العمليات العسكرية الأولى 31أكتوبر-1 نوفمبر1954م:
مجموعات المسلحة الجزائرية باشرت في عملياتها العسكرية في ليلة 31أكتوبر و 1 نوفمبر 1954م من الساعة 00الي03 صباحا، و ان كان المتفق عليه هو بين قيادي المناطق الوقت المتفق عليه و هو 00 و الأهداف التي هي عسكرية و اقتصادية و مدة العمليات العسكرية، هل تم تحقيق ذلك بالدقة؟
- المنطقة الاولى:نمماشة-الاوراس:
· في عريس: محاصرة المدينة من كرف المجاهدين و لم يتم الافراج عنها الا في مساء 1 نوفمبر
· تكوتT’kout: محاصرة مقر الجندرمة
· في خنشلة:على الساعة 1سا45د، المدينة في ظلام دامس بسبب تخريب المحول الكهربائي، و خلال ساعة و نصف مقر البلدية و مراكو القوات الفرنسية تعرضت للهجوم ترتب عنها مقتل الجندي اندري ماركت(André Marquet ) و الملازم درنو(Darnaud)، كما تم السيكرة على دار الشرطة حيث جردوا عناصر الشرطة من أسلحتهم و تم حبسهم
· في بسكرة: تم وضع 6 قنابل في محطة القطار و مصنع تمييع الغاز، و اعرض شطيين لجروح.
· باتنة:قتل حارسين ثكنة في جبال الاوراس، تمت عملية القتل على الساعة 3 صباحا الجندي بيير أودات(Pierre Audat ) و الرقيب أوجان كوشي(Eugene Cochet ) .
· دائما في باتنة تعرض القائد بلانش(Blanche ) الى ممسحة طلقات نارية
BATNA
Enterrement de 4miltaires tués le 1 nov 1954.
Pierre Audat-Eugène Cochet-André Marquet-lieutenant Datnaut
يوم الاثنين 1 نوفمبر على الساعة السابعة أو السابعة و نصف، في الطريق الوطني رقم 31 الرابطة بين عريس و بسكرة ، علة متن حافلة نوع سيتروان ذات حمولة 50 مقعد تسير بسرعة ببطء ، توقفت بسبب قطع الطريق بالحجارة كبيرة (يقال أن سائق السيارة كان متورط مع الجماعة) ، و بأمر من شيهاني لمجموعة الكمندوس التي قامت بإخراج الركاب من الحافلة و من بينهم زوج من المعلمين المساعدين وصلوا إلى الجزائر منذ 3 أسابيع في مكان منصبهم بتفلفل (Tiffelfel ) و هما قاي و جنين مونرو(Guy et Jeanine Monnerot) 23 و 21 سنة زواجهما جديد، و كان من بينهم قايد مشونش صدوق بن حمادة بن ناجي الذي حاول أن يتوسط حينما حاول اخراج المسدس فكان الرد من واحد من رجال شيهاني اسمه(صبايحي محمد) الذي أطلق عيار ناري على المجموعة حيث تعرض القايد بالرصاص في البطن كما تعرض قاي مونرو هو الاخر الى رصاصة فأصيب بجرح بليغ ليتوفي فيما بعد أ أما زوجته أصيبت في الفخض.
و الصور الموالية توضح الكيفية التي تم فيه تهفيذ العملية.
الحافلة التي كانت تقيل الزوجين مامرو(Mammerot ) ، نصب لها كمين عبر الممرات الضيقة لتيغاممين عبر الطريق الوطني رقم 30 الرابط بين عريس و بسكرة على بعد 82 كلم ، قائد الحافلة متورط مع المجاهدين حيث توقف برؤيته لصخور قاطعة للطريق.
الكريقة التي قتل بها عائلة مامنرو و قايد مشونش(الحاج صدوق)
المروحية التي نقل فيها مامنرو و هو جريح
مامنرو و زوجته.
- المنظقة الثانية(الشمال القسنطيني):
· في سوق أهراس: الهجوم على حراس ثكنة عسكرية.
· في الخروب: تعرض حارس مستودع للوقود تابع للجيش الفرنسي لعيارات نارية بالرشاش و طلقات بالمسدس.
· زيروت يوسف(كوندي سمندو)"Condé Smendou " :هعرض مقر الجندرمة الى هجوم.
· بلدية رمضان جمال(سان شارل سابقا)"Saint Charles" التي تبعد عن سكيكدة ب 17 كلم،تم تجريد حراس بلديتها من الاسلحة.
كما تم تسجيل خريب في عدة نقاط اهمها قطع كوابل الهاتف.
- المنطقة الثالثة(القبائل): يقود العمليات كريم بلقاسم الذي هو على رأس حوالي 200 كومندو مدربين عسكريا و بحوزتهم أسلحة تمكنوا من تحقبق اهدافهم بالحاق خسائر مادية كبيرة حيث كانت المنطقة الثالثة مقسمة الى 6 نواحي التي تشرف على العمليات.
· في عزازقة:الهجوم على مقر الجندرمة و حرق مستودع الفلين.
· تقزرت: الهجزم على مقر الجندرمة و الشرطة.
· بغلية(ريبفال)"Rebval ": الهجوم على مقر الجندرمة.
· برج منايل: الهجوم على مقر الجندرمة و مقر الشرطة.
· تادميت(كان المارشال)"Camp du Marechal": الهجوم على مقر الجندرمة.
· ذراع الميزان: الهجوم على مقر الجندرمة و الشرطة.
· دوالة و دلسو نيزي وزو حيث تم الهجوم على مقرات الجندرمة و الشرطقة و قتل 20 حارس بلدي و تجريدهم من السلاح.
· كما تخريب كل كوابل الهاتف في مدينة تيزي وز.
- المنطقة الرابعة (الجزائر):
· متيجة:
ان اهداف و الساعة و مدة العمليات العسكرية في منطقة الجزائر كانت في موعدها مثلما هو محدد و مخطط ، في جنوب مدينة الجزائر و بالذات في متجية قامت مجموعتين الاولى في الجزائر و الثانية في متيجة، فكانت هذه الاخيرة في الموعد مثلما كان مخطط و محدد هل حققت ما كانت تصبو اليه؟
ففي هذه المنطقة اي متيجة، كان الكمندوص مقسمين الى مجموعتين بتعداد عشرة عناصر في كل مجموعة مستعدين و يترقبون و ينتظرون ساعة الحسم اي ساعة الصفر من يوم 31 أكتوبر و بداية يوم الاثنين فاتح نوفمبر للقيام بالعمليات العسكرية على الاهداف المحددة و هي ثكنة بوفاريك و البليدة.
· ففي البليدة: كان رابح بيطاط هو المسؤول عن المجموعة المكونة من حوالي 20 عنصرا التي تقوم بالهجوم على ثكنة عسكرية (بيزو)"Bizot " و معضم عناصر الكمندوص مقبلين من القبائل لدعم المنطقة الرابعة، اما الرجل الثاني بعد بيطاط بلحاج بوشايب و كان بحوزتهم قطعتين من الاسلحة بينما بقية العناصر حاملة أسلحو بيضاء'سكاكين)، فكان الهدف من الهجوم على الثكنة هو استعادة الاسلحة بوجود متورط في الثكنة[1] .
· اما المجموعة الثانية الموجهة لمدينة بوفاريك: يقدر عناصرها أكثر من المجموعة الاولى بقليل و هي الاخرى تعاني من نقص في الاسلحة و عماصرها تفريبا كلهم من القبائل و على رأس المجموعة أوعمران و نائبه سويداني بوجمعة و هدف العملية ثكنة بوفاريك بتعاون مع جزائري الا ان العملية باءت بالفشل.
ان كانت العمبيات على الثكنتين من اجل الصول على الاسلحة نظرا للنقص الكبير الا انها لم تفلح في ذلك، بينما العمليات التخربية حققت ما كانت تصبو اليه حيث تخريب تعاونية الحمضيات و الصورة ادناه توضح جسامة الخسائر.
· في بابا علي:تخريب اجزاء كبيرة من مستودعات صناعة الورق.
· على ثكنات اخرى و مقرات الجندرمة و الشرطة و تجريد حراس البلديات من اسلحتهم، كما تم تخريب 3 جسور للطرق الوطنية .
· في مدينة الجزائر: يقود المجموعة المتكونة من بعض العناصر زبير بوعجاج حميم بيطاط و تكمن مهمتهم في تفجير القنابل التقليدية انفجار على الساعة الواحدة صباحا 3 قنابل، الاولى في مركز الاذاعة و الثانية في غاز الجزائر و بترول موري(Mory) و الثالثة في مستودع الفلين بحسين داي أما قنبلة التي وضعت في المحول الهاتفي، و الصورة أدناه تبين طبيعة القنابل التي صممت للانفجار ما ادى بالكثير منها لا تحقق هدفها.
- المنطقة الخامسة(وهران): كان لعربي بن
مهيدي المسؤول و قائد المجموعة التي تقوم بالعمليات في منطقة وهران
و يساعده كل من يوصوف و عبد المالك رمضان
كان عدد المجموعة مقدر بحوالي 60 مناضل. ·
في وهران : على الساعة الصفر و 20د تقدم الجزائري المسلم من سائق طاكسي فرنسي يهودي
الأصل اسمه جورج صامويل أزولاي(Georges-Samuel Azoulay بطلب نقله عبر
الطاكسي إلى الكميلEckmuhl) ) حي في وهران...و في الطريق طلب منه الجزائري تغيير
اتجاه الطريق نحو بودرة الكميل رفض السائق و توقف و هو ما أدى بالجزائري إخراج
مسدسه و إطلاق عليه 3عيارات نارية و أسقطه قتيلا ليكون أول ضحية لغرة نوفمبر و أخذ منه السيارة و توجه نحو
بودرة و حاول الاعتداء على الحارس الا ان المحاول باءت بالفشل. كما عرفت ليلة 31 أكتوبر - 1 نوفمبر على الساعة 1 نصف تعرض حارس فرانسوا براون الى
هجوم في دار الغابة بين عوقاز و زهانة( Zahana -Oggaz) و برفضه تسليم سلاحه تم اطلاق النار
عليه من قبل أحمد زبانة الذي اعتقل 8 نوفمبر 1954. ·
في مستغانم: بتاريخ 31 أكتوبر 1954 و هو يوم أحد ليلا، اجتمعت
المجموعة التي كلفت بتنفيذ العمليات بقيادة كل من صحراوي و بلحميتي في مكان يدعى "واد عبيد" و في حوزتهما
أسلحة الحرب (3 البنادق الإيطالية، بندقية ماوزر والذخيرة) حيث تحصلوا عليها من
برجي عمار، و المغوى من الاجتماع هو تنفيذ امر لجنة الستة اي شن أول عمليات عسكرية
المحدد باليوم و الساعة، و هذه العمليات كانت نتيجة تنسيق بين لجنة الستة وعين
لعربي بن مهيدي على راس المنطقة الوهرانية و كانت قد عقد الاجتماع الأول في بوسكيه
2 أكتوبر 1954؛ التقى هذا الأخير مع عمر بورجي لإعلامه يوم اندلاع انتفاضة مسلحة،
و كان اخر اجتماع لجماعة الوهرانية يتاريخ 27 أكتوبر جمع المسؤولين المحليين بما في ذلك بن عبد المالك رمضان، عمر برجي، بن
أرووداعي حمو (Ouilis)
السبع ميلود، بونجارأحمد (بوسكي)، بلحميتي محمد (سيدي علي) يوسف ولد زين، صاحب المأوى
الواقع شرق قرية Ouilis. وكان الهدف الرئيسي للجماعة سيدي علي، بقيادة بلحميتي لمهاجمة ثكنة الدرك الفرنسي
في تلك المنطقة المتواجد فيها أربعة من عناصر الدرك الفرنسي أما الخامس هو مسلم، وهو
باشا حسين أصله من منطقة القبائل الذي
يقدم معلومات لبلحميتي عن كل ما يوجد و يتوفر من أسلحة و ذخائر في الثكنة. قرر بن عبد المالك رمضان بناءا على اقتراح من بلحميتي إنشاء مركز القيادة بالقرب
من منطقة جبل عشعاشة المتكون من 13 مجاهدا
الغير معنيين بالعمليات المخطط لها. ويتمثل دورهم في انتظار وصول عبد المالك رمضان
قبل إطلاق الطلقات الأولى من 1 نوفمبر 1954. توجهت مجموعة بن ذيبة المكونة من 27 مناضلا في ليلة 31 أكتوبر و فاتح
نوفمبر باتجاه مقر الجندرمة و التي انقسمت إلى قسمين و يكون اللقاء في وسط سيدي ، تولى
بلحميتي نصف المجموعة المكونة من مهنتل، بلكونيان، شوافرية( Mehantal، Belkoniène، Chouarfia ) الذين يتمركزون
جنوب وشرق مباني الدرك، أما النصف الثاني من المجموعة بقيادة عبد القادر صحراوي المسمى ميهوب وتتألف من
بلكونيار الطيب، طاهر أحمد ويوسف بلجيلالي تتجه نحو الجهة الغربية و تقترب من الفناء
الخارجي للدرك. وفي الوقت نفسه
توجد مجموعة اخرى تراقب مقر الدرك و فريق اخر يقوم بقطع كوابل التي تربط بوسكيه(الحجاج حاليا) و سيدي علي. في وقت ترقب و استعداد المجاهدين القيام بالعمليات العسكرية كان كل من فرانسوا لوران وصديقه جان فرانسوا منديز(Laurent François et Jean-François Mendez)
في حالة عودة من حفلة راقصة نظمت في فندق مستغانم فرانسوا لوران هو 22 عاما، وأفرج
عنه من الخدمة العسكرية لمدة 6 أشهر، جان فرانسوا منديز هو الأصغر ب 18 شهرا. كلاهما يقيمان في الخضرة(Picard ) ، وهي قرية صغيرة
تقع في الظهرة علة بعد 70 كيلومترا من مستغانم. بدلا من اتخاذ الطريق الرئيسي، أنها
قررت أن تأخذ الطريق من الداخل وهو أطول قليلا لكن في حالة أفضل. هذا الطريق يمر بقرب
من مزرعة منصونيقو ( Monsonégo)، و حين وصولهما قرب المزرعة رؤوا عبر شعاع انارة سيارة 4 CV رجل يرتدي ملابس داخلية و يلوح بذراعيه أعوج، وهو يصرخ "مساعدة! النجدة ! "، انه السيد ميرا مسير مزرعة منصونيقو الذي تعرض للهجوم من قبل مجموعة من المجاهدين بقيادة
شخص يدعى دوال ميلود. و في اللحظة الذي فتح فيها جان فرانسوا منديز باب السيارة
حتى أطلقت طلقات نارية، فواحدة من الرصاص فجرت الزجاج الأمامي أما الثانية فجرت
زجاج الباب الأيسر ما أدى بإصابة فرانسوا لوران
في رأسه، فالرجل يصرخ لتحذير درك سيدي علي التي هي قريبة جدا ، اضطر المرور،
فطلقات أخرى تنتقد وتجبر الاثنين ضرب الطريق
للوصول الى سيدي علي، و لكن كلاهما لا يدركان ان الدرك هو المستهدف من طرف
المجموعة الذي هو على وشك مهاجمته، وفي غضون
دقيقتين وصل الشبان أمام مقر الدرك. فكانت المجموعة الصغيرة المدعمة لبلحميتي مختبئة في خندق على طول الطريق، و
من جهة اخرى مجموعة الطاهر و بلكونيان خوفا أن تفاجئ حاولت الاختباء وراء مبنى الدرك، أعطى عبد القادر صحراوي أمر من أجل المضي قدما وإطلاق
النار على الوافدين، و في دقائق و كأنها أبدية يصرخان الاثنين و لكن دون تدخل
يذكر.
Koniène بلكونيان و الطاهر في وضعية إطلاق النار و هما متواجدين وراء سياج الأسلاك الدرك
و بحوالي عشرين مترا لوران فرانسوا وجان فرانسوا منديز، أطلق كل واحد منهما
الرصاص، فصرخ و أنهار لورانس أمام جان فرانسوا
الذي واصل ضرب باب الدرك.أستيقظ حارس
السجن بسبب الصراخ و طلقات النار فأضاء الشارع. فكانت الساعة 23 و 30د فرانسوا لوران ساقط على الأرض و يلهث سعال الدم، رصاصة حطمت جمجمته ما أدى بوفاته في المستوصف.
و هو ما يؤكده الكثير من
المؤرخين ان الضحية الاولى للثورة الجزائرية هو لوران فرانسوا أول ضحية فاتح
نوفمبر(أوروبي مدني من سيدي علي- مستغانم)، قتل على الساعة الواحدة و نصف في صباح
1 نوفمبر. ما تقييم هذه العمليات
العسكرية ؟ من الصعب تقييم هذه العمليات ،
حققت نتائج ايجابية رغم إخفاقها في تحقيق جل العمليات المستهدفة ، لكن هذا لا ينفي انها حققت نتائج كبيرة نظرا
لأعداد المقدرة بحوالي ألف مناضل و إمكانيات مادية محدودة (قطع من الأسلحة البسيطة)
و كون العمليات شاملة عمت ربوع الوطن جرت تقربا في وقت واحد، و هي بداية لا رجعة
فيها مثلما قال ديدوش هي "إشعال فتيل الحرب التحريرية". و ان لم تترتب خسائر عسكرية
كبيرة الا انها كان لها تأثير معنوي و بسيكولوجي بزرع الهلع و الرعب و الخوف وسط
الكولون و السلطات الإدارية، كما أدهش و حير السلطات الفرنسية طبيعة التنسيق و السرية التي جرت فيها العمليات ، و
لم يعلم و لا واحد بهذه العمليات إلى غاية الدقيقة الأخيرة ، أبلغت السلطات عن
العمليات نالا في يوم الغد[1] ،
و حسب باريس فان هذه الأحداث التي عرفتها الجزائر ما هي نتاج أو انعكاس لأزمة حركة
انتصار الحريات الديمقراطية[2] . العمليات
العسكرية الأولى(اندلاع الحرب التحريرية) وردود الفعل الأولية : بانتقال و انتشار خبر العمل
العسكري(غرة نوفمبر) التي مس العمالات الجزائرية الثلاث، فكيف كانت ردود الفعل
الأولية عن هذه العمليات العسكرية، سواء في داخل الجزائر، او المتروبول، و في
العالم العربي الإسلامي و أخيرا في بقية دول العالم؟ 1- في داخل الجزائر: اختلفت ردة الفعل في الجزائر حسب الانتماءات الاديولوجية و الحالة او الوضع
العام العناصر المكونة للمجتمع الجزائري آنذاك، و هو ما يتم تسليط عليه الضوء. أ-
لدى الجماهير من مسلمي جزائريين: كان رد الفعل لدى هذه الفئة مزيجا بين الفرح و التساؤل،هل يصدقون بما
يسمعون و يقرؤون ؟ حيث كان التشاؤم مخيما، الروح المعنوية في الحضيض، التخوف من
المستقبل، اليأس يدب في نفوس الكثيرين بسبب ما كانت تعرفه الساحة السياسية من
اضطرابات و تصدع خاصة في اكبر حزب وطني شعبوي[3]
حيث الآمال معلق عليه، كما أن التحضير لهذه العمليات الأولى جرى في سرية تامة، هو
ما جعله فعل أو عمل غير منتظر لدى الجماهير، كما ارتبط تخوفهم بتكرار سيناريو
1945م حيث الجرح لم يشفى. ب-
الاحزاب و الهيئات الجزائرية: يتضح لنا من خلال البيانات و المقالات التي نشرتها صحفها التي لم تكن واضحة
و دقيقة و التي لا تظهر عليها الدهشة و المفاجأة و لكنها تتضح فيها نوع من
الاستنكاف و التخوف من العواقب خاصة من فشلها بعد تجربة 1945م. بينما هناك بعض الاحزاب أرادت التملص و التهرب من المسؤولية لأنها كانت ضد
هذه الأعمال و بعضها رأت أنها ليس الوقت المناسب أو أنها وقعت دون علمها أو انها
ليست صاحبة البادرة لذلك لا تريد المشاركة لا في التأييد او المسؤولية. أجمعت جل صحف الأحزاب و الهيئات على إلقاء اللوم و التبعة على الإدارة
الاستعمارية أي أن سبب هذه الأعمال يعود إلى الإدارة بتعنتها في الإسراع اتخاذ
إصلاحات في الجزائر.ما هو رد الفعل كل حزب و مدى تغير موقفه؟ -
حركة الانتصار للحريات الديمقراطية: ·
المركزيين: يتضح رد الفعل الأولي للمركزين من خلال بيانهم
الصادر بتاريخ 2 نوفمبر في جريدتهم الموسومة "بالأمة الجزائرية" الذي
جاء تحت عنوان أحداث خطيرة (graves événement) حيث يصفون هذه الأحداث بأنها
أعمال مسلحة(actions armées)،و
انفردت صحيفة المركزيين بوصف هذه الاعمال بأنها اعمال ارهابية و القائمين بها
بأنهم ارهابيون يرجعون أسباب هذه الأحداث الى القمع، الاضطهاد و الأوضاع
الاقتصادية و الاجتماعية، و متفقون على أن" الحل الوحيد هو في الاستجابة
للمطامح المشروعة للبلاد"، كما أنهم ألقوا اللوم و التبعة على السياسة
الاستعمارية المطبقة من طرف الادارة الاستعمارية[4]. ·
المصاليون: جاءت ردة الفعل من المصليين في البلاغ المنشور في صحيفتهم "الجزائر
الحرة" عن الأحداث التي عرفتها الجزائر ليلة الجمعة و
ساعة الأولى من يوم الاثنين لشهر نوفمبر من سنة 1954م ما يلي "أحداث مماثلة
لأحداث تونس و المغرب(Des
événements semblables aux événements de Tunis et Maroc) و هم أيضا أرجعوها إلى القمع و
الاضطهاد و الواقع المخزي الذي يعيشه الشعب الجزائري، كما يلوم ويلقي المسؤولية
على عاتق الإدارة الاستعمارية بتذكير بمساوئه من فقر، بؤس، حرمان... ، و يرى الحل
في الاستجابة و لم يتم ذكر في هذه البيانات كلمة الدولة، الاستقلال او الحرية و لا
للكفاح .... تطور موقف المصاليون الى تكوين جبهة عداء ضد جبهة التحرير الوطني حيث أنضم
إليها الكثير من المصاليين. .. وظل مصالي و الاقلية الباقية معه على العناد إلى استقلال الجزائر ، لكن
الكثير من المصاليين بعد إقناعهم اعتقوا الكفاح المسلح. ·
أعضاء المنظمة الخاصة(لجنة 9): فكانوا فدائي غرة نوفمبر،
فكانوا في الوقت المناسب بالتزامهم، تضحيتهم،انضباطهم، حماسهم،ايمانهم لواجبهم ،
الصرامة لما تقرر، الدقة في مراعاة التوقيت -
الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري: في اليوم الثاني من انفجار غرة نوفمبر اي 2 نوفمبر، أصدر البيانيون بيانا
في صحيفتهم "الجمهورية الجزائرية" بعنوان أنها أحداث خطيرة(événements graves) و يصفون هذه الأحداث أنها
اعتداءات(Attentats ) حيث صرح
زعيمها فرات عباس ما يلي:"ان الهياكل الاستعمارية جعلت خزان الحرارة ينفجر
بذلك وضعتنا امام الفوضى"[5]. ظل الاتحاد الديمقراطي يمارس نشاطه السياسي بالمشاركة في الانتخابات و ظلوا
مدة يقترحون في الحلول السياسية و يدافع عن مشروعه القديم الاستقلال الذاتي في
اطار فدرالي ويجعل الدفاع و الخارجية و البنك من اختصاص فرنسا الأم[6]. و قد صرح في باريس في منتصف سنة 1955م ما يلي:" لقد اخترنا في حزبنا
بدون أي خلفية و بكل حرية التداخل مع فرنسا، او الاتحاد في إطار فيدرالي"[7] . و بعد 6 أشهر من هذا التصريح، استقال النواب المنتخبون التابعين لحزبه من
جميع الهيئات الفرنسية في الجزائر و فرنسا[8]،
بدأ فرحات يدرك انه لا فائدة من الانتظار، و في 22 من أفريل 1956م حل حزبه من
تلقاء نفسه و أنضم و اغم مساعديه الى الجبهة، و التحق بها في القاهرة. و كان لالتحاق فرحات عباس دوى عظيم فعلا و صدى كبير في الجزائر، و في
فرنسا، و لدى الأوساط الدبلوماسية، و السياسية و الصحافية في العالم، و كان له
أسود وقع على فرنسا، و ضربة كبيرة لها، و كانت له مساهمة تقدر و لا تنكر[9]. ذات طابع وطني، و أن هناك ارادة شعب كامل في ان يحيا حرا ، و يسير أموره
ديمقراطيا، و أنه يجب الاعتراف بشرية مطالب الشعب الجزائري، و أنه لا بد من مناقشة
هذه المطالب مع الممثلين المؤهلين لمجموع الرأي العام الجزائري من أحزاب، منظمات
مهنية، ثقافية و شخصيات للوصول الى حل يضمن أيضا مصالح فرنسا. و أن الحزب الشيوعي
وفاء منه لتعاليم لينين، لا يمكنه أن يوافق على استعمال التصرفات الفردية (أي
الاعمال الفدائية)، التي يقبل للأعداء الامبرياليين أن يقبلوها لصالحهمن و هذا ان
لم يكونا قد دبروها في الخفاء"[1] كما نشرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الجزائري بيان بتاريخ 09 جانفي جاء
فيه ما يلي:" و ذلك أن الوافع هو ان الجزائريين من المسلمين و الاوروبيين
يريدون ـن يعيشوا في سلام و وئام، و في بلد و هو تراث مشترك لهم جميعا. " انهم يريدون أن يسيروا شؤونهم بأنفسهم، و أن يتحرروا من الشركات
الاستدمارية الكبرى، و أن يتخلصوا من وصاية أمثال بورجو، و روني مايير،عبد القادر
سايح، بلاشيط و غيرهم. "ان الحزب الشيوعي حارب دائما الانتظارية و الجمود. "و هو أيضا قد تحاشى دوما الشعارات المرتجلة و الأعمال الفردية، التي
لا تستجيب لإدارة الجماهير الواسعة للسكان،و تتجاوز إمكاناتها، و التي قد تصبح
أداة تفريق لصفوف العمال الجزائريين أي في صالح الاستعماريين. " ان التطور الكفاح السياسي للجماهير الذي يفرض نفسه يستلزم اتحاد
جميع القوى الوطنية الديمقراطية. قلا بد ربط هذا الكفاح بحلفائنا الطبيعيين،
وبالاطار العالمي، الذي توجد فيه بلادنا، و التضامن مع الطبقة الشغيلة و مع الشعب
الفرنسي. "هذا هو شرط تقدمنا الى الامام". قالت في ختام:" تؤيد اقامة
جمهورية جزائرية ديمقراطية، بمجلسها الوطني، و بحكومتها، و العلاقات مع فرنسا على
أساس المساواة في الحقوق، و الاحترام المتبادل لمصالح كل منهم[2]ا. ظل الحزب الشيوعي هو الأخر يمارس نشاطه السياسي الشرعي و يشارك قي
لانتخابات، و يحتجون و يتخذون مواقف في العلنية و يقترحون الحلول السياسية. بدأ يتطور موقف ابتداء من صيف 1955 حينما قال ان العمل السياسي وحده لم يعد
يكفي حيث أعترف الحاج علي بذلك[3] ،
ما دفع وزير الداخلية حل الحزب الشيوعي في
سبتمبر 1955م و أوقف جرائدهم الثلاث" الجزائر الجديدة"،
"الحرية" و" الجزائر الجمهورية". لئن التحق من الشيوعيين بصفة
فردية بجيش التحرير الوطني، و لكن كحزب و صحافة احتفظوا باسمهم، و لم يندمجوا في
الجبهة -
جمعية علماء المسلمين: لم تصدر الجمعية بيانا عقب غرة نوفمبر، و لم يكن ذلك إلا
بعد شهر الأول كان في شهر فبراير من سنة 1955م و الثاني في مارس، فقد عنونت في
افتتاحيتها بعد ايام من غرة نوفمبر في 5نوفمبر" حوادث الليلة الليلاء"
تبرر ذكرها أن جميع الصحف تكلمت عنها و الا فليسمن شان البصائر التسرع في مثل هذه
المواطن... !"[4]
ممتنعة عن التعليق و اتخاذ موقف حيث جاء في المقال ماذاتي يلي:"فوجئت البلاد الجزائرية بعدد عظيم من
الحوادث المزعجة، وقعت كلها ما بين الساعة الواحدة و الساعة الخامسة من صبيحة
الاثنين غرة نوفمبر، و هو عيد ذكرى الاموات. لقد بلغ عدد تلك الحوادث ما يزيد عن
30، ما بين الحدود التونسية و شرقي عمالة وهران، الا ان عمالة قسنطينة، و خاصة
جهتها الجنوبية، كانت صاحبة المقام الاول فيها، و كادت تتركز الحوادث في جهاب جبال
الاوراس، في خط يسير من بتتنة الى خنشلة، ثم يشمل الجنوب. و تلي عمالة قسنطينة و
بعض جهات عمالة الجزائر كالقبائل، بوفاريك و العاصمة. "اننا الى حد هذه الساعة لا
نملك التفاصيل المقنعة عن هذه الحوادث و اسبابها، و ليس لدينا الا ما تناقلته الصحف
و شركات الاخبار. " فلا نستطيع ان نعلق عليها ادنى تعليق الى أن تتبين طرق الصواب، فليس من شأن البصائر ان تتسرع في مثل هذه
المواطن" "لكننا من جهة اخرى، رأينا أنه لا يمكن أن يخلو هذا العدد من جريدتنا
من ذكر هذه الحوادث، التي تناقلت صحف العالم باسره تفاصيلها، فقررنا الاكتفاء بذكر
اهمها، تاركين للزمن كشف الحقائق عن اسرارها، و لسوف نتتبع تلك الحوادث بغاية
الدقة و الاهتمام"[5]. و في عددها الموالي الصادر في 11-11-1954، نشرت البصائر مقالا طويلا وصفت
فيه تلك الحوادث ب"الأعمال الكبيرة" و "الحوادث الكبيرة" و
احيانا ب" الأعمال العسكرية المنظمة " و ذكرت مرة "بأن الذين رفعوا
لواء الثورة" و استعرضت فيه السلطات الفرنسية. و ختمت هذا المقال بما
يلي:" ان السبب الوحيد في هذه الحوادث هو الاستياء العام من الحالة الحاضرة:
استياء سياسي، اقتصادي، اجتماعي و ديني و ثقافي". " انما الدواء الوحيد هو الإقدام بجرأة و صدق و صراحة على معالجة سائر
القضايا الجزائرية، بكل سرعة، و ايجاد الحلول المرضية للجميع، و بصفة يتحكم فيها
العقل و المنطق، و لا تهمن عليها العاطفة و الأنانية"[6]. و في مقال اخر كتب البصائر مقال تحت عنوان"كلا، لا يجب أن تنتصر الرجعية ! "
و جاءت فيه بما يلي:" لا يمكن بناء أمن و تضامن و مستقبل الا اذا النظر في
الدستور الجزائري، و هذب و نقح، و أصبح دستورا حقيقيا كاملا، يكون مجلسه تشريعيا،
و تكون الحكومة مشكلة من كل عناصر السكان مسئولة لديه، و تكون الانتخابات فيه حرة
و نزيهة على قاعدة العدل و الإنصاف"[7]. و
في العدد الرابع من الافتتاحية جاء عنوانه "لا تلعبوا بالنار !"
تطالب فيه الجريدة " بفصل الدين الاسلامي عن الدولة و ترك أموره لاهله"[8]. اما جمعية علماء المسلمين هي الاخرى تطور موقفها الى مساندة جبهة التحرير
الوطني بعد اصدارها للبيان الذي خرج به الاجتماع العام للجمعية المنعقد في 07 جانفي 1956م و أهم ما جاء
فيه ما يلي:"بلاغ عن الاجتماع العام
لجمعيى علماء المسلمين عن الحالة الحاضرة في القطر الجزائري و موقف الجمعية
منه" " ان الاجتماع العام لجمعية علماء المسلمين، اذ يترحم على شهداء الأبرار
الذين ذهبوا ضحية القمع الأعمى الفظيع، و يدعو الأمة بواجبها نحو ابنائهم و
عائلاتهم، و كفالتهم كفتلة يوجبها الاسلام، و تفرضها المروءة و الشرف. " و يبعث بصادق الود و عظيم التقدير و العطف لسائر رجال الأمة الأحرار
الذين أوصدت عليهم أبواب السجون، أو أطبقت الاسلاك الشائكة في المحتشدات، و
يشاركهم في تلك المحن التي تقبلوها بثغور باسمة و صدور رحبة، و يعلمهم أن الامة
الحية الشاعرة لن تنسى لهم تضحيتهم، و انهم سيكونون غدا في طليعة العاملين على
انشاء الهيكل الوطني العظيم. " و يرفع عظيم الامتنان و وافر التقدير لسائر الاحرار في كل أقدار
الدنيا، و لجميع الصحف العالمية النزيهة، و لسائر الحكومات الحرة التي أيدت الأمة
الجزائرية في نضالها الشريف، و دافعت عنها، و مدتها يمين الاخوة لمبادئ الحق و
العدل و التحرير، و يرجو أن يشارك كل شعب حر، و كل حكومة حرة، كل صحيفة نزيهة في هذا الكفاح الميمون لفائدة
الحق، العدل و تحرر الامة الجزائرية". " و يعلن مرة أخرى، على أن كل سياسة مبنية على ترقيع الماضي، و اجراء
"اصلاحات" على قاعدة النظم الاستعمارية الحالية، مهما تغير اسمها،و انما
هو من قبيل العبث و الاستهتار، و الامعان في الزج الامة الجزائرية في مضيق اليأس
الذي لا يحدث الا الانفجار". و يقول كلمة صريحة علنية، يرجو أن يسمعها المسئولين في باريس و يسمعها
العالم يأجمع، و هي انه لا يمكن حل القضية
الجزائرية، بصفة سلمية و سريعة، الا بالاعتراف العلني الصريح بكيان الامة
الجزائرية الحر، ز جنسيتها الخاصة، و حكومتها القومية : و مجلسها التشريعي المطلق
التصرف، في دائرة احترام مصالح الجميع، و المحافظة على حقوق الجميع. " و يؤكد انه لا يمكن وضع حد لحالة الحرب الحاضرة، و الاقدام على بناء
النظام الحر الجديد الا بواسطة التفاهم
الصريح المخلص مع سائر الممثلين الحقيقيين للشعب الجزائري، من رجال الحل و العقد
الذين أظهرهم الكفاح الجزائري"[9] -
النقابة الشيوعية (الاتحاد العام للنقابات
الجزائرية)"UGSA-SGT "
هو الاخر نشر بلاغ لا يختلف عن بيان الشيوعيي ان لم نقل ان كل هذه الأحزاب
باستثناء المتعصبين للجزائر فرنسية كانوا يريدون الاستقلال و لكن كيف، و متى؟ لقد
جاءت ثورة أول نوفمبر بمثابة مفاجأة تامة بالنسبة للسلطات الفرنسية، لأنّه تم
الإعداد لها في سرية كبيرة[10]، حيث أدخلت الرعب الشديد والفزع الكبير في قلوب
الفرنسيين وأذنابهم، وفقدت حكومة باريس رشدها وصارت تحسب لوجودها في الجزائر ألف
حساب. في
الجزائر و فرنسا، فكانت الصدمة العظمى، و كان الاهتزاز،و كان الفزع و الهلع، و كان
الخوف من النهاية و اقتراب الساعة و انشقاق القمر[11] ففي
صبيحة أول نوفمبر 1954، سارعت السلطات الفرنسية سواء في باريس أو في الجزائر،
لاتخاذ الاجراءات اللازمة للقضاء على الثورة في المهد، وتوالت العديد من التصريحات
والتفسيرات من قبل رجال الحكومة الفرنسية. أ-
الصحف الفرنسية الصادرة في الجزائر: عنونت جل الصحف الفرنسية في صفحاتها الأولى أن العمليات المنفذة عبر كامل
القطر الجزائري هي أعمال إرهابية منفذة من طرف إرهابيين، فجاء في صحف التالية ما
يلي: الإخبارية اليومية"(La Dépêche Quotidienne ) :" ضرب الإرهابيون في نقاط
مختلفة من القطر الجزائري" ، الضرب في الرأس.
صحيفة صدى الجزائر(L’Echo d’Alger): عمليات إرهابية في الجزائر: 8 قتلى، يجب ان يكون الرد
عنيف و قوي
صحيفة مساء-فرنسا(France-Soir): ارتفاع مفاجئ للإرهاب في الجزائر.
ب-
الإدارة الكولونيالية حاولت السلطات
الاستعمارية في الجزائر الإنقاص من أهمية الثورة باعتبار أن ما حدث لا يعد ثورة،
وإنما هي أحداث منعزلة قام بها "متمردون" "ومخربون" و"فلاقة"[1]وذلك
من خلال التصريحات التي أدلت بها السلطات الرسمية الفرنسية في الجزائرعلى رأسها: ·
روجي ليونارد (Roger
leonard)الحاكم العام في الجزائر الذي استدعى في ليلة 31-1
نوفمبر نجلس امن الجزائر لدراسة الأحداث و اتخاذ التدابير و كذا التوقف عند حقيقة
هده الأحداث، من هو ورائها؟ ماذا يريدون من وراء هذه العمليات؟ كما قال كلمة مطولة عن هذه الأحداث و أهم ما جاء
فيها:" بعد مضي شهرين عن كارثة أوريونفيل[2](الشلف حليا) التي ضربت الجزائر بكاملها و معها الأمة
الفرنسية برمتها، و لمواجهة قسوة الطبيعة توحد الرجال و حدثت حركة تضامنية واسعة
لتقديم المساعدة كل واحد ففتحت القلوب و الأمل،و لكن اليوم بإرادة بعض الأفراد
حدثت مأساة جديدة مست المقاطعات الثلاث،
ففي ليلة 31 أكتوبر و 1 نوفمبر تم قتل و حرق فأحدثوا أعمال شغب و اضطرابات، لماذا
تم قتل الشاب المعلم و زوجته اللذان يشرعان يوم بعد الغد في أداء مهامهم في قلب
الاوراس في لتزيد أطفال الجزائر بالدروس و حضارة راقية في جو يسوده المودة و
الأخوة، فماذا يريدون القتلة من هؤلاء، و ماذا يريدون من قتل قايد مشونش الحاج
صادوق الذي كان في عودة من مسؤوليته خلق الحقد ضد قدماء المحاربين هؤلاء الذي
قدموا الكثير من الكوادر الذين أصبحوا صالحين في الإدارة ، ماذا يريدون ان يبينوا
من إطلاق الرصاص على الجنود المتواجدين في ثكناتهم ، جرائم بشعة، جرائم بغيضة ضد أبرياء،
فهؤلاء سيتم معاقبتهم و لا بد أنهم يتيقنون ان من استخدم هذه الوسائل يتعرض هو
الأخر للضرب حينما يحن وقته، و بمهاجمة زملائنا الجزائريين، هؤلاء المجرمين و
مثيري الشغب ستستعمل ضدهم القوة الفرنسية، هذه القوة التي تقيم العدالة و الوحدة
الوطنية نحمي كل من عمل و ينشط و نؤسس
السلم المدني و نركز ارادة وئام المصالحة و التطور الكبير فان أغلبية الشعب تتصدى
للمشوشين الذين تكونوا في الخارج مواصلة التخريب، إذا أراد هؤلاء المحرضين إعلام
الرأي العام العالمي عشية انعقاد دورة العادية لهيئة الأمم المتحدة، فإنهم مخطئون،
فالجزائر هي فرنسا و ان فرنسا لا تعترف في عقر دارها بسلطات أخرى دون غيرها ،
فالحاكم الوحيد بين المواطنين هو الدولة و المسئول الأول عن الأمن هو الدولة، لا
توجد حكام آخرون و لا سلطات اخرى حينما تصبح الوحدة الوطنية مهددة، يمكن أن يكون
كذلك ، تيقنوا هؤلاء المحرضون أن سياسة
المساواة و التطور المنتهج من طرف فرنسا تسمح لكافة الجزائريين المصالحة و هو هدف
مشترك أرادوا المساس به، فالمجال الذي يناسبهم هو الكراهية و الحرمان، ما كانوا
يخشون منه فقط الانفصاليين هو السياسة الديمقراطية الاجتماعية المنتهجة من طرف
الحكومة، فأسرعوا في القيام بإعمال العنف فأرادوا ليلة دامية و لكنهم ما قاموا به لا
تقوية عزيمتنا، و اتخذت الحكومة تدابير و قرارات ضرورية و سريعة بإرسال إمدادات
عسكرية و توزيعها حيث تكون ضرورية و الاهمية، كما تم تشديد الرقابة من طرف أجهزة الأمن(الشرطة،
الدرك و الجيش) عبر التراب الجزائري، فالحزب الذي اختار الكفاح المسلح ضد الدولة
تم حله[3] اعتقال الكثير
من زعمائه، تتعزز هيبة الدولة من يوم لاخر و لا تخيفنا التهديدات و الاضطرابات
لقيادة الجزائر تحو مراحل جديدة و تدخل الجزائر في نظامها الجديد"[4] · أما "جاك شوفالي" رئيس
بلدية الجزائر ونائبها في البرلمان الفرنسي وكاتب الدولة للحرب فقد صرح في خنشلة
يوم 2 نوفمبر
:" إنّ الحكومة لن تقبل بأية صفة كانت، بأي إرهاب فردي، ولا جماعي وأن جميع
التدابير الصارمة ستتخذ".(2) كما
صرح شوفالي في خنشلة في 02 نوفمبر، إن الحكومة لن تقبل بأي صفة كانت، بأي إرهاب
فردي و لا جماعي أن جميع التدابير اللازمة ستتخذ"[5]. ·
والي عمالة الجزائر"تريمو"(Trémaud): صرح امام مجلس العام ما يلي:"ان هذه
الاعتدائات،التي لا يقوم بها الا الجبناء، قامت بها حفنة من المتعصبين لا يمكن
الخلط بينهم و بين مجموع السكان، فهؤلاء هادئون فعلا و بقوا هادئين"[6] · اتحاد رؤساء بلديات الجزائر:
أصدرت توصية و قدمت طلبا للحاكم العام تطلب فيه خنق التمرد قبل استفحاله، فالخنق
ثم الخنق !،
إننا لا نتجه إلى الولاية العامة فحسب، بل نستغيث بباريس لاتخاذ الإجراءات الصارمة
و التدابير الحازمة ". ت-
أعيان الإدارة الاستعمارية من المسلمين(قياد، الأغاوات، الباشاغاوات، المفتون، شيوخ الطرق
الصوفية):أغرقوا الحكومة بالبرقيات متذللين فلقد ظلوا ينبحون
مستكرين"عوج"،"هؤلاء الناكرين لجميل فرنسا، و مجددين التعبير
لولائهم "[7]. و لا و لا شك أن الهلع الذي أستولى عليهم، و الفزع
الذي أمسك بتلابيبهم ، كانا لا يقلان إطلاقا عما ضغط على خناق الأوروبيين إدارة و
سلطات من الخوف و التصور النهاية لربط مصيرهم بالاستعمار، و لا بأس من إيراد بعضها: ·
عبد القادر سايح: رئيس المجلس العام لعمالة الجزائر يوم 02 نوفمبر في
جلسة استثنائية :" لقد أغرق عمل ارهابى فريد من نوعه عمالتنا الجزائرية كلها
في الدم، فباسمكم و باسمي الخاص ، أود ان أعبر عن تأثرنا و سخطنا و عن استنكارنا
المطلق لهده الجرائم و مقترفيها. و إنني متأكد أن سكاننا لا علاقة لهم بهذه
التصرفات التي تفوق كل وصف، و التي دفعها الحقد، و وسيلتها القتل و نتلئجها الفوضى
و البؤس. كما ـأوجه نداء انسانيا إلى السكان حتى يبقى كل واحد منا
رابط الجأش، و يكون التحاد و التفاهم جواب الجميع على معكري الجو و دعاة
الفوضى"[8] . · ابن شنوف: رئيس بلدية خنشلة و عضو مجلس الجزائر "أجدد
التعبير عن تعلقي الذي لا ينفصم عن فرنسا، و ولائي العميق لها، و أندد بهذه
الأعمال التي تستنكرها أغلبية السكان المسلمين"[9]. · ابن جلول( عضو في البرلمان الفرنسي)" أرجو ان لا يلحق القمع
الا المجرمين(المجاهدين)، " ثم لا بد من تحقيق الاندماج فورا، لتصبح الجزائر
فرنسية حقيقة و عمليا"[10]. · محمد بن
قانة(عضو في البرلمان الفرنسي): "ليس هناك ثورة و انها هي أعمال مسلحة من الخارج لخلق جو يسمح بعرض
القضبة امام هيئة الامم المتحدة.وينبغي مساعدة الجماهير الجائعة و الشباب المتسكع،
كما يجب تطبيق الدستور الجزائري"[11]. · عبد القادر
قاضي ديغولي(عضو في
البرلمان الفرنسي): أعبر عن ثقتي بوزير الداخلية ليعيد الامن بكل الطرق و
الوسائل"[12]. · شيوخ الطرق
الصوفية: الحملاوي[13]، زواني، عثماني[14]، التيجاني، الامين الحافظي و مفتي قسنطينة و النواب
المستقلون إلى كل من رئيس الجمهورية الفرنسية و رؤساء المجالس الكبرى الفرنسية
برقيات يؤكدون فيها ولاءهم لفرنسا و تعلقهم بها و يطلبون العقاب الصارم للمتمردين"[15] ·
رجال الدين المسيحيين: ü رجال الدين
المتعصبين للجزائر الفرنسية: ü رجال الدين
المعتدلين: أما التدابير الوقائية التي سارعت السلطات
الفرنسية إلى اتخاذها فتمثلت في مصادرة الصحف الوطنية والقبض على المناضلين
والمتعاطفين مع الثورة وكل شخص مشبوه فيه، وزجّت بآلاف من الجزائريين في السجون
والمعتقلات تطبيقا لنظرية "الانتقام في العقوبة"،(3) كما قامت بحل حزب حركة الانتصار
للحريات الديمقراطية، وهذا بإصدارها لمرسوم بتاريخ الخامس نوفمبر 1954
يقضي بحله وحل كل الهيئات والمنظمات التابعة له، وتحريم نشاطه في كافة أنحاء تراب
الجمهورية الفرنسية.(4) وألقت
القبض على عدد كبير من مناضليه أمثال " مولاي مرباح" و "بن يوسف بن
خدة" و"كيوان"، واعتبرتهم بمثابة قادة للحركة الثورية في أول
نوفمبر 1954. وطلبت
من السلطة الفرنسية بباريس إرسال ثلاث فرق من الجنود المضليين التي وصلت إلى ميناء
عنابة في اليوم الثاني، وقامت القوات بشن هجمات على أهالي القرى المجاورة لأماكن
الهجمات التي وقعت في أول نوفمبر، دمّر فيها أغلب هذه القرى، وقتل عدد كبير من
سكانها العزّل.[16] وتحقيقا لرغبات رؤساء بلديات القطر
الجزائري القوية، التي طلبت من الحاكم العام في الجزائر أن يعمل بسرعة على خنق
التمرد قبل استفحاله.قام الجنرال شاريير ( Paul charriere) قائد القوات
الفرنسية في الجزائر والتي كان يبلغ عددها 57.000
جندي وضابط، بتوجيه هذه القوات إلى منطقة الأوراس لدفن التمرد أين ولد، وقد أشرف
على هذه العمليات العسكرية قائد ناحية قسنطينة "سبيلمان"Spillmann . فقد قام الجيش الفرنسي بتقتيل
أبناء منطقة الأوراس بعد عمليات تمشيط دقيقة.[17] وفي محاولتها عزل الثورة عن الجماهير
الشعبية انتهجت أسلوب الترغيب والترهيب في آن واحد، فبالنسبة لسياسة الترغيب،
تمثلت في الوعود بتحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان بعد القضاء على
التمرد، وهذا ما يظهر في تصريح رئيس الحكومة الفرنسي "منديس فرانس" الذي
جاء فيه:" بعد عودة الأمن والنظام، سنزيل البؤس عن العمال الجزائريين في
فرنسا، وعلى الجزائريين في بلادهم، فالمشكل هو قبل كل شيء اقتصادي واجتماعي،
وسنخلق ظروفاً في الجزائر تساعد على ضمان الحياة الراغدة، التي تريدها فرنسا لجميع
أبنائها".[18]
أما سياسة الترهيب فتمثلت في قيام فرنسا
بمعاقبة كل جزائري يظهر تعاطفه مع الثورة ولتحقيق ذلك أنشأت أماكن التجمع أطلقت
عليها اسم "أماكن الأمان" قصد عزل الثورة عن قاعدتها العريضة المتمثلة
في الجماهير الشعبية، ففي هذا الإطار قام سلاح الطيران يوم 20
نوفمبر برمي آلاف المنشورات من الجو على منطقة جبال الأوراس، تدعوا السكان فيها
إلى الالتزام بالهدوء والتخلي عن "العصاة" حيث جاء فيه:" نداء إلى
السكان المسلمين إنّ بعض المقلقين المدفوعين من جهات أجنبية أثاروا حوادث دامية في
بلادنا، وهم يتمركزون بصفة خاصة في منطقتكم ويعيشون على خيراتكم، انّهم يلزمونكم
بمساعدتهم ويسعون الى اقتياد رجالكم في مغامرات إجرامية، أيّها المسلمون
الجزائريون إنّكم لن تتّبعوهم وستتجهون عاجلا قبل الأحد 21
نوفمبر الساعة السادسة مساءا في " مناطق الأمان" التي ترشدكم إليها
القوات الفرنسية..."[19] د-
رد فعل
المستوطنون: - الأوربيون:
وقعت مفاجأة ليلة الفاتح نوفمبر على المعمّرين مثل الصاعقة، وأصبحوا يصرخون
مستنجدين في هلع لا يوصف طالبين النجدة والأسلحة، خاصة في المناطق الجبلية في
الأوراس حيث حوصرت إشمول، وأريس، وفي جرجرة حيث حوصرت قرى بغلية وسيدي داوود وتيزي
غنيف، وبلدية تيقزيرت في ولاية تيزي وزو...الخ. [20] وقد
كتبت عن ذلك "جريدة الجزائر" le journal
d'alger
على الصفحة الأولى مقالا طويلا مدعما باستجوابات وصور،" السكان الأوربيون
يطلبون من الدرك والجيش الحماية من الإرهابيين".[21] ، كما كتبت جريدة "لوموند" le monde أياماً بعد ذلك: " لقد عرف المدمّرون الهلع و الفزع، فطيلة
الأيام التي تلت انفجار الإرهاب، تراكمت طلبات رخص حمل السلاح من طرف الأوربيين
على مكاتب محافظي الشرطة ورؤساء الدوائر الممتزجة.... وإنّ علامات الوهن والخوف
لبادية في أوساطهم ويخافون تجدد الحريق".[22] ه-
رد
فعل يهود الجزائر: قبل التطرق إلى معرفة موقف يهود الجزائر
من الثورة الجزائرية لا بد من الرجوع قليلا إلى الوراء لتوضيح موقفهم من الإحتلال
الفرنسي للجزائر عام 1830، إذ تشير المصادر التاريخية الفرنسية أنّ اليهود انحازوا
للفرنسيين واشتغلوا لديهم بالجوسسة وإلتقاط الأخبار عن الأهالي المسلمين، فبمجرد
ما دخل "دي بورمون" Debourmont وجيوشه المدينة
منتصرين، سارع اليهود إلى استقبالهم كمنقذين ومحررين لهم من العثمانيين،[23]
وفي سنة 1870 حصل يهود الجزائر على الجنسية الفرنسية بموجب قرار
"كريميو"، الذي نصّ على أنّ:" جميع الإسرائيليين الأهالي في عمالات
الجزائر قد أصبحوا مواطنين فرنسيين".[24] ومع
اندلاع الثورة الجزائرية كانت الأغلبية العظمى من يهود الجزائر مواطنين فرنسيين. فكيف
كان موقفهم من الثورة الجزائرية؟ إنّ ما تجمع عليه المصادر التاريخية
اليهودية فيما يتعلق بموقف اليهود من الثورة الجزائرية في سنواتها الأولى وتحديدا
من انطلاقتها سنة 1954 إلى مؤتمر الصومام 1956، هو عدم صدور أي موقف رسمي من أي
جهة تمثيلية لهم،[25]
واستمرارا لموقف الحياد الذي فرضته سياسة الحذر والترقب انطلقت أصوات يهودية
جزائرية موضحة بأنّ يهود الجزائر هم " أنصاف جزائريين وأنصاف فرنسيين ولدوا
في بيئة وعادات وتقاليد بربرية عربية إسلامية، كما تشربوا الثقافة الغربية، وعاشوا
بالمواطنة الفرنسية فهم ينتمون بذلك إلى القطر الجزائري، كما ينتمون في نفس الوقت
إلى العالم الأوربي".[26] أمام هذا الموقف غير الواضح والذي لم يرض
الطرفين، سعت السلطات الفرنسية لاستمالتهم إلى جانبها، وذلك بتحويل القضية
الجزائرية إلى مسألة عرقية طائفية، تمثلت في الصراع بين المسلمين من جهة و اليهود
والمسيحيين من جهة أخرى، أما عن الجانب الجزائري فقد وجهت جبهة التحرير الوطني
نداءا رسميا لليهود باسم الثورة الجزائرية في غرة أكتوبر1956، طالبت فيه كل جزائري
من أصل يهودي أن يتخذ موقفا صريحا اتجاه الثورة حيث جاء فيه:" إنّ جبهة
التحرير الوطني وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري تعتبر أنّ من واجبها أن
تتوجه مباشرة للمجموعة اليهودية لتطلب منها التأكيد بصورة علنية انتماءها إلى
الأمة الجزائرية" وهذا حسب رواية محمد لبجاوي في كتابه " حقائق حول
الثورة الجزائرية".[27] وإذا
كانت الفكرة قد بقيت دون صدى عند الأغلبية الساحقة من اليهود الذين فضّلوا إتباع
الحذر، التي بثّها قادة الجالية، فإنّ رسالة جبهة التحرير الوطني أمالت مع ذلك
البعض منهم إلى صفها.[28] ولقد ظهر جليا موقف اليهود من خلال إعلان
الأمين العام للجنة اليهودية الجزائرية خلال مداخلة بعنوان " وضع المجموعة
اليهودية في الجزائر" ألقاها بمناسبة انعقاد جلسات حول اليهودية بالجزائر
بتاريخ 12-13 مارس 1958 بالعاصمة، حيث صرح قائلا:" إننا فرنسيون يهود،
جمهوريون، ليبراليون".[29] 1- في فرنسا: كانت المفاجأة مثل الزلزال لدى كامل الهيئات في فرنسا
(سلطات، شخصيات،صحافة منتظمات...)، و ان كانت ردود
الفعل الأولى في الجزائر لدي اليسار من أوروبيين و جزائريين و صحافة و حتى
الوطنيين هي التردد و الشك و التذبذب و إلقاء المسؤولية على الإدارة الاستعمارية، اما
اليمين من صحافة و إدارة و الخونة من المسلمين الجزائريين هو الضرب ثم الضرب بقوة.أما
ردود الفعل في فرنسا تختلف قليلا و هي تتشابه في معظمها لدى الحكومة و الصحافة و
الشخصيات و جميع الأحزاب اليسارية باختلاف طفيف فيما يخص استقلالية الحركة حيث
يرجعها اليمين و الحكومة الفرنسية الى ايادي خارجية بينما اليسار لا ينكر
استقلالية حركة اول نوفمبر، اما الحلول لا تخلف في جملتها، و نلخص ردود الفعل
الحكومة و الاحزاب في النقاط التالية: -
ان
الحركة من الخارج(الأغلبية ترجعها إلى القاهرة و آخرين من أوروبا الشرقية) -
ان
الجواب باظهار القوة و العزيمة لخنق ادعائهم، باحكام العمليات البوليسية في جبال
الاوراس و جرجرة ، لا شيء غير ذلك اطلاقا. -
و
في المقال يتم تحسين الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية بافساح مجال العمل و توفير
الخبز، و تحقيق المساواة في الحقوق و الواجبات، و اصلاح الطرق،الري، نشر التعليم. -
تطبيق
دستور 1947م بترسيم اللغة العربيةن و احترام الدين الاسلامي، و الغاء البلديات
المختلطة و البلديات العسكرية في الجنوب... -
لا
مشكل سياسي و لا مفاوضات مع حفنة من المتمردين، و المفاوضات الوحيدة هي الحرب، و
من انذر قد اعذر. فكانت
ردود الفعل: أ- لدى الحكومة
الفرنسية كالتالي: · وزارة الداخلية :
أصدرت بلاغ جاء فيه ما يلي:" لقد حدث عدد من الاعتداءات في الليلة الماضية في
عدة نقاط من الجزائر، و هي من اقتراف أفراد أو عصابات صغيرة معزولة، و ان الهدوء
التام ليسود الان بين مجموع السكان"[30]. · جاء رد فعلها على لسان رئيس حكومتها
" بيير منديس فرانس" "MENDES
France"
من خلال ما صرح به أمام البرلمان الفرنسي رادا على نواب خونة جزائريين، طلبوا منه
بلهجة حب عميق لفرنسا أن يستعمل الشدة والصرامة ويحقق الإدماج الكلي للجزائر في
فرنسا، قائلا:" لا تخافوا إنّ الأمة لن تسمح لأحد أن يخاطر بوحدتها وأنّ ليس
هناك انفصال ممكن للجزائر عن فرنسا".[31] وأكّد
على أن الجزائر فرنسية من خلال قوله:" إنّ الجزائر هي فرنسا ومن الفلاندر حتى
الكونغو (des flanders au congo)، ليس هناك إلاّ
قانون واحد وأمة واحدة وبرلمان واحد، هذا هو الدستور وهذه إدارتنا ولا حق لأي أحد
أن يشكّ فيها".(4) وقد
أصرّ على أن فرنسا ستتخذ الإجراءات الصارمة، ولن تتسامح مع الثوار وذلك في
تصريحه:" ولن نرحم المتمردين، فلن يكون هناك تساهل، فلا يمكن التساهل عندما
تكون وحدة الجمهورية والسلام الداخلي للأمة معرضين للخطر، وذلك أنّ العملات(
الولايات) الجزائرية جزء من فرنسا منذ مدة طويلة، وسكانها يتمتعون بالجنسية
الفرنسية، ولهم تمثيلهم في البرلمان وقد برهنوا بكفاية عن تعلقهم بفرنسا، بحيث لا
يمكن أن تسمح فرنسا لأحد بأن يعرّض وحدتها للخطر".(5) و في خطاب ألقاه في واشنطن، جاء فيه:" ان بلدان
شمال افريقيا منعلفة بفرنسا الام التي تربطها بها عوامل تاريخية و جغرافية. "فإفريقيا الشمالية هي الساحل الجنوبي للبحر الأبيض
المتوسط، مثلما تمثل مقاطعة بروفانس الساحل الشمالي . " و مصير شمال إفريقيا هو الارتباط بأوروبا جغرافيا
و تاريخيا ارتباطا عضويا لا انفكاك له. " و لقد كان الجو هادئا، و كل الشر جاء فجأة من
إذاعتي بودابست(العالم الشيوعي) و من القاهرة( العالم العربي) و هذا الوضع متار
القلق دائما لنا. " فمن هذين العالمين ايضا يفد المهرجون و
المشاغيون، و منها ايضا تتسرب الاسلحة، التي بها تجد الحرب الكلامية امتدادا للحرب
الدموية"[32] . " و العلاقات الجديدة التي سعينا إلى إقامتها مع
هذه البلدان المغربية تأخذ بالاعتبار العالم المعاصر و المطامح المشروعة لجميع
سكانها من أوروبيين و أفارقة" ثم بمساوئ اذاعتي القاهرة و بودابست "[33] · أما وزير الداخلية الفرنسي
"فرانسوا متيران" François Mitterrand ) ) فقد
صرّح أمام لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الفرنسي بما يلي:" لا يمكن أن
تكون هناك محادثات بين الدولة والعصابات المتمردة التي تريد أن تحل محلها"، وأضاف إجابة على النواب الفرنسيين الشيوعيين،
فيما يخص الوطنية الجزائرية قائلا:"إنّه إذا كنا نقبل الحوار مع الوطنيين في
البلدين المحميين( تونس والمغرب) اللذين هما دولتين بالمعنى القانوني للكلمة، فإنّ
ذلك غير ممكن مع الجزائر التي هي مقاطعة فرنسية، وجزء لا يتجزأ من فرنسا"[34]،
فأوصد بذلك الباب المفتوح مع جبهة التحرير الوطني التي أعلنت في بيانها على
إمكانية التفاوض وفق شروط محددة. حيث جاء فيه:" فتح مفاوضات مع الممثلين
المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أساس الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا
تتجزأ"[35]. و قال في اليوم الثاني : " ان المشاكل المطروحة في
الجزائر و المغرب و تونس بينهما نقاط مشتركة عديدة، لكنه ليس صحيحا أن يقال أن
الفلاقة التونسيين يحتلون جبال الاوراس، فريق صغير جدا يتعاون مع العصابات
الجزائرية و لكن العمالات الثلاث الجزائرية هي فرنسية. " و الحكومة لا تستطيع و لا تريد أن تسمح بتجاوز
المطالب التي يعضها السكان في الجزائر بعض الحدود مثل وحدة الأراضي و السيادة
الوطنية، فمفاوضات مثل هذا النوع ان كانت ممكنة في تونس و المغرب،مستحيلة بالنسبة
للجزائر"[36] . و عن سؤال برلماني الذي اتهم المخابرات الفرنسية
بالتقصير حتى فوجئت بفاتح نوفمبر، أجاب قائلا:" اننا كنا نعلم بالاجتماعات
الشبه سرية التي كان يعقدها زعماء حركة الانتصار، و كنا نعلم أن قادتها مختلفون في
الراي حول المنهج المتبع مع الاتفاق فيما بينهم حول الهدف. و أنتصر المصاليون، و طردت الأقلية من الحزب،و هنا رأت
جماعة من الشباب المندفعين ان يوحدوا الحركة في الدم و العمل، فقرروا ان يقدموا
موعد الانطلاق الى اول نوفمبر، بعد ان كان مبرمجا في شهر جانفي"[37] ·
كاتب
الدولة للحرب(جاك شوفالي): " إن الوضع
يتطور بسرعة في صالحنا، إني متفائل"[38]. كما صرح في نهاية شهر نوفمبر في البرلمان الفرنسي ما
يلي: لقد قررنا استعمال جزء من القوات العسكرية العائدة من الهند الصينية، فبها
سنقوى ، كما سنؤطر فرق القومية و الحركية التي ينبغي ان تكون الطليعة و العمود
الفقري المعمول عليه لإعادة الأمن في شمال إفريقيا كله"[39] . ب-
ردود الفعل لدى الشخصيات السياسية: · ميشال دوبري[40]: صرح قائلا:" إن كل الخطأ الذي نرتكبه هو الاعتقاد
بوجود فرق بين كل من تونس المغرب و الجزائر، فهذا الفرق غير موجود، انها كلها شيء
واحد و إنها لمن الخطأ أن نضع لها حلول مختلفة، فإما أن نخلق في شمال إفريقيا وحدة
فرنسية إسلامية كاملة،و اما أن نفقد كل شيء"[41] · ادقار فور[42](edgar faure): قال انه نسلم تونس و المغرب
لنحافظ على الجزائر... و ذلك لان الجزائر دمنا...لحمتا وعظمنا"[43] . ج- ردود الفعل لدى رجال الفكر: أختلفت ردود الفعل
رجال الفكر حسب انتماءاتهم الإيديولوجية مدى تمسكهم وإيمانهم بالقيم و المبادئ الثورة
الفرنسية و تعاليم الدين المسيح، فمنهم من عبروا ث-
الأحزاب: الحزب
الوحيد الذي أصدر بيان عن ما حدث في الجزائر في غرة نوفمبر هو الحزب الشيوعي
الفرنسي و نقابتها الكونفدرالية العامة
للعمال(CGT
) حيث جاء في بيان هذه الأخيرة"
المطامح الوطنية للشعب الجزائري و عن حقه في تحقيق مطالبه"[44]. أما الحزب الشيوعي الفرنسي ظل يستنكر الاضطهاد و القمع
المسلط على الجزائريين من جهة و الأعمال الفردية الجماعة التي فجرت الثورة من جهة
أخرى، كما ظل موقفها متذبذب و يتأرجح تارة بضرورة الاعتراف السريع بالواقع الجزائري و تارة تكوين اتحاد فرنسي
حقيقي[45] ج- الصحافة: ·
لومانيتي: نشرت خبر الأحداث التي عرفتها الجزائر ليلة
الأحد إلى الاثنين بأحرف صغيرة تحت عنوان"أحداث خطيرة في الجزائر"، ان
فاتح نوفمبر حادث خطير يندرج بين النواجم المنطقية المترتب عن السياسة الحكومية في
شمال افريقيا[46]. ·
لوماند: الى جانب تصريح وزير الداخلية ،نشرت مقالا
بعنوان بارز في الصفحة الاولى تحت عنوان:" قتلى كثيرون في الجزائر اثناء
هجمات متزامنة لمراكز الشرطة" و علقت عليه منتقدة التاخر في تحقيق الاصلاات
الموعود بها و تقول ان اي تاخر اضافي سيؤدي الى تعفن الوضع" وتضيف: "
هكذا فالجزائر التي كانت تبدو غير مهددة الا في الشرق الجزا\ري بسبب تسريبات
الفلاقة التونسيين، اصبحت هي نفسها مسرحا لهذه الاضطرابات، و امتدت اليها النيران
و دث ما حدث" و ان تزامن الهجمات لتوحي بوجود عمل منظم منسق.و تظن الاوساط الرسمية
ان هذه الهجمات جزء من مخطط محكم التنظيم من طرف الوطنيين" و تعود الجريدة و تقول:" و هذا كله في الوقت الذي بدات تلوح في على
الافق بوادر امل في التوصل الى حل في المغرب الاقصى." و هكذا تتطور الامور في
الجزائر معاكسة لهذا الامل، كما لو كانت هناك ايد خفية تحاول تقويض التضامن
العمودي الفرنسي- المغاربي (شمال افريقيا) ، و بالضبط في الوقت الطي كان يسود فيه
الاعتقاد بامكانية تعزيز هذا التضامن"[47] ·
صحيفة الفيقارو(Figaro): اليمينية المحافظة. علقت على الاعتداءات في
صفحتها الاولى قائلة:"ان الاعتداءات المقترفة في ظرف ليلة واحدة و بواسطة نفس
القنابل، يدل ان هناك عملا منسقا و منظمة ارهابية و مؤامرة"[48] . ·
صحيفة كومبا(Combat) اليسارية فقد
كتبت:" ان فرنسا لا يمكنها أن تقبل بأن يكون وجودها لا في المغرب و لا في
تونس، محل مناقشة و مثار جدال، و أحرى و أولى في الجزائر !
و إلا وقع لنا في هذه البلدان ما صار لنا في الفيتنام. آلا يمكن أن ترفع فرنسا صوتها
في كل من شمال افريقيا و القاهرة، مؤكدة في كل مكان أنها لم تستسلم أمام العنف
الدموي، كما أنها كيف ستستمع لصوت الحق و العدالة بعد عودة النظام و الأمن و
الاستقرار"[49]. ·
مجلة فرنس أبسرفتوار(France Observateur): جاء في مقال لكود بوردي(Claude Bourdet) يقول فيه:"أحداث الجزائر
أصبحت فرصة لطوفان من تعليقات مجردة تماما من كل )جدية . حقا أنه لمن الصعب التخلص
من مزاعم الامبريالية الذي تلقاها الإنسان منذ نعومة أظفاره على مقاعد الدراسة، و
التي تتلخص في أنه بجرة قلم تم بها توقيع مراسيم اتخذت في باريس قد اصبح مسلمو
الجزائر كائنات مختلفة تماما عن مثيلاتها في دين واحد في تونس و المغرب.. " و كنا ننتظر أن نجد عناية كبرى لدى الصحافيين،
و لكن من المخيف أن نرى زملاء معروفين بالنزاهة و الموضوعية و بحسن الاطلاع يقعون
في تفسير اندلاع ثورة فاتح نوفمبر بالنظرية التي أكل عليها الدهر و شرب، و التي
تنسب هذه الاحداث الى عناصر مشاغبة أتت من الخارج"[50]. كما كتب جيل مارتيني (Gilles Martinet)في نفس الصحيفة ما يلي:" ان
الاغلية الكبرى للمسلمين ترى أن هناك على
الاقل جانبا ايجابيا في الازمة الحالية . " ففي نظرها أن القضية
الجزائرية هي الان مطروحة و يجب ايجاد حل لها بطريقة أو بأخرى. فعاجلا أو أجلا، كما حدث في
تونس و المغرب، ستكون هناك مفاوضات في الجزائر أيضا "[51] منبر الامة(La
tribune de la Nation): كتب المفكر جاك مادول في هذه
الصحيفة يقول:"ينبغي الاعتراف بالحقيقة، فقد بدأ الجميع الان يعرفون أن
الاسرى الاوائل الذين أخذوا في جبال الاوراس ليسوا فلاقة تونسيين اطلاقا، بل هم
الدواوير المحلية. ان الجزائر تحركت، و يخاف ألا يكون هذا التحرك الا بداية حركة على نطاق
واسع. "ان هناك من يلقي المسؤولية على اذاعة القاهرة، انها حقا ساهمت، و لا
شك في هذا. " و لكن لو كانت الاوضاع في الجزائر سليمة لما وجدت اذاعة القاهرة أية
أصداء، فهناك اذن أشياء ليست على ما يرام في الجزائر، و هذه الاشياء هي التي يجب
دراستها برباطة جأش. " و يجب زضع حد لسياسة المظاهر الخداعة، و يجب مواجهة الواقع الجزائري
مباشرة. " ان الصعوبات الجزائرية حاليا لا يمكن فصلها عن الصعوبات المغربية و
التونسية فشمال افريقيا كل لا يتجزأ"[52] ·
تموانياج كريتيان(Témoignage-chrétien): علقت الصحيفة قائلة ما
يلي:" ان سلطاتنا في شمال افريقيا تلعب ضد المصالح الفرنسية و المغاربية. لقد حان الوقت لاتخاذ من نوع
اخر تكون بسيطة، واضحة وفعالة، ان وزير الداخلية مخطئ عندما يقول انه لا يجب أن
تكون هناك وطنية جزائرية . " و حيث أن هناك حدودا
بين البلدان، فمن المستحيل ألا يأخذ اطموح الى الحرية و المساواة صورة المطالب
الوطنية"[53]. ·
أكسبريس(L’express): فقد تساءلت :" أليس الوقت قات فات الان لتطيق
صادق كامل دستور 1947م ؟ و مع ذلك نرى أنه من الاوفق القيام بالمحاولة"[54] اعتبرت الحكومة وجميع الأحزاب السياسية الفرنسية باستثناء- الحزب الشيوعي الفرنسي
و الحزب الشيوعي الجزائري- أن الثورة المسلحة هي أعمال إرهابية التي تهدد سلامة أراضي
فرنسا. لذلك تعاملت معها الحكومة على أنها
مسألة بوليسية و ليس سياسية، جاء في تصريح وزير خارجية فرنسا أمام البرلمان بما يلي: "الجزائر هي فرنسا من فلاندرز إلى
الكونغو، هناك قانون واحد، و هو وطني "[55]، أما بيير منديس فرانس، اليساري الراديكالي، رئيس الحكومة
آنذاك أعرب ليس فقط عن موقف حكومته لكن عن فلسفة السياسة الجزائرية للقوى السياسية
المهيمنة و الراسخة في الثقافة السياسية للجمهورية الثالثة: "إن المقاطعات الجزائرية
هي جزء من الجمهورية و هي فرنسية منذ فترة طويلة وبشكل نهائي ... لا تتخلى عنها فرنسا أبدا، و لا الحكومة، و
لا البرلمان الفرنسي مهما كانت الاتجاهات عن هذا المبدأ الأساسي"[56]. أعرب الرأي العام خلال المناقشات
داخل الجمعية الوطنية، أن الثورة ناتج عن عمل مشترك من الشيوعية الدولية والقومية العربية
المسيرة من الخارج[57]. كما توجد وثائق من السلطات الفرنسية
تشير أن الأحداث التي عرفتها الجزائر في نهاية سنة 1954م من أعمال العنف سببها الوضع
الاستعماري كما تلقى المسؤولية كذلك على الجامعة العربية التي تسيطر عليها
انجلترا، و أن جزء من الأسلحة و الأعوان تدخل من انجلترا و لكن دون الإشارة إلى
جبهة التحرير الوطني و فيما يتعلق بالثوار يقول عنهم " أنهم فلاحين و رحل
قاموا بهذه الأعمال بدافع التعصب الديني و ليس سياسي، يرون ان العمليات من تدبير
عملاء من بريطانيا حيث وجدوا الأرضية
مواتية للتمرد و من بين هؤلاء كان أول المجاهدين، و لكن الحقيقة غير ذلك ، حيث أرادت
السلطات الفرنسية تقزيم الثورة المسلحة، كما جاء تقرير أخر بعد شهرا ، كان أكثر موضوعية و فيه ما يلي:" ان القضية
الجزائرية يمكنها ان تسبب أزمة خطيرة، من خلال تحليل المشكلة على البعيد، يمكن القول
أن أزمة الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية بإمكانها تسبب في نهاية المطاف أزمة خطيرة
جدا في السياسة الداخلية. بسبب دعم الثورة بواسطة الدعاية
الإذاعية، تهجمت فرنسا بشكل خاص كل من: مصر و المجر. أتهم وزير الداخلية ورئيس الوزراء مرات عدة
خلال هذا الشهر محطة راديو بودابست والقاهرة، حيث تقوم هذه الأخيرة بالدعاية اليومية
لتحريض يوما بعد يوم سكان شمال أفريقيا للعنف "[58]. تعمل الحصة الإذاعية صوت العرب
في القاهرة منذ عام 1953 و التي اعلنت يوم فاتح نوفمبر اي تفجير الثورة المسلحة
على ما يلي: " تدخل الجزائر اليوم في الكفاح كبير من أجل الحرية والعروبة والإسلام
... بدأت تعيش حياة كريمة وشريفة ... و هي ليست ثورة عابرة، ولكن بداية لحركة التحرر
والتي من شأنها تزداد شدة "[59]. كما كانت توجد في بودابست محطة
إذاعية تسمى صوت الاستقلال والسلام حيث ينشطها شيوعي شمال إفريقيا و هي تعمل منذ مايو
1954. وكان رئيس تحريرها وليم سبورتيس( Sportisse) عضو اللجنة
المركزية للحزب الشيوعي الجزائري. كان لها وقت الإرسال ساعة واحدة و 30 دقيقة يوميا
(في الصباح من 7 إلى 7:30 مساءا من الساعة 18 إلى 18سا و 30د و في الليل من 23سا و
30د الى منتصف الليل. يتلقى الفريق المكون من عدد قليل من أعضاء الفريق المعلومات لنشرها
من مديرية الحزب الشيوعي الفرنسي عبر الممثلية
المجرية في باريس ليتم ترجمتها في الليل الى اللهجة العربية لبثها في الصباح. هذه
الحصة الإذاعية هي مسموعة للغاية في شمال أفريقيا و كذا في الشرق الأوسط. قامت هذه الإذاعة بإذاعة نداء جبهة التحرير الوطني بيان 1 نوفمبر،
شركها آيت أحمد المقيم في القاهرة .أتصل
باريس بالسلطات المجرية بعد فاتح نوفمبر لتحذيرها و الضغط عليها من اجل توقيف
الإذاعة بث الحصة الخاصة بالجزائر إلا أن الإذاعة استمرت في نشاطها. طلب
وزير خارجية فرنسا بتاريخ 28 سبتمبر 1955 من وزير الشؤون الخارجية للمجر عقد جلسة تشاور و استماع، أثناء الجلسة طالب الأول من الثاني وزير المجر إزالة
الإرسال مقابل الموافقة على طلب المجر بالانضمام للأمم المتحدة: "هذه الحصص الإذاعية
متناقضة و الفكر الدولي حيث يسعى القادة المجريين في خطاباتهم و كتاباتهم الإدلاء
على رغبتهم في تعزيزها، هذا التناقض هو الأكثر لفتا في الوقت الذي تسعى المجر قبولها
عضوا في الأمم المتحدة. " نفى وزير الخارجية المجري وجود جهاز الارسال لان
هذا ليس له لزوما تماما، لكن الحقيقة عكس ذلك لان الجميع يعرف وجوده منذ 7 يوليو
1954 حيث اشارت صحيفة الجزائر الجمهورية اليومية ليس فقط على وجود جهاز الإرسال ولكن أيضا المنسقين، و هو ما جعل حجج الوزير الفرنسي
أكثر إقناعا هذه المرة ، وبعد أسبوع، في جلسة بيوم 6 أكتوبر قرر المكتب السياسي لحزب
العمال المجري إزالة جهاز الإرسال، نفسر ذلك حقيقة أن القبول المجر الانضمام في هيئة الأمم المتحدة مرهون بفرنسا
باعتبارها عضو في مجلس الأمن[60]. علقت الصحافة المجرية عن الأحداث التي شاهدتها الجزائر
و اعطت حوصلة و تقرير عنها و كان ذلك يوم 3 نوفمبر من طرف صحيفة (الأمة المجرية) و
يوم 5 نوفمبر من طرف صحيفة (الشعب الحر)، و ان كانت صحيفة (برافدا) علقت عن هذه الأحداث دون ذكر جبهة التحرير
الوطني و لكن بعد ذلك لم تنشغل الصحيفة بالقضية الجزائرية الى غاية [61]1956.و كان خروتشوف[62] قد صرح في سبتمبر من عام 1955م امام لجنة برلمانية
فرنسية ما يلي:" ان قضية شمال فريقيا هي قضية فرنسية، ان الفرنسيين لديهم
اعتقد الحكمة و الحنكة لحل القضية"[63]. يمكن ان نقول ان الدولة
الأوروبية الوحيدة التي كانت تعرق أسرار تفجير الثورة المسلحة هي يوغسلافيا لان
هذه الأخيرة هي كبيرة في عيون المناضلين الجزائريين و كانوا يترددون كثيرا كل من
خيثر و المجموعة على مكتب السفير اليوغسلافي في مصر[64]. قامت مصالح الأمن الفرنسية
بالاطلاع على الحصص الإذاعية التي تبثها كل من الدول العربية و الدول الاشتراكية و
قراءة صحفها لمعرفته اتجاهها و كتبت تقرير بتاريخ 22 نوفمبر جاء فيه ما يلي" خلافا
للتوقعات، فإن أحداث الجزائر لم يتم تناولها حتى الآن صحف الشرق الأوسط، حملة لمكافحة الفرنسية لشن حملة
معادية على فرنسا[65]. بدأت الجامعة العربية والدول
العربية المستقلة تولي اهتمام بالقضية الجزائر ابتداء ديسمبر، و صوتوا على منح المساعدات
المالية في بداية 1955[66]. 2- ردود الفعل
الولية خارج فرنسا و الجزائر: حذرت فرنسا المجتمع الدولي
التدخل في شؤونها الداخلية باعتبار ان الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا، كما أرهبت
الكثير من الدول أصدقائها و غير أصدقائها و خاصة الدول العربية، و ا ناي مساس
بوحدة ترابها و سلامتها الترابية ..... لهذا لا نكاد نجد ردود فعل
علنية ايجابية لمسئولين حكوميين لأي بلد في العالم.فما هي ردود افعل يا ترى. أ-
في أمريكا و انجلترا: بعد تصريحات مندس فرنس خلال زيارته لواشنطن مشيرا الى ايادي شيوعية و خطر
الزحف الشيوعي، و قال ادغار فور أن مقياس في علاقات الدول مع فرنسا هو موقفها في
سياستها في الجزائر حيث صرح روسيين و غيرهم ما يلي:" فبهذا المقياس تعرف
فرنسا أصدقاءها الحقيقيين"[67]و هو ما جعل كل من امريكا و انجلترا ان تمنح الضوء
الاخضر لفرنسا لان تفعل ما تشاء،و ذهبت الولايات المتحدة بإرسال اختصاصيين و
طائرات عمودية، ضيف إلى ذلك الدعم الدبلوماسي في هيئة الأمم المتحدة. كما حصل ماندس فرنس في اخر زيارته لولايات المتحدة الامريكية على موافقة
هذه الاخيرة على لسان جزن فوستر دالاس (كاتب الدولة للشؤون الخارجية ) على أمرين
اثنين و هما: - تدخل أمريكا لدى مصر واسبانيا لإيقاف نشاطهما الدعائي ضد فرنسا في
الجزائر. - ترخيص فرنسا لاستعمال أسلحة الميثاق الأطلسي في الجزائر[68] . ما موقف الأمريكي من الحرب التحريرية كان وفق منطق الحرب الباردة، و جاء في
تصريح كلارك(Clark) القنصل الأمريكية على أنه لا يشك: "أن الإرهابيين
و هم عناصر MTLD،
تصرفوا بدعم و دفع من جامعة الدول العربية. "[69] ومع ذلك، خلال لقاء بين دولس(Dulles) ومنديس فرانس في نهاية نوفمبر وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية عن
مخاوفه إزاء الأحداث في الجزائر، هو يعتبر الوضع بأنه خطير، لأنه يمكن أن يجبر على
سحب القوات المسلحة من أوروبا التي هي منطقة ذات إستراتيجية كبيرة في الحرب الباردة
و رفض دولس مشاركة الولايات المتحدة و حلف الشمال الأطلسي في التدخل في المشكلة الجزائرية
موضحا أن واشنطن تراقب الوضع من بعيد. ذلت كلمن الولايات المتحدة و انجلترا تؤيد و تدعم فرنسا في الجزائر:
عسكريا، دبلوماسيا و أخيرا إعلاميا الى غاية مجيء كندي سنة 1960 الاتحاد السوفياتي: لم نجد صدى لردود الأولية من الجهات الرسمية لكن بدأت تتضح ملامح اتجاه
السوفيات في المسألة الجزائرية من خلال تصريحات شخصيات سوفياتية او كتابات الصحف ،
و من اولى تصريحات الشخصيات السوفيات جاءت من خروتشوف حينما أعلن:" شعوب
الاتحاد الفرنسي......و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول" كما بادرت
شخصيات اخرى بعد زيارة غي موليه الى الاتحاد السوفياتي في ربيع 1956م ، قد صرح
مولوتوف :"ان رغبة الحكومة السوفياتية هي ان تبقى فرنسا في الجزائر"[70] . كرر ثانية مولوتوف ما يلي:" ان الاتحاد السوفياتي يدرك أهمية المسألة
الجزائرية بالنسبة لفرنسا، و اننا نود ان لا تكرر في الجزائر ما حدث في الفيتنام و
لكن رغبة الاتحاد السوفياتي هي أن تبقى فرنسا في الجزائر، بشرط ان تكون التسوية
مرضية للشعب الجزائري و الفرنسي معا"[71] . رود الفعل لدى العالم العربي و الإسلامي: أسرعت فرنسا تهدد كل دولة تتدخل في
سياستها الداخلية من منطلق أن الجزائر جزئا لا يتجزأ من فرنسا، و هو ما جعل الكثير
من الدول تتحفظ في ردود الفعل الاولية و شمل ذلك حتى الدول الشقيقة مثل الدول
العربية و الإسلامية حيث تحفظت هذه
الأخيرة و لم تعلن صراحة عن موقفها
باستثناء مصر العربية التي كانت إذاعتها منبر لإعلان عن انطلاق الثورة
المضفرة و إعلان عن بيان أول نوفمبر في
حصة "صوت العرب"، فردود الفعل الأولية للدول العربية و الإسلامية هي
محتشمة باستثناء تصريحات بعض الشخصيات العربية و الإسلامية التي رحبت و باركت
الثورة و ساندتها. و لكننا لا ننكر الدور الكبير التي قامت به الدول العربية بعد مرور مدة من
انفجار الثورة أي بداية من سنة 1956م
من دعم و مساندة . -تثير الثورة على القضايا الاستعمارية: نشير الى ان انفجار الثورة
الجزائرية سنة 1954م اسرعت في فك القبضة الاستعمارية على كثير من الدول المغاربية
(ليبيا، تونس و المغرب) -
في ليبيا: أسرعت فرنسا فتح المفاوضات مع ليبيا خوفا من
اتساع رقعة الحرب و من اجل التركيز على الجزائر بدلا من فتح جبهة واسعة تشمل كامل
اقليم المغرب العربي لذا شرعت في التخلص من القضايا الفرعية – الاسراع في اجراء
المفاوضات بين الطرف الليبي و الفرنسي الى ان حصدت استقلالها في نوفمبر 1956م و
انسحاب القواة الفرنسية من فزان ، بعد ان أبرمت فرنسا مع كل من تونس و المغرب بمنح
الاستقلال 1-ردود الفعل الأولية لدى الجزائريين. أ-
عند الشعب: كان رد الفعل عند جماهير الشعب مزيجا من الفرح و
التساؤل: هل يصدقون بما يسمعون و يقرؤون؟ بمعنويات منحطة و تشاؤم مخيم و اليأس يدب في نفوس الكثيرين و كذا تخوف من
المستقبل بسبب الوضع السياسي قبل فاتح نوفمبر[72]، لم يعد الناس حتى أكثرهم وعيا ينتظرون أو يتوقعوا
شيئا. ب-
موقف الأحزاب و الهيئات الجزائرية: -
الأحزاب الوطنية:
لم يكن لها فرح، و يتضح ذلك من
خلال بياناتها و مقالاتها المنشورة في صحفها التي تعبر عن الدهشة و المفاجأة ولكن
بنوع من الاستنكاف و التخوف من العواقب و خاصة من الفشل مع إلقاء التبعة على
المستعمر. كما كان هناك نوعا من
التهرب و التملص من بعض الأحزاب و التنصل في المشاركة في المسؤولية لان البعض منهم
كان ضد هذه الأعمال لأنها كانت ترى لم يحن وقتها بعد،أو لأنها وقعت بغير علمها أو أنها
ليست صاحبة البادرة فيهن و لا تريد ان تشارك بتأييدها في مسؤوليتها بعد وقوعها. و إن كانت كل هذه الأحزاب باستثناء البعض
المنخرطين في الأحزاب الفرنسية أو أعوان الإدارة الفرنسية تريد الاستقلال و لكن
كيف و متى؟ كما ذهبت هذه الأحزاب تلقي
تبعة الأعمال على عاتق الإدارة الاستعمارية نتيجة سياستها بالدرجة الأولى إلى
طبيعة السياسة الاستعمارية، فعلقت في صحوفها بما يلي:"الم نقول لك؟ الم نسبق
ان أنذرناك؟ فذوقي الآن ثمرة تعنتك و تصلبك و غطرستك و تصممك و عنادك !
كم كنا نود أن نصل إلى النتيجة دون كل هذا !". أصدرت التصريحات و البلاغات
بالنسبة للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري بتاريخ 02 نوفمبر في صحيفتها
"الجمهورية الجزائرية" و بنفس التاريخ بالنسبة للحزب الشيوعي الجزائري
في صحيفته "الجزائر الجمهورية"، أما حركة الانتصار بشقيها المركزيين و
المصاليين أصدروا بلاغات بتاريخ 05 نوفمبر المصاليين في صحيفتهم "الجزائر
الحرة" أما المركزيين في"الأمة الجزائرية"أما بالنسبة للهيئات فقد
أصدر التحاد العام للنقابات الجزائرية UGSA-CGT بلاغا في الصحيفة الشيوعية"الجزائر
الجمهورية". لا تختلف الأحزاب و الهيئات
كثيرا في تصريحاتها حيث يصفها كل من المركزيين و الاتحاد الديمقراطي على ان
"أحداث خطيرة"(événements graves) ) ،بينما يصفونها المصاليين
بأنها أحداث مماثلة لحوادث تونس و المغرب(Des événements semblables aux événements de Tunis et Maroc)
أما الشيوعيين" بالحوادث"(événements). أما الأعمال التي تمت في
هذه الحوادث فمن يصفها "بالاعتداءات"(Attentats ) بالنسبة للمركزيين، "أعمال
مسلحة بالنسبة للشيوعيين(actions armées )، أعمال فقط (actions) للنقابة الشيوعية[73]. كما ان كل هذه الأحزاب و
الهيئات ترجع أسباب هذه الحوادث إلى القمع و الاضطهاد و الأوضاع الاقتصادية و
الاجتماعية أي إلقاء اللوم على السياسة
الفرنسية أن مساوئه هي السبب، و لم نجد في هذه التصريحات كلمة الاستقلال او الأمة
او الدولة أو الوطن او السيادة او الكفاح . اما البصائر لسان جمعية
العلماء جاء في العدد الصادر في 05 نوفمبر ما يلي:" فوجئت البلاد الجزائرية
بعدد عظيم من الحوادث المزعجة، تمت كلها بين الساعة الواحدة و الخامسة صبيحة
الاثنين من غرة نوفمبر و هو عيد ذكرى الأموات. لقد بلغ عدد هذه الحوادث ما يزيد عن
30، ما بين الحدود التونسية و شرقي عمالة وهران، إلا أن عمالة قسنطينة، و خاصة
جهتها الجنوبية كانت صاحبة المقام الأول فيها، و كانت تتركز الحوادث في جهات جبال
الاوراس في خط يسير من باتنة إلى خنشلة، ثم يشمل الجنوب.و تلي عمالة قسنطينة و بعض
جهات عمالة الجزائر كبلاد القبائل، العاصمة و بوفاريك. إننا إلى حد الساعة لا نملك
التفاصيل المقنعة عن هذه الحوادث و أسبابها و ليس بين أيدينا إلا ما تناقلته الصحف
و شركات الأخبار. فلا نستطيع أن نعلق عليها أدنى تعليق، إلا أن تتبن لنا طرق
الصواب، فليس من شأن البصائر أن تتسرع في مثل هذه المواطن. " لكننا،من جهة أخرى،
رأينا انه لا يمكن أن يخلو هذا العدد من جريتنا من ذكر هذه الحوادث، التي تناقلته
الصحف العالمية بأسرها تفاصيلها، فقررنا بذكر أهمها، تاركين للزمن الكشف الحقائق
عن أسرارها، ولسوف نتتبع تلك الحوادث بعناية الدقة و الاهتمام"[74]. قد وصفت هذه الحوادث تارة
بأنها أعمال كبيرة" أحيانا ب"الوقائع" و أحيانا ب" الأعمال
العسكرية المنظمة". لم تختلف الجمعية عن باقي الأحزاب الأخرى في أسباب هذه
الحوادث حيث ترجعها إلى"الاستياء العام من الحالة الحاضرة: استياء سياسي،
اقتصادي، اجتماعي و استياء ديني ثقافي. إنما الدواء الوحيد هو الإقدام بجرأة وصدق
وصراحة على معالجة سائر القضايا الجزائرية، بكل سرعة و إيجاد الحلول المرضية
للجميع بصفة يتحكم فيه العقل و المنطق و لا تهيمن عليها العاطفة و الأنانية[75]، كما نددت البصائر في عدد أخر بمساوئ الاستعمار
قائلة:" لا يمكن بناء أمن و تضامن و مستقبل سعيد لقطر الجزائر الا اعيد النظر
في الدستور الجزائري، و نقح و هذب، و أصبح دستورا حقيقيا كاملا، يكون مجلسه
تشريعيا، و تكون الحكومة مشكلة من كل عناصر السكان مسئولة لديه، و تكون الانتخابات
فيه حرة نزيهة على قاعدة العدل و الانصاف"[76]. جاءت في عدد اخر تحت عنوان "لا تلعبوا
بالنار !" تكالب فيه "بفصل الدين
عن الدولة و ترك أموره لأهله"[77]. ان كانت الردود الفعل لكامل
الاحزاب قائمة عن التساؤل و الحيرة و عدم الإسراع في اتخاذ المواقف و الأخذ الحيطة
و الحذر مع مراقبتها لتطور الأوضاع و تاركة الأيام هي التي تكشف الحقيقة هذه
الأعمال العسكرية الأولى و من كان ورائها، و هو ما حصل فاتساع نطاق الثورة و
اشتدادها و أهدافها و رجالها، أصبحت مواقف هذه الأحزاب تتطور و تتغير الثورة بعد
مرور فترة وجيزة من عمر الثورة -
بالنسبة للمركزيين: القيادة التي كانت موجودة في القاهرة و هما أمحمد يزيد
و حسين لحول انظما الو الثورة عشية اندلاعها اي بعد قراءة البيان في قناة صوت
العرب من القاهرة ، كما ان الكثير من
المركزيين اعتقلوا باندلاع الثورة امثال (بي خدة كياوان، دخلي) و كذا في ديسمبر
امثال(سيد علي عبد الحميد، أحمد بودا، مصطفى فروخي،عبد الحميد مهري، سعد دحلب،مسعودي
زتوني....) هذه الاطارات بمجرد ما افرج عنها في ماي 1955م، التحقت بالجبهة، و ان
الكثير منهم التحقوا بالثورة مع نهاية 1954 و بداية 1955م[78]. -
المصاليين: كان المصاليون أعداء للجبهة من البدء و لكن تدريجيا
انضم الكثير اليها، بينما بقي مصالي و الأقلية على العناد إلى غاية الاستقلال[79]. ظل فلاحات عباس يردد تلك الافكار لفترة زمنية و بعد نصف سنة من تصريه الاخير، استقال المنتخبون
التابعين له من كل الهيئات في الجزائر و فرنسا يوم 23 ديسمبر من سنة 1955م، بدأ
يدرك فرحات أن لا فائدة من الانتظار، و في 22 أفريل 1956م حل حزبه من تلقاء نفسه و
أضم و اعلم مساعديه الى الجبهة و اتثل الى القاهرة مع صديقه أحمد فرنسيس و الاستاذ
احمد توفيق المدني، و كان لالتحاق فرحات عباس بالجبهة دوى عظيم فعلا و صدى كبير في الجزائر و فرنسا و لدى سائر
الأوساط الدبلوماسية و السياسية و الإعلامية في العالم، و كان له أسود وقع على فرنسا
و ضربة كبيرة لها و كانت له مساهمة كبيرة التي تقدر و لا تنكر[2]. موقف جمعية علماء المسلمين: نشرت جمعية العلماء
المسلمين في نفس اليوم بيانا جاء فيه أنها لم تتخذ أي موقف على أساس أن ليس لديها
الكثير من المعلومات و بالتالي لم يعلقوا عن العمليات العسكرية الأولى، ومع ذلك، مع
الإشارة إلى سماحة الإسلام، أدانوا جميع أعمال العنف. انهم يعتقدون ان التفاوض مع
"الممثلين الحقيقيين للشعب الجزائري" كان من الممكن أن يأتي إلى إدخال الحكم
الذاتي. وبالتالي، فإنها دافعت عن ذلك ولا وسائل العمل (الكفاح المسلح) والأهداف (الاستقلال)
لجبهة التحرير الوطني[3]، إن كانت هذه هي ردود الفعل الأولية للعلماء إلا
أن موقفها هي الأخرى تغير مع تطور الثورة الجزائرية حيث غيرت من لغتها و أصبحت
تتقرب تدريجيا من جبهة التحرير الوطن مع بداية فيفري 1955م حيث جاء في عددها
الصادر في 4 فيفري 1955 ما يلي:' فضح الأساليب الوحشية الفظيعة التي استعملتها
السلطة لمحاولة قمع حركة الثورة وباسطة الإرهاب و البطش ..... و تتوجه الجمعية إلى
الأمة بكلمة طيبة تستحثها فيها على التماسك، التكتل و الوحدة المطلقة في سبيل
الدفاع عن حريتها المنتهكة، و حقها المنصوب، و كرامتها المهدورة، و روحيتها التي
امتهنت حتى تخرج من هذه الازمة الطويلة المدى بتحقيق أهدافها، و بلوغ غايتها
الكبرى، و أن تصبر الصبر الجميل على ما يعانيه من إرهاق و مظالم، فساعة الفرج
قريبة ان شاء الله"[4]. و وجهت في 25 فيفري نداء
الى الضمير الفرنسي، تندد فيه بالفظائع المرتكبة في البلاد و ركزت على منطقة
الاوراس و جرجرة[5]
. لم تعلن الجمعية
بلاغها بمساندة جبهة التحرير رسميا إلا في
جانفي من سنة 1956م حيث نشرت نداء اثر اجتماعها العام في مقرها بالجزائر يوم 07
جانفي من عام 1956م الذي عنونته"بلاغ من اجتماع العام لجمعية العلماء
المسلمين عن الحالة الحاضرة في القطر الجزائري و موقف الجمعية منها"و من أهم
الفقرات من البلاغ: " ح فرحات عباس أن أساليب
القوة و العنف لا تحل المشكلة كما حاول إقناع السلطات الاستعمارية ان عصر
الاستعمار انتهى و أكله الدهر ، لقد عبر عن أفكاره في زيارته إلى محافظ مدينة سطيف
في اليوم الغد للثورة و قال انه ليس له اي علاقة مع الثورة و أن حزبه الاتحاد
الديمقراطي لا يشارك فيها و يعتبرها خطأ جسيم، أنا مع استقلال الجزائر و لكن ليس
بهذه الطريقة لان النظام الاستعماري هو فاسد و منحط لذا يكون الاستقلال لا محالة
اي حتما. و بما ان الاستعمار لا يمكن المحافظة عليه بالقوة فأقترح حلين، فعلى
فرنسا اختيار واحد من الحلين و انا فرحات عباس أناضل من أجل ا تبقى الجزائر
في الإطار الفرنسي و لكن ان لم تختاروا فتجبرونا ان نكافح ضدكم و أنا الذي لم انضم
إلى الثورة سأنظم اليها و الثورة تنتصر ة أكون بجانب المنتصرين و أعلم و اعلم كل
من يحيط بك أنه حينما يأتي اليوم الي سأقاتلكم سأفعل[6] أما في بيان أصدره حزب حركة
الانتصار للحريات الديمقراطية بتاريخ 5 نوفمبر وجه فيه تنديدا للحكومة الفرنسية
باعتبارها مسئولة عن العنف أي المسببة في انفجار الثورة، و يعتبر ان القضية
الجزائرية وصلت إلى مثواها الأخير أي المرحلة الأخيرة و أن الحل يكون سياسيا وبأي حال
من الأحوال عسكريا[7]،
بعد صدور بيان حزب حركة الانتصار، أصدرت السلطات الفرنسية مرسوم بنفس التاريخ بحل
حزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية[8].
موقف جمعية علماء المسلمين: نشرت جمعية العلماء
المسلمين في نفس اليوم بيانا جاء فيه أنها لم تتخذ أي موقف على أساس أن ليس لديها
الكثير من المعلومات و بالتالي لم يعلقوا عن العمليات العسكرية الاولى، ومع ذلك، مع
الإشارة إلى سماحة الإسلام، أدانوا جميع أعمال العنف. انهم يعتقدون ان التفاوض مع
"الممثلين الحقيقيين للشعب الجزائري" كان من الممكن أن يأتي إلى إدخال الحكم
الذاتي. وبالتالي، فإنها دافعت عن ذلك ولا وسائل العمل (الكفاح المسلح) والأهداف (الاستقلال)
لجبهة التحرير الوطني[9]. موقف الشيوعيين : كان موقف الشيوعيين سواء في
الجزائر او فرنسا صريحا و المتمثل في:" في مثل هذه الظروف و وفاءا لتعاليم لينين
والحزب الشيوعي الفرنسي إنها لا تؤيد استخدام الأفعال الفردية المرجح أن تلعب أسوأ
المستعمرين، حتى لو كانت من إثارة المستعمر" . ان نقد الشيوعيين لأفعال
العنف الفردي يترجم و يعرب عن اخذ الحيطة و الحذر و فقدان الثقة.تحصلت مديرية
الحزب الشيوعي الفرنسي يوم الثورة عن معلومات مفادها وجود جهاز يسمى حزب جبهة التحرير الذي يقزد
الثورة، و المعلومة من مراسل صحيفة "الحرية" ة لكن لا يعتبرها أصلية. و
حسب المعطيات المعروفة ان الثورة جاءت في شكل البلانكية[10]،
اي محدودة في أفرادها و هو ما فاجأ الجزائريين و
جعلها يكون لها صدى محتشم. و في بيان للحزب الشيوعي
الجزائري نشر بعد يوم من الثورة المسلحة يشير الى أن الأسباب البعيدة لثورة نوفمبر
تعود إلى السياسة الاستعمارية القائمة على قمع الحريات الأساسية و التمييز العنصري
و كذا الحرمان و الفقر"[11] ،
و من جهة أخرى انه لم يشير الى أنها "انفرادية" آو "أخط الحيطة و
الحذر" ، و لكن في موقفه المعبر عنه
بتاريخ 14 نوفمبر و 9 جانفي 1955م، أعلن بوضوح
عن شكوكه إزاء " الشعارات والأعمال الفردية الطائشة"[12]، إلا
انه تراجع عن موقفه و بعد نقدا ذاتيا، كما هو معروف أن الحزب الشيوعي الجزائري
كغيره من الأحزاب الشيوعية هو مناهض للاستعمار، و بما أن قيادة الحزب الشيوعي
موقفها كان غير صائب و مخالف لمبادئ الشيوعية دفع بكثير من القاعدة الاستقالة من
الحزب و ادى بالكثير منهم بإرادتهم الخاصة التقرب من الثوار و الالتحاق بهم و
الاتصال بجبهة التحرير الوطني. قد اتصل محمد قروف عضو
اللجنة المركزية امينه بول كاباليرو بمصطفى بن بولعيد للتفاوض ، و خصل اتفاق
بينهما لتقديم الشيوعيين داعما ماليا، كما حصل كذلك اقتراب من جبهة التحرير
للشيوعيين حيث اتصل مصطفى بين بولعيد
بمحمد بن زين رئيس تحرير "الجزائر الجمهورية" و حصل اتفاق ان بن زين
يقوم بالاتصال بين الحزب الشيوعي و جبهة التحرير الوطني[13]. [1] . Le monde 9
aout 1955. [2] . مولود قاسم نايت بلقاسم: ردود
الفعل الألية داخليا وخارجيا على غرة نوفمبر، أو بعض مآثر فاتح نوفمبر، المصدر
السابق، ص 70. [3] . Ahmed
Nadir: Le mouvement réformiste algérien et la guerre de libération
nationale. Revue d’histoire maghrébine, nº 4. (1975) .pp. 175-176. [4] . النصائر 04 فيفري 1955. [5] . البصائر 25 فيفري 1955. [6] . Fondation
nationale des sciences politiques (FNSP) Archives contemporaines, Témoignages
sur la guerre d’Algérie. Jacques Lenoir; [7] . Algérie
libre, le 5 novembre 1954. [8] . journal
officiel de la républque française , 7 novembre 1954. ينظر
نسخة الجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية التي اصدر فيها حل حزب حركة الانتصار في
الصفحة الموالية. [9] . Ahmed
Nadir: Le mouvement réformiste algérien et la guerre de libération
nationale. Revue d’histoire maghrébine, nº 4. (1975) .pp. 175-176. [10] . البلانكية بالإنجليزية: Blanquism) يشير إلى مفهوم الثورة الذي يُنسب بصفة عامة إلى
لويس أوغست بلانكي الذي يعتقد أن الثورة الاشتراكية كان يجب أن يقوم بها مجموعة
صغيرة نسبيًا من الثوار الذين هم على درجة عالية من التنظيم والسرية. [11] . Alger
républicain, le 2 novembre 1954. [12] . Liberté,
le 18 novembre 1954., le 13 janvier 1955. [13] . Henri
Alleg: Mémoire algérienne, Stock ,Paris, 2006. p. 183. [1] . احسن بومالي: استراتيجية الثورة في مرحلتها الأولى 1954-1956،
منشورات المتحف الوطني للمجاهد، الجزائر، بدون ط،بدون سنة،ص 320. [2] . زلزال الشلف بتاريخ 16 سبتمبر 1954م الذي دمر جزء من المدينة و
خلف أكثر من 1900 ضحية و اكثر من 1200 جريح. [3] . . حل حركة الانتصار للحريات
الديمقراطية بمرسوم من وزارة الداخلية بتاريخ 5 نوفمبر، لاعتثاد السلطات الفرنسية
ان الحركة هي التي كانت وراء العمليات الثورية. [4] . 1 novembre
1954 déclaration du gouverneur roer Léonard, in : (2)
مولود قاسم نايت بلقاسم: الطريق الى نوفمبر ...، المرجع السابق، ص 98. [5] . Le journal
d’Alger, 03 novembre 1954. [6] .. Ibid. [7] . مولود قاسم نايت بلقاسم: الطريق
الى نوفمبر ...، المرجع السابق، ص 91. [8] . Le journal
d’aller, 03 novembre 1954. [9] . Le jounal
d’Alger, 03 novembre 1954. [10] . Ibid. [11] . Le monde,
14-15 novembre 1954. [12] .Ibid. [13] . شّيخ الحملاوي
بسكر. [14] . السيخ الزتوية الرحمانية في طولقا بولاية بسكرة. [15] . La dépeche
algerienne, 02 novembre 1962. (3)
عمار عمورة: الجزائر بوابة التاريخ( ما قبل التاريخ حتى 1962)، ج1، دار
المعرفة، الجزائر، بدون ط، 2006، ص 407. (4)
محمد العربي الزبيري: المرجع السابق، ص 96-97. [16] . ادريس خضير: المرجع السابق، ص 78. [17] . عمار بوحوش: المرجع السابق، ص
406. [18] . احسن بومالي، المرجع السابق،ص 325. [19] . يحي بوعزيز: المرجع السابق، ص 212-113. [20] . مولود قاسم نايت بلقاسم: الطريق الى نوفمبر...، المرجع السابق، ص
103. [21] . مولود قاسم نايت بلقاسم: الطريق إلى نوفمبر....، المرجع السابق،
ص 104-105. [22] . نفسه ، ص 105. [23] . فوزي سعد الله: يهود الجزائر هؤلاء المجهولون، دون ط، دار الأمة،
برج الكيفان – الجزائر 1996، ص 227-228 [24] . ناصر الدين سعيدوني: أبحاث ودراسات في تاريخ الجزائر، ج2، ص 287. [25] . Abdou ALI, KASMIAH KHAIRIAH, les juifs des
pays arabes,ED: OLP.centre des recherches, beyrouth,
1971, p 218. [26] . عيس شنتوف: يهود الجزائر2000 سنة من الوجود، دونط، دار المعرفة،
باب الواد- الجزائر، 2000، ص 173. [27] . عبد النور خيثر: يهود الجزائر
1870-1962، رسالة ماجستير، تحت إشراف جمال قنان، معهد التاريخ، جامعة الجزائر،
1998-1999، ص 125-126. [28] . عيسى شنتوف، المرجع السابق، ص
173. [29] . عبد النور خيثر:
نفسه، ص 132. [30] . Le monde,
02 novembre 1954. [31] . مولود قاسم نايت بلقاسم: ردود الفعل الألية داخليا وخارجيا على
غرة نوفمبر، أو بعض مآثر فاتح نوفمبر، دار البعث، قسنطينة-الجزائر، ط1، 1984،ص
105. (4)
مولود قاسم نايت بلقاسم: نفسه، ص 106. (5)
نفسه، ص 107. [32] . André
Mandouze, Le témoinage chrétien, 23 novembre 1981. [33] . Pierre
Mendes France, Le Monde 25 mai 1954. [34] . مولود قاسم نايت بلقاسم، المصدر
السابق، ص 110-111. [35] . نفس المصدر. [36] . Le Monde,
21-22 novembre 1954. [37] . Le Monde,
26 novembre 1954. [38] . Le Figaro,
10 novembre 1954. [39] . Le Monde ,
25 novembre 1954. [40] . ابن حكيم، حاصل على شهادة دكتوراه دولة في الحقوق، نجح في مسابقة
مجلس الدولة سنة 1934م ليصبح استاذ الشكاوي، دخل سنة 1938 ديوان وزارة المالية،
تنضم الى المقازمة الفرنسية سنة 1942.، زانبطن ل مهام اختيار ولاة المستقبل،محافظ
الجمعورية و انيط له مهمة القام باصلاحات الوظيف العمومي و هو ما أنجر عنه انشاء
المدرسة الوكنية للادارة، فكان وفيا لديغول
و شارك في تاسي حزب التجمع الشعبي الفرنسي سنة 1947م، نائب برلماني لفترة
10 سنوات، عين في منصب وزير العدالة سنة 1958م ، ثم رئيس الحكومة في فترة الحنرال
ديغول. موقفه من القضية الجزائرية هو الدفاع الشرس على امحافظة فرنسا للجزائرن و
اصبح يؤيد سياسة الحكم الذاتي للجزائر. [41] . LE
Monde , 26 novembre 1954. [42] . سياسي فرنسي و رئيس وزراء فرنسا لفترتين خلال الحمهورية الغرنسية
الرابعة، الفترة الاولى من 20جانفي 1952 الى 8 مارس 1952م، و الثانية من 23 فيفري
1955م حتى 1أفريل 1956. [43] . Le Monde,
26 novembre 154. [44] .
L’humanité, 05 novembre 1954. [45] . Le Monde,
17 mai 1956. [46] .L’humanité,
02 novembre 1954. [47] . Le Monde,
02 novembre 1954. [48] . Le Figaro,
02 novembre 1954. [49] . Combat, 02
novembre 1954. [50] .
France-observateur, 04 novembre 1954. [51]
. Gilles Martinet, Ibid. [52]
. Gilles Martinet, France Observateur 04 novembre 1954. [53] .Témoignage
Chretien, début novembre 1954. [54]
. Express, semaine premiere de novembre. [55] . Journal
Officiel de la République Française, le 13 novembre 1954. p. 1967. [56] . Ibid,
p.4960. [57] . Ifem ;
p.4945. [58] . Le Monde,
les 21-22. novembre 1954. [59] .Centre
d’Archives d’outre-mer (CAOM) Radiotélévision, Affaires générales Radios
étrangères Voix des Arabes 1.11.1954. 18 h. 93/4514. [60] . L’affaire
de l’émission en langue arabe de la Radio Budapest. Revue d’histoire
maghrébine, nº. 116.(2004) pp. 169-173. [61] . Albert
Gazier:Autour d’une vie militante. L’Harmattan Paris, 2006. p. 209. [62] . نيكيتا سيرغيفيش
خروتشوف هو شخصية سياسية سوفياتية كبيرة، و لعب دورا فعالا في الحرب
الباردة، و ترقى الى منصب الامين العام للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي
من 1953-1964م، و رئيس الحكومة السوفياتية
من 1958 الى 1964م، ينظر في : http://www.larousse.fr/encyclopedie/personnage/Nikita_Sergue%C3%AFevitch_Khrouchtchev/127445, consulté le
04 avril 2014 à 17h. [63] . Albert
Gazier:Autour d’une vie militante. L’Harmattan Paris, 2006. p. 209. [64] . CAOM 81 F
1005 Fonds ministériels. Les pays socialistes et l’Afrique du Nord, Présidence
du Conseil. [65] . Afrique du
Nord (Articles et documents), Sécretariat général du gouvernement. Présidence
du Conseil. 42. sz. CAOM, 36H1 [66] . Cahiers
de l’Orient contemporain, 1955. p. 154. [67] Le Monde, 26
juin 1956. [68] .Le Monde ,23
novembre 1954. [69] . Samya el
Machat: La question algérienne en 1954 à travers les archives du
Département d’État. Revue d’histoire maghrébine, nº 61-62.p. 42. [70] . Le Monde,
14-15mai 1956. [71]
. Le
Monde 15 mai 1956. [72] . تصدع حزب حركة
الانتصار للحريات الديمقراطية ذات قاعدة
شعبية واسعة معضمها من للطبقة الكادحة. [73] . مولود قاسم نايت بلقاسم: ردود
الفعل الألية داخليا وخارجيا على غرة نوفمبر، أو بعض مآثر فاتح نوفمبر، المصدر
السابق، ص61. [74] . البصائر 05
نوفمبر 1954. [75] . البصائر19 نوفمبر 1954. [76] . البصائر 26
نوفمبر 1954. [77] . البصائر 10 ديسبر 1954. [78]
. Chafik
B, les centralistes ont toujours oeuvré pour l’unité de la revolution et la
nation, entretien avec ben youcef bekhedda, La tribune, 19 aout 2000. [79] . مولود قاسم نايت بلقاسم: ردود
الفعل الألية داخليا وخارجيا على غرة نوفمبر، أو بعض مآثر فاتح نوفمبر، المصدر
السابق، ص 68. [80] . la
république algerienne, 25 février 1955. [1] . Liberté, 18
novembre 1954. [2] . Algérie
nouvelle, mars 1955. [3] . Bachir hadj
Ali, quelques leçons du combat libérateur en Algérie, in : Nouvelle revue
internationale, janvier 965, p.35. [4] .. البصائر، 5 نوفمبر 1954. [5] . البصائر، 5 نوفمبر 1954.. [6] . البصائر ، 19 نوفمبر 1954. [7] . البصائر، 26 نوفمبر 1954. [8] . البصائر 10
ديسمبر 1954. [9] . البصائر، العدد 349،12 جانقي 1956م. [10] . عمار بوحوش: التاريخ السياسي للجزائر منذ البداية ولغاية 1962،
دار الغرب الإسلامي، ط1، 1997، ص 404 [11] . مولود قاسم نايت بلقاسم: ردود الفعل
الألية داخليا وخارجيا على غرة نوفمبر، أو بعض مآثر فاتح نوفمبر، دار البعث،
قسنطينة-الجزائر، ط1، 1984، ص59. [1] . Rapport de
police. Renseignements généraux. 1954. november 2. Archives de la Wilaya
d’Alger. [2] . Le Monde,
le 7 novembre 1954. [3] .. حركة الانتصار
للحريات الديمقراطية التي عرفت تصدع في الثلاثي الاول من سنة 1953م و انقسامها الى
ثلثة اتجاهات ، زاد الامر خطورة الى حدوث مشادات بين الاطراف. [4] . La nation algerienne, 5 novembre 1954. [5] .La republque
algerienne, 12 novembre 1954. [6] . Ibid. [7] . Le Monde, 9
aout 1955. [8] . Le Monde,
28 janvier 1956. [9] . مولود قاسم نايت بلقاس،: ردود
الفعل الألية داخليا وخارجيا على غرة نوفمبر، أو بعض مآثر فاتح نوفمبر، دار البعث،
قسنطينة-الجزائر، ط1، 1984،ص 70.
الشيخ الحملاوي بن علي، ( والد الشّيخ عمر المدعو
اعميرة بسكر)، أحد مريدي الطريقة الرّحمانية، من مواليد سنة 1892م ببوسعادة، أخذ
تعليمه على يد شيوخ بلدته (بوسعادة)، ثم انتقل إلى زاوية سيّدي علي بن أعمر
(بطولقة)، فانتسب إلى دروسها، فأخذ عن عمر بن علي بن عثمان شيخ الزاوية وعن غيره
من شيوخها، فنون العلوم المتداولة من فقه وتصوف ولغة وغيرها، بعد تخرّجه استبقاه
شيخ الزاوية كمقدم بها، وأمين عام لأموالها ، فترة العشرية الثانية والثالثة من
القرن العشرين، فقد كان -رحمه الله - محل ثقة عند شيخه، ورفيقه في ترحاله
داخل الوطن وخارجه، حدثني شيخ زاوية طولقة الشّيخ عبد القادر عثماني، الذي مازال
يتذكر الشيخ الحملاوي ويثني عليه كثيرا، أنه كان رجلا فاضلا، يتسم بالصلاح،
والأخلاق الكريمة، وصاحب كرامات ذكر لي بعضها.
توفي
الشّيخ الحملاوي رحمه الله سنة 1974م، ودفن بالمقبرة المجاورة لمنزل (عائلة حيدش)
بالدشرة القبلية، بعد أن رفض سكان الحي - لشدّة تعلّقهم به واحترامهم له- نقل
جثمانه إلى مقبرة الدشرة الظهراوية، التي اعتادت العائلة الدفن بها، رحمه الله
تعالى برحمته الواسعةن ينظر في: http://www.bou-saada.info/bs/modules/smartsection/item.php?itemid=225
[1]. Renaud de Rochebrune, Algérie : 1er novembre 1954, comment tout a commencé, Jeune Afrique, posté le 31octobre 2004, in : http://www.jeuneafrique.com/224672/politique/alg-rie-1er-novembre-1954-comment-tout-a-commenc/, consulté le 12 novembre 2014 à 16h15mn.
- Teacher: ZOUBIR Rachid
الحرب التحريرية الجزائرية (1954-1962)
اختلفت التيارات السياسية الوطنية في أسلوب نضالها و أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها، و إن كانت تقترب من بعضها البعض من حين لأخر بتكوين جبهة واحدة إلا ان عمر هذه الأخير لم يطول.
فأهداف التيارات غداة غرة نوفمبر يمكن تلخيصها فيما يلي:
- فالحزب الشيوعي الجزائري يسعي الى تكوين دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية و المزيد من الحريات الأساسية مع تحسين الأحوال الاجتماعية و الاقتصادية للجزائريين عامة.
- الاتحاد الديمقراطي بزعامة فرحات عباس الذي انتهج النضال السلمي و القانوني و يسعي الى تكوين جمهورية جزائرية بدستورها و جيشها و مرتبطة بالدولة الفرنسية بمعنى الحكم الذاتي.
- أما حركة الانتصار التي تصدعت و تفككت الى تيارات ثلاث:
· الأول يمثل المركزيون الذين انتهجوا الأسلوب السياسي الديمقراطي و أتقربوا و تحالفوا مع القوى التقدمية الديمقراطية الفرنسية بدليل تعيين رئيس بلدية مدينة الجزائر جاك شوفالي نوابه من عناصر اتجاه (المركزيين).
· الثاني المصاليون بقيادة مصالي الحاج بموقفه الطائفي المناهض للوحدة و اعتماده اساسا على ارتباط مسلمي الجزائر بدينهم دون الرجوع للوراء و على النهج الوطني الثوري و لكن دون ان يحرك ساكنا ، كما اصبح شيئا فشيئا يبدو له أن الوطنية قبل كل شيء تتجسد فيه بدليل رغبته في مسك بومام امور الحزب و انفراده بكامل الصلاحيات في تسيير شؤون الحزب و الزعامة مدى الحياة.
· اما الثالث و هو الذي يمثل الشباب الذي يؤمن بالعمل الثوؤي الذين كان ينشط في المنظمة الخاصة لتحضير تفجير الثورة و لكن تم كشف عملهم ما ادى بتشتتهم حيث تم اعتقال البعض منهم و محاكمتهم بينما آخرون اختفوا لان اصبحوا مطاردين من طرف الامن الفرنسي فمنهم اعتصموا الجبال و اخرون هاجروا الى فرنسا و منهم اعتصموا داخل الاحياء الشعبية ، فكانت محنة حزب حركة الانتصار نعمة على هذا التيار للظهور من جديد و الحصول على مكانة بعد تهميشهم حين اكتشاف نشاطهم، فحاول هذا التيار ترتيب امور البيت أي ترميم الانشقاق و التصدع الدي حدث داخل الحزب و لكن بدون جدوى.
في غضون هذا الانشقاق و الاختلاف بين الإخوة الأعداء انفجرت الثورة المسلحة.
و من البديهي و المنطق ان انفجار الثورة المسلحة لم يكن من العدم و إنما ناتج لنضال طويل و مرير يعود إلى الحرب العالمية الأولى[1]، و ما يؤكده احد مفجري و مهندسي الثورة المسلحة و هو محمد بوضياف في كتابه" مسار الجزائر، الى اين؟""ou va l’Algérie حيث كتب يقول:" علينا أن لا نعتقد أن أول نوفمبر1954م سقط من السماء، و لكن حقيقته هو نضجا وطنيا غرس في نفوس الجزائريين ببطء عبر سنوات كاملة أو أستمر حتى عقود و يعود الفضل في ذلك الى عمل كبير غير منقطع في التوعية و التنظيم"[2] . اما فاتين(Vatin) يقول في نفس المعنى " كان للعمل التاريخي دور في النضج الوطني الذي تغير عبر الزمن من خلال الازدواجية والتنافس بين الأحزاب والاتجاهات، و كان له أحيانا آثار أكثر أو أقل وضوحا و دون انقطاع، و أكثر ظهور في المناسبات"[3]. .
لعبت كل التيارات بمختلف اتجاهاتها دون ان ننقص من قيمة اي تيار في تنمية النضج السياسي و بث الوعي الوطني لدى الجزائريين، و يقول مصطفي الاشرف في هذا السياق:" أن كل الأحزاب الجزائرية كانت لها ايجابيات و سلبيات"[4].
بعدما وصلت الحركة الوطنية الجزائرية سنة 1954 إلى طريق مسدود بسبب أزمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية، كان قرار إعلان الثورة التحريرية هو المخرج الوحيد تبنّته مجموعة من العناصر الشابة المتحمّسة لخيار الكفاح المسلّح، خاصة مع ملاءمة الظروف الدولية والإقليمية وحتى الداخلية.
1- الظروف الداخلية: ما هي بعيدة و أخرى عجلت بتفجير الثورة:
أ- الظروف البعيدة: و نلخصها فيما يلي:
- معاناة الشعب الجزائري من طبيعة النظام الاستعماري المسلط عليهم و القائم علي التهميش، التمييز العنصري، التفرقة،حرمان الجزائريين من الحقوق و الحريات.....
- تدني المستوى المعيشي و الصحي ، ذوبان الشخصية الجزائرية ، انتهاك الدين الإسلامي...نتيجة السياسة الاستعمارية.
- النضج السياسي و الوعي الوطني للشعب الجزائري التي ساهمت فيه مختلف التيارات السياسية الممثلة للحركة الوطنية طيلة حقبة زمنية طولية المدى.
- عقم و فشل النضال السياسي في تحقيق المطالب الشعب الجزائري بسبب تعنت و معارضة اللوبي الكولونيالي لأي محاولة إصلاحية.
- الجرح العميق و اتساع الهوة بين الكولون و الجزائريين نتيجة مجازر المرتكبة من طرف فرنسا في ماي 1945م .
- التأكد الجزائريين من النية الخبيثة للإدارة الكولونيالية العازمة على ابقاء السياسة الاستعمارية و دليل خن ذلك عملية التزوير المفضوحة التي عرفتها الجزائر سنة 1948م حتى اصبح يضرب بها المثال في مجال التزوير.
ب- الظروف المعجلة بالثورة:
- الأزمة التي عصفت بحركة الانتصار للحريات الديمقراطية، و اتضحت نية القيادة التافهة و المتنافسة و المتصارعة على الزعامة.
- تحمس الشباب الجزائري للعمل الثوري في ظل النزاع و الصراع الذي ضرب حركتهم و كذا الصراع بين الجيلين للحركة (الشباب الثوري) و (الجيل القديم و المحافظ) المغرور بالتظاهر و التباهي و يفضل النضال السياسي ، فجيل الشباب همش من طرف الحركة منذ اكتشاف المنظمة السرية(1950)،و العودة الى الساحة و فرض وجودة يكون الا بعمل ملموس و هو العمل المسلح.
2-الظروف الدولية منها ما كانت بعيدة و أخرى مستعجلة:
أ- الظروف البعيدة:
- تصاعد المد %
- Teacher: ZOUBIR Rachid
الحركة الوطنية الجزائرية بين 1945_1954
ترتب عن أحداث ماي 1945 نتائج و انعكاسات سلبية وخيمة سواء على الشعب الجزائري أو الحركة الوطنية إلا أن القليل منها كانت ايجابية و يمكن حصر النتائج و الانعكاسات السلبية : فيما يلي:
- بكاء ، دموع ، حزن و غضب يخيم على الشعب الجزائري بسبب سقوط عدد الأموات و الضحايا بسبب المجزرة المرتكبة من طرف السلطات الفرنسية ردا عن الانتفاضة التي اختلفت تقديراتها .
- الخسائر البليغة اقتصاديا الملحقة بالشمال القسنطيني بسبب العمليات العسكرية التي شنتها مختلف أجهزة الأمن الفرنسية بالتنسيق مع القوات العسكرية ما ترتب عنه انعكاسات سلبية على الحياة الاجتماعية لسكان الجزائر في المنطقة.
- شن حملة واسعة من الاعتقالات بداية من رواد الحركة الوطنية على رأسهم فرحات عباس، البشير الإبراهيمي و الدكتور سعدان بالإضافة إلى الآلاف من مناضلي حركة أحباب البيان حيث زج بهم في المعتقلات و السجون.
- حل جبهة أحباب البيان و الحرية و بالتالي إخفاق و فشل الجبهة الثانية الجزائرية في تحقيق طموحات الشعب الجزائري و تصدع داخل الجبهة.
- الصدمة الكبيرة للمجندين الجزائريين العائدين من الحرب العالمية بالمشهد المحزن الذي أصبح يخيم على الساحة الجزائرية حيث كانوا ينتظرون أن يكون استقبال بالفرح و السرور و لكن كان بالدموع و الحزن.
- القمع و الترهيب الوحشي المسلط على الشعب الجزائري لكبت و غلق أفواههم و إسكاتهم عن تداول الأفكار الحرة و الوطنية أي العمل على قتل الروح الوطنية و التشبع السياسي السائد بين أوساط الشعب الجزائري.
- اتساع الهوة بين المسلمين و الأوروبيين و أصبح من الصعب و المستحيل التعايش بينهما
أما الانعكاس الايجابي هو الدرس التي استخلصته الحركة الوطنية الجزائرية و المتمثل في ما قاله أمحمد يوسفي[1]:' كانت للمأساة التي تحملها الشعب الجزائري جراء ما حدث في ماي 1945م انعكاسات لم يتوقعها المستوطنين و لا الإدارة الاستعمارية ، فلو لم يتعرض الشعب الجزائري لهذه المحنة لكانت وحدة الشعب و التطور السياسي للحركة الوطنية معرضين للخطر و يكون من الصعب على الحركة الوطنية التوجه إلى العمل العسكري أي الثورة، فكان هذا أيام ماي بمثابة درسا اقتدى به الشعب الجزائري وقوع ثانيتا في مثل هذه الأخطاء و تجنب كل الصعاب التي تعوق إلى دون تحقيق حرية و استقلال الشعب الجزائري.
انتهت سنة 1945م في جو مضطرب و مليء بالجروح و الحزن و استخلصت كل الفئات الشعب من زلزال شهر ماي العبر و الموعظة و عادت الوضعية العامة في الجزائر الى ما كانت عليه في سنوات الاحتلال الأولى مع اتساع الهوة و الجرح و انتشار الحقد و الكره بين المجتمعين يعيشان في أرض واحدة.
في ظل هذه الظروف، حاول بعض المولعين بالسياسة و السلطات الفرنسية امتصاص غضب الشعب الجزائري و تمضيض الجراح و تصحيح الأخطاء و مد جسور جديدة قائمة على التقارب و التعاون بين المجتمعين، و فتح باب المصالحة لذا شرعت باتخاذ مجموعة من الإجراءات:
- إصدار أمرية 17 أوت 1945 تمنح للمنتخبين المسلمين الجزائريين الحق في انتخاب ممثلي عنهم في البرلمان الفرنسي و مجلس الشيوخ(15 في البرلمان) و 7 في مجلس الشيوخ[2] اي بنفس عدد نواب أوروبي الجزائر اي بالتساوي .
- إصدار قانون العفو الشامل بتاريخ 9 مارس 1946م[3] ، رفع فيه القمع السياسي و مراقبة حرية تعبير و ذلك بإطلاق جميع المعتقلين السياسيين و المناضلين الذين يعود اعتقالهم الى الأحداث التي عرفتها الجزائر في ماي 1945م.
على ضوء العفو الشامل بإطلاق سراح الزعماء السياسيين للحركة الوطنية و رفعت قيود ممارسة النشاط السياسي و بها تم تأسيس أحزاب سياسية و إن صح التعبير إعادة بعث نشاط الأحزاب السياسية الناشطة سابقا تحت تغطية تحت أسماء جديدة لرفع اللبس عليها من طرف السلطات الفرنسية، و تكون هده الاحزاب استمرارية النضال السابق ، فالقمع المسلط على الحركة الوطنية لم يضعفها بل زاد من قوتها و اعيد بنائها جذريا . و كان بناء الحركة الوطنية الجزائرية كالتالي:
الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري:
قام فرحات عباس بعد استفادته من العفو الشامل بتأسيس حزب في أفريل من عام 1946م على شاكلة و نهج "بيان فيفري 1943م" تحت اسم الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، و عشية تأسيس هدا الحزب اصدر فرحات عباس بيان منددا و مستنكرا السياسة الاستعمارية و القمع و الجرائم و المجازر الوحشية و من جهة أخرى برء الحركة الوطنية من لجوئها إلى العنف و ان ما قامت به هي خروجها في مظاهرات سلمية اي انه وجه التهمة إلى السلطات الفرنسية فيما حدث في أيام ماي 1945[4]، كما قام فرحات عباس بتغيير صحيفته'المساواة" بصحيفة جديدة باسم" الجمهورية الجزائرية" و هذا دليل علي تعديل و تغيير اتجاهه السياسي ليصبح نضاله من اجل:
- ضمان مستقبل الجزائر عن طريق إدراج إصلاحات تقدمية دون قطع الصلة مع فرنسا (الحكم الذاتي)، و يكون ذلك بوضع دستور جزائري كضمان ذلك، وبعد هذه المرحلة ننتقل إلى الاستقلال الكامل .
- جاء في تصريحات عباس في صحف جزائرية ما يلي :"مناهضة جرائم الاستعمار، و الاستبداد الإدارة الاستعمارية"، لا نرغب و نقبل الاندماج ،مستعمر جديد و لا انفصال و لكن هدفنا الأسمى إنشاء مجتمع ناضج صالح و عادل مكونا ديمقراطيا و اجتماعيا... الذي يرتبط مع دولة قوية وحرة، وهدفنا هو بناء دولة فتية و عادلة على خطوات الديمقراطية الفرنسية، و هو الحلم و المسعى الذي نحمل للوصول اليه، و تهدف حركتنا الى نهضة الجزائر.
يرجع سبب تغيير موقف و عقيدة فرحات عباس من الاندماج الى الاستقلال حسب رأي الى تمسك و تعنت الإدارة الاستعمارية لسياستها الاستعمارية القائمة على التمييز و التهميش و الظلم و كذا الجرائم التي ارتكبتها على الشعب الجزائري.
أصبحت عقيدة فرحات عباس من ماي 1946 هي "تكوين جمهورية جزائرية مستقلة.شارك الاتحاد الديمقراطي في انتخابات مجلس الشيوخ التي أجريت في 2 جوان 1946م و حقق هذا الحزب انتصارا باهرا بحصوله على 11 المقعد من أصل 13 المخصصة للمنتخبين المسلمين الجزائريين
جمعية علماء المسلمين:
جددت الجمعية نشاطها بعد عقد مؤتمرها الذي كان في جويلية 1946م بإعادة انتخاب البشير الإبراهيمي قائد ال%A
- Teacher: ZOUBIR Rachid