المقياس : المشرق العربي من 1920الى 1945

ملاحظة سبق وان تمقبل العطلة التطرق للمحاضرات التالية :

اثر الحرب العالمية الأولى على المشرق العربي   

مؤتمر سان ريمو وتجزئة المنطقة

الانتداب الفرانكو- بريطاني على المشرق

واليكم المحاضرة الموالية رقم 04

           

          المحاضرة الرابعة :ردود الأفعال السياسية والمسلحة ضد الانتداب الفرنسي في الشام

شكلت خاتمة المرحلة الاولى من مراحل الانتداب الفرنسي بالشام –وهي المرحلة الممتدة بين 1920- 1927حكما ديكتاتوريا عسكريا مثله ثلاثة من قادة الجيش الفرنسي البارزين وهم " غورو ،ويغان ،ساراي" فقد عمد هؤولاء الثلاثة الى انتهاج ابشع الجرائم في حكم المنطقة خاصة في سوريا ن فبالإضافة إلى سياسة التقسيم التي اشرنا اليها سابقا في كل من سوريا ولبنان فقد تمت اجرءات  أخرى منها :

1- في سوريا عزل الدروز عن الحركة الوطنية السورية وفق معاهدة مع العشائر الدرزية وقعت في مارس 1921

متابعة الزعماء الوطنيين وشيوخ العشائر الذين كانت لهم صلة بالمقاومة مثل سلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة في منطقة الدروز

التنكيل بالأهالي واعتقال العديد منهم وإرغام الفلاحين على السخرة

تطبيق سياسة فرق تسد وفرض الضرائب الباهظة على الأهالي

  لقد ادت هذه الممارسات الى ردود فعل وطنية تمثلت في ظهور مقاومة سياسية ومسلحة في الشام

أ المقاومة السياسية :

كما اسلفنا الذكر لم يكن السوريون واللبنانيون مرتاحين الى السيطرة الفرنسية فضلوا يطالبون بالمزيد من الحكم الوطني خاصة وان البلدين كانا تحت الحكم المباشر للمفوض السامي الفرنسي .

 اذا كانت لسياسية التجزئة الي انتهجتها سياسة الانتداب والتي شجعت على النزعة القطرية حيث أصبح هدف الحركة الوطنية في المنطقة هو التحرر من السيطرة وإقامة دولة قطرية مستقلة ، لذلك كان على السوريون واللبنانيون مجابهة الحالة التي خلفها الفرنسيون في البلدين ،فلم يرضوا بالأمر الواقع فعمدت المقاومة الى :

  تشكيل الأحزاب السورية واللبنانية حيث استطاعت هذه الأحزاب ان تنظم الشعبين في إطار سياسي جعلها

                                                        1

تلعب دورا فعالا في الحركة الوطنية للبلدين في ظل الرغبة الشعبية المستعدة لدعم هذه الأحزاب .

-  في سوريا:

بمجرد دخول الانتداب الفرسي تشكلت أحزاب وجمعيات منها  :

جمعية الحزب الحديدي:تشكلت في دمشق من الشباب المثقف وحزب سوريا الفتاة ، ورغم القيود التي فرضتها إدارة الانتداب فان هذه التشكيلات أوصلت صوتها للجماهير عبر المنشورات مما جعل لها تأثيرا قويا.

- حزب الاستقلال العربي :تأسس في وقت مبكر بعد دخول الجيش العربي دمشق سنة 1918 وكان كردة فعل على قرار مؤتمر الصلح وعندما طبق الانتداب اخذ هذا الحزب مواجهة سياسية الانتداب من أولوياته

- حزب الاتحاد السوري :اقتصر دوره على الكفاح من اجل القضية السورية في الميدان السياسي الحلي والدولي .

- الحزب القومي السوري : كان ينشط على مستوى سوريا ولبنان وكان يطالب بالوحدة بين البلدين كان معظم أتباعه من سوريا .

- في لبنان:

كان موقف اللبنانيين من الانتداب يتأرجح حسب كل طائفة وحسب كل حزب حيث لم تلعب هذه الأخيرة دورها الا من خلال الطوائف .

-  حزب الاستقلال الجمهوري: اهتم بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية الا انه تعرض للمضايقات من قبل ادارة الانتداب .

الحزب الشيوعي :مارس نشاطه في إطار الأقليات الأرمن ، المسيحيين .

حزب الكتائب تاسس1936 حول اتخاذ طبيعة وطنية للتستر تحتها .

بالإضافة الى ذلك برزت شخصيات وطنية تكونت حولها أحزاب شخصية مثل حزب الكتلة الوطنية بزعامة ايميل اده حزب الكتلة الدستورية بزعامة بشارة الخوري .

ب- المقاومة المسلحة:

اتخذت المقاومة المسلحة شكل ثورات شعبية حيث كانت هناك عدة ثورات امتدت ملبين 1920الى 1927 ومنها:

ثورة حوران 1920: جاءت كرد فعل لسياسية الانتداب عندما أرغم الأهالي على دفع الضرائب  وعندما رفض الأهالي ذلك أقدمت سلطات الانتداب على  إخضاع القرى وقمعت الثورة بالطائرات كما تم إعدام الزعماء .

 

 

                                                 2

 

ثورة الشيخ صالح العلي بالجبل 1919-1921 ألحقت بالفرنسيين خسائر في جبل العلويين وفي ظل عدم

تكافئ القوى تم القضاء عليها .

ثورة ابراهيم هنانو : تزامنت مع ثورة الجبل وتمكنت هي الأخرى من إلحاق هزائم بالفرنسيين في حلب والمناطق المجاورة ولكنها لم تستطع الاستمرار في ظل سياسة القمع الفرنسي .

الثورة السورية الكبرى1925 :بدات هذه الثورة في جويلية 1925 بعد ثمانية أشهر من تولي الجنرال ساراي منصبه كمفوض سامي ن واندلعت في جبل الدروز نتيجة إساءة بعد الضباط الفرنسيين معاملة شيوخ منطقة الجبل ،ورفض ساراي ارضلء الوطنيين ، امتدت الثورة الى دمشق وعمت البلاد من شمالها الى جنوبها وعلى الرغم من إقالة الجنرال ساراي وتعويضه بدي جونفيل وظلت الثورة حية وفعالة استمرت الى عام 1927 ،حينما تمكن الفرنسيون من تثبيت أقدامهم من جديد بالاعتماد على القوة ،وكان من نتائج هذه الثورة :

إعلان فرنسا عن تغيير سياستها في المنطقة منه إعلان توحيد الدويلات السورية في دولة واحدة

إعلان لبنان جمهورية

صدور تصريح فرنسي يتضمن بان فرنسا ستشرف على عقد معاهدة تحالف فرنسية سورية تخل محل الانتداب .