مدخل معرفيّ في الماضي البعيد، لم يكن للبحث دورا مؤثر في الحياة، حيث كانت هذه الأخيرة على سمة من البساطة والبدائية. غير أنه ومع نهاية القرن التاسع عشر، وحيث ازداد عدد البشر، وتكوّنت وانتشرت الصناعات الكبيرة، وظهرت رغبة وحاجة الإنسان لزيادة الإنتاج الزراعي والصناعي، فإن الحال تبدل وأصبح عندئذ للبحث مكانة ودورا بالغ الأهمية في مواجهة المشاكل وحلها. ومع تزايد الاقبال على البحث ظهرت حاجة إلى تحديد أصول وقواعد لإجراء هذا الأخير، وبمرور الوقت وتطور الفكر تكونت تلك الأصول والقواعد وتعددت وجوهها وطرائقها، وأضحت موادا تدرس في الجامعات وأصبحت من أسس تكوين الباحث وإعداده الإعداد السليم. تشكل المنهجية العلمية العمود الفقري لأي بحث -في العلوم الإنسانية (وغيرها من العلوم) - يهدف إلى إنتاج معرفة، أو يطمح لمراقبة وفهم السلوكيات والتغيرات الاجتماعية. وتظهر أهميتها في كونها تساهم في تأطير عمليات البحث (أي رسم مسار عملية البحث-الالتزام بخطوات وأدوات وطرق- بما يؤدي إلى اختصار الوقت والجهد (حصره في نطاق المشكلة المطروقة) والوصول إلى نتائج دقيقة وذات دلالة، وبما يتيح مجالا أكبر للإبداع والابتكار) الهادفة إلى فهم المجتمع أو تطوير سياسات أو برامج أو مشاريع من أجل إحداث تنمية أو تغيير إيجابي في المجتمعات. أي وبمعنى آخر تبرز أهميتها في كونها تساعد على إخراج أعمال بحثية رصينة تتضمن نتائج ومخرجات تؤدي دورا أساسيا في تخطيط الحكومات وتنظيم المؤسسات، وفي تكوين ثروة معلوماتية مهمة لعمل الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية. عموما، يهدف هذا المقياس إلى مساعدة الطلبة على القيام بدراسات علمية بطريقة منهجية هادفة، فالعمل البحثي في مجال العلوم الإنسانية يشبه إلى حد كبير العمل الطبي، إذ أنه يبدأ بتشخيص الحالة عبر اتباع أساليب علمية ممنهجة، ثم ينتقل إلى تحديد المسببات وفهم التفاعلات من أجل الوصول أخيرا إلى طرح الحلول ووصف العلاجات المتاحة. يغطّي هذا المقياس الموضوعات الأساسية في منهجية البحث العلمي، فيتناولها في خمسة محاور كبرى هي: المحور الأوّل: أساسيات حول البحث العلمي والباحث المحور الثّاني: مراحل إعداد موضوع بحثي "رسالة أو أطروحة أو مذكرة" المحور الثّالث: أدوات ووسائل هامة في البحث العلمي المحور الرّابع: مهارات وفنيات الكتابة العلمية المحور الخامس: مناقشة الرسالة
- معلم: ZITOUNI Abdelkader