مقدمة:

يعد الإبداع ظاهرة إنسانية وجدت منذ خلق الله البشرية، حيث كان الإنسان يبدع ويخترع كل جديد وبهذا فالإبداع ليس حكرا على أحد. إلا أن الاهتمام العلمي المنظم بموضوع الإبداع  و الابتكار بدأ منذ بداية الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي، إذ أصبح موضوعا رئيسيا في علم النفس، وقد ارتبط بالمنافسة بين الدول الغربية في أثناء الحرب العالمية الثانية وظروف التسابق التكنولوجي بين الدول المتقدمة.

يؤدي الإبداع و الابتكار  دورا مهما في جوانب ومجالات الحياة كافة وفي مختلف دول العالم دون استثناء، وازدادت حاجة المؤسسة له اليوم في ظل تيار العولمة، التكنولوجيا الحديثة، ثورة المعلومات والاتصالات والتغير في الهياكل الاقتصادية والسياسية مما دفع بالمؤسسة إلى تنمية الإبداع  و الابتكار ليمكنها من التعايش والتكيف مع متطلبات المستقبل والمتغيرات البيئية.

تقوم اقتصاديات المعرفة على الاستغلال الأمثل والفاعل لرأس المال الفكري البشري في الابتكار والإبداع. هذا الاستغلال الذي حقق زيادات متصاعدة في القيمة المضافة. تلك القيمة المتولدة عن استغلال المدخلات من أفكار وغيرها وتحويلها إلى سلع وخدمات مبتكرة. يتولد عن اندماج المعرفة مع المهارات الإنسانية قدرات الابتكار والإبداع، وهي القدرات التي تستخدم أساسا في تصميم وتطوير منتجات قادرة على التنافس وكذا طرق إنتاج فاعلة لهذه المنتجات وغيرها باعتبارها من مقومات بقاء واستمرار المؤسسات. لذا فإن أحد الأركان الهامة لبقاء واستمرار المؤسسة هو وجود الإبداع بشكل مستمر في ممارسة أنشطتها وأعمالها وعلى كافة المستويات.