إن الهدف من دروس الفصل الثاني هو تقديم للطلبة مختلف مصادر التاريخ العربي المعاصر ونقصد بها طبعا الأرشيف العام، الأرشيف الخاص، المصادر المطبوعة، المذكرات، المخطوطات... والشيء الملاحظ أن القرن العشرين كان قد تميز عن غيره بظهور وسائل جديدة للحفاظ على مختلف المصادر بعد ظهور آلات التصوير، لكن مسألة الاحتفاظ بالمصادر على شكلها الأول من أجل الاستفادة منها بطريقة النسخ أو التصوير لإنتاج نماذج أخرى مطابقة للأصلية إنما يتطلب إمكانيات كبيرة لتمكين الجمهور الإطلاع عليها والباحثين من دراستها خاصة التنظيم الإداري والمكتبي.

ومن جملة المصادر المهمة نذكر الأرشيف، إلا أن عدد كبير من الوثائق لم يتم إدراجها في الأرشيف نظرا لخصوصيتها ولن تفتح للجمهور مما يجعل هذا الأخير لا يستفيد منها خاصة ما تعلق بالذاكرة المشتركة وحتى الأمور السياسية الماضية المتعلقة بالإيديولوجية التي تتبناها بعض الدول وتخاف من كشف الوثائق حفاظا على طبيعة نظامها. ولما نتكلم عن المصادر العربية الأخرى فإننا نجد محتواها في الغالب لا يفي الغرض نظرا للمراقبة وحساسية الأنظمة العربية تجاه المثقفين حتى لا نقول المؤرخين خاصة، ولهذه الأسباب تظهر أهمية المصادر الغربية.