة القراءة (41)

أما هيكلته، لا نتطرق إليها في هذا المستوى العلمي، نكتفي بالجداول التكراري البسيطة التي تفرز خصائص العينة و الجداول التقاطعية البسيطة و حين يتم هضمها  من طرف الطالب ،نتطرق إلى النوع الثالث ( الجدول التقاطعي المركب) الأكثر تعقيدا بثلاث متغيرات.

عملية استخراج النتائج:تأتي هذه المرحلة بعد مرحلة التأويل السوسيولوجي مباشرة، غير أنه و بما أن الجدول  ا التقاطعي المركب لم يبرمج،  من حيث هندسته ، قراءته الإحصائية و السوسيولوجية، تم تقديم مرحلة التأويل مباشرة بعد النوع الأول والثاني من الجداول التفريغية.

و عملية تحليل المعطيات إلى استخراج النتائج وصولا إلى التفسير و تحديد الأسباب، تشكل في الواقع نوعا من الجدل  المنطقي بين ما تشير المعطيات أنه في دائرة العوامل المسؤولة عن الظاهرة ،و تلك التي تتبين أنها عوامل مصاحبة عرضية، لا تدخل في دائرة  الأسباب أو العوامل المساعدة.

والسؤال الذي يطرح هو كيف ينتقل البحث ،بل الباحث ،من تحليل المعطيات إلى استخراج النتيجة  ؟

ليس هناك على الأرجح قواعد أو صفات تشرح ،كيف يجري ذاك ولو كان هناك حقا مثل هذه الوصفات لكان البحث أمرا سهلا في متناول أي كان وكيف ما رغم.وإن لحظة التحول من تحليل المعطيات إلى النتيجة لحظة خاصة إلى حد كبير ،تعتمد على نوع البحث ،حقله،و مداه أو عمقه.

مثلا:في البحوث البسيطة، القريبة من التمرين على البحث،تكون  النتيجة شبه معروفة سلفا...،بينما في البحوث الأكثر صعوبة، البحوث التجريبية و الاجتماعية و التاريخية و النقدية و سواها،يعتمد اكتشاف النتيجة من تحليل المعطيات على خبرة الباحث و على حدسه إلى حد كبير...أي بالخبرة والحسد يعرف الباحث أين تتجه أمور البحث،و كيف تلوح بداية إجابة أو حل سرعان ما يلتقطها الباحث و يسير بها صوب الخلاصات و النتائج (42)

قائمة المراجع:

(01)   :محمد  شيا ، مناهج التفكير وقواعد البحث في العلوم الانسانية  والإجتماعية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط02 ، بيروت (لبنان)،2008 ،ص 195.

(*): كنا قد أشرنا في درس الاستبيان ، إلى أن هناك تقنيات بحث أساسية  وتقنيات بحث تدعيمية  عليها الباحث في معالجة المعطيات ، حيث أن طبيعة الموضوع و محتواه ، هي التي تحدد التقنية الأساسية من التقنية التدعيمية .

(02)   :طاهر حسو الزيباري ،أساليب البحث العلمي في علم الاجتماع ، مجد المؤسسة الجامعية  للدراسات والنشر والتوزيع ، ط01 ، بيروت (لبنان) ، 2011، ص 157.

(03)   :فوقية حسن رضوان ، منهجية البحث العلمي :وتنظيمه ، دار الكتاب الحديث ، د.ط ، القاهرة (مصر) ، 2018، ص 158.

(04)   : محمد شيّا ، مرجع سابق ، ص: 207-209.

(05)   : مارتين دينسكومب ، دليلك العملي لإجراء الأبحاث ، ترجمة خالد العامري ،دار الفاروق للنشر والتوزيع ، ط01 ، 2007 ، ص 299.

(06)   : نفس المرجع ، ص 309.

(07)   : أحمد عارف العساف ومحمود الوادي ، منهجية البحث في العلوم الاجتماعية والإدارية ( المفاهيم والأدوات) ، دار صفاء للنشر والتوزيع ، ط02 ، عمان ، 2015 ،ص:356-359 .

(08)    سعيد سبعون ، الدليل المنهجي في إعداد المذكرات  والرسائل الجامعية في علم الاجتماع ، دار القصبة للنشر ، ط02 ، الجزائر ، 2012 ، ص193.

(09)   :خميس طعم الله  ، مناهج البحث وأدواته في العلوم الإجتماعية ، مركز  النشر الجامعي ، ط.د ، تونس ، 2004 ،ص: 182-183.

(10)   : عبد الغني عماد ، منهجية البحث في علم الاجتماع : الاشكاليات،التقنيات،المقاربات، دار الطليعة  للطباعة والنشر ، ط01،بيروت،2007،ص:80،81.

(11)   :نفس المرجع،ص:77.

(12)   :نفس المرجع،ص:81.

(13)   مارتين دينسكومب،مرجع سابق،ص:303▪︎304.

(14)   :نفس المرجع،ص:304.

(15)   :سعيد سبعون،مرجع سابق،184.

(16)   :طاهر حسو الزيباري،مرجع سابق،ص:158.

(17)   :أحمد العساف و محمود الوادي ،مرجع سابق340-341-:

(18)   طاهر حسو الزيباري ،مرجع سابق،ص:158.

(19)   :خميس طعم الله،مرجع سابق،ص:209.

(20)   :مارتين دينسكومب،مرجع سابق ،ص:317▪︎318

(21)   :عبد الله ابراهيم ،علم الاجتماع(السوسيولوجياالمركز الثقافي العربي،ط03،بيروت( لبنان)،2010،ص254

(22)   :):محمد شيّا مرجع سابق،ص142.

(23)   :(عبد الله ابراهيم، مرجع سابق،ص:255.

(24)   :مارتين دينسكومب ،مرجع سابق،ص:317▪︎318.

(25)   :طاهر حسو الزيباري، مرجع سابق،ص161.

(26)   غريب محمد سيّد أحمد ،تصميم و تنفيذ البحث الاجتماعي،دار المعرفة الجامعية، د.ط،مصر،1992،ص:395▪︎396.

(27)   :مارتين دينسكومب ،مرجع سابق ،ص313.

(28)   :غريب محمد سيّد أحمد ،مرجع سابق،ص:396▪︎397.

(29)   :مارتين دينسكومب مرجع سابق،ص:314▪︎315.

(30)   ٠:غريب محمد سيّد أحمد ،ص:397▪︎398.

( * ) :فيما  تعلق بارفاق الجدول مع الرسم ،هذا المعمول به في حقل العلوم الاجتماعية في  أطروحات  الدكتوراه استعمال الرسم  البياني و الجدول الإحصائي معا ،لكن سبق وأن أشرنا في العنصر (3▪︎1)،إلى  أن  الباحث يعتمد إما على الرسوم البيانية أو على الجداول الإحصائية  و هناك معايير تضبط ذلك ،غير أن استعمالهما معا ليس بخطأ منهجي ،وهو ما يضاهي(يرادف)إستعمال جدول إحصائي،مدعمابالإحصاء الوصفي ،وهذا على سبيل المقارنة فقط

(31):خالد حامد ،منهجية البحث في العلوم الإجتماعية  والإنسانية،جسور للنشر و التوزيع ،ط02،الجزائر، 2012،ص:110▪︎111.

(*): البيانات الكيفية في حالة المقابلة ،غير أنّ الباحث في حقل العلوم الإجتماعية اعتاد على إستعمال الجداول الإحصائية  مرتبط بتقنية الإستمارة فقط وهذا غير صحيح ،حتى المقابلة ذاتها  تخضع لعملية للتكميم (من خلال بناء جداول إحصائية).

(32): طاهر حسو الزيباري ،مرجع سابق،ص159.

(33):سعيد سبعون،مرجع سابق،ص193.

(34):موريس أنجرس،منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية (تدريبات عملية) ترجمة كمال بوشرف و سعيد سبعون،الإشراف و المراجعة:مصطفى ماضي،دار القصبة،الجزائر،2004،ص387،

(35):سعيد سبعون،مرجع سابق،ص206.

(36):نفس المرجع،ص196•

(37):نفس المرجع،ص199.

(38):نفس المرجع،ص:207_208.

(39):نفس المرجع،ص269.

(40):نفس المرجع،ص213.

(41):نفس المرجع،ص215.

(42):محمد شيّا ،مرجع سابق، ص:211︎212.