من بين الأشكال التي يظهر عليها النّص التاريخي، بالاستناد إلى ما سبق ذكره في المحاضرة الثانية، النصوص القديمة (المخوطوطات). تحتوي هذه النصوص (القديمة) على مادة تاريخية هامة. في غالب الأحيان تصلنا هذه الكتابات  في شكل مغاير لما نعرفه اليوم (من حيث الكتابة، والمفردات، واللغة ...)، ووبالتالي يتعذّر على القارئ فهم مضمون تلك الكتابات والنّصوص ، ولذلك تسرعي الاستفادة من النص(المخطوط) اخضاعه لعملية (التحقيق).

يهدف التحقيقُ للوصول إلى الحقيقةِ وإصدارِ الكتب على الصُّورة التي أرادها لها مؤلفوها؛ لأَنَّ نسخة المؤلف غالبًا ما تكون مَفقودة، ويتجمع لدينا من الكتاب الواحد نسخٌ متعددة، تتفاوت فيما بينها تَفاوُتًا شديدًا.

إذا أردنا نَشْرَ الكتاب نَشرًا عِلميًّا، وجب علينا أنْ نَجتهد للحصول على النص، الذي خرج من تَحت يد المؤلف، أو على نَصٍّ هو أقربُ ما يكون إلى نَصِّ المؤلف، وهذا هو الذي يقصد بتحقيق المخطوطات.