ملخص: 

تتدرج عملية إعداد البحث العلمي وإنجازه بعدة مراحل متسلسلة ومتتابعة ومتكاملة ومتناسقة في تكوين وبناء البحث العلمي وإنجازه، فلابد من الاضطلاع بهذه المراحل مرحلة بعد مرحلة بكل عناية وجدية وصبر وهدوء ودقة وعمق من طرف الباحث العلمي، حتى يصل إلى نتيجة إعداد البحث العلمي الكامل.

    إذا انتهى الباحث نسبيا من المرحلة الأولى (مرحلة اختيار الموضوع)، ووجد نفسه قد جمع من المادة العلمية ما يكفيه لصياغة بحثه (مرحلة جمع المادة العلمية)، ويكون قد قرأها قراءة علمية (مرحلة القراءة العلمية)؛ ينتقل إلى المرحلة الأخيرة من مراحل إعداد البحث العلمي ألا وهي مرحلة الصياغة والتحرير أو مرحلة الكتابة.

    وتجدر الإشارة إلى أن عملية  الصياغة والتحرير أو الكتابة إما أن تكون بحسب الفصول أو بالبحث كله، فالبعض يلجأ إلى تحرير  الفصل بعد أن يستجمع ما يلزمه من مادته العلمية، والبعض الأخر يجمع كل الفصول في عملية واحدة، وعلى الباحث أن يختار من الكيفيات بحسب ظروفه وإمكاناته.

  وتنطوي  مرحلة الصياغة والتحرير أو مرحلة الكتابة على عدة عناصر يتصل بعضها بالجانب الموضوعي وهي ما نسميها بالمعايير الموضوعية وتتعلق بالجانب المعرفي (المادة العلمية المحررة) وبالجانب الأسلوبي، وبعضها الآخر يتعلق بالجانب الشكلي وهو ما يجب أن يراعيه الباحث من المعايير الشكلية عند التحرير وتتضمن كيفيات الكتابة المستخدمة كالنقل والتلخيص والاختصار وغيرها وكذلك تقنيات التوثيق المعتمدة.