لقد مكن النظام الإداري الذي وضعه العثمانيون في الجزائر من البقاء في الحكم لمدة تزيد عن الثلاثة قرون من الزمن، بالإضافة إلى السياسة التي اتبعوها اتجاه الرعية والمبنية على الترغيب والترهيب أو ما يسمى استمالة البعض من أجل قهر البعض الآخر.ومما يلاحظ على المجتمع الجزائري خلال هذا العهد تماسكه وامتزاجه على العكس ما ذهبت إليه المصادر الغربية عموما والفرنسية خصوصا من ان هذا الامتزاج سببه العهد الروماني السابق للتواجد العربي الإسلامي بالمنطقة، معتمدين على الملامح الخارجية للفرد الجزائري.

من السمات الواضحة للمجتمع الجزائري خلال هذا العهد انقسامه إلى سكان المدن أو ما يعرفون بالحضر، وسكان الريف،  ولكل مجاله الجغرافي الذي يعيش فيه ويمارس فيه نشاطه ويبرز فيه تفاعله مع السلطة الحاكمة الأقرب إليه.فسكان المدن يتشكلون من فئات اجتماعية مختلفة ومتباينة في آن واحد، وهذا التباين أساسه الاشتراك في الأهداف المادية والسياسية، وبالرغم من هذا لم تؤد بهم إلى الصراع والفرقة بل بقوا متماسكين متضامنين فيما بينهم.

أما سكان الريف فقد كانوا أكثر تجانسا من حيث التركيبة السكانية مقارنة بسكان المدن، وقد كان للعامل الجغرافي دور مهم في تحديد علاقة كل جماعة أو فئة(قبيلة) بالسلطة الحاكمة آنذاك.