عدّ المشكلات البيئيّة من أبرز وأهمّ المسائل المعاصرة، الّتي أصبحت تشكّل خطورة وتهديدا على حياة الإنسان واستمراه في كلّ دول العالم متقدّمة كانت أو متخلّفة؛ جرّاء تصاعد نشاط هذا الأخير اللاّعقلانيّ في سبيل تلبية احتياجاته التّنمويّة، بسبب التّقدّم التّكنولوجيّ والصّناعيّ في عصر العولمة؛ ما جعل العالم اليوم يشكو من الآثار الوخيمة للتّدهور السّيّئ للبيئة، الأمر الّذي أدى إلى دقّ ناقوس الخطر وزيادة الاهتمام بشكل متصاعد بالقضايا البيئيّة.

وكنتيجة للعلاقة الوطيدة بين البيئة والإنسان، من خلال عمليّة التّبادل للمواد الإنتاجيّة أو الاستهلاكيّة، تعالت أصوات المندّدين بالوضع الكارثيّ الّذي آلت إليه البيئة، منادين بضرورة المحافظة عليها وحمايتها من التّلوّث، وكذا التّوصّل إلى ترشيد السّلوك البيئيّ في تعامل الإنسان مع بيئته؛ حيث أصبح موضوع حماية البيئة من أكبر التّحدّيات في العالم والمحور الأساسيّ الّذي أضحى الشّغل الشّاغل للباحثين والعلماء على اختلاف مجالاتهم والهاجس الّذي بات يؤرّقهم فحمايتها ليس بالأمر الهيّن ولا السّهل، بالإضافة إلى جمعيّات حماية البيئة، وكذا النّظم القانونيّة على المستويين الوطنيّ والدّوليّ.