وصف المقرر الدراسي لمادة البلاغة العربية:

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:

     لقد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق فاصطفى من بينهم سيدنا آدم عليه السلام لعمارة الأرض وعبادته فيها، وشرف العرب ولغتهم من دون الأمم والعربية ولغاتها لحمل آخر الرسالات، فاصطفى الله سبحانه سيدنا محمدا القرشي العربي صلى الله عليه وسلم ليبلغ آخر رسالاته، ولتكون رسالته بلغة العرب، فأنزل الله القرآن الكريم بلسان عربي مبين أخرس أرباب البيان، وأدهش العقول و الأفهام، فوقفت الألباب دون بابه حائرة وقد أعجزها نظمه وبيانه، وقد كان العرب من قبل قد بلغوا الغاية في فن القول، فكانوا أفصح الناس وأبلغهم.   

    لم تكن تلك المهارة في فن القول عند العرب نتاج لحظة زمنية عابرة، بل كانت نتيجة عقود من المخاض الفكري الذي أنتجوا فيه ديوانا شعريا عظيما، وخطبا بليغة عصماء، وحكما إنسانية ما زالت تتداول إلى اليوم.

      و بعد نزول القرآن الكريم، هب العرب لخدمته، فكانت خدمته تقتضي خدمة العربية نفسها، فأنتجوا علوما كثيرة منها ما تعلق بالقرآن وتفسيره وبيان أحكامه الشرعية...الخ، وتلك هي علوم الشريعة، ومنها ما تعلق باللغة نفسها، فكان منها علم النحو والصرف والعروض وفقه اللغة والبلاغة...الخ، وتلك هي علوم اللغة التي كانت نتيجة لاستقراء الكلام العربي(التراث العربي).

ولدراسة البلاغة فوائد كبيرة في حياتنا وفي مجالات متعددة ومتنوعة في الكون، من أهمها:

- فهم معاني القرآن الكريم الذي هو أساس البلاغة ومعرفة أسراره، والوجوه المحتملة لجمله وتراكيبه

- القدرة على نطق الكلام وتمييز الحسن من الرديء تنمّي القدرة على اختيار الكلام المناسب للموقف المناسب.

- تنمية القدرة عند الناقد على انتقاد النصوص الأدبيّة وإدراك الجمل التي يتم قراءتها.

- المساعدة على اختيار النصوص البليغة من الشعر والنثر وغيرها من أضرب الكلام

- إدراك وفهم الجمل التي يتم قراءتها

- القدرة على انتقاد النصوص الأدبية بطريقةٍ صحيحةٍ وخاليةٍ من الأخطاء.

 وصف المقياس:

    هذا المقياس يعنى بشقين متلازمين من الدراسة البلاغية، الأول: دراسة تاريخية تبحث في مراحل الدرس البلاغي العربي من حيث بيئته وعوامل نشأته، منذ عصر ما قبل التدوين إلى مرحلة التدوين واستقامته علما من علوم العربية. والشق الثاني يتعلق بالمادة البلاغية المقسمة في علوم البلاغة الثلاثة؛ المعاني والبيان والبديع.

 الأهداف التعليمية لمفردات مقياس البلاغة العربية:

-       تعريف الطالب بأهم مصادر التراث العربي، والمراحل التاريخية لنشأة واستواء علم البلاغة العربية.

-       تعريف الطالب بجهود العرب القدامى في نشوء علم البلاغة العربية.

-       توضيح المنهج العلمي الذي على أساسه تفرع علم البلاغة العربية إلى ثلاثة علوم.

-       تعريف الطالب بأقسام الكلام العربي وأضربه.

-       تعريف الطالب بالفروق المنهجية بين علم البلاغة والنحو.

-       بيان ثمرة علم البلاغة.

-       بيان إسهام علم البلاغة في صياغة نظم الكلام العربي الفصيح.

-       تدريب الطالب على معرفة الأساليب البلاغية وكيفية إنتاجها.

-       تدريب الطالب على كيفيات التحليل البلاغي.

 مصادر المعرفة المتعلقة بالوحدة:

الكتب المقررة:

-       أسس البلاغة/ عبد القاهر الجرجاني.

-       مفتاح العلوم/ أبو يعقوب السكاكي.

-       دلائل الإعجاز/ عبد القاهر الجرجاني.

-       سحر البلاغة وسر البراعة/ للثعالبي

-       البديع/أبو العباس عبد الله بن المعتز

-       منهاج البلغاء وسراج الأدباء/ أبي الحسن حازم القرطاجني

-       قائمة المراجع:

-       البلاغة الشعرية في كتاب البيان والتبيين/ محمد علي زكي صباغ

-       معجم المصطلحات البلاغية/ أحمد مطلوب.

-       معجم البلاغة العربية/ بدوي طبانة.

 

الدعائم الرئيسية لمحاضرات وحدة البلاغة العربية:

من المنطلقات الآنفة الذكر جاء اهتمامنا في هذه الدروس التي قدمناها لطلاب السنة الأولى جامعي في شكل محاضرات مبسطة وشاملة مع توسيعها وتوثيقها وطبعها تعميما للفائدة، كان لمراجع البلاغة نصيب كبير في بلورتها وتوضيحها، كما كان التركيز على جزئية هامة أهملت عند المدرسين، وهي ضرورة تيسير تقديم الدرس البلاغي، وما من شك أن تبسيط المادة وجعلها مرجعا للطلاب لهو عمل شاق يقتضي ترتيب المادة وتنسيقها في موضوعات محددة لذلك جاء توزيع هذه المادة توزيعا منظما اعتمدت فيه على دعائم هامة منها:

- الوقوف على التعاريف السهلة والمفصلة ومناقشتها مناقشة بلاغية.

- ذكر ما تيسر من الوجوه البلاغية في ضوء الموضوع المبسط مع المثال التوضيحي.

- إرشاد الطالب إلى جماليات كلام العرب، وتوجيهه إليه، ولذلك كله جاءت الخزانة اللغوية لهذا العمل متنوعة اشتملت على موضوعات هامة، كالمفتاح ودلائل الإعجاز والبلاغة والتطبيق لأحمد مطلوب، وكتاب نشأة البلاغة، وتاريخ أشهر البلاغيين، وغيرها من المصادر، لذلك رأيت أن من الضروري تناول:

- مفهوم البلاغة والفصاحة والبيان، ونشأة علم البلاغة وإسهام الفرق الكلامية في نشأته.

- الأبواب البلاغية مع التركيز على مفهومي الخبر والإنشاء، والتفريق بين عمل النحوي وعمل البلاغي فيهما.

   إن هذا العمل البشري يعتريه النقص لا محالة، غير أنني اسأل كمال الإخلاص فيه لله تعالى، إذ به يحصل الأجر، وتتم الإفادة للطلاب، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.

                                                                                            د. رضوان شيهان