فإن أولى ما أعلمت فيه القرائح أو علقت به الفكار للواقع، الفحص عن أسرار التنزيل، و الكشف عن حقائق

التأويل، الذي تقوم به المعالم، و تثبت الدعائم، فهو العصمة الواقعية، و النعمة الباقية، و الحجة البالغة، و الدللة

الدامغة،وهو شفاء الصدور،والحكم العدل عند مشتبهات الصور،وهو الكلم الجزل،وهو الفصل الذي ليس بالهزل،

سراج ل يخبو ضياءه، وشهاب ل يخمد نوره و سناؤه، و بحر ل يدرك غوره.

بهرت بلغته العقول،وظهرت فصاحته على كل معقول،وتضافر إيجازه و إعجازه و تضافرت حقيقته و مجازه، و تقارن

في الحسن مطالعه و مقاطعه، وحوت كل البيان جوامعه و بدائعه،قد أحكم الحكيم صيغته و صبناه و قسم لفظة و

معناه إلى ما ينشط السامع، ويقرط المسامع،من تجنيس انيس،وتطبيق لبيق،وتشبيه نبيه،وتقسيم وسيم،وتفصيل

أصيل، وتبليغ بليغ.فسبحان من سلكه ينابيع في القلوب، وصرفه بأبدع معنى، وأعذب أسلوب.

فهده جملة من محاضرات في علوم القرآن لشرف العلوم كما صح عن الموصوم:"خير من تعلم القرآن و علمة"،

وكيف يتصدى المسلم لتعليم القرآن وهو لم يتعلم علومه، و المراد بعلوم القرآن العلوم التي تتناول البحاث المتعلقة

بالقرآن الكريم.